تعلمت القراءة والكتابة والرسم بعد الخمسين
عنود الأحمد تقدم نموذجاً فريداً لعفوية اللوحة
عنود الأحمد تقدم نموذجاً فريداً لعفوية اللوحة
الحسكة - سانا
لم يمنعها عمرها الذي تجاوز الخمسين ومشاكلها الصحية في عينها من تحقيق حلمها في تعلم القراءة والكتابة فالتحقت عنود الأحمد من محافظة الحسكة بدورات تعليم الكبار لتحقيق طموحها في التعلم و ممارسة هوايتها في الرسم والنسج بعفوية لتعبر عما يجول في ذهنها من أفكار وتخيلات.
وعن ممارستها لهوايتها في الرسم قالت عنود الأحمد: تفرغت لممارسة هواية الرسم في الصيف الماضي حيث أنجزت نحو 1000 لوحة فنية لتضاف إلى رصيدي من الأعمال واللوحات الفنية التي امتازت بالتنوع وتجسيد المناظر واللوحات الطبيعية والعادات والتقاليد القديمة إضافة إلى اللوحات التي تعبر عن المناسبات الوطنية.
بدوره أوضح محمد الهجيج رئيس دائرة تعليم الكبار والتنمية الثقافية بالمحافظة أن الأحمد تعتبر قدوة و مثالا للنساء حيث استطاعت من خلال مثابرتها ترك بصمة في مجتمعها لافتا إلى أنها كانت تلتحق بأي دورة تقيمها الدائرة وتقنع بنات جيلها في الحي باتباع مثل هذه الدورات.
من جانبه وصف عيسى النهار عضو نقابة الفنون الجميلة رئيس مركز الفنون التشكيلية بالمحافظة الاحمد بانها فنانة غزيرة العطاء ومواضيعها متعددة وتمتاز بسرعتها في إنجاز العمل ورغم اختلاف المواضيع التي تتناولها إلا أنها تتمتع بخصوصية واحدة عبر استخدامها الخط الأسود الذي سرعان ما يدخل إلى تفاصيل العمل ليجسد نسيج اللوحة بعفوية طفولية.
وبين النهار أن الأحمد تتعامل مع الألوان بشفافية لاتخلو من الجاذبية كاستعمال اللون الأحمر المناسب لثوب المرأة الريفية والأسود الذي يناسب الرجل والبنفسجي لجدران الغرف أو الأثاث مشيرا إلى أن استخدامها لهذه الالوان يظهر قدرتها على التعامل مع واقعها الاجتماعي كما ان المصادر التي تأخذ منها عناصر عملها والتي تعتمد على الملاحظة الخارجية والتجربة الحسية والذاكرة الشعبية من حكايات وأساطير تدل على انها فنانة عفوية.
وقال النهار إن الأحمد استطاعت أن ترسم بخطوط سوداء على الورق الأبيض أشكالا إنسانية و نباتية و تراثية مع التركيز على إظهار بعض التفاصيل عبر استمرارية الخط الأسود الذي يذوب أو يختفي ضمن نسيج العمل وبالتالي يكون اللون جزءا من الموضوع والخط محور العمل.
من جهته اعتبر عبد الوهاب الحسين مدير المركز الثقافي العربي بالحسكة أن الأحمد حالة فنية نادرة خاصة أنها بدأت في عمر متأخر لتؤكد أن كل شيء ممكن في الحياة لافتا إلى نها بحاجة إلى رعاية واهتمام حيث يعمل المركز على عرض كافة أعمالها في المعارض الفنية التي يقيمها .
جوان حزام
تعليق