تويت
فَتْحُ السُّؤال.. غَلْقُ الجواب
الشاعر : عبد الكريم الناعم
الشاعر : عبد الكريم الناعم
فَتْحُ السُّؤال.. غَلْقُ الجواب
أسْأَلُ طِفْلَ (الماءِ) .. فَيَحْنو سيْفٌ ،
فِضَّةُ روحي تِسْأَلُ عنّي
ساقِيَةٌ مِن زَبَدِ الْوَقْتِ تَمُدُّ بِساطاًً
للطّاووسِ القابعِ في أعماقي
آنَ أُغَنّي
أَسْأَلُ زَهْرَ (النّارِ) عنِ الدَّنَفِ الكَوْنِيِّ
الدّالِفِ سِرّاً بينَ دمائي والنّورِ المُتَدَلّي
في فَلَكِ الجسدِ الرَّبِّيّْ
يَطْفَحُ زَهْرٌ أَصْفَرُ
نَوْرٌ أَخْضَرُ
تَخْرجُ لِلآ فاقِ أيائلُ تَعْدو ،
تَتْبَعُها الخُطُواتُ الزَُرْقُ ،
دُروبُ الرّوحِ تَفَتَّقُ وَرْداً بَرّيّاً ،
وطيورُ القلبِ تُهَوِّمُ في فَلَكٍ مِن
عُشْبِ الفِطْرةِ ،
" ياإبراهيمُ الدُّرّيُّ تَفَقَّدْ نَسْلَكَ
في الطُّرُقاتِ ،
الْكَوْكَبُ والقمرُ الشمسيُّ وآخِرُ
رؤيا القلبِ .. تَنَزَّلُ في
قَدَحِ البلوى الإنسيّْ
تَحْملني مِن عينِ ( العينِ)
لِنونِ الْ ( كُنْتُ ) فَيُقْلِعُ ( ياءُ )
(الألِفِ) الأولى ، يَخْرجُ منّي
يَدْخلُ فيّْ
أَدْخلُ سِرَّ ( الطّين ) الحاني فوقَ ضلوعِ
التَّوْقِ الأزليِّ الخارجِ مِن ذَرّاتِ الصّمتِ
على أجراسِ رذاذِ الماءْ
يَفْتَحُ كُوَّةَ بابِ ( الأيْلِ ) وبابِ ( الإيلِ)1
فَيَخرجُ مِسْكٌ مِن جَسَدٍ يَتَفَصَّدُ حُبّاً ،
يَخْرجُ أُفْقٌ يَحمِلُ دَنْدَنَةَ الأمداءْ
تَعْنو الأوتارُ لِقوْسِ ربابٍ تَيَّمَهُ
الإدْهاشُ فَأَحْنى أُفُقَ البوْحِ على داليَةِ
الوَقْتِ فَأَخْرَجَ ( آدمُ ) مِن جيبٍ في القلبِ ،
تَندّى عِشْقاً ،
أَخْرجَ عائلَةَ الأسماءْ
أَسْأَلُ لِينَ العُشْبِ .. وَفَوْحُ القلبِ
يكونُ ( هواءْ )
يا( هاءَ ) القُدْرةِ في دائرةِ الصّورةِ مُقْفَلَةً ،
مِن نقْطةِ ( باءِ البابِ) الأوّلِ ثَمَّ هلالانِ افترقا
فَتَهَطَّلَ خَمرٌ ، لَبَنٌ ، عَسَلٌ ، ماءْ
دَخَلا أُفْقَ ( الآدمِ ) و( الحوّاءْ )
فِشَرِبْتُ فَصارَ الأفْقُ حنينَ جَناحٍ يُبْحِرُ
في سَفَرِ الميناءْ
أسألُ.. أسألُ.. لايَشْتَعلُ القادحُ بينَ سؤالي
والزّمنِ المُتَمَدِّدِ سَطْحاً
بينَ الْكلْمةِ والأُذْنِ المَحْشُوَّةِ صلصالاً
فَاُهيجُ صُقورَ ذرىً أضناها الشّوقُ فَغَقَّتْ 2 ،
حينَ وَجَدْتُ شُعاعَ القبسِ الأوّلِ في خابية
الرّوحِ الجَذلى .. غَقَّتْ.. ، صَعَدتْ.. ، دارَتْ.. ،
دَوَّمَ فيَّ الإثمُ الأوّلُ ،
( قابيلٌ ) يَتَلَفَّتُ في بُرْديّْ
يَخرجُ منّي
يَدخلُ فيّْ
أَلصّخْرُ / الكلْمةُ كانتْ أَقْصَرَ دَرْبٍ .
قالتْ نَخْلةُ ذاكَ الْوَقْتِ لِأ هلِ السرِّ " دَعُوهُ "
..................................................
لاأَتَذكَّرُ ،
صارَ رَقِيمي أخلاطاً ،
أسْألُ.. أسْألُ.. أعْرفُ أنّي قد أَبْعَدَني الوهْمً
الفادحُ عن ناديكْ
آمُلُ ،
يسألني الرُّطَبُ المَخْبوءُ بأعلى السّعْفِ
فَأُمْسِكُ صوتي ، أَصْمُتُ ، أُسْأّلُ ، أَصْرخُ
حينَ يسيلُ مَرارُ قتامي خَوْفاً :
" ياربّاه
ياأللّهْ
مَشْغولاً كنتُ بِوَمْضٍ في أعماقِ
الرّوحِ يجيءُ قليلاً ،
مَشْغولاً بالجسدِ الرّمزيِّ القائمِ جَرَّةَ
أَخلاطٍ ،
و...بِشَكٍّ ضَوَّأَ غُصْنَ الأنسِ
الطّالع في ناديكْ
لُغتي فيكْ
كانتْ شُغْلي
جِهتي كانتْ
أَصْرخُ
أبكي
أَعْلَمُ أنَّ الشطَّ بعيدٌ
والماءَ كثيفٌ،
يابُشْرى البُشرى
أنْ أُرْضيكْ ..."
1 -الأيل: الوعل، و( الإيل) الإله ) إيل) معرّفا
-2- غَقَّ الصقر: صَوَّت
حمص في 17/3/1991
تعليق