تويت
دراسة: النساء أسوأ من الرجال في ركن السيارة
من يتقن ركن السيارة، المرأة أو الرجل؟
أشارت دراسة علمية حديثة أجرتها جامعة بوخوم الألمانية إلى أن النساء أسوأ في ركن السيارة من الرجال. وحتى النساء ذوات سنوات من الخبرة في قيادة السيارات يفتقرن إلى الثقة الكافية في النفس لكي يتقنّ هذه المهمة بنجاح وبسرعة.
لا يوجد حكم مسبق حول النساء أكثر شيوعاً من كونهن أسوأ في قيادة السيارة من الرجال. ومن أجل معرفة مدى صحة هذا الحكم المسبق بشكل نهائي، قامت باحثة علم النفس البيولوجي في جامعة بوخوم الألمانية، كلاوديا فولف، بدراسة لتفنيد هذه "الأسطورة". وفعلاً أثبتت دراستها صحة هذا الحكم المسبق، وأن الأساطير لا تأتي من نسج الخيال فقط.
إخفاء هدف التجربة سر نجاحها
وتمحورت أبحاث كلاوديا فولف حول الآلية الدماغية التي تنشط عند القيام بركن السيارة وكذلك الفرق في هذه الآلية لدى الرجال والنساء. وخلصت الدراسة إلى وجود عاملين مهمين يلعبان دوراً لدى القيام بركن السيارة، بغض النظر عن جنس السائق، كما تقول الباحثة الألمانية: "العامل الأول هو الحس المكانيّ، أما العامل الثاني فهو تقييم الذات، وخصوصاً اعتقاد المرء بكونه سائقاً جيداً أو سيئاً".
وأجرت فولف اختباراتها على 17 سائقاً مبتدئاً و48 سائقاً ذي خبرة، تم اختيارهم بشكل متساو من كلا الجنسين. ويتلخص الاختبار في ركن سيارة في مساحات مختلفة الحجم وبطرق متعددة. وراعت الباحثة في اختيارها لسيارة التجربة البحث عن طراز لم يسبق لأي شخص من عينة التجربة قيادته. وتوضح كلاوديا فولف أن سبب هذا هو رغبتها في ضمان "إمكانية مقارنة المعطيات، وهذا ممكن فقط إذا قام السائقون بركن سيارة لم يسبق لهم الجلوس فيها من قبل". وعلاوة على هذا قامت الباحثة أيضاً بإخفاء غرض التجربة عن أفراد العينة، وذلك لمنع وقوع السيدات تحت ضغط أو إحساسهن بالتوتر، ولمنع ذلك من تشجيع الرجال وتعزيز ثقتهم في أنفسهم أثناء ركن السيارة.
ركن السيارة يبدأ في الدماغ
نتائج الدراسة أظهرت أن الرجال حققوا نتائج أفضل من النساء، حتى مع اختلاف المساحة المتاحة لركن السيارة أو طريقة ركنها. أما بالنسبة لسرعة ركن السيارة أو دقتها فدلت الدراسة على فروق واضحة بين الرجال والنساء. فالنساء احتجن إلى دقيقة كاملة بالمتوسط أكثر من الرجال لركن السيارة، بينما سجلت دقة إيقاف الرجال للسيارة في المساحة المتاحة ارتفاعاً نسبته 3 بالمائة عن النساء.
وتستنتج باحثة علم النفس البيولوجي بجامعة بوخوم أن الرجال يستطيعون التعامل عقلياً مع إدارة السيارة بشكل أسرع من النساء، كما أوضح اختبار الدوران العقلي، الذي تشرحه كلاوديا فولف بالقول: "في هذا الاختبار يطلب من الفرد مقارنة أشكال ثلاثية الأبعاد مع بعضها البعض والتفريق بين الأشكال المتطابقة والأشكال التي لا تعدو كونها انعكاساً في المرآة".
وبشكل عملي في الشارع تقول فولف إن هذا القدرة تسمح للسائق برؤية محيطه في مخيلته، مثل موقع السيارات المركونة بالنسبة لسيارته، أو بعد الرصيف عن عجلات السيارة، وكيفية تغير هذا الموقف عند تحريكه للسيارة.
القيادة فن وذوق... وتحدي
الدراسة أظهرة أن الفرق بين الرجال والنساء واضح فيما يتعلق بركن السيارة
وبحسب كلاوديا فولف، فإن معضلة النساء في ركن السيارة تبدأ منذ حصولهن على رخصة القيادة، مضيفة أنه "عندما يكون المرء سائقاً مبتدئاً، فإن حسه المكاني يكون سيئاً، وبالتالي فهو يركن السيارة بشكل سيء ... النتيجة هي ملاحظته لنقاط الضعف هذه، ما يضعف الثقة بالنفس في المرات المقبلة، مؤدياً بالنهاية إلى ضعف عام في القدرة على ركن السيارة".
حتى ازدياد خبرة سائقات السيارة لا يعني بالضرورة ازدياد ثقتهن في أنفسهن، بحسب نتائج دراسة كلاوديا فولف، خصوصاً فيما يتعلق بالمهمات التي تطلب تناسقاً حركياً مثل ركن السيارة، إذ إن الأحكام المسبقة حول ضعف النساء في ركن السيارة تجّذرت في عقليتهن، وأضعفت من ثقتهن في قدرتهن على ركن السيارة.
وتوصي باحثة علم النفس البيولوجي سائقات السيارات بالنظر إلى مهمة ركن السيارة كتحد، وليس كتهديد. لكن من ستكون قادرة على تعزيز ثقتها بنفسها والمجازفة ببعض الضرر لسياراتها من أجل إتقان ركن السيارة، خصوصاً في ظل غلاء تكاليف إصلاحات السيارات في ألمانيا؟
كلاوس دويزه/ ياسر أبو معيلق
مراجعة: طارق أنكاي
من يتقن ركن السيارة، المرأة أو الرجل؟
أشارت دراسة علمية حديثة أجرتها جامعة بوخوم الألمانية إلى أن النساء أسوأ في ركن السيارة من الرجال. وحتى النساء ذوات سنوات من الخبرة في قيادة السيارات يفتقرن إلى الثقة الكافية في النفس لكي يتقنّ هذه المهمة بنجاح وبسرعة.
لا يوجد حكم مسبق حول النساء أكثر شيوعاً من كونهن أسوأ في قيادة السيارة من الرجال. ومن أجل معرفة مدى صحة هذا الحكم المسبق بشكل نهائي، قامت باحثة علم النفس البيولوجي في جامعة بوخوم الألمانية، كلاوديا فولف، بدراسة لتفنيد هذه "الأسطورة". وفعلاً أثبتت دراستها صحة هذا الحكم المسبق، وأن الأساطير لا تأتي من نسج الخيال فقط.
إخفاء هدف التجربة سر نجاحها
وتمحورت أبحاث كلاوديا فولف حول الآلية الدماغية التي تنشط عند القيام بركن السيارة وكذلك الفرق في هذه الآلية لدى الرجال والنساء. وخلصت الدراسة إلى وجود عاملين مهمين يلعبان دوراً لدى القيام بركن السيارة، بغض النظر عن جنس السائق، كما تقول الباحثة الألمانية: "العامل الأول هو الحس المكانيّ، أما العامل الثاني فهو تقييم الذات، وخصوصاً اعتقاد المرء بكونه سائقاً جيداً أو سيئاً".
وأجرت فولف اختباراتها على 17 سائقاً مبتدئاً و48 سائقاً ذي خبرة، تم اختيارهم بشكل متساو من كلا الجنسين. ويتلخص الاختبار في ركن سيارة في مساحات مختلفة الحجم وبطرق متعددة. وراعت الباحثة في اختيارها لسيارة التجربة البحث عن طراز لم يسبق لأي شخص من عينة التجربة قيادته. وتوضح كلاوديا فولف أن سبب هذا هو رغبتها في ضمان "إمكانية مقارنة المعطيات، وهذا ممكن فقط إذا قام السائقون بركن سيارة لم يسبق لهم الجلوس فيها من قبل". وعلاوة على هذا قامت الباحثة أيضاً بإخفاء غرض التجربة عن أفراد العينة، وذلك لمنع وقوع السيدات تحت ضغط أو إحساسهن بالتوتر، ولمنع ذلك من تشجيع الرجال وتعزيز ثقتهم في أنفسهم أثناء ركن السيارة.
ركن السيارة يبدأ في الدماغ
نتائج الدراسة أظهرت أن الرجال حققوا نتائج أفضل من النساء، حتى مع اختلاف المساحة المتاحة لركن السيارة أو طريقة ركنها. أما بالنسبة لسرعة ركن السيارة أو دقتها فدلت الدراسة على فروق واضحة بين الرجال والنساء. فالنساء احتجن إلى دقيقة كاملة بالمتوسط أكثر من الرجال لركن السيارة، بينما سجلت دقة إيقاف الرجال للسيارة في المساحة المتاحة ارتفاعاً نسبته 3 بالمائة عن النساء.
وتستنتج باحثة علم النفس البيولوجي بجامعة بوخوم أن الرجال يستطيعون التعامل عقلياً مع إدارة السيارة بشكل أسرع من النساء، كما أوضح اختبار الدوران العقلي، الذي تشرحه كلاوديا فولف بالقول: "في هذا الاختبار يطلب من الفرد مقارنة أشكال ثلاثية الأبعاد مع بعضها البعض والتفريق بين الأشكال المتطابقة والأشكال التي لا تعدو كونها انعكاساً في المرآة".
وبشكل عملي في الشارع تقول فولف إن هذا القدرة تسمح للسائق برؤية محيطه في مخيلته، مثل موقع السيارات المركونة بالنسبة لسيارته، أو بعد الرصيف عن عجلات السيارة، وكيفية تغير هذا الموقف عند تحريكه للسيارة.
القيادة فن وذوق... وتحدي
الدراسة أظهرة أن الفرق بين الرجال والنساء واضح فيما يتعلق بركن السيارة
وبحسب كلاوديا فولف، فإن معضلة النساء في ركن السيارة تبدأ منذ حصولهن على رخصة القيادة، مضيفة أنه "عندما يكون المرء سائقاً مبتدئاً، فإن حسه المكاني يكون سيئاً، وبالتالي فهو يركن السيارة بشكل سيء ... النتيجة هي ملاحظته لنقاط الضعف هذه، ما يضعف الثقة بالنفس في المرات المقبلة، مؤدياً بالنهاية إلى ضعف عام في القدرة على ركن السيارة".
حتى ازدياد خبرة سائقات السيارة لا يعني بالضرورة ازدياد ثقتهن في أنفسهن، بحسب نتائج دراسة كلاوديا فولف، خصوصاً فيما يتعلق بالمهمات التي تطلب تناسقاً حركياً مثل ركن السيارة، إذ إن الأحكام المسبقة حول ضعف النساء في ركن السيارة تجّذرت في عقليتهن، وأضعفت من ثقتهن في قدرتهن على ركن السيارة.
وتوصي باحثة علم النفس البيولوجي سائقات السيارات بالنظر إلى مهمة ركن السيارة كتحد، وليس كتهديد. لكن من ستكون قادرة على تعزيز ثقتها بنفسها والمجازفة ببعض الضرر لسياراتها من أجل إتقان ركن السيارة، خصوصاً في ظل غلاء تكاليف إصلاحات السيارات في ألمانيا؟
كلاوس دويزه/ ياسر أبو معيلق
مراجعة: طارق أنكاي
تعليق