إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الفنان أحمد بغدادي حالة إبداعية فريدة بالحرق على الجلد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الفنان أحمد بغدادي حالة إبداعية فريدة بالحرق على الجلد


    حالة إبداعية فريدة يقدمها الفنان أحمد بغدادي
    الحرق على الجلد.. تحريض المشاعر تجاه قيم المحبّة

    دمشق-الحرق على الجلد حالة فنية مبتكرة يتفرد بها الفنان التشكيلي أحمد بغدادي ويقدم من خلالها أحلام فنان يورق الطموح بداخله فيظهر بشكل عفوي على سطح لوحاته التي تتكون من جلد البقر والماعز فتتحول بفعل الموهبة الى كائن فني مذهل فيه دلالات على حضارة الفنان السوري وقدرته على الابتكار.

    إحساس داخلي يدفعه للمسير في حارات دمشق القديمة وفي الأماكن التي يرتاح لروءيتها فيعبئ روحه بالنشوة ويعود الى منزله المتواضع كي يمارس هذا الطقس الإبداعي الذي يتميز بالصعوبة والمشقة.

    ويقول الفنان أحمد بغدادي:"عندما أرى هذه الأبنية التراثية وهذه الأشياء الأصيلة قد أصبحت على رقعة الجلد لوحة فنية فيها العفوية والصدق أسند رأسي إلى الجدار وأنا مليء بالفرح والنشوة لأنني أضفت شيئا الى تراث وطني الجميل. "

    ويضيف: إن روحه وقلبه يأخذانه الى انجاز مثل هذه اللوحات لأنها تنقل إلى الأجيال القادمة مدى عبقرية الاجداد وتمكنهم من أسباب الحضارة وكي يقارن هذا الجيل بين ما يفعله هو وبين ما فعله آباؤه وأجداده الذين حملوه أمانة التقدم والحضارة فأهمل كثيرا منها بعد أن فتك الانترنت وما يشبهه من وسائل المعلوماتية الحديثة بعقول بعضهم علما أن شبابنا يمتلكون القدرة العقلية والذهنية والطريق مازال يحتمل أن يسيروا عليه بطموحاتهم التي نأمل أن يتجاوزوا من خلالها آباءهم وأجدادهم.

    ويرسم البغدادي الحارات القديمة بكل ماتختزنه من تفاصيل مجسدة للبيئة الشامية والسورية عموما والعربات والأحصنة ومفردات التراث والطبيعة والبورتريهات لشخصيات وقامات تاريخية وثقافية شكلت علامات فارقة في تاريخ سوريا.

    وللشاعر نزار قباني خصوصية ومكانة متميزة في وجدان الفنان البغدادي تتجلى في تكرار صوره على سطح لوحاته فهو من وجهة نظره أهم من مثل دمشق وحملها في قلبه بناسها وياسمينها وحمائمها اذ فرح لانتصاراتها وبكى لأحزانها بعشق لا نظير له وقال "أنا وجدت أن الشاعر الاكثر حبا للشام هو نزار قباني فالتقيت معه بالإحساس والعشق ودون قصد كما كان يفعل انبثقت صورته من كياني فأوجدتها كصقر يتأهب للطيران من مدينة الياسمين ".

    وبين الفنان البغدادي أن لوحته شديدة الحساسية وصعبة التقليد لأن أي خلل ولو كان بسيطا أو جزئيا يحولها إلى كائن علما انها تنجز على جلد البقر أو الماعز فتتحول الى مادة ابداعية لا تتأثر بعوامل الطقس والبرد والحر ولا يفسدها غبار.

    وأضاف البغدادي: إن طريقتي في العمل وتقنيتي تعتمد فقط على حرق الجلد دون اضافة أي مادة أخرى سواء أكانت ملونة أم حافظة لأن الجمالية موجودة والتقنية الدقيقة لا تقبل شيئا يفسدها حتى ولو كان جماليا فاللوحة تحافظ على كينونتها برغم الزمن وعوامله.

    وأكد أن لوحاته تقترب من الواقع فهو حريص على انجاز ما يمكن أن يتفاعل مع المجتمع والإنسان بشكل عام موضحا ان العمل الابداعي الذي ليس له احترام في الواقع يبقى مرفوضا مهما حاولت النظريات الغربية أو سواها أن تسوق له مشيرا الى ان ميوله للأشياء القديمة وتضمينها في لوحاته نابعة من دلالاتها وارتباطها بعادات يمكن الاعتزاز بها كدلة القهوة التي كان أجدادنا يهتمون بها وكانوا يلتفون حولها على المحبة والنقاء. وقال أطمح من خلال لوحاتي أن أحرض مشاعر أبناء وطني تجاه قيم المحبة والوفاء.

    وأوضح البغدادي ان موهبته كانت منذ الصغر قد انفجرت من عواطفه ولم يعلمه أحد شيئا ولم يدخل معهد أومدرسة فنية فالتجربة الأولى التي نجح فيها كانت الاجتهاد والاحتكاك بالفنانين والثقافة التي بحث عنها من خلال الاثار القديمة لافتا إلى أن الأبنية الأثرية طورت الرؤية الفنية عنده فوصل إلى ما وصل اليه دون تشجيع أو رعاية من أحد علما أنه الوحيد في سورية الذي يتقن هذه القدرة على حرق جلد البقر والماعز وتحويلها الى بنية حضارية زاهية يعتز بها الوطن عبر التاريخ.

    وأشار البغدادي الى أنه لم ينتسب حتى الان الى أي نقابة أو اتحاد علما انه واثق من لوحته وهي جواز سفر له الى أي مكان في العالم لأنه يعتبر الجهد الذي يبذله ليس قليلا وان الحالة لا مثيل لها في سورية وخارجها موضحا ان معرفة الناس والمثقفين بلوحاته أمر ضروري لا غنى عنه متمنيا على المعنيين ان يقفوا ولو بشكل جزئي بجانبه حتى يصل إلى ما يصبو إليه."سانا"

يعمل...
X