إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بقلم: عبد الله أبو راشد - الفنان عاصم زكريا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بقلم: عبد الله أبو راشد - الفنان عاصم زكريا

    الفنان عاصم زكريا
    في صالة الشعب للفنون الجميلة بدمشق
    تقاسيم انطباعية ملونة في ذكرى جلاء المستعمر الفرنسي

    عبد الله أبو راشد

    بمناسبة الذكرى السنوية السادسة والستين لجلاء المستعمر الفرنسي عن سورية، وتحت عنوان "الجلاء.. سيمفونية المجد" . أقيم معرض الفنان التشكيلي السوري عاصم زكريا، بالتنسيق مع اتحاد الفنانين التشكيليين، بالتعاون مع جمعية سيدات سورية الخير، وذلك مساء الأربعاء 25 نيسان 2012، في صالة الشعب للفنون الجميلة بدمشق. بحضور شخصيات رسمية ونقابية وجمهور عريض من المهتمين والصحفيين والإعلاميين.
    المعرض ضم سبعاً وثلاثين لوحة زيتية، ورسوماً مشغولة بتقنيات الفحم وقلم الرصاص، تنتمي في مجموع تجلياتها الأكاديمية المدرسية للاتجاهات الرومانسية (الرومانتيكية) في الفن. الزيتية في مقاييس وأطوال كبيرة نسبياً تليق بمقام المناسبة وبعنوان المعرض. وفيها ما فيها من توثيق أمين للذاكرة البصرية المعيشة في تلك المرحلة، والتي تجسد حركة الثوار السوريين وهيئاتهم الشكلية في التخطيط، والمواجهة والفروسية ومظاهر الاعتزاز والبطولة التي ألفها المجتمع السوري في مواجهته لقوات الاحتلال الفرنسي. وفيها رصد بصري متخيل لثورته الشعبية الممتدة إلى مختلف مناطق سورية، من الساحل السوري بقيادة الشيخ صالح العلي، والشمال بقيادة إبراهيم هنانو، وجبل العرب بقيادة سلطان باشا الأطرش، ودمشق وغوطتها وريفها على وجه التخصيص بقيادة حسن الخراط ورفاقه، ومعركة ميسلون وأبطالها بقيادة يوسف العظمة.
    وجدير ذكره أن الفنان عاصم زكريا مفتون بخياره الأكاديمي: الاتجاه الرومانسي وبتقنياته المعهودة في بناء اللوحة، القائمة على الرصف والبناء والتراكم الهندسي لمتواليات الشخوص والخلفيات والرموز، كضرورة فنية لاستكمال زخرفها الشكلي ومحتواها الموضوعي. منذ لحظة بزوغ الفكرة وصعودها في مختبر خياله وتصوراته الخطيّة الأولى على سطح الورق، مروراً بسباكة عجينته اللونية على باليت ألوانه، وانتقالها الرتيب بحرَفِية واضحة على قماش الخامة المعدة للرسم والتلوين، ورقص يده المرنة والخبيرة والمتحركة في فضاء التكوينات ورصف عناصره ومفرداته المتآلفة في متنها، بكامل هيبتها وزخرفها اللوني ومؤثراتها السردية والبصرية في عين المتلقي وبصيرته. وقدرتها على ترجمة مرئيات الفنان وأحاسيسه وانفعالاته ومساحة خياله التي تُضيف إلى زخم الواقع المعيش حلتها الرمزية. مسحة رومانسية مُمجدة للوطن والذات السورية المناضلة في حقبة التصدي لقوات الاستعمار الفرنسي. فيها تحليق في الوصف وجودة في تخير الملونات والدرجات اللونية المتناسقة، ومقدرة ملحوظة في تطويع طاقات الخامات والأدوات المستعملة خدمة راقية لتصوير أفكاره، وسرد متواليات نصوصه البصرية المتخيلة والمعيشة بآن معاً، من فنان عايش المرحلة طفلاً، ومُتذكراً في مرحلة استحضار الذاكرة البصرية الحافظة، ومتواليات الصور والأحاديث المنقولة شفاهة من محيطه الدمشقي.
    كل لوحة من لوحاته قصة بحد ذاتها، تكشف حقيقة المواطنة والانتماء لوطن سوري عزيز، يجتمع في واحتها السردية كل الثوار السوريين من مختلف الملل والنحل والأحزاب. وتبدي، بما لا يقطعه الشك، وحدة الوطن والمواطن السوري في خوض غمار معركة المجد والتحرر من قيود الاستعمار الفرنسي البغيض. ورسم معالم خياراته الوطنية والنضالية ومُحددات بوصلته المنشودة بالاتجاهات الصحيحة، لثواره ورايته الواحدة وبنادقهم الموجهة، والتي تعرف طريقها إلى صدور قوات البغي والاستعمار الفرنسي.
    لوحاته محلقة بمحتواها الموضوعي الموشاة بخيال فنان متسامٍ في مقولاته الفنية. ألوانها الداكنة والفاقعة، وتناسق التدريجات اللونية المتواترة فيها، والساعية إلى خلق بيئة إيقاعية شكلية متوازنة. مشمولة بجودة توزعها لبؤر الضوء والعتمة، وموشورات الظلال الحسية البادية على الوجوه والأماكن والشخوص، وجمالية الفكرة، تجعل منها صوراً حسيّة مؤثرة تُحرك العيون والعقول، وتدفع المتلقي إلى سبر أغوار ذاكرته واستعراض مرحلة مُضيئة من تاريخ سورية الحديث.
    عبد الله أبو راشد
يعمل...
X