Announcement

Collapse
No announcement yet.

المبدع ( عارف علوش ) عازف البزق والباغلما "- بديع صنيج

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • المبدع ( عارف علوش ) عازف البزق والباغلما "- بديع صنيج



    "عارف علوش" أَحبَها فأحَـبَّ معها "البزق"

    بديع صنيج


    ليس من باب الفكاهة وإنما انطلاقاً من الواقع يخبرنا عازف البزق والباغلما "عارف علوش" أن علاقته بآلة البزق وشقيقاتها "الباغلما والطنبور" بدأت مع فتاة أحبها وكانت تعزف على آلة "البزق"، يقول "علوش":

    «كنت في الصف الثالث عندما بدأت العزف على البزق إثر محبتي لفتاة تعزف على هذه الآلة، لكن محبتي للآلة استمرت وعلاقتي بها حافظت على عراها الوثيقة على عكس تلك الفتاة».

    ويضيف ابن الجزيرة عن كيفية تدربه وتطور عزفه وعن الأجواء الصعبة قبل تحقيق ذلك: «في الجزيرة لا يوجد أساتذة للعزف، ولكنني كنت أعمل في محل للموبيليا، وهناك صنعت آلتي الخاصة وبدأت أعزف عليها، وكنت كلما تعرفت على شخص لديه بعض المهارات في العزف، أتردد إليه كثيراً وأحاول أن أتعلم منه قدر المستطاع، واستمر الموضوع على هذا النحو حتى التحقت بالجيش، وهناك تعلمت العزف على الترومبيت، ودرست النوتة، وهذا ساعدني كثيراً في العزف على "البزق"».

    بعد أن كان "عارف" يعزف سماعياً ضمن فرق شعبية وفي السهرات، بات يجلب بعض النوتات التركية لآلة البزق، وبمساعدة الأستاذ "أحمد حسين" تعلم قراءة النوتة للآلات الوترية بدل النفخية، كما تعلم استبدال أزرار الترومبيت الثلاثة بالدوسات المختلفة للبزق، ولم يقف عند هذا الحد بل أسس مع "الحسين" مركز "نينوى" للموسيقا بالاشتراك
    العزف على زند آلته
    مع "زعيم كندش"، يقول "علوش": «اعتمدنا في تدريسنا على مراجع تركية في النوتة، وكنت أدرس آلة الباغلما وكان هناك إقبال كبير للطلاب، واستمريت في التدريس مدة سنتين من عام 1999 وحتى 2001، ثم انتقلت للسكن في حلب وتشاركت النشاط مع بعض الأصدقاء الذين افتتحوا محلاً للتسجيلات، وصرت أدرِّس في البيوت، وترافق ذلك مع بروز ظاهرة جديدة وهي إدخال النوتة إلى برامج الكمبيوتر، بحيث يقوم الأخير بعزفها، وهذا حقق لنا كمدرسي موسيقا مصداقية أكثر أمام الطلاب، وعلى صعيدي الشخصي استفدت من هذه التقنية كعازف من ناحية زيادة ثقتي بنفسي».

    أسس "علوش" بعد ذلك "فرقة شهناز" للموسيقا الشرقية مع بعض أصدقائه، وبدؤوا يقدمون الأمسيات الموسيقية كما شاركوا في فعاليات "موسيقا على الطريق"، إضافة إلى بعض نشاطات المركز الثقافي الفرنسي، واللافت في حديث هذا الموسيقي الجزراوي أنه ما زال يعتبر نفسه مبتدئاً لكونه لا يحمل شهادة أكاديمية في الموسيقا ويقول عن نفسه: «أنا مثل محل كبير لكنه غير مرخص، ويبقى مهدداً بالإغلاق في أي لحظة، ولذلك حاولت
    مع أحمد الدالي في ملتقى البزق
    الانتساب إلى المعهد العالي للموسيقا، لكن الأوان كان قد فات لأن عمري لم يسعفني آنذاك».

    وعندما سألناه عن اختلاف المستوى بين طلاب المعهد العالي والعازفين الهواة أوضح "عارف" أنه ليس هناك فارق كبير في مستوى العزف بين طلاب المعهد العالي والعازفين الهواة الذين لم ينتسبوا إلى المعهد قائلاً: «في حلب هناك مستويات لعازفين أهم من مستوى عزف طلاب المعهد العالي».

    ولعارف علوش مشاركات كعازف صولو في مركز الدراسات الفرنسية، والمركز الثقافي الروسي بدمشق، كما أن له عدة أغانٍ من ألحانه وبعض القطع الموسيقية، يقول في ذلك: «لحنت بعض الأغاني، ولكن ذلك يأتي بالمصادفة حيث كنت أكمل لازمة موسيقية لأحد أصدقائي أو أقترح له جملة لحنية، ولي بعض المقطوعات الموسيقية الخاصة بعيداً عن موضوع الغناء، إضافة لذلك سجلت ألبوماً للعزف المنفرد على آلة البزق يتضمن أجمل أغاني الفنان التركي "إبراهيم تاتليس" وحصل هذا التسجيل على صدى واسع لكون هذا الفنان معروفاً وأغانيه لها شهرتها خاصة أنها تنتمي إلى النمط الرومانسي الهادئ».

    ويعتبر ابن
    عارف علوش
    الاثنتين والثلاثين سنة أن أحلامه بدأت تتحقق بعد طول انتظار وأهمها العزف على خشبات مسارح دار الأوبرا السورية لافتاً إلى أهمية ملتقى البزق الأول والتي تكمن في أنه قبل عشر سنوات لم يكن لتلك الآلة وجود فعلي ولا حتى معاهد تقوم بتدريس العزف عليها، أما الآن فهي منتشرة بعض الشيء وفي هذا عزاء ولو قليل لمحبي هذه الآلة.


Working...
X