إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من روائع الشنفري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من روائع الشنفري


    أقيموا بني أمي ، صدورَ مَطِيكم
    فإني ، إلى قومٍ سِواكم لأميلُ !

    فقد حمت الحاجاتُ ، والليلُ مقمرٌ
    وشُدت ، لِطياتٍ ، مطايا وأرحُلُ؛

    وفي الأرض مَنْأىً ، للكريم ، عن الأذى
    وفيها ، لمن خاف القِلى ، مُتعزَّلُ

    لَعَمْرُكَ ، ما بالأرض ضيقٌ على أمرئٍ
    سَرَى راغباً أو راهباً ، وهو يعقلُ

    ولي ، دونكم ، أهلونَ : سِيْدٌ عَمَلَّسٌ
    وأرقطُ زُهلول وَعَرفاءُ جيألُ

    هم الأهلُ . لا مستودعُ السرِّ ذائعٌ
    لديهم ، ولا الجاني بما جَرَّ ، يُخْذَلُ

    وكلٌّ أبيٌّ ، باسلٌ . غير أنني
    إذا عرضت أولى الطرائدِ أبسلُ

    وإن مدتْ الأيدي إلى الزاد لم أكن
    بأعجلهم ، إذ أجْشَعُ القومِ أعجل

    وماذاك إلا بَسْطَةٌ عن تفضلٍ
    عَلَيهِم ، وكان الأفضلَ المتفضِّلُ

    وإني كفاني فَقْدُ من ليس جازياً
    بِحُسنى ، ولا في قربه مُتَعَلَّلُ

    ثلاثةُ أصحابٍ : فؤادٌ مشيعٌ ،
    وأبيضُ إصليتٌ ، وصفراءُ عيطلُ

    هَتوفٌ ، من المُلْسِ المُتُونِ ، يزينها
    رصائعُ قد نيطت إليها ، ومِحْمَلُ

    إذا زلّ عنها السهمُ ، حَنَّتْ كأنها
    مُرَزَّأةٌ ، ثكلى ، ترِنُ وتُعْوِلُ

    ولستُ بمهيافِ ، يُعَشِّى سَوامهُ
    مُجَدَعَةً سُقبانها ، وهي بُهَّلُ

    ولا جبأ أكهى مُرِبِّ بعرسِهِ
    يُطالعها في شأنه كيف يفعلُ

    ولا خَرِقٍ هَيْقٍ ، كأن فُؤَادهُ
    يَظَلُّ به المكَّاءُ يعلو ويَسْفُلُ ،

    ولا خالفِ داريَّةٍ ، مُتغَزِّلٍ ،
    يروحُ ويغدو ، داهناً ، يتكحلُ

    ولستُ بِعَلٍّ شَرُّهُ دُونَ خَيرهِ
    ألفَّ ، إذا ما رُعَته اهتاجَ ، أعزلُ

    ولستُ بمحيار الظَّلامِ ، إذا انتحت
    هدى الهوجلِ العسيفِ يهماءُ هوجَلُ

    إذا الأمعزُ الصَّوَّان لاقى مناسمي
    تطاير منه قادحٌ ومُفَلَّلُ

    أُدِيمُ مِطالَ الجوعِ حتى أُمِيتهُ ،
    وأضربُ عنه الذِّكرَ صفحاً ، فأذهَلُ

    وأستفُّ تُرب الأرضِ كي لا يرى لهُ
    عَليَّ ، من الطَّوْلِ ، امرُؤ مُتطوِّلُ

    ولولا اجتناب الذأم ، لم يُلْفَ مَشربٌ
    يُعاش به ، إلا لديِّ ، ومأكلُ

    ولكنَّ نفساً مُرةً لا تقيمُ بي
    على الضيم ، إلا ريثما أتحولُ

    وأطوِي على الخُمص الحوايا ، كما انطوتْ
    خُيُوطَةُ ماريّ تُغارُ وتفتلُ

    وأغدو على القوتِ الزهيدِ كما غدا
    أزلُّ تهاداه التَّنائِفُ ، أطحلُ

    غدا طَاوياً ، يعارضُ الرِّيحَ ، هافياً
    يخُوتُ بأذناب الشِّعَاب ، ويعْسِلُ

    فلمَّا لواهُ القُوتُ من حيث أمَّهُ
    دعا ؛ فأجابته نظائرُ نُحَّلُ

    مُهَلْهَلَةٌ ، شِيبُ الوجوهِ ، كأنها
    قِداحٌ بكفيَّ ياسِرٍ ، تتَقَلْقَلُ

    أو الخَشْرَمُ المبعوثُ حثحَثَ دَبْرَهُ
    مَحَابيضُ أرداهُنَّ سَامٍ مُعَسِّلُ ؛

    مُهَرَّتَةٌ ، فُوهٌ ، كأن شُدُوقها
    شُقُوقُ العِصِيِّ ، كالحاتٌ وَبُسَّلُ

    فَضَجَّ ، وضَجَّتْ ، بِالبَرَاحِ ، كأنَّها
    وإياهُ ، نوْحٌ فوقَ علياء ، ثُكَّلُ ؛

    وأغضى وأغضتْ ، واتسى واتَّستْ بهِ
    مَرَاميلُ عَزَّاها ، وعَزَّتهُ مُرْمِلُ

    شَكا وشكَتْ ، ثم ارعوى بعدُ وارعوت
    ولَلصَّبرُ ، إن لم ينفع الشكوُ أجملُ!

    وَفَاءَ وفاءتْ بادِراتٍ ، وكُلُّها ،
    على نَكَظٍ مِمَّا يُكاتِمُ ، مُجْمِلُ

    وتشربُ أسآرِي القطا الكُدْرُ ؛ بعدما
    سرت قرباً ، أحناؤها تتصلصلُ

    هَمَمْتُ وَهَمَّتْ ، وابتدرنا ، وأسْدَلَتْ
    وَشَمَّرَ مِني فَارِطٌ مُتَمَهِّلُ

    فَوَلَّيْتُ عنها ، وهي تكبو لِعَقْرهِ
    يُباشرُهُ منها ذُقونٌ وحَوْصَلُ

    كأن وغاها ، حجرتيهِ وحولهُ
    أضاميمُ من سَفْرِ القبائلِ ، نُزَّلُ ،

    توافينَ مِن شَتَّى إليهِ ، فضَمَّها
    كما ضَمَّ أذواد الأصاريم مَنْهَل

    فَعَبَّتْ غشاشاً ، ثُمَّ مَرَّتْ كأنها ،
    مع الصُّبْحِ ، ركبٌ ، من أُحَاظة مُجْفِلُ

    وآلف وجه الأرض عند افتراشها
    بأهْدَأ تُنبيه سَناسِنُ قُحَّلُ ؛

    وأعدلُ مَنحوضاً كأن فصُوصَهُ
    كِعَابٌ دحاها لاعبٌ ، فهي مُثَّلُ

    فإن تبتئس بالشنفرى أم قسطلِ
    لما اغتبطتْ بالشنفرى قبلُ ، أطولُ !

    طَرِيدُ جِناياتٍ تياسرنَ لَحْمَهُ ،
    عَقِيرَتُهُ في أيِّها حُمَّ أولُ ،

    تنامُ إذا ما نام ، يقظى عُيُونُها ،
    حِثاثاً إلى مكروههِ تَتَغَلْغَلُ

    وإلفُ همومٍ ما تزال تَعُودهُ
    عِياداً ، كحمى الرَّبعِ ، أوهي أثقلُ

    إذا وردتْ أصدرتُها ، ثُمَّ إنها
    تثوبُ ، فتأتي مِن تُحَيْتُ ومن عَلُ

    فإما تريني كابنة الرَّمْلِ ، ضاحياً
    على رقةٍ ، أحفى ، ولا أتنعلُ

    فإني لمولى الصبر ، أجتابُ بَزَّه
    على مِثل قلب السِّمْع ، والحزم أنعلُ

    وأُعدمُ أحْياناً ، وأُغنى ، وإنما
    ينالُ الغِنى ذو البُعْدَةِ المتبَذِّلُ

    فلا جَزَعٌ من خِلةٍ مُتكشِّفٌ
    ولا مَرِحٌ تحت الغِنى أتخيلُ

    ولا تزدهي الأجهال حِلمي ، ولا أُرى
    سؤولاً بأعقاب الأقاويلِ أُنمِلُ

    وليلةِ نحسٍ ، يصطلي القوس ربها
    وأقطعهُ اللاتي بها يتنبلُ

    دعستُ على غطْشٍ وبغشٍ ، وصحبتي
    سُعارٌ ، وإرزيزٌ ، وَوَجْرٌ ، وأفكُلُ

    فأيَّمتُ نِسواناً ، وأيتمتُ وِلْدَةً
    وعُدْتُ كما أبْدَأتُ ، والليل أليَلُ

    وأصبح ، عني ، بالغُميصاءِ ، جالساً
    فريقان : مسؤولٌ ، وآخرُ يسألُ

    فقالوا : لقد هَرَّتْ بِليلٍ كِلابُنا
    فقلنا : أذِئبٌ عسَّ ؟ أم عسَّ فُرعُلُ

    فلمْ تَكُ إلا نبأةٌ ، ثم هوَّمَتْ
    فقلنا قطاةٌ رِيعَ ، أم ريعَ أجْدَلُ

    فإن يَكُ من جنٍّ ، لأبرحَ طَارقاً
    وإن يَكُ إنساً ، مَاكها الإنسُ تَفعَلُ

    ويومٍ من الشِّعرى ، يذوبُ لُعابهُ ،
    أفاعيه ، في رمضائهِ ، تتملْمَلُ

    نَصَبْتُ له وجهي ، ولاكنَّ دُونَهُ
    ولا ستر إلا الأتحميُّ المُرَعْبَلُ

    وضافٍ ، إذا هبتْ له الريحُ ، طيَّرتْ
    لبائدَ عن أعطافهِ ما ترجَّلُ

    بعيدٍ بمسِّ الدِّهنِ والفَلْى عُهْدُهُ
    له عَبَسٌ ، عافٍ من الغسْل مُحْوَلُ

    وخَرقٍ كظهر الترسِ ، قَفْرٍ قطعتهُ
    بِعَامِلتين ، ظهرهُ ليس يعملُ

    وألحقتُ أولاهُ بأخراه ، مُوفياً
    على قُنَّةٍ ، أُقعي مِراراً وأمثُلُ

    تَرُودُ الأرَاوِي الصُّحْـمُ حَوْلي كأنّـها
    عَـذَارَى عَلَيْهِـنَّ المُلاَءُ المُذَيَّـلُ

    ويَرْكُـدْنَ بالآصَـالِ حَوْلِي كأنّنـي
    مِنَ العُصْمِ أدْفى يَنْتَحي الكِيحَ أعْقَلُ

    أضعف فأناديك ..
    فأزداد ضعفاً فأخفيك !!!
يعمل...
X