Announcement

Collapse
No announcement yet.

آخر الوراقين السوريين (( صلاح صلوحة )) في عصر الكتاب الالكتروني - خالد ع الأحمد

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • آخر الوراقين السوريين (( صلاح صلوحة )) في عصر الكتاب الالكتروني - خالد ع الأحمد



    صلاح صلوحة.. آخر الوراقين السوريين في عصر الكتاب الالكتروني



    عمله يحتاج إلى ( مال هارون ) و(صبر أيوب ) و( عمر نوح)


    حمص - موقع ومنتديات المفتاح


    الصحفي : خالد عواد الأحمد
    كان الوراق وهو الشخص الذي ينسخ الكتب يحظى بمكانة خاصة في المجتمع العربي والإسلامي لما يمثله من حلقة وصل بين العلماء والجمهور، ولم يكن الوراقون يهتمون بالخط الجميل فقط، وإنما كانوا يهتمون أيضا بصحة النسخ ودقة نقل النصوص، وكانوا أيضاً يبيعون الكتب ، بل إن الكثير منهم كانوا من أهل العلم والأدب أما في العصر الحاضر فقد اقتصر دور الوراق على بيع وشراء الكتب، وقد عرفت الكثيرمن المدن السورية ظاهرة الوراقين الذين يفترشون الأرصفة ولا تكاد تخلو مدينة سورية من هذه الظاهرة التي تباع فيها الكتب المستعملة المتوفرة والنادرة على حد سواء وإن كانت السلطات البلدية تلاحقهم وتمنعهم من ممارسة عملهم بحجة تشويه الوجه الحضاري للمدينة .
    وصلاح صلوحة واحد من آخر الوراقين السوريين في عصر تكنولوجيا الكتاب والتسويق الالكتروني، أمضى أكثر من أربعين عاماً في اقتناء الكتب حتى جمع منها أكثر من عشرة آلاف كتاب في مختلف ألوان المعرفة الإنسانية إضافة إلى أكداس مكدسة من المطبوعات العربية من مجلات ثقافية وسياسية وغيرها وهي تكاد تغطي تاريخ قرن كامل، والكثير من المجلات العربية الثقافية والفكرية ومجلات الأطفال التي يقتني مجموعات كاملة منها ، وخاصة تلك التي احتجبت، إضافة إلى الكثير من الوثائق النادرة، وتعتبر مكتبته التي أفرد لها مستودعاً يمتد على مساحة أكثر من /300/ متر مربع ، كنزا بكل المعايير وقبلة للباحثين من سوريا والوطن العربي والعالم، ومرجعاً للكثير من طلاب الجامعات في الداخل والخارج، ويتوق شيخ وراقي دمشق إلى أن يكون لديه (مال هارون) و(صبر أيوب ) و ( عمر نوح) ليكمل رحلته الممتعة مع الكتاب كما قال لنا في بداية هذا اللقاء معه:
    حول بدايات ولعه بالكتب يقول:
    بدأ شغفي بالكتب منذ العاشرة من عمري تقريباً، عندما تركت الدراسة في الصف الرابع الابتدائي والتحقت بالعمل مع والدي الذي كان يشتغل في بيع ( الهريسة) او ( البسبوسة) كما يسميها الدمشقيون، وكان والدي يرسلني الى أسواق دمشق لأشتري المجلات القديمة من اجل الصَّر، وكنت وأنا أقف على عربة والدي انشغل كثيراً بقراءة بعض المجلات السورية تحديداً، واذكر من هذه المجلات ( الاثنين – الكواكب- الجندي- العالم- الدنيا- المصور) ولم يكن عمري قد تجاوز الثانية عشرة، وكان بعض زبائن الحلوى تستهويهم قراءة المجلات القديمة مثلي فيأتون لشرائها، وهكذا وجدت أن ربحي من بيع المجلات يفوق ما اربحه من بيع الهريسة، وهكذا اتجهت إلى بيع وشراء المجلات أولاً، كما اتجهت إلى قراءة الكتب التي كنت اشتريها من ربحي في المجلات، وأذكر أن أول كتاب قرأته في تلك الفترة – أي في أوائل الخمسينيات- كان كتب ( بدائع الزهور في وقائع الدهور) الذي أعجبت به جداً حتى أنني قرأته أكثر من مرة، وبدأت بجمع الكتب وعندما أصبح لدي مجموعة كبيرة من الكتب نزلت إلى سوق الكتب المستعملة الذي كان يقام آنذاك في منطقة الصالحية وكان المثقفون يطلقون عليه اسم ( سوق عكاظ) وهناك تعرفت على الكثير من الطبقات المثقفة من الأدباء والصحفيين المعروفين الذين توطدت علاقتي بهم فيما بعد.
    ويضيف الوراق الدمشقي :
    في مطلع الستينات سافرت إلى لبنان وعملت هناك بائع صحف، وكنت من أوائل باعة لصحف والمجلات على إشارات المرور، وكانت مطبوعات دار الصياد (الأنوار والشبكة والصياد) من نصيبي، وخاصة بعد أن تعرفت على الصحافي الكبير الراحل سعيد فريحة الذي كان يشتري صحيفته مني كل يوم، وذات يوم قال لي: (سوف تكون معروفاً لو تابعت العمل في بيع الصحف بهذا النشاط .
    الرحالة المفلس !

    ويتذكر محدثنا جوانب من رحلته مع الكتاب قائلاً:
    في متصف السبعينات قمت برحلة برية في شمال افريقيا (مصر- ليبيا- تونس- الجزائر- المغرب) إضافة إلى اسبانيا أيضاً، ومن خلال هذه الرحلة الممتعة تعرفت على الكثير من الأدباء والفنانين والشعراء العرب مما زادني معرفة وتعمقا ًفي عالم الأدب والثقافة الذي كنت ولا أزال أعشقه. وبعد خمس سنوات من التجوال عدت إلى دمشق مفلساً من الناحية المادية، فاضطررت إلى بيع جزء من مكتبتي التي جمعتها قبل السفر وتلك الكتب التي أحضرتها من هذه الرحلات، وعدت إلى الرصيف من جديد أزاول مهنتي التي اعشقها، وبعد سنوات أصبح لدي أعداد كبيرة من الكتب في مختلف ألوان المعارف والعلوم الإنسانية التي كنت أحصل عليها تارة من العائلات التي توفي فيها صاحب هذه الكتب، وتارة أخرى من بعض المكتبات التي كانت تجري تصفية على كتبها أو من بعض الطلاب العرب الذين يضطرون لبيع كتبهم بعد انتهاء دراستهم، أومن المقيمين المسافرين للخارج، وخلال هذه الفترة تعرفت على الكثير من أعلام الثقافة والأدب والفن في سورية والوطن العربي ومنهم الشعراء محمد الحريري- محمد عمران- مصطفى البدوي – شوقي بغدادي- سعدي يوسف – ادونيس – عبد الله البردوني – ممدوح عدوان- حسن البحيري. ومن الأدباء
    عادل أبو شنب- معن زيادة – ومن الفنانين المرحوم لؤي كيالي – طارق الشريف – غازي الخالدي- فاتح المدرس – فواز الساجر- محمد ملص.
    الكمبيوتر الوراق
    وحول رأيه في الفارق بين وراق الأمس ووراق اليوم يقول صلوحة:
    هناك فرق شاسع بين وراق الماضي ووراق العصر الحديث، ففي القديم كان الوراق يخط الكتاب بيده ويحفظ الكتب المخطوطة، كما كان عالماً بأمورالكتب مثل ابن النديم في كتابه ( الفهرست) الذي يُعد أهم كتاب بيبلوغرافي عربي قديم تضمن كل تصانيف عصره، وربما كان الوراق آنذاك مؤلفاً أوشاعراً، ولكن الحال تغير منذ أن اخترع (غوتنبرج) آلة الطباعة التي سهلت عملية الطباعة ، وبدأت الكتب تُطبع بالمئات في ذلك الوقت، وفي القرن الماضي عندما دخلت المطابع إلى البلاد العربية بدأت حركة الطباعة وكثرت الكتب المطبوعة إلى أن جاءت آلة النسخ (الكوبي) ، وهنا بدأت تتغير ملامح مهنة الوراق حيث أصبح الكتاب النادر يُصور بدلاً من خطه، وللأسف انتهى اليوم دور الوراق بعد دخول مجتمعاتنا العربية عصرالمعلوماتية، وأصبح (الكمبيوتر) هو وراق العصر الحديث فكل ما تطلبه تجده في بضع ثوان.
    وعن اهتماماته الأخرى يقول الوراق صلاح صلوحة:
    لدي تجربة في كتابة الأدب الساخر وأحاول الآن نشر كتابين من هذه التجربة الأول بعنوان ( كشكول الوراق) وهو مجموعة نصوص قصصية وشعرية تعبرعن تجارب حياتية عشتها، والثاني بعنوان( رسائل الوراق) وهي رسائل أدبية إلى الأهل والأصدقاء كتبتها أثناء تجوالي في العالم، وقد كتبت في مقدمة الكتاب الأول:(إلى زوجتي التي لا تحب من الكتاب إلا غلافه – إلى أولادي الذين لديهم مكتبة كاملة للأطفال ولم يمسكوا قصة واحدة لقراءتها – إلى القراء الذين لديهم هواية جمع الكتب دون أن يقرأوها- إلى الذين يفاخرون بعدد الكتب المطبوعة لهم دون أن يقرأها غيرهم، أهدي لهم كتابي هذا ليزيد كتبهم الموضوعة فوق الرفوف ).
    كما أصدرت بمفردي منذ سنوات جريدة بعنوان (الكشكول) تتضمن مختارات طريفة من الموضوعات السياسية المنشورة في الصحف العربية، صدرت منها سبعة أعداد بشكل أسبوعي وزعتها مجاناً على الأصدقاء، وكذلك أصدرت جريدة ساخرة بعنوان ( الجرو) متابعا فيها مسيرة جريدة (الكلب) التي أصدرها المرحوم صدي إسماعيل ولكن لم يكتب لها الاستمرار. إلى جانب تجربتي في التمثيل التي جاءت من خلال تعاملي مع الكتب وتعرفي على كبار الأدباء والمثقفين والفنانين والمخرجين الذين وجدوا أن وجهي يناسب بعض الأدوار الفنية، وكانت مشاركتي في فيلم للمؤلف والمخرج محمد ملص بعنوان (الليل) أخذت دور جابي الباص الذي كان يقلُّ المجاهدين إلى فلسطين، ثم في فيلم (شيء ما يحترق) وهناك مسلسلات شاركت فيها ممثلا أيضاً ومنها مسلسل (عيلة خمس نجوم) ويوميات مديرعام) و(أخوة التراب ) .


  • #2
    رد: آخر الوراقين السوريين (( صلاح صلوحة )) في عصر الكتاب الالكتروني - خالد ع الأحمد

    عمر الطويل ان شاء الله ...

    شكرا لك يا سيدي المفتاح عالمقالة الرائعة..

    لا أعتقد أنه سيكون هناك يوما ما يمكن أمن يحل محل الأوراق؟؟؟؟

    Comment

    Working...
    X