إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رؤية فكرية نقدية "الإسلام في عيون الغرب"- المفكر العربي الراحل إدوارد سعيد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رؤية فكرية نقدية "الإسلام في عيون الغرب"- المفكر العربي الراحل إدوارد سعيد

    "الإسلام في عيون الغرب" رؤية فكرية نقدية
    المفكر العربي الراحل إدوارد سعيد
    دمشق - خالد عواد الأحمد:


    للشعور بالقلق أسباب دينية ونفسية وسياسية

    "الإسلام في عيون الغرب" رؤية فكرية نقدية

    ينقسم كتاب الإسلام في عيون الغرب الذي صدر هذا العام عن “دار هدى” في مدينة حمص السورية وقام بترجمته حيان الغربي إلى مقدمة أخذت اسم الكتاب وتسعة فصول وهي على التوالي “النظرة الشيطانية المحيطة بالإسلام” و”صدام الجهل” و”الإسلام والغرب، عنوانان لا يكفيان” و”الدور الاجتماعي العام للكتاب والمثقفين” و”نهاية أوسلو” و”تيار جديد في فلسطين” و”صنيع إسرائيل” و”خارطة الطريق إلى أين!” هنا قراءة في بعض الفصول التي تلامس عنوان الكتاب .

    في مستهل الكتاب يشيرالبروفسور إدوارد سعيد إلى أن وسائل الإعلام اليوم أصبحت تعيش في هوس اسمه “الإسلام” الذي يحتل في قاموسها الدارج أحد معنيين فقيرين ليس من الممكن قبولهما، فمن جهة يمثل الإسلام خطرالسلفية التي استردت نشاطها، والتي لا تشكل تهديداً بالعودة إلى العصور الوسطى فحسب، بل تهدد أيضاً بتدمير ما أسماه السيناتور “دانييل باتريك موينيهان” النظام الديمقراطي في العالم الغربي، ومن جهة أخرى فُرض على الإسلام “ تمثيل رد دفاعي مضاد لصورته الأولى، خاصة عندما ارتبط الأمر نتيجة للتأثيرات الجغرافية في السياسة الخارجية للدولة بالمسلمين الطيبين كالمجاهدين السعوديين والأفغان في مواجهة الاتحاد السوفييتي السابق، ويتماشى ذلك الرد الدفاعي مع المحاولة التوافقية السخيفة لمساواة الإسلام بالوضع الراهن في ذلك البلد أو غيره من البلدان الإسلامية، والتي ربما كانت تكتيكاً حصيفاً في الحالة الإيرانية أثناء الإزاحة الفعلية للشاه، ولكن بعد انقضاء تلك الفترة الحيوية وخلال أزمة الرهائن تحول التكتيك إلى عمل بارعٍ نوعاً ما .

    ويرى المؤلف سعيد أنه ليس في مقدور المرء العثور على فترة في التاريخ الأوروبي والأمريكي اللاحق للقرون الوسطى نوقش فيها الإسلام بشكل عام خارج إطار الانفعال والتحامل والمصالح السياسية، ويضيف: إن هذا الأمر لا يبدو اكتشافاً مدهشاً لكن التهمة تشمل سلسلة كاملة من الفروع العلمية والدراسية التي منذ بدايات القرن التاسع عشر، إما أطلقت على نفسها اسم الاستشراق أم حاولت أن تتعامل مع الإسلام بشكل منتظم، وطوال العصر الحديث كان ثمة توتر سياسي شديد محسوس بين الغرب ومشرقه (أو بين الغرب وإسلامه) لم تكن هناك نزعة للرجوع إلى العنف المباشر في الغرب، بل في البداية إلى وسائل مستقلة نسبياً لتصوير علمي موضوعي ظاهرياً، وفي هذا المنحى يتم توضيح الإسلام بشكل أكبر، وتظهر للعيان الطبيعة الحقيقية للتهديد الذي يشكله، ويُقترح منهج ضمني للتحرك ضده، وفي هذا السياق سينتهي كل من العلم والعنف المباشر بأن يصبحا شكلين من الافتئات على الإسلام .
    يضم هذا الكتاب مجموعة من المقالات التي كتبها المفكر العربي الراحل إدوارد سعيد حول صورة “الإسلام في عيون الغرب” ويحاول صاحب كتاب الاستشراف أن يبين أن جوهر النقاش الجاري حول الشرق أو حول العربي والإسلام مبني على الخيال، ويرى أن ثمة نمطاً من التفكير بدأ يسود منذ نهاية القرن الثامن عشر على الأقل وحتى يومنا هذا والقاعدة العامة لهذا التفكير الذي أصبح يُعرف بالتفكير الاستشراقي، هي تقسيم جغرافي تخيلي للعالم إلى جزءين غير متساويين، الأوسع و”المختلف” وما بينهما يُدعى الشرق، أما الآخر ويسمى أيضاً ب”عالمنا” فيدعىالغرب، وتحدث مثل هذه التقسيمات عندما تلجأ إحدى الحضارات إلى التفكير في حضارة أخرى مختلفة عنها، لكن من المثير للانتباه أنه حتى في الوقت الذي يُعتبر فيه الشرق وبشكل دائم جزءاً وضيعاً من العالم تُنسب إليه مساحات أكثر اتساعاً وإمكانات أكبر للسيطرة من الغرب، وحتى هذه اللحظة بقدر ما اعتُبرالإسلام من خصوصيات الشرق نُظر إلى مصيره الاستثنائي ضمن البنيان العام للاستشراق بعدائية وخشية خاصتين، وثمة عدة أسباب دينية ونفسية وسياسية وراء هذا الأمر لكنها تنبع مجتمعة من الشعورالعميق بالقلق لدى الغرب .
يعمل...
X