إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحجاب الحمصي ومبتكرتيه (( زورا وحورية الطرشة )) - خالد ع الأحمد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحجاب الحمصي ومبتكرتيه (( زورا وحورية الطرشة )) - خالد ع الأحمد


    الزي الذي أثار الزوابع وحرّك المظاهرات في العالم :
    " زورا " و " حورية" الطرشة ابتكرتا " الحجاب الحمصي " وتديران معركته بهدوء وروِّية !

    حمص – شوكو ماكو

    الصحفي خالد عواد الأحمد :

    " زورا" و" حورية الطرشة" سيدتان حمصيتان لم تجمعهما مشاعر الأمومة والبنوة فحسب بل أكثر من ذلك جمعهما حب العطاء والابتكار بأرقى معانيهما فكرّستا سنوات طويلة من عمريهما في مجال تصميم الحجاب الشرعي للمرأة بأسلوب يجمع بين مفهوم الحشمة وأحدث خطوط الموضة، وهما وإن اتخذتا من هذا العمل وسيلة لكسب لقمة العيش إلا أنهما سعيتا كما تقولان إلى غاية أسمى وهي إشاعة هذا الزي الذي يعبر عن الحشمة والأناقة في آن معاً.

    وفي مسيرة حياة كل منهما محطات كثيرة مليئة بالتفاصيل الممزوجة بالأحلام والطموحات والآمال إلى جانب المصاعب والعقبات ولكنهما استطاعتا في نهاية المطاف أن تحققان الكثير من النجاحات لدرجة أن الحجاب الشائع في حمص اليوم والمسمى ( الحجاب الحمصي) ارتبط باسميهما وكان لهما ريادة تصميمه وتعميمه ليس في حمص فحسب بل في كل المدن السورية فالحجاب الذي أثار الزوابع وحرّك المظاهرات في شوارع العديد من دول العالم كفرنسا وتركيا تخوض السيدتان حورية الطرشة وزورا معركته بهدوء ورويِّة و " على نار هادئة " كما يقال ، ولذلك فإن قصة " أم عاصم الطرشة" ووالدتها " زورا" التشيكية التي جاءت إلى مدينة حمص السورية واستقرت فيها منذ أكثر من أربعين عاماً تستحق أن تكون أنموذجاً إنسانياً مشرفاً جديراً بالاحترام والاحتذاء لأنهما اختارتا تعميم هذا الرمز الإسلامي الذي يحمل الكثير من الدلالات الروحية والنفسية في زمن يلهث فيه الكثيرون وراء ما يثير الغرائز ويحرّك الرغبات الدونية .


    حول نشأتها الاجتماعية والظروف التي رافقت هذه النشأة تقول السيدة حورية الطرشة :

    ولدت في كنف والدين ليس في حياتهما سوى تربية أولادهم تربية صالحة ، وإعدادهم لحياة ناجحة على كل الأصعدة ، وأهم شيء زرعوه في شخصيتي وشخصيات أخوتي قيّم الصدق والإخلاص والوفاء ، وهكذا نشأنا منذ الصغر على أسس وتعاليم الإسلام لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) ، وبعد أن أنهيت دراستي الثانوية دخلت معهد التربية الرياضية وتخرجت بالمرتبة الأولى على دفعتي ، وبعد عام من ممارستي عمل التدريس شاء الله أن يتغير مجرى حياتي وتحجبت حيث كنت أضع الحجاب بطريقة اللف على الرأس عدة لفات ، وكنت أجد الكثير من المصاعب أثناء ممارسة عملي في تعليم الطلاب التمارين والألعاب الرياضية ، ومن هنا خطرت بذهني فكرة تصميم حجاب من القطن عبارة عن قطعتين سُمي فيما بعد بالحجاب الحمصي ، وكنت أول من صمم هذا النوع من الحجابات في حمص ، وعندما ذهبت إلى المدرسة وأنا أرتديه أُعجبت به زميلاتي المدرّسات وطلبن مني أن أصنع لكل واحدة مثيلاً له ونظراً لضيق وقتي أبدت أمي الفاضلة السيدة " زورا " استعدادها لصنع هذه الحجابات لزميلاتي وهكذا شاع هذا النوع من الحجاب في حمص شيئاً فشيئاً وأصبحت النسوة والفتيات من خارج حمص يطلبن هذا النوع .وسمي هذا الحجاب " زورا " نسبة لوالدتي وهي سيدة أجنبية من تشيكوسلوفاكيا شاءت لها الظروف أن تتزوج والدي مروان الطرشة عندما كان يتابع دراسته في براغ وجاء بها إلى حمص وسارا معا في دروب الحياة والنجاح .. كانت أمي تستيقظ منذ الساعة السادسة صباحاً وتبدأ بالقص والخياطة طوال النهار ، لأنها وبحمد الله اشتهرت بإتقان عملها والصبر وطول الأناة حين يتعلق الأمر بإكمال عملها ..وقد أثر العمل المتواصل خلال إحدى عشر سنة على صحتها، وهنا قررت أن نتبادل الأماكن واستأجرت غرفتين واشتريت أربع مكنات وبدأت العمل في مشغلي المتواضع . كانت مهمة والدتي الإشراف وتعليم الشابات على آلية العمل والقص والخياطة كي يبقى حجاب " زورا " بسوية عالية من الإتقان والجمالية .

    وأثناء هذه السنوات كنا نبتكر الموديلات الجديدة باستمرار فقد صممنا موديل القطعة الواحدة الذي تهافتت على شرائه الطبيبات والمدرسات والعاملات اللواتي تقتضي طبيعة عملهن الحركة الدائمة والسيدات كبيرات السن ، ثم صممت موديل الموصول بعد أن تحجبت ابنتي وهي في الثانية عشرة من عمرها وكنت أخاف عليها من وضع الدبوس تحت ذقنها وعندما كانت تعود من المدرسة كنت أُفاجىء بأن دبوس الحجاب ترك آثاراً مؤلمة على رقبتها، فأحببت أن أصنع ما يريحها ويريح بنات جيلها وأمهاتهن .

    أما السيدة زورا فقد أثبتت ومنذ مجيئها إلى سورية قبل أربعين عاماً كزوجة للسيد مروان الطرشة نجاحاتها المتتالية على الصعيد المهني والاجتماعي ، وعلى صعيد حياتها العائلية ، ففضلاً عن عملها في مجال تصميم الحجابات تمكنت من بناء أسرة على أسس متينة من دون التنكر إلى البلد الأم تشيكوسلوفاكيا .

    حول حكايتها مع الحجاب تقول السيدة زورا :

    تحجبت منذ حوالي ثلاث سنوات عن قناعة تامة بأهمية هذا النوع من الزي لأن بناتي جميعهن تحجبن فرأيت أنه من غير اللائق أن أظل بلا حجاب رغم أن نظرتي للحجاب في الماضي كانت نظرة استغراب وتعجب مثل كل الغربيات ولكن مع الزمن بدأت أفهم وأقدر غطاء الرأس هذا الذي يحمل الكثير من المعاني الروحية والنفسية .

    واسأل السيدة زورا :

    * كونك أجنبية مقيمة في سورية ألم تحتاجي إلى دعم من أحد لنجاح أعمالك ؟

    فتجيب : لم تخل حياتي العملية من تحديات كوني امرأة أجنبية في مجتمع لا يسمح فيه الرجال من يتفوق عليهم من العنصر النسائي ، ومع مرور الوقت استطعت أن أثبت قدراتي العملية لأكسب ثقة المجتمع في مدينة حمص وثقة الزبائن الذين يقصدوني من مختلف المحافظات السورية .

    * ما هي ميزة الحجاب الذي تصممينه مع ابنتك السيدة حورية ؟

    نتحرى دائماً في الحجاب الشرعي الذي نصممه أن يكون بالدرجة الأولى غطاءً للرأس التزاماً بما أمر الله عز وجل كي يحفظ المرأة ، فهدف الحجاب بالدرجة الأولى حماية المرأة التي حض الشرع الإسلامي على صونها والحفاظ عليها كأية درة نفيسة عندما نريد أن نحافظ عليها نضعها في علبة ثمينة وكذلك المرأة كلما تسترت وتحشمت زادت قيمتها وغلى ثمنها المعنوي .

    الحشمة والأناقة

    كيف استطعتما الموائمة بين هذا المفهوم الإسلامي ومواكبة خطوط الموضة فيما يتعلق بالحجاب ؟

    لاشك أن الموضة اليوم تلعب دوراً كبيراً في حياة الناس ولذلك عملنا جاهدتين على التوفيق بين مرضاة الله وأن ترتدي المرأة ما يجعلها تشعر بالأناقة ضمن حدود الموضة المعقولة فنحن دائماً نتابع عروض الأزياء في العالم ونشتري الأقمشة بألوانها ونوعياتها بما يتماشى مع ما ينزل في الأسواق من ملابس كي تكون المرأة محتشمة وأنيقة وقبل كل شيء أن تكون مرتاحة فهدفنا الراحة ، فعندما تضع المرأة العاملة حجابها لساعات طويلة إن لم يكن مريحاً فلن تقوم بعملها على أحسن وجه، إضافة إلى حرصنا على تحقيق الحشمة والأناقة في الوقت نفسه وإصرارنا الدؤوب أن يكون عملنا خالصاً لوجه الله .


  • #2
    رد: الحجاب الحمصي ومبتكرتيه (( زورا وحورية الطرشة )) - خالد ع الأحمد

    نشكر السيدة الوقورة على الجهد المبذول
    وعلى الأناقة والترتيب والفضيلة
    ونمتن للرائع المفتاح
    بالعطاء المستمر والنبض الساحر
    دمت يا باذخ الإبداع .
    أضعف فأناديك ..
    فأزداد ضعفاً فأخفيك !!!

    تعليق


    • #3
      رد: الحجاب الحمصي ومبتكرتيه (( زورا وحورية الطرشة )) - خالد ع الأحمد

      مشكور سيدي المفتاح على الموضوع الجديد الجميل
      ومشكورة هذه السيدة الفاضلة على ابداعها وعلى مجمل كلامها الذي ينم عن ثقافة ووعي
      عبير
      :p

      تعليق

      يعمل...
      X