إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

البيت الدمشقي خلاصة تجارب عمرانية وبيئية راقية بملتقى للمثقفين والفنانين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • البيت الدمشقي خلاصة تجارب عمرانية وبيئية راقية بملتقى للمثقفين والفنانين

    ملتقى للمثقفين والفنانين
    البيت الدمشقي خلاصة تجارب عمرانية
    راقية يراعي المقاييس البيئية والاجتماعية



    دمشق - سانا
    تتميز مدينة دمشق القديمة بالبيوت السكنية المشهورة بأفنيتها الواسعة والمزروعة بالأشجار والأزهار وتصاميمها الضخمة ذات العناصر الثرية المتعددة من حيث وظائفها المتلائمة مع ظروف المناخ والبيئة المحيطة إضافة لما توفره التصاميم الخارجية من شروط الأمان المطلوبة لسكانها.
    وتغطي العمائر السكنية في مدينة دمشق نسبة لا تقل عن 60 بالمئة من المدينة القديمة ولكن لم يتبق منها سوى 41 منزلا أثريا داخل الأسوار و77 منزلاً موزعاً خارجها وكلها ترجع إلى العصر العثماني.
    والبيت الدمشقي هو خلاصة لتجارب عمرانية إسلامية راقية روعيت في تصميمه كل المقاييس البيئية والاجتماعية وأهم مميزاته أنه يضم شتى أنواع الزخرفة النباتية والهندسية ضمن فراغات وفضاءات ميزت الطراز السكني الدمشقي بأبهى أنواع البناء فأتى مرناً يتناسب مع الحياة اليومية للسكن حيث ينقسم إلى ثلاثة أقسام رئيسية أولها الحرملك وهو القسم الذي تعيش فيه الأسرة وأطلق عليه هذا الاسم منذ القرن السادس عشر وهو من أهم الأقسام ومخصص للمعيشة والحياة وفيه كل ما تحتاجه الأسرة من فراغات معمارية وفيه أماكن للنوم وفناءان مخصصان للعب الأطفال وللأمهات اللاتي يقمن بأدوارهن من طبخ وغسيل ونظافة وما شابه من ملحقات تتعلق بنشاط المرأة وعنايتها بمنزلها واسرتها.
    وخصص المعماري الدمشقي السلملك للقسم الرجالي أو الاستقبال وهذا القسم هو الوحيد الذي يدخله الرجال والزوار من خارج المنزل وله مدخل خاص قريب من المدخل الرئيس للمنزل دون الدخول إلى قسم المعيشة وكان كلما تعقدت الحياة الاجتماعية زاد فصله عن القسم الخاص بنشاط الأسرة وهو يلبي احتياجات الضيوف دون المرور بأجزاء البيت الداخلية.
    أما القسم الثالث أو الخدملك فيتميز بتقديم الخدمات التي يحتاجها المنزل من حمام ملحق وساقية لرفع المياه وأماكن لسكن الخدم وأيضاً إسطبل للخيول وهذا القسم كان يتعلق بطبقة الأعيان والتجار وكان له مساحة جيدة من المساحة العامة للبيت الدمشقي.
    ويضيف الباحثون إلى أجزاء البيت الدمشقي قسماً رابعا هو المدخل وغالبا ما يكون مدخلاً ضخماً له حضور قوي في الواجهة الرئيسة وله طريق منكسر لكي يمنع الاختراق المباشر لحرم البيت وللحفاظ على خزان الهواء البارد في الفناء.
    ويتميز عمران البيت الدمشقي بالحفاظ على البيئة وتوفير أكبر قدر ممكن من الماء في صحن الدار أو ما يقصد به البحرة التي تتوسط البيت وتعمل على ترطيب هواء المنزل على شكل قلب مائي يسمح للهواء البارد بالنزول ليلاً ليتحول هذا القلب إلى مكيف طبيعي يقوم بجذب الهواء البارد وطرد الهواء الساخن بالتعاون مع الواجهات الداخلية القليلة الفتحات مع المدخل المنكسر للحفاظ على برودة وإنعاش المكان أطول فترة ممكنة.
    كما يشكل الزجاج الذي خلطه الفنان السوري بالجص أو ما يعرف بالزجاج المعشق آلية سحرية في عكس الضوء وإضفاء أنوار معدلة تسمح للنور بالانعكاس الشفاف على أقبية البيت ومداخله وغرفه فيضفي ذلك لمسة صوفية آسرة تزيد المكان جمالا على جمال. ومن أهم هذه البيوت الدمشقية العريقة بيت خالد العظم الذي تحول إلى متحف للتوثيق التاريخي وبيت أسعد باشا العظم وقد تحول إلى متحف للتقاليد الشعبية في البزورية.
    وهناك بيت زين العابدين الذي تشغله مديرية المباني الأثرية ويعود إلى القرن الثامن عشر و بيت سليمان الذي تمَّ ترميمه مؤخراً ليكون مقراً لاتحاد الآثاريين العرب إضافةً إلى بيوت كثيرة كبيت جبري وبيت نظام وبيت السباعي وبيت القوتلي.
    وتشهد اليوم مدينة دمشق القديمة استثماراً ثقافياً لبنية البيت الدمشقي العريق وذلك بتحويل العديد من هذه البيوت إلى صالات لمعارض الفن التشكيلي وإقامة الأمسيات الفنية والثقافية واللقاءات الشعرية والأدبية مثل صالة عالبال للفنون التشكيلية ودارة بشار زرقان ودارة الفنون وتمر حنة وغاليري مصطفى علي وغاليري تاج محل.
    ويسجل البيت الدمشقي اليوم صورة معاصرة لتجمعات فنية اتخذت من فضائه اتجاهاً حداثياً لفنون عديدة أهمها المسرح حيث استفاد العديد من المخرجين والفنانين المسرحيين من عبقرية الأمكنة الدمشقية لما تقترحه من ألق خاص على العمل المسرحي وما توفره بقاعاتها وردهاتها من سينوغرافيا استثنائية لتقديم مناخات مشهدية وحالات فرجة خاصة كما حدث مع تجربة دارة الفنون في استقطاب أعمال مسرحية للعرض كما في تجربة المخرج أسامة غنم الأخيرة في عرضه حدث ذلك غداً الذي قدمه في أحد البيوت الدمشقية العتيقة الواقعة في حي مئذنة الشحم.
    سامر إسماعيل
يعمل...
X