ابتسامته الرقيقة التي لا تفارق وجهه، رقيه الإنساني وشفافة معاملته مع المرضى جعلاه مميزاً ومحبوباً محاطاً بمكانة ورفعة
الممرض "نواف عبد الباقي" لموقع "المفتاح": التمريض مهنة إنسانية سامية تحيي النفس وتنمي الروح
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ
"نواف عبد الباقي" ـ "أبو نضال" ممرض إنساني المبدأ والتعامل... يزاول مهنة التمريض منذ 50 عاماً... 34 عاماً موظفاً وله 16 عاماً متقاعد، عرف بصفاته الجليلة التي تقوم على الصفاء والسماحة ويحكمها الضمير الحي، أحبه الناس لعطائه في العمل وابتسامته الرقيقة التي لا تفارق وجهه عدا وفائه للآخرين، تجده يساعد المرضى دون مقابل أو أجر، يكتفي فقط بكلمة شكر تملأ قلبه بالحياة، وهو المولود في بلدة "ملح" عام 1936.
تقديراً وتكريماً لهذا المناضل... موقع "المفتاح" زاره في منزله في بلدة "ملح" التي تبعد مسافة 45 كيلو متراً إلى الجنوب الشرقي من مدينة "السويداء"، وكانت من فضله هذه المحاور:
* هل لك في البداية أن تروي لنا بعضاً من مراحل حياتك قبل وبعد مزاولة مهنة التمريض؟
** بدء رحلتي في هذه الحياة مزارع... تربيت على فضائل الأخلاق... وتشربت من مجتمعي أسمى مفهوم لمعاملة الآخر والإحساس به، بمعاناته وألمه، وهو مفهوم "الإنسانية". خلال خدمتي في الجيش امتهنت التمريض كممرض عسكري، ثم تحولت شهادتي إلى موظف مدني، بعد ذلك توظفت في منطقة "صلخد" لمدة 4 أعوام، ثم في منطقة "الغارية" 8 أعوام، ثم في منطقة "المشنف" عامين، ثم تعينت في مركز منطقة "ملح" الصحي، أزاول مهنتي منذ ذلك التاريخ... زاولتها مدة 34 عاماً، وبعد التقاعد كانت استمراريتي بها بشكل إنساني معطاء وشفاف، فإن احتاج مساعدتي أحد المرضى لا أتوانا عن مساعدته مهما كانت الظروف... سواء كانت مساعدته أن أعطيه إبرة دواء من أجل شفائه أو أن أفك قطب عمل جراحي قام به أو حتى أن اقتضى الأمر أن أشتري له الدواء من مالي الخاص، ولا أنتظر مقابلاً من هذا المريض سوى كلمة شكر، لا أتقاضى مالاً لقاء عملي لأن دافعي له إنسانيتي التي تشربتها وربيت عائلتي التي أحب عليها.
* كيف تتعامل وفق ما ذكرت مع المريض؟
** المريض مسؤوليتي وعلي أن أقدم له ما أستطيع من مساعدة... أذهب إليه إن كان في بلدتي "ملح" التي تربيت أو ما يحيطها من البلدات... وهناك مسألة هامة على الممرض أن يتسم بها قبل القيام بعمله عند المريض وهي أن يكون وجهه راضياً مشعاً بالسماحة والصفاء والابتسامة... هذه الصفات التي تتسلل إلى قلب المريض، تريحه وتخفف عنه آلامه وتجعله محاطاً بالحنان والطمأنينة... هذا العطاء الإنساني الذي نسجت منه نفسي، أقدمه بمحبة إلى مجتمعي... إلى كل مريض شاء لي قدري أن أساعده، أحياناً خلال اليوم كانت تتجاوز مواعيدي لدى المرضى 7 مواعيد، علي أن أذهب إليهم وفق الوقت المحدد، وألبي لكل واحد منهم ما تقتضي مساعدتي له حقنة إبرة أو فك قطب.. سواء كان هذا المريض في بلدتي أو خارجها في بلدات أخرى...
وأحياناً أدون المواعيد في أجندة حتى ألتزم بالوقت والموعد... بذلك أريحه من الذهاب إلى الطبيب مثلاً الذي يأخذ على فك كل قطبة 100 ليرة وأذكر أنني في كثير المرات كنت أوفر على المرضى الذي يريدون فك قطب العمل الجراحي المال والعناء من أجل الذهاب إلى المدينة وهم بحالة صعبة لإنجاز ذلك، دوري أني أريحهم من هذا العناء... ويكفي أنني أمنح من فضلهم الشكر والدعاء الذي يحيي النفس وينمي الروح، وهذا أقل شيء ممكن أن أقدمه لأهل بلدتي وعزوتي.
* مهنة التمريض كيف وجدتها في خضم تجاربك ومعايشاتك المجتمعية؟
** التمريض مهنة إنسانية سامية وأكثر من رائعة، وأنا أحبها وأحترمها، وأي ممرض إن لم يزل في عمله أو تقاعد ومارس التمريض على هذا النحو من الوعي والحكمة والشفافة... فإنه حتماً سيكون ناجحاً مميزاً محاطاً بمحبة وتقدير مجتمعه... وعليه أن يتذكر أن الإنسانية صورة النفس الحيّة المصحوبة بالضمير الحي والسماحة.
* هو مثال يحتذى به
المربِّ الأستاذ "غسان الصفدي" مدير ثانوية "ملح" والمدرس لمادة التاريخ، قال لموقعنا حول سمات الممرض "نواف عبد الباقي": «إنه مثال حقيقي للمواطن الصالح النقي، "أبو نضال" يتيمز بإحساسه العالي نحو واجبه الإنساني في المجتمع ونحو المرضى... يرى أن الناس جزء من كيانه وعليه أن يراهم كما يرى نفسه بعين الحكمة والتواضع والسماحة... ولم يزل بعد التقاعد يزاول مهنته باسمى عطاء واتقاد... يكفي أنه يحفظ التزامه مع كل مريض يطلب مساعدته في البلدة وما يحيطها من البلدات... لا يتكدر من أي وقت يذهب به إليهم سواء في الصباح أو في المساء حتى لو تقاطع ذلك مع واجباته الاجتماعية، فإنه يلبي مريضه دون توان على أكمل وجه يرضي مبادئه الرائعة»
ويضيف: «"نواف عبد الباقي" مثال للإنسان... إنه يشعر بقيمة معرفته ولا يبخل بها على أي شخص، يؤدي رسالته بتميز وعطاء، وهذا ما حقق له مكانته ورفعته... وهذا ليس بقليل، إنه مثال يحتذى وتسقط مبادئه على كافة المهن... فأي عمل إن ارتبط كماله بمفهوم الإنسانية سوف تكون جدواه مثمرة»
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
الممرض "نواف عبد الباقي"
المربّ الأستاذ "غسان الصفدي"
alaa gamall
[email protected]
0940920780
تعليق