تويت
لماذا سميَّ المطرب صباح فخري
(( لأنه ولد في الصباح ولمحبة والدته للبنات ))
أشهر أغاني المبدع العملاق :(( لأنه ولد في الصباح ولمحبة والدته للبنات ))
أنا وحبيبي
البلبل ناغى
أحن شوقا
خمرة الحب
دومك دومك دوم
زمان يازمان
سكابا يادموع العين
على دلعونا
عالصالحيه
عالهيله
قل للمليحه
قدك المياس
لو تراني
موشحات لميلي
مالك ياحلوه
نوح الحمام موال
نعم موال
ياما اسعد الصبحيه
يا هادي اللص
ياسارق الابل
ياطيره طيري
يامال الشام
- منقول - خالديات
صباح فخري .. تزوجت فتاة عمرها 14 سنة لتبقى كبيرة في عيني
في حلب الشهباء ولد صباح فخري، وهي المدينة التي تسلم تأشيرة دخول الفنانين السوريين والعرب مجال الطرب، كيف تعاملت الشهباء مع ابنها ؟
- ولدت في مدينة حلب الشهباء مركز الثقل الفني في العالم العربي منذ القدم إلى الآن، فقد زارها كبار الموسيقيين كالفرابي وسيد درويش الذي تعلّم فيها أصول الطرب مدّة سنتين. كما زارها كبار الفنانين والمطربين الذين أخذوا شهاداتهم من مستمعي حلب وعلى رأسهم الأستاذ المرحوم محمد عبد الوهاب، الذي عاش قصة مع جمهور حلب وأخبرني بها عندما كنا نجتمع في فندق "دودان" بدمشق حيث كان يقيم، كان عبد الوهاب قد وقع اتفاقية لإقامة مجموعة حفلات في حلب ويوم الافتتاح تردد في الخروج وارتبك لأنه كان يراقب حضور الجمهور من وراء الستارة قبل انطلاق العرض ولم يرى إلا بعض الأفراد، فسأل المتعهد عن سر غياب الجمهور، فأجابه بأن هؤلاء هم اللجنة التي ستستمع إلى فنّك وإذا أعجبهم أدائك سيأتيك الجمهور غدا وإذا لم تعجبهم فلن تجد أحد يستمع إليك، وهذا هو قانون حلب،غنى عبد الوهاب وأبدع وأطرب وأقنع لجنة الاستماع وفي اليوم التالي غصت القاعة بالجمهور. أما كيف تعاملت معي حلب حين دخلت المجال الفني، فلا أبالغ عندما أقول أنني خضعت لعشرات الامتحانات، حلب لا ترحم ولا تجيز إلا من هو أهل للفن وللطرب الأصيل.
* متى إكتشفت أنك تمتلك صوتا جميلا ؟
- لست أنا من اكتشفت بل إكتشفوني، كان زوج أختي يزورنا عندما كنت أنا رضيع، وكان يتسلل إلى الغرفة التي أنام فيها و"يقرصني" وكنت أطلق عقيرتي بالبكاء وكان يعيدها في كل مرّة يزورنا فيها. الأمر الذي أدخل الشك في ذهن والدتي فقررت مراقبته وفعلا قبضت عليه متلبّسا وسألته عن السبب، فقال لها:"يا زوجة عمّي أحب بكاء هذا الطفل".
الاكتشاف الثاني والحقيقي تمّ في منزلنا، حيث كنا نسكن منزلا دمشقيا كبيرا يتسع لست عائلات، يتوسّطه صحن وأشجار ليمون، وكانت النسوة تجتمعن مساء للمزاح والحديث، وكنت أتسلق شجرة وأدندن بنغمات فانتبهت إليّ سيدة تمتلك صوتا جميلا واقترحت أن تعلّمني المواويل، وفعلا شدّني هذه السيدة وأصبحت أجالسها وعلّمتني أوّل موال في حياتي "غرّد يا بلبل وسلّي الناس بتغريدك، الله يتمّم عليك الجمال يا حلو ويزيدك"، ثم تتالت الجلسات مع النسوان وعلّمنني ما تيسّر من المواويل.
لمّا كبرت أصبح أخي يصطحبني من حين لآخر إلى سهرات الفنانين والأساتذة الكبارلأغني في حضرتهم، وأحصل على رضاهم مثل الأستاذ محمد رجب رحمه الله الذي علّمني أوّل موشح من ألحانه، والأستاذ السرّي درويش الذي درّس في تونس، والأستاذ إبراهيم درويش الذي لحّن لي أغنية خاصة كما علّمني إبنه العزف على آلة العود، وكبرت التجربة إلى أن ذهبت إلى الإذاعة السورية في دمشق.
ثم جاءت مرحلة حلب مع الفنان الشهير عازف الكمان الأستاذ سامي الشوّا، الذي كان يسكن بمصر ويأتي مرة بالسنة لزيارة أهله وأقاربه، وصادف أن سمع صوتي فاتصل بي وطلب مني مرافقته لتقديم حفلات في حلب وحمص وحما.
في دمشق تعرفت على فخري بيك البارودي، وكان قد افتتح معهدا للغناء وجمع فيه مواهب شابة، وجلب كبار الأساتذة من حلب لتدريسهم، كأستاذنا عمر البطش وأستاذنا مجدي العقيل والأستاذ عزيز غنّام، لكن لما سمعني فخري بيك ولاحظ تميّز صوتي عن بقية التلامذة، طلب مني البقاء في المعهد الموسيقي للدراسة والتعلم ومن ثم العدول عن فكرة الذهاب إلى مصر مع سامي الشوّا وتمكيني من أغنية أسبوعية تذاع في إذاعة دمشق مع راتب 250 ليرة سورية. فنالت الفكرة إعجاب الوالدة وكل العائلة لأن دمشق أقرب إلى حلب من مصر.
* كيف كانت علاقتك بوالد وما هو ترتيبك بين إخوتك ؟
- والدي الشيخ محمد رحمه كان رجل دين ورجل علم، علمني القرآن وعمري 5 سنوات. أذكره حين قال لوالدتي ذات مساء :"هات البشارة" فتساءلت والدتي عن السبب فأخبرها بأني قد ختمت القرآن. كما كان والدي أيضا شيخ طريقة صوفية وكان يأتيه المنشدون ويقيمون حلقات المدائح والأذكار وكنت أتابع وأستمع وهذا كان راء تربيتي الروحية واللغوية أيضا، وهي الأساس حسب إعتقادي لأن المعهد الموسيقي يقدم التربية التقنية.
تزوج والدي بأربعة نساء، لكنه لم يجمع بينهن، فأول زوجة أنجبت له ولدين وبنت وتوفيت. ثم تزوّج من والدتي التي أنجبت أربع شبان وبنت، أنا أصغرهم، ثم تزوّج الثالثة فكان لي منها أخ، أما الرابعة فلم تنجب وكانت والدتي هي من زوّجتها لأبي وبموافقتنا جميعا.
* من الذي سمّاك صباح ؟
- تمت التسمية لسببين، الأول هو أن والدتي جاءها المخاض في المساء وكان والدي غائبا مع المنشدين، وولدتني في الصباح، السبب الثاني هو رغبة والدتي في انجاب بنت بعد ثلاث شبان فسمتني.
* فخري هو اللقب الحقيقي للعائلة؟
- لا نحن نلقّب بـ"أبو قوس" فخري هو إسم فخري بيك صاحب المعهد الذي أعطاني لقبه.
* ألم يمانع والدك دخولك مجال الغناء خاصة وأنه رجل دين؟
- بتاتا، مع العلم أن البعض في تلك الفترة كانوا يطردون أبناءهم إذا علموا باحترافهم الفن، لا يسمحوا لهم حتى بدخول البيت ولا يزوّجونهم، لكن والدي وأهلي وعائلتي رحّبوا بالأمر مع بعض الاحتراز فحسمنا الأمر باجتماع حضر فيه الدكتور أبو غدّة والقرضاوي وعددّنا الفتاوى أمام من حلل ومن حرّم. وبناء عليه استقريت في دمشق صحبة أهلي وتفرغت لدراستي ثم عدت إلى حلب وواصلت تحصيلي الثانوي في المعهد العربي الإسلامي ثم درّست سنة كأستاذ في مدرسة ابتدائية ثم خدمت الجندية لمدة سنتين.
* ماذا علّمتك الجندية؟
- تحية العلم (يضحك)، الجندية التزام وانضباط واستعداد للطوارئ وللحروب .
* هل لمست سعادة والديك بنجاحك ؟
- والدي رحمه الله عمّر إلى سن 95 سنة، وكان سيّد الموقف وصاحب شخصية قوية، رجل علم ودين وطريقة يهابه الإنس والجن. كان يسعد حين يرى إبنه يحصد النجاح والشهرة لأن طموحه تحقق في إبنه "صباح" رغم ضعف الامكانيات.
أما الدتي فهي سيدة رائعة تعلمنا منها أشياء كثيرة،الحب والحنان والعطف والكرم، وكانت سيدة مجتمع وست صالون أما والدي فقد تعلّمت منه الرجولة والعنفوان وعفّة النفس.
* كيف هي علاقتك بإخوانك غير الأشقاء ؟
- طبعا هم إخوتي، بعد وفاة والدي رحمه الله أصبحت مسؤولا عن العائلة وأصبحت المرجع والقدوة بالنسبة لأشقائي حتى الأكبر مني سنّا فهم يشعرون بأني أحيطهم بالحماية والحنان والعطف.
* كم مرة تزوجت؟
- مرّتين، الزوجة الأولى رحمها الله أنجبت لي 3 أولاد محمد وعمر وطريف. أما زوجتي الثانية وهي مازالت عندي فقد أنجبت لي صبيّ واحد هو الفنان إبني أنس.
* كيف لفنان مثقف وواعي مثلك أن يتزوج فتاة عمرها 14 سنة ألا يعتبر ذلك ظلما في حقّها ؟
- لا أعتبر ذلك ظلما بقدر ما هو تكافئ، فالرجل كما يشعر والمرأة كما تبدو. تزوّجتها صغيرة حتى تبقى في عيني كبيرة ولائقة، ثم إنه لا إكراه في الدين وتم الزواج طبقا للشرع الاسلامي بواسطة صديق بيني وبين أهلها، فاتفقنا على كل شيء، المهر والزواج. فربّيتها وشعرت معي بحنان الأب وعطف الأخ وحب الزوج ولازالت تحس بذلك.
* كيف هي علاقتك بأبنائك؟
- أنا لا أفرّق بين أبنائي حتى لا تتسرب بينهم الغيرة كما حصل مع أبناء سيدنا يوسف، أنا سعيد بأبنائي وبأحفادي وثقتي فيهم كبيرة، جميعهم يتميزون بأصوات جميلة، خاصة أنس فهو يمتلك صوتا جميلا وأعتقد أن له مستقبل فني لما يتمتّع به من ثقافة واسعة فهو يسعى إلى نوع من الموسيقى العالمية التي تشدّ كافة الشعوب وتحاكي العقل.
* غنائك لساعات طويلة أدخلك إلى كتاب قينيس للأرقام القياسية ما السرّ ؟
- لا سر في ذلك، بل هو نتاج طبيعي لما قدّمه صباح فخري، نحن في حلب نغني لمدة ثلاث أيام متتالية دون انقطاع، يوم الحنة والتلبيسة والصباحية. لكن السر في نجاحي كيفية شدّ الجمهور لساعات متواصلة.
غنائي كان موجّها إلى الجالية العربية إثر إقامتي لحفلات في باريس ولندن وستوكهولم، وقد غنّيت في قاعة "نوبل للسلام" و"البالي دي كونغري" وقاعة "بيتهوفن" بحضور جماهير عربية وأجنبية شدّها غنائي المتواصل فلم تغادر القاعة، وكان ذلك أكبر تكريم في حياتي .
صباح فخري اثناء حفله الاخير في قرطاج - عدسة صالح الحبيبي * ما الفرق بين سيّد درويش مصر وعلي درويش دمشق؟
- سيّد درويش مصر أتى إلى مدينة حلب ليتعلم أصول الطرب وفعلا درس أربع سنوات، والشيخ علي درويش السوري أستاذ كبير نظم مؤتمر العمل سنة 1932 بحضور مجموعة كبيرة من أعلام الموسيقى منهم الباروني ديرلونجي والشيخ خميس ترنان، كما درّس في معهد الموسيقي في مصر بعد المؤتمر وكان محمّد عبد الوهاب أحد تلاميذته، فدرويشنا أقوى من درويشهم لأن المصريين كانوا يأتون إلى حلب للدراسة.
* صباح فخري سيرة ذاتية طويلة وعريقة ثرية بالأعمال والمناصب الكبيرة، مادا عن الأعمال الخيرية؟
- أنا أول سفير النوايا الحسنة قبل أن تخلق الجمعيات الخيرية كلها، لقد أقمت حفلات خيرية للمعاقين والمرضى ولمنظمة الأغذية والزراعة سنة 1968، وكنت أوّل فنان قام بحفل في فنزويلا وتبرّع بعائداته للعمل الفدائي وكان ذلك قبل أن تبدأ أم كلثوم برحلتها الفنية لتجمع الأموال للفدائيين.
* أراك تتعامل مع ابنك أنس بندية، هل تحن لطفولتك؟
- أسلوب الحياة تغيّر، ونمط التعامل بين جيلنا وبين آبائنا تغير، كنت أحب والدي ولكني أخشاه كثيرا ولم أكن حتى أنظر في عينيه ولم أتأكد من لونها إلا بعدما أن صرت أبا لثلاثة أطفال، الزمن تغيّر وأنا عكس والدي أمتلك لغة الحوار مع أبنائي منذ صغرهم، خاصة إبني أنس أريد أن أناقشه وأشركه في أعمالي.
* علمنا أنك إمتهنت أكثر من عمل خلال فترة الشباب، ما هي هذه الأعمال؟
- ليعلم مطربو اليوم خاصة أنني اشتغلت في معهد نسيج ومعمل اسمنت في دمشق وجابي نقابة (مقتصد) ومحاسب لدى محطة وقود ومؤذّن، وكان السبب في كل ذلك رغبتي في تعلّم الموسيقى، حيث كان الأساتذة في تلك الفترة ظالمين وبخلاء في العلم فكنا نخدمهم ونغسل لهم أرجلهم ونقضي لهم حوائجهم حتى يعلموننا، فكنت أعمل حتى أكسب قوتي وأدفع للأساتذة الذين علّموني. وعموما كان مدخولي من كل تلك المهن محدود جدا لكن لما بدأت حياتي الفنية بدأ الدخل الحقيقي.
* كيف هي علاقتك بالناس الذين اشتغلت معهم، هل تتذكرهم أو يذكرونك؟
- كلّما عملت في مكان إلا ووجدت كل الحب والتقدير وعلاقتي بهم لا تزال كما كانت منذ سنوات ولا يشعرون مني بتكبّر أو غرور، فزميلي في المدرسة وزميلي في الجندية وزميلي في النقابة كلهم يشعرون أن صباح لم يختلف منذ 45 عاما بل أصبحت الآن أساعدهم ماديا ومعنويا.
* هل تحس بأن لك نصيب من اسمك؟ هل كل أيامك صباح؟
- لكل إنسان قسمة ونصيب في الحياة، أنا صباح والصباح فيه جلاء ووضوح وهذا طبعي، أقول كلمة الحق ولو كانت على رقبتي ليس لدي ما أخفيه ولا أخشى لومة لائم، المهم عندي الانسجام مع الذات قبل الانسجام مع الآخر.
* من اختار لأبنائك أسماءهم؟
- أوّل أولادي محمّد، حمل إسم جدّه كما جرت العادة، ولإرضاء زوجتي حمل إبني الثاني إسم عمر وهو إسم جدّه لوالدته. أما عندما ولد أنس رغبت أن أسميه "إنسان" أردت له إسما متميزا، لكن أصدقائي رفضوا هذا الاسم لأنه غريب وقد يسبب له الإحراج في المدرسة. فاختصرت الحروف المكرّرة في كلمة إنسان فأصبح أنس وفيه الأنس.
تعليق