الشاعر المصري المتألق
(( عبد الرحمن الناس الأبنودي ))
شاعر الناس والإحساس
الشاعر الكبير : عبد الرحمن الأبنودي (( عبد الرحمن الناس الأبنودي ))
شاعر الناس والإحساس
وحول تسميته "شاعر الناس" التي أطلقها عليه النقاد ...
قال :"جميلة أرجو أنني استحقها فنحن لأجل الناس نستمتع بالحياة وهم شيليني في العيون"
الرئيس التونسي زين العابدين بن علي قلد ه الصنف الأول من وسام الاستحقاق الثقافي 0
عاصر جيل الحداثة في مصر وشهد تحولات سياسية واجتماعية مختلفة0
يامنه
والله وشبت يا عبد الرُّحمان ..
عجّزت يا واد .؟
مُسْرَعْ؟
ميتى وكيف؟
عاد اللي يعجّز في بلاده
غير اللي يعجز ضيف.!!
هلكوك النسوان؟
شفتك مرة في التلفزيون
ومرة .. وروني صورتك في الجورنان
قلت : كبر عبد الرحمان.!!
أمال انا على كده مت بقى لي ميت حول.!!
والله خايفة يا وليدي القعدة لتطول.
مات الشيخ محمود
وماتت فاطنة ابْ قنديل
واتباع كرم ابْ غبّان
وانا لسة حية..
وباين حاحيا كمان وكمان.
عشت كتير.
عشت لحد ماشفتك عجّزت يا عبد الرحمان.
وقالو لي قال خَلَّفت
وانت عجوز خلَّفت يا اخوي؟؟
وبنات..!!؟
أمال كنت بتعمل إيه
طيلة العمر اللي فات؟
دلوقت ما فقت؟
وجايبهم دِلْوكْ تعمل بيهم إيه؟
على كلٍّ..
أهي ريحة من ريحتك ع الأرض
يونسُّوا بعض.
ماشي يا عبد الرحمان.
أهو عشنا وطلنا منك بصة وشمة.
دلوك بس ما فكرت ف يامنة وقلت: يا عمة؟؟
حبيبي انت يا عبد الرحمان
والله حبيبي .. وتتحب.
على قد ماسارقاك الغربة
لكن ليك قلب.
مش زي ولاد الكلب
اللي نسيونا زمان
حلوة مرتك وعويْلاتك
والاّ شبهنا..؟
سميتهم إيه؟
قالولي : آية ونور.
ماعارفشي تجيب لك حتة واد؟
والاّ أقولك :
يعني اللي جبناهم..
نفعونا في الدنيا بإيه؟
غيرشي الانسان مغرور.!!
ولسه يامنة حاتعيش وحاتلبس
لمّا جايب لي قطيفة وكستور؟
كنت اديتهمني فلوس
اشتري للركبه دهان.
آ..با..ي ما مجلّع قوي يا عبد الرحمان.
طب ده انا ليّا ستّ سنين
مزروعة في ظهر الباب
لم طلّوا علينا أحبة ولا أغراب.
خليهم..
ينفعوا
أعملهم أكفان.!!
كرمش وشي
فاكر يامنة وفاكر الوش؟
إوعى تصدقها الدنيا..
غش ف غش.!!
إذا جاك الموت يا وليدي
موت على طول.
اللي اتخطفوا فضلوا أحباب
صاحيين في القلب
كإن ماحدش غاب.
واللي ماتوا حتة حتة
ونشفوا وهم حيين..
حتى سلامو عليكم مش بتعدي
من بره الأعتاب
أول مايجيك الموت .. افتح.
أو ماينادي عليك .. إجلح.
إنت الكسبان.
إوعى تحسبها حساب.!!
بلا واد .. بلا بت..
ده زمن يوم مايصدق .. كداب.!!
سيبها لهم بالحال والمال وانفد
إوعى تبص وراك.
الورث تراب
وحيطان الأيام طين
وعيالك بيك مش بيك عايشين..!!
يو.....ه يا رمان..
مشوار طولان
واللي يطوِّله يوم عن يومه يا حبيبي .. حمار
الدوا عاوزاه لوجيعة الركبة
مش لطوالة العمر.
إوعى تصدق ألوانها صفر وحمر.
مش كنت جميلة يا واد؟
مش كنت وكنت
وجَدَعَة تخاف مني الرجال ..؟
لكن فين شفتوني ..؟
كنتوا عيال.!!
بناتي رضية ونجية ماتوا وراحوا
وأنا اللي قعدت.
طيِّب يا زمان..!!
إوعى تعيش يوم واحد بعد عيالك
إوعى يا عبد الرحمان.
في الدنيا أوجاع وهموم أشكال والوان.
الناس مابتعرفهاش.
أوعرهم لو حتعيش
بعد عيالك ما تموت.
ساعتها بس ..
حاتعرف إيه هوّه الموت.!!
أول مايجي لك .. نط
لسه بتحكي لهم بحرى حكاية
فاطنة وحراجي القط..؟
آ.. باي ماكنت شقي وعفريت
من دون كل الولدات.
كنت مخالف..
برّاوي..
وكنت مخبي في عينيك السحراوي
تمللي حاجات.
زي الحداية ..
تخوي ع الحاجة .. وتطير .
من صغرك بضوافر واعرة .. ومناقير.
بس ماكنتش كداب.
وآديني استنيت في الدنيا
لما شعرك شاب..!!
قِدِم البيت.
اتهدت قبله بيوت وبيوت.
وأصيل هوه..
مستنيني لما أموت..!!
حاتيجي العيد الجاي؟
واذا جيت
حاتجيني لجاي؟
وحتشرب مع يامنة الشاي .؟؟
حاجي ياعمة وجيت..
لالقيت يامنة ولا البيت ..!!
ومن روائع الشاعر الكبير
الذكريات
فــــات ..
أيوه فـــــــــــات ....
على الفراق .. سنــــــــــــــوات ..
لا اتغيرت قلوبنــــــــــــا ....
ولا اللى بينـــا .. مــــــــــات ..
مشيـــت إنت فى طـــــــــريق ..
وانا مشـــيت فى طــــــــــريق ..
اتارينـــــا يا حبيـــبى ..
شايلــــين نفـــس الحـــاجات ..
اتارينــــا تهنــــــــا ..
عن كــل حــــاجة ..
إلا الذكريــــــــات ..
إلا الذكريــــــــات .....
من المواقف الطريفة التي تعرض لها شاعرنا :
يروي أنه أتيحت له قبل منتصف الستينيان فرصة يقدم فيها كل يوم قصيدة من ديوانه بعد التحية والسلام من خلال البرنامج العام بالإذاعة المصرية , وحقق هذا البرنامج الرسائل والذي كان يحمل اسمه الديوان جماهيرية واسعة وساهم بشكل مباشر في عقد صلة قوية وحميمة بين الجماهير المصرية وكلماته 0
وقد طلبت منه إحدى دور النشر جمع هذه الرسائل في ديوان , فجمعه وسلمه لها وقامت بطبعه عدة مرات 0
والطريف ولم تكلف دور النشر هذه نفسها عناء وأن تعطيه حتي نسخة واحدة من هذا الديوان علي سبيل الهدية أو علي سبيل الأجر 0
والأطرف من ذلك , بل والأغرب من ذلك أن دور النشر هذه تعاملت مع الديوان كأنه لشاعر راحل أو مجهول المؤلف!
مما جعله يقوم بإعادة طبعه ليثبت :
أولاً- أحقيته في ملكيته 0
ثانياً – لأن الإنسان لا يجب أن يتبرأ ولا يخجل مما صدر عنه في أية مرحلة من المراحل
ثالثاً- لأن الكثيرين حنو إلي هذه الرسائل ويسألوه عنها في الكثير من أمسياته الشعرية التي كان يقيمها في الأماكن البعيدة
يقول شاعرنا يبدو الشعر في هذا الديوان تداعياً مرسلاً علي سجيته , لا إحكام , ولا بناء , ولا اهتمام بموسيقي , فقد كنت أعتمد فيه علي الأداء كعنصر أساسي من عناصر الكتابة , إذ كان شعراً ( للقول) ولمخاطبة الأذن العامة في علاقة تجاوب سريعة 0
وهي تجربة قد يراها البعض مفيدة و يراها البعض بعيدة الإفادة خاصة بعد أن تغير الزمن , وإنهارت الأحلام واكتشفنا أن الحياة ليست بسيطة إلي هذا الحد000
ولد عام 1938 بقرية أبنود محافظة قنا جنوب صعيد مصر0
الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي 0
تعليق