المطربة الراحلة
((أسمهان )) آمال الاطرش
مسيرة فنية مع الصور
ولدت أسمهان واسمها الحقيقى آمال الاطرش على متن سفينة متجهة من اليونان الى بيروت فى العام 1917 والدها الامير فهد فرحان اسماعيل الاطرش من جبل العرب فى سوريا, ووالدتها علياء المنذر من بلدة حاصبيا فى الجنوب اللبنانى, كان والدها على صلة بالثورة السورية الكبرى التى اندلعت فى العام 1922 ضد الاستعمار الفرنسى, فأبعد عائلته عن دائرة الاحداث والشغب الى مصر.
وحين بلغت أسمهان عامها الـ 13 التحقت بشقيقها فى احدى الصالات الغنائية فى القاهرة, بعدها بثلاثة أعوام غنت أسمهان فى دار الاوبرا الملكية المصرية , سجلت أول أسطوانتها قبلها بعام واحد لقاء 20 جنيها, كمبلغ زهيد آنذاك.
تزوجت أسمهان من ابن عمها الامير حسن الاطرش ورزقت منه بابنتها الوحيدة كاميليا, لتتوقف عن الغناء لمدة أربع سنوات, ومن ثم تعود اليه فى العام 1937 بالاغنية الجميلة ( أين الليالى ) للشاعر أحمد رامي وألحان أحد عباقرة الموسيقى العربية محمد القصبجى, ثم غنت من ألحان شقيقها الموسيقار الكبير فريد الاطرش أغنية ( أوف يابا ), وبعدها بعام واحد لحن لها أغنية ثانية أسمها ( نويت أدارى) التى توافقت مع العام نفسه التى حصلت فيه على الطلاق من ابن عمها الامير الذى اعترض بقوة على استمرارها فى الغناء الذى كان يعتبر عيبا اجتماعيا فى منتصف القرن الماضى,
تعاونت أسمهان مع الفنان الكبير محمد عبد الوهاب فغنت من ألحانه الاغنية العذبة:
( محلاها عيشة الفلاح ) قدمتها فى فيلمها الاول (يوم سعيد) .
اتصالات مع المخابرات البريطانية بسبب علاقتها بأحمد حسنين باشا رئيس الديوان الملكى الذى كانت تغار عليه كثيرا الملكة نازلى تعرضت أسمهان للطرد من مصر, لكن صديقها الوفى محمد التابعى أنقذها من تنفيذ هذا القرار, وقبل وفاتها فى العام 1944 لعبت أسمهان بطولة فيلم ( غرام وانتقام) مع الممثل القدير يوسف وهبى , لكنها لم تشاهد العرض بسبب موتها مع صديقتها مارى قلادة غرقا فى احدى ترع مصر بعد أن انحرفت السيارة التى تقلهما عن الطريق فأحاط الغموض بطريقة وفاتها, كما كانت حياتها أيضا مملوءة بالاشاعات حول علاقتها بجهاز المخابرات الانجليزية بعضهم يصفها بـ ( الجاسوسة )
حول هذا الامر يقول المخرج نبيل المالح : هذا وصف خبيث وغير صحيح يطال فنانة بحجم اسمهان , فالحقيقة ليست كما يشاع, ففى العام 1941 قامت اسمهان بعقد صلة وصل بين أهلها فى جبل العرب فى سوريا والمخابرات البريطانية, على أن تقنعهم أن يقفوا الى جانب الحلفاء فى الحرب العالمية الثانية وأن يوقفوا التعامل مع حكومة ( فيشى ) الفرنسية المتعاملة مع ألمانيا النازية.
ويتابع المالح : وساعدها فى تحقيق هذا الامر طليقها حسن الاطرش شرط أن يعقد عليها زواجه من جديد , فوافقت أسمهان على هذا الطلب, وهى بذلك تكون قد شاركت بتغيير تاريخ المنطقة , فى رأيى أنا نحو الايجاب لا السلب, لانها حصلت جراء ذلك على وعد باستقلال سوريا عن الاستعمار.
وعن سر موتها الغامض يقول المالح : هناك شكوك كثيرة حول أن أسمهان تعرضت لحادث مدبر أدى الى وفاتها خاصة وأنها لعبت دورا كبيرا فى التاريخ السياسى أنذاك , وكانت تتباهى بذلك, مما دفع بجهات معينة أن تتخلص منها لانها تعرف أكثر مما يجب.
تعليق