إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المرأة بين مطرقة التقاليد وسندان الواقع ((وكيف صّورتها الدراما العربية ))

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المرأة بين مطرقة التقاليد وسندان الواقع ((وكيف صّورتها الدراما العربية ))

    المرأة بين مطرقة التقاليد وسندان الواقع
    ((وكيف صّورتها الدراما العربية ))
    - منقول -
    إشكالية صورة المرأة في الدراما العربية ثقافة سائدة..أم نظرة دونية

    بهية مارديني

    “اخرسي وليه” بهذه “الشتيمة” قد يفاجئك مسلسل باب الحارة السوري الناجح ذي الأجزاء المتعددة ليقدم للمشاهد نموذجا للمرأة لا أسوأ ولا اقل تقديرا وصورة قد تفتش عنها في الواقع ولا تجدها، إلا أن الشتائم والتصغير والتقليل من شان المرأة غير بعيدا عن أجواء أجزاء المسلسل الدرامية ..المرأة الجاهلة التي يتم شتمها هي المرأة التي يستغلها الرجل.. المرأة الثرثارة المرأة الساذجة الزوجة الثانية ..المرأة الضعيفة أو القوية الغبية أو المرأة الحكيمة التي ُتقحم إقحاما بدور باهت لتبدو عركتها السنين بينما تقدم الأمثال والحكم ..ولا تقل مسلسلات عدة مصرية أم سورية عن تناول نفس الصورة للمرأة ، بكثير مما يبعث الشجن والدهشة.
    لكن الخطير إن هذه المسلسلات التي ُيعد بعضها لشهر رمضان لضمان اكبر مساحة ُمشاهدة ، ولضمان وصول المسلسل إلى كل منزل، هذه المسلسلات أصبح لها صدى ايجابيا لدى الرجال والنساء وكسرت كل ما قيل عن حرية المرأة وبات الشباب يبحثون عن صورة فتاة للزواج تشبه صورة فتيات باب الحارة …خانعات راضيات يمد لهم الرجال أرجلهن في “الطشت” لتقول الفتاة لزوجها كلمات الانصياع مع مرور المياه بين أصابع قدميه وأصابعها تفركان الأوساخ المتراكمة .
    انها الصورة النمطية للمرأة الأنثى التي يتم تربيتها في مجتمعاتنا بشكل عام لا لتكون شريكا او ندا بل لتكون خادمة للرجل او مصدر متعة او حاملة لأطفاله ..
    صورة المرأة التي يقال انها تحسنت ما اشعر بالأسف له أن أقول انها تزداد مأساوية وسوداوية في وسائل الاعلام و الاعلان .
    ما تؤكده أمل الهواشنه وهي ناشطة في حقوق المرأة في الأردن ان وضع المرأة يعود إلى الوراء باستمرار والدراما جزء من أجزاء وأسباب وضع المرأة المتردي من حيث تصوير وضعها بأنها المرأة والرجل معا وان هذا هو دورها في العمل وتربية الأطفال ولكنها ان أرادت ان تأخذ حقا من حقوق الرجال كان لها المجتمع بالمرصاد وتعود سيدة في إطار المسموح والممنوع.
    المرأة الزوجة و الأم و الأخت و الحبيبة، تم رسم علاقتها بالرجل و موقفه منها موقفا تابعا حيث نظر إليها أحيانا عبر رغبته الغريزية، فاختزلها في الجسد، و أحيانا وجد فيها أداة إنجاب وظيفتها في البيت تنتظره ، لم يتم الاهتمام بالمرأة ككيان إنساني، كمربي للأجيال ولم يقدمها إلا من خلال علاقته الجنسية الشرعية او غير الشرعية بها، لينتهي بها إلى جسد مصدر اللذة، فمن يدافع عن المرأة في مجتمعاتنا وهل السبب ان معظم كتاب الدراما رجال ام السبب ان المجتمع بأكمله مجتمع ذكوري من ُيخَلص المرأة من أسر الجسد، وصورتها الراهنة ، صورة الجسد واختزال المرأة في جسدها، بل اكثر من ذلك سلب بعض الشخصيات في الدراما حتى جسدها الأنثوي، واعطاءها جسد الرجل ان أرادت حريتها او منفذا او تقديمها على أنها جانحة أخلاقيا.
    الذات الأنثوية لا تملك حريتها، تحضر دائما في النصوص الدرامية تابعة للرجل، يضعها ضمن قائمة ممتلكاته، وفي اغلب الحالات المرأة سلعة يستهلكها، او فرش يختاره و يفرض عليها سلطته، فتضمحل ذاتها، و لا تظهر إلا من خلاله، تؤدي دور الضحية التي لا تجد لنفسها حلا في مجتمع قاهر، لا ملاذ منه سوى الهروب، أو التعايش مع قهره و حرمانه، و الانطواء والعزلة النفسية.
    امرأة مثالية “امينة” بنظر الرجل “سي سيد” كما في روايات نجيب محفوظ، تكتسب مثاليتها من نظرة الرجل إليها، الذي يحددها في إفناء وجودها في وجوده، وفكرها في فكره، و حياتها في حياته وبقائها في بقائه ومشاعرها في مشاعره، و فعلها في فعله، تغلف ذلك بالرقة والتسامح و العطاء، لتنحدر إلى مستوى الشيء فعلا مستوى الأشياء فقط ، يرسمها النص شخصية نمطية، يفرض عليها المجتمع دورها في الحياة، و يسلب فرديتها، و تنصاع هي خاضعة لقمع الرجل بسلبية، تضحي بذاتها لأجله، وتصبر لتبقى وتعلم ابنتها ان تكون مثلها وتعلم ابنها ان يكون مثله على حريته مزواجا مسيطرا خائنا ، ان هذه الصورة نتاج رغبة الكتاب و فكرتهم ورغبة المخرج في الزوجة التي يراها خاضعة لمجتمع لا يسمح بأنثى لها كيانها المستقل.
    الدكتور عبد الحسين شعبان المفكر العراقي قال اعتقد انه بحكم الثقافة السائدة التي هي في جوهرها ثقافة ذكورية بامتياز النظرة من جانب الرجل الى المرأة نظرة دونية او قاصرة او غير متكافئة او غير متساوية لحقوق المرأة لاسيما في علاقتها بالرجل وتبرز من خلال الدراما العربية بشكل عام خصوصا في علاقة الرجل بالمرأة هناك أمثلة كثيرة على هذا الموقف فالمجتمع مازال يحاكي التقاليد والعادات البالية العتيقة التي ما تزال مهيمنة ومدعومة من جانب أوساط اجتماعية ودينية بحكم الموروث المتخلف او توظيف الدين بوجهة سياسية تنتقص من حقوق المرأة او زاوية تتحكم فيها العادات والتقاليد العشائرية والقبلية التي هي بطبيعتها ذكورية وتمتهن حقوق المرأة هذه كلها مدعومة بقوانين احيانا قوانين الأحوال الشخصية التي ما تزال قاصرة وناقصة ومناوئة في كثير من موادها لحقوق المرأة لاسيما التي استقرت في الفقه الدولي وفي القوانين والمنظمات العالمية بما يتعلق اتفاقية منع التمييز ضد المرأة “سيداو” أريد ان أقول سواء كان مسلسل الحاج متولي او باب الحارة بأجزائه او المسلسلات المدبلجة التركية او المكسيكية التي تدخل الى بيوتنا تنظر للمرأة اما سلعة او جزء مكمل لحياة الرجل او انها اقل منه شانا لاسيما في الحقوق او في الموقف من تعدد الزوجات او في موضوع الارث او في موضوع التعليم او في موضوع العلاقة الاقتصادية غير المتكافئة .
    المرأة تابع والرجل متبوع الرجل سيد والمرأة تابعة للسيد الرجل هو الذي يجلب الخير والرزق والفرح والمرأة عليها اسعاده وان تكون وعاء له للإنجاب وللمتعة ، وهناك نظرة ما تزال دونية لاستقلال المرأة فالمراة المستقلة ُينظر اليها على انها ُمسترجلة خارجة عن المألوف او انها تسير في طريق الرذيلة وهذا الشيء يكاد يكون الجامع بين الواقع العربي والدراما التي تعكسه وقد تكون هناك بعض الإرهاصات الأولية التي تأتي هنا وهناك على أسس تمددات محدودة ومكبوتة ، المشهد السائد مشهد ينتقص من آدمية المرأة ومن إنسانيتها ويشكك في كفاءتها وقدرتها في تولي الوظائف العليا .
    حتى الآن هناك إشكال في موضوع الدور الذي يمكن ان تلعبه المرأة ، فلا يقر لها ان تكون رئيسا او رئيسة لجهاز القضاء او رئيسة للبرلمان اي للتشريع او رئيسة للسلطة التنفيذية وينبغي ان نلاحظ ان بلدان اسيوية سبقتنا على هذا الطريق كالهند وباكستان وسيرلانكا وغير ذلك فان موروثنا الديني يختلف عن الموروث الديني لماليزيا فالنظرة المتسامحة هناك والنظرة تختلف عن النظرة المتزمتة المتعصبة والتي لديها الكثير من الغلو في بلداننا قياسا على الإسلام المنفتح الذي نجده في ماليزيا .
    ان معظم المسلسلات الدرامية العربية تنظر إلى موضوع الحب نظرة غريبة تجعله بين المقدس والمدنس ولاسيما اذا اتسم بجرأة المرأة برغبتها في الإفصاح عن حبها وبموقفها بالإعلان والدفاع عن الحب ويجب أن نلاحظ العلاقات السرية التي تتناولها الدراما العربية اضافة الى ان المرأة لا تستطيع ان تنشر رسائل حبيبها في حين ان الرجال ينشرون رسائلهم بكل زهو واعتزاز واعتداد وكأنهم يدخلون الى عالم الفروسية .
    المرأة يجب ان تتستر وتخفي عاطفة انسانية مشروعة وشرعية وما العاطفة الالهية وما العشق الالهي إلا نوع من الكينونة المتعلقة بالحب وهناك أسفار ثلاثة سفر من عنده وسفر اليه وسفر فيه وهذا السفر هو سفر التيه على حد تعبير ابن عربي فالياسمين الدمشقي الذي تغزل به نزار قباني والدانتيل والعطور تصبح أحيانا رذيلة ودنس للسلطة الذكورية سواء سلطة الأب او الأخ او الزوج او القانون او العادات او التقاليد او الموروث الديني ، وبهذا ينتهي كلام الدكتور عبد الحسين شعبان.
    أما عباب مراد المسؤولة عن مؤسسة فريدش نومان في سوريا والأردن فترى ان هناك تلاعبا في الدراما على صورة المرأة بل إنها تتعرض الى اضطهاد مزدوج ، اضطهاد في المنزل وفي العمل وفي مسؤولية تربية الأطفال وأصبح الابن يضطهد الأم لأنه لا يستطيع التطاول على سلطة الأب بل انه يستطيع بسهولة التطاول على والدته .
    تقوم المرأة بدور المحافظة على المؤسسة الزوجية، طيبة و ساذجة غير قادرة على فهم الحياة، لا تفهم ما هو الطموح ولا ترى المستقبل الا من خلال ما يريده الرجل ، غائبة عن الوجود مصدومة، مسمرة في منزلها، خاضعة مقهورة، شيئا يتحرك وفق إرادة الرجل ورغبته وينصاع لأمره فقط.
    المرأة المعانية الصامتة السلبية المضحية الضعيفة اللا قرار المعنَفة لفظيا وماديا هذه هي المرأة و الرجل هو المال والسلطة والأنانية والشهوة والقوة بكل معانيها ولكن أين التكامل في الأدوار أين الكيانات أين صياغة العلاقة الاجتماعية أين صورة المرأة التي تحسنت؟
    وللأسف ان هذه المزايا تكسب حقا شرعيا للرجل بحكم الأعراف و التقاليد فلا يبقى أمامها سوى الخنوع والرضوخ و الرضا، و عقاب الذات وجلدها ارضاء للرجل ، وخدمته و التأقلم مع الواقع والصبر مفتاح الفرج .
    ان كل ما يمكنني قوله هو ان المرأة هي الصامتة المقهورة المتوقعة المسالمة و المحايدة التي تعاني الانغلاق والفاقدة لذاتها وهويتها والذائبة في الرجل و كأن الزمن قد توقف نهائيا بالنسبة لها بقرار زوجي او أبوي او اخوي الشعور بالاغتراب ناتج عن افتقادها الآخر كذات متفهمة لوجودها الإنساني، تظل محاصرة قابعة داخل حدود الذات لا تتجاوزها، محاطة بواقع مؤلم، تستبدله بالوهم و الخيال؛ بدل الانتفاضة، و الثورة امرأة ميتة الروح، ميتة الجسد وظيفيا، بقرار من زوجها، هي الثنائية الضدية الغريبة، الصمت مقابل الكلام، الانحباس مقابل الحركة، العزلة مقابل الاختلاط، الوفاء مقابل الخيانة القهر مقابل السطوة المال مقابل الانصياع اللقمة مقابل السكوت… .
    تشكل الذكورة مع المال مقابل الأنوثة المستلبة المعدومة في مجتمع قمعي بتقاليده قهرا متصاعدا، و متعدد الأطراف، تعانيه المرأة المسلوبة الإرادة والإنسانية، لذا فامرأة هذا حالها الدائم انها امرأة تابعة خاضعة لمالك القوة الاقتصادية، الرجل الحماية الا ضعفها ليس فطريا و استسلامها للرجل ليس صفة أصيلة ناشئة عن ضعف مقدرتها العقلية و قواها الفكرية بل بسبب اتحاد قوى القهر الاجتماعي و الاقتصادي التي صنعها المجتمع، الذي سيده الرجل، تسانده العادات و التقاليد، مرتكز سلطته. المراة هي سجينة ذات لم تتحقق، يستهلكها الرجل و الأولاد و المجتمع والنهاية اما الطلاق او الجنون او الشارع او امتهان الرقص الشرقي في الافلام …
    جمال بندحمان المفكر المغربي يقول انه ثمة تشهير للمرأة ودورها ، واستثمارها باعتبارها منتج اكثر من التعامل بانها كائن انساني وفي الرواية والدراما العربية هناك صورة المراة الضحية وهناك صورة سلبية للمراة في معظم الحالات لتقديمها بصورة تقليدية اما كأم او كخليلة كبرهان العسل على سبيل المثال وحتى الكاتبات العربيات خاصة الجديدات منهن يركزن على المراة بمواصفات الانثى وليس بمواصفات النوع كذاكرة الجسد.
    الدكتور اسماعيل شكري الحائز على جائزة الدولة للكتاب في المغرب يقول ان المرأة تقدم بصورة مشوهة المرأة المستكينة التي تستمع ولم تقدم الدراما التطورات النوعية التي حدثت فالمرأة أصبحت محامية رائدة وأستاذة ولكن صورتها في الدراما مازالت مستكينة صورة مؤلمة فيها استغلال تقدم بصورتين الجانب الجنسي والجمال الجسدي دون مراعاة للجانب الفكري مشوهة بالدراما ووسائل الإعلام عموما سينما مسرح روايات إعلانات لا فرق اذ لا وجود لنموذج المرأة الثورية الذكية التي تحدث تغييرا ايجابيا.
    تتكرر المأساة لتنتج امرأة معقدة من الرجال والزواج والسلطة وهذه صورة المرأة الأخرى موظفة او تكمل دراستها الجامعية إلا أنها تحمل عقدا كثيرة في داخلها والواقع إن الهاجس الأساس في قمع حرية المرأة، يكمن في خوف أساسي عند الرجل، فالمواضيع التي تدخل في ملكيته، لا يمكن الحفاظ عليها إلا في قمع الرغبة لها، فهي ما دامت في إطار الحاجة و الطلب تبقى مرتهنة به، ملتزمة في الانصياع لرغبته أو أمره و إن كانت مطلقة.
    ولابد من لفت النظر في هذا المجال ان هناك ازدواجية في معاملة الرجل للمرأة، فمرة يطعمها بيده ويقدم لها ما تريد ، و مرة يصفعها ، يفرغها من إنسانيتها بحجة حريته في التعامل معها كيف شاء وكلها تدخل تحت اطار الملكية، و في كلا الحالتين يجري تجريد المرأة من إنسانيتها و تضخمت سلبياتها أو إيجابيتها لإخراجها من شرط الإنسانية .
    القهر الذكوري في صورة الأب، أو الزوج الغائب، يقسو على أفراد أسرته خاصة الزوجة، يعرضهم للإذلال و الإهمال والقهر والعنف ويحاول إذلالها ومعاملتها كدرجة ثانية وتأصيل إحساسها بالذنب كلما أساء لها على اعتبار انها المذنبة وإنها من أغضبته ، الرجل هو ذكر يطال قهره الجميع، تعانيه الشخصيات بحكم عقد اجتماعي ( الزواج )، يتسبب في قهر نفسي، تعيشه المرأة زوجة و أما وبنتا ، و تنخرط في غربة قاتلة، تتمحور في الإحساس بفقدان الذات أكثر من فقدانها الرجل، لذا تكون الغربة هي القاهر الأول للذات؛ وكما قرأت لبعض الأساتذة ان ذلك بمعنى أن الذات هي قاهرة الذات، أي أن المرأة بشكل ما هي سبب القهر الذي تعيشه، مرجعه الواقع الاجتماعي، و تاريخ التقاليد.
    المرأة حتى و إن كانت متمردة في سلوكها الا إنها تبدو، إنها مستلبة الفكر، مقيدة الوجدان، و بالتالي لا تملك إرادة الحركة و الانطلاق مستقلة، بل يوجد دوما من يملي عليها حركتها سواء كان شخصا مثل (الرجل)، أو ضغوطا معنوية تشكلها الضوابط و المفاهيم الراسخة في المجتمع، التي تحتل وعيها، و تحدد نمط شخصيتها كما يجب ألا ننسى محاولة تصوير المرأة المتمردة على إنها إنسانة معقدة اصل عقدتها رجل هجرها أو تركها أو خانها.
    الدراسة التي حاولت استقصاء آراء ناشطين وناشطات عرب التقت بالدكتورة نهى بكر الدكتورة بالجامعة الأميركية في القاهرة لتشير إلى أن المرأة في المسلسلات والأفلام لها صورة قاتمة جدا ، وأضافت على سبيل المثال ان ظاهرة تعدد الزوجات هناك نوع من إقرارها وكأن هناك توافق على انها شيء مقبول في الدراما العربية ، هناك صورة المرأة القدوة في نجاحات علمية او ثقافية ولكنها صورة هشة ، وهناك تهميش لقضايا المرأة ومعاناتها في توفيق أوضاعها وامرأة عاملة ومدَرسة خصوصية لأولادها في ظل سوء احوال التعليم وسوء الأحوال الاقتصادية، وهناك شبه سكوت عن معاناتها في التحرش الجنسي وقضايا مهمة .
    برأيي ان صورة المرأة تزداد سوءا وقسوة ، للمرأة دور في الكفاح والسياسة ولكن ما بتنا نجده في المسلسلات مسلسل مثل مسلسل الحاج متولي وهو ما أساء للمراة ولصورتها ، وأضافت ان صورة المراة لا تناقش الدور السياسي للمرأة مطلقا وكل ذلك انعكس على الواقع المعاش في الواقع فلو نظرت الى واقع عدد البرلمانيات في البرلمان المصري لوجدناه واقعا مؤلما بالنسبة لعدد السكان في مصر .
    سيدة بارزة في العمل المدني قالت لي عن ماذا تسالين؟ ان الدراما لا تعكس قضايانا ومشاكل المرأة، انا من ادفع ايجار المنزل وفواتيره ومصروف الأولاد ومرة كنت في ريسيبشن عمل وتأخرت قليلا إلى المنزل فأقفل زوجي الباب ومنع أولادي من فتح باب المنزل لي.
    الدكتور التونسي صلاح الجورشي وهو كاتب وصحافي يشير إلى انه ليس مهتما في هذا المجال ولكنه يفترض ان الأعمال الدرامية العربية تتفاوت في تعاملها مع المراة فالعديد من المسلسلات حاولت أن تقدم المرأة في سياق ايجابي من خلال اظهارها كعنصر فاعل داخل الاسرة وخارجها لكن يمكن القول بان عموم الدراما العربية استثمرت بشكل سيء المراة وذلك من خلال تثبيت سلبيتها وتبعيتها للرجل والاسرة او اعتبارها كائن اجتماعي توظف انوثتها للوصول الى اغراضها واثبات وجودها حقيقة لايوجد امراة عربية في المطلق انما هناك نساء ولكل واحدة شخصيتها وقصتها وتجربتها وبالتالي فان الدراما العربية قد تعكس جزء بسيط من العالم السري او العلني للنساء العربيات لكن عالمهن ما زال ينتظر كتبا ومخرجين كبار يحسنون الغوص في خفايا هذه التجارب ليقدمون تجارب عميقة وثرية حتى لو كانت من خلال قصص بسيطة ويكفي الالتفات الى التجربة الدرامية الايرانية لادراك الثغرة الكبيرة القائمة في واقعنا الثقافي الدرامي العربي.
    “كلنا شركاء”
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
    الدراما العربية تساهم في تشويه صورة المرأة
    دراسة تطالب بتحسين صورة المرأة في الاعمال السينمائية والتليفزيونية وان يفك عنها اسر الادوار السلبية.
    القاهرة - طالبت دراسة أكاديمية هنا بتحسين صورة المرأة ‏ ‏المصرية والعربية في الدراما التلفزيونية والسينمائية وقالت أن هذه الدراما شوهت ‏ ‏صورة هذه المرأة بشكل كبير وأظهرتها بصورة سلبية وغير حقيقية.
    وقالت الدراسة التي أعدها قسم الاعلام بكلية الآداب جامعة عين شمس أن هذه الدراما لم تتعرض للقضايا والمشكلات ‏ ‏الحقيقية للمرأة وبشكل خاص المرأة العاملة.
    وأضافت الدراسة التي ركزت على تحليل مضمون عدد كبير من الأفلام والمسلسلات ‏ ‏التلفزيونية عرضت في الفترة ما بين عامي 1990 و2000 أنه جرى تشويه كبير لصورة ‏ ‏النساء في هذه الدراما بحيث طغت الصورة السلبية على الصورة الايجابية التي حاولت ‏ ‏ظاهريا ابرازها.
    وأشارت الدراسة الى أن الغالبية العظمى من الدراما التي أنتجت خلال هذه الفترة ‏ ‏أظهرت المرأة بصورة سلبية للغاية مقابل مرات قليلة ظهرت فيها صورة ايجابية كما ‏ ‏أظهرت أوجه قصور كبيرة في طرح وتجسيد صورة المرأة في السينما العربية.
    وتطرقت الدراسة الى نماذج لصورة المرأة في السينما والتلفزيون خاصة دورها في ‏ ‏الحياة السياسية وتجسيد دور المرأة العصرية في أفلام الشباب الجديدة.
    وقالت أن هذه الدراما فشلت في نقل صورة حقيقية وواقعية عن دور المرأة في هذا ‏ ‏الصدد اذ ظهرت المرأة التي تعمل بالسياسة في هذه الدراما بصورة سطحية ولا تعبر ‏ ‏عن الدور السياسي الذي تلعبه المرأة المصرية والعربية في الواقع.
    ووجهت الدراسة الاتهام الى صناع المرأة بأنهم يتعاملون مع المرأة مثل سلعة ‏ ‏يبيعونها في شباك التذاكر وأنهم يركزون على عوامل الاثارة والجنس أكثر من العناصر ‏ ‏التي تعلي من قيمة وأهمية المرأة.
    وأشارت الى أن المرأة مازالت محاصرة في هذه الدراما في أدوار الزوجة السلبية ‏ ‏أو تاجرة مخدرات أو فتاة ليل أو مدمنة أو خائنة ولم يسلم من ذلك دراما قدمتها ‏ ‏مخرجات شهيرات بمعنى أن المرأة ساهمت في ظلم المرأة. (كونا)

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ

    أي صورة يقدمها الإعلام العربي
    للمرأة العربية؟



    تقدم وسائل الإعلام صورا عديدة للمرأة العربية، صور يمكن أن تكون أحيانا ايجابية لكنها في أحيان كثيرة تتسم بالسلبية وتبدو وليدة العقلية الذكورية العربية التي تختزن في ذاكرتها تصورا دونيا للمرأة يحصرها في قالب الأنثى والجسد ويفصلها تماما عن دورها الأساس كشريك للرجل في تنمية المجتمع ثقافيا واجتماعيا وتربويا.
    والغريب أن إعلامنا العربي يدعو ظاهريا عبر خطاباته المتعددة لنشر قيم المساواة بين المرأة، والرجل بينما نجده يرسخ مفاهيم مناقضة تماما لما يدعي الدفاع عنه عبر العديد من الأعمال الدرامية والإعلانات والفيديو كليبات التي تستغل المرأة كجسد لإثارة الغرائز أو تظهرها بصورة تكرس لتبعيتها للرجل.

    ويبدو أن إعلامنا يسير في ذلك على خطى معظم الدول العربية التي تعلن اعترافها بحقوق المرأة في المحافل الدولية بينما نجدها على الصعيد العملي تنتهج العديد من الممارسات التي تكشف عن النظرة الدونية للمرأة.
    ولا يخفى علينا جميعا أن قضية المرأة العربية تحولت منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر إلى أداة ضغط يستغلها الإعلام الغربي لإظهار مكامن الخلل في مجتمعاتنا مما يحتم على إعلامنا انتهاج أسلوب عمل فعال لتعديل الصورة القاتمة للمرأة العربية التي يكرس لها الإعلام الغربي والعربي على السواء، ويمكن تحقيق ذلك بتقديم نموذج للمرأة الواعية المتحضرة المساوية للرجل في قوة وفاعلية التأثير السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي مما سيساهم في خلق منظومة فكرية جديدة لا مكان فيها لايدولوجيا التفوق الذكوري.
    وتأتي مؤخرا الإساءة المتعمدة للمرأة المغربية لتكشف عن حقيقة مفادها أن هذا الإعلام الذي من المفروض أن يخدم قضايانا الأكثر مصيرية تحول إلى أداة أشبه بآلة حرب صهيونية تزرع التفرقة والضغائن بين الشعوب العربية، وتنشر صورة مسيئة للمرأة المغربية بعيدا عن أي مصداقية.
    إنها إذن تحديات حضارية عديدة نواجهها كعرب وتفرض علينا إعادة النظر في كل ما تقدمه منظومتنا الإعلامية.
    مجلتكم فرح التقت مجموعة من الأصوات التي اتفقت جميعها على وضع الإعلام العربي في قفص الاتهام لإساءته للمرأة العربية.
    إعلامنا العربي يعاني من امتداد سرطاني لصورة المرأة /الجسد


    بخصوص هذا الموضوع التقينا الشاعر والفاعل السياسي الدكتور مصطفى المسعوديالذي قال لفرح"مع الأسف في الواقع الصورة التي تسوقها على أوسع نطاق العديد من القنوات التلفزية العربية ليست بما يخدم موضوع المرأة ... ففي الغالب الأعم تتماها هذه القنوات مع الرؤية الأنثوية التي تركز على الجانب الفيزيائي المثير للمرأة..بمعنى المرأة باعتبارها غانية في ملهى شهرزاد العربي ..هذا هو الذي يقذفنا به الركام الهائل من القنوات التلفزية التي يمثل فيها الطرب واللهو النصيب الأعظم..في حين نكاد لا نجد تجسيدا لما هو مطلوب أن تكون عليه هذه المرأة باعتبارها الوجه الثاني لعملة واحدة هي الإنسان العربي، وبالتالي فهي مطالبة بأن تساهم إلى جانبه بكل طاقاتها من أجل استنهاض هذا الإنسان حتى يكون في مستوى التحديات الحضارية الملقاة على عاتقه..وهنا أتحدث عن الجانب الآخر المغيب في الصورة بمعنى المرأة/الوعي والمرأة /الكرامة والمرأة /الإبداع..طبعا هذه الصورة لا تغيب بشكل كلي في المواد الإعلامية خاصة الإبداعية والدرامية، ولكنها تبدو باهتة أمام الامتداد السرطاني لصورة المرأة /الجسد...
    وبخصوص ما تم تداوله من قبل بعض وسائل الإعلام من إساءة للمرأة المغربية، الأمر لا يخرج عن نطاق السفاهة على لسان عقلية شهريار الشبقية المريضة في حين أن المرأة المغربية في الواقع هي أشرف من الشرف وأنقى من الطهر ولا يمكن أن نسيء إليها بفعل ساقطة هنا أوهناك، فأرجاء العالم اليوم مع الأسف مليئة بالسقوط..ويبدو أن الأمر يندرج في أجندة مقصودة من أجل الإساءة للمغرب.

    الإعلانات تقدم المرأة كسلعة أقل قيمة من السلعة المعلن عنها



    وترى المناضلة الحقوقية الأردنية هيفاء حيدر انه من غير الممكن أن نفصل صورة المرأة في الإعلام عن الخلفية والمتغيرات التي تحدث على الصعيد الاجتماعي والسياسي والثقافي والديني والتي ترسم صورة المرأة السائدة في المجتمع وتعكسها بطرق شتى فيما يشبه رحلة قهر للمرأة ما زالت خلالها "قضية المرأة هي الأشد بروزا على السطح" وخاصة في الخطابات المنادية بالمساواة والتحرر ورفع الظلم.
    الأستاذة هيفاء حيدر قالت لفرح "ما زالت صورة المرأة تقدم على أنها الضعيفة والغير قادرة على أخذ القرار وخاصة في المواقف الرئيسة والتي تكون دائما بحاجة إلى مساعدة "الآخر" الرجل."
    وتصور المرأة العاملة على أنها دائما تعمل تحت ضغط الظروف الاقتصادية أو كرد فعل على ظرف اسري وليس تقديرا منها لقيمة العمل، وتقدم وكأنها تدافع عن قضية فردية عاطفية على الأغلب، ولا تقدم المرأة بصورة تتبنى قضية المرأة وتدافع عنها بشكل منطقي.
    أما في الإعلان فالصورة أكثر سلبية حيث تجسد المرأة كسلعة أقل قيمة من السلعة المعلن عنها فهي دائما تحب الطعام بأنواعه وتصبح "الشوربة لا طعم لها بدون المرأة" وكذلك الشوكولاته ومنظف الغسيل ليس له نفع إلا إذا اختبرته امرأة، لا عمل لها سوى عرض وتجميل المنتج.
    وتظهر المرأة على الفضائيات والبرامج الترفيهية و كأن جل اهتمامها الطبخ و قراءة الطالع....
    إنها صور ترسخ دونية المرأة وعدم فهمها لا في القضايا الاجتماعية و لا الثقافية فكيف لها الحديث في أمور الاقتصاد و السياسة؟؟
    كل ذلك يجري حتى تنسجم الصورة مع ما يدور في خلد الصور التقليدية والنمطية عن كون المرأة غير قادرة على انتهاج أسلوب التفكير والتفاعل، إنها عاطفية يكفيها أعمال البيت ومسؤولية الأولاد و الزوج لأن أمور السياسة والعمل العام تحتاج لقدرات وكفاءات يمتلكها الرجل و لا تمتلكها المرأة، ,ومرجع ذلك للبيولوجية التي يراد لها أن تكون عاملا حاسما غير محايد اتجاه الأنثى يتغلب على العامل الإنساني لتبقى قريبة من الطبيعة بعيدة عن الثقافة ومسؤوليات المجتمع.



    الإعلام الغربي يحاول إقناع العالم بأنه المساند الوحيد للمرأة العربية


    أعلن الأستاذ "بنعيسى بنزهري" "مغربي مقيم بألمانيا" لفرح انه يضم صوته للأصوات المطالبة بضرورة تغيير الصورة الدونية للمرأة العربية التي تروج لها وسائل الإعلام .
    يقول السيد "بنعيسى: "الإعلام يستغل المرأة في الإعلانات والفيديو كليبات والعديد من البرامج التلفزيونية "كجسد" ويلغي بذلك وجودها "كمحرك للعجلة الثقافية وللتطور الاجتماعي"، وهنا يتدخل الخطاب الديني ليحمل لواء الدفاع عن المرأة لكنه في نفس الوقت يحاول أيضا إلغاء دورها الحضاري ويفرض عليها الوصاية ويحصرها في إطار ربة البيت.
    والكارثة الكبرى في ما فعلته مؤخرا بعض الأعمال الدرامية التي أثارت سخط العديد من العرب بشكل عام، حين تعمدت الحط من شأن المرأة المغربية التي يسجل لها التاريخ بحروف من ذهب العديد من الانتصارات الثقافية والحضارية.
    ويضيف الأستاذ بنعيسى: نعلم جميعا انه لا يوجد مجتمع مثالي مئة في المائة فلكل هفواته، ولا يجب حصر الفساد أو الانحلال في المغرب بل انه عام وفي جميع الدول العربية حتى في الدول الأكثر محافظة. وما حدث هو بمثابة إعلان حرب على المغرب ومحاولة للمس بكرامة المرأة المغربية.
    والحقيقة أن ما ينقصنا كعرب هو توعية الرأي العام العربي والعمل على إعطاء المرأة حريتها الحقيقية لا الشكلية فقط، وبدل أن نقذف بعضنا البعض بحجارة قذرة، لما لا تتحد قنواتنا الإعلامية وتحاول الرد على الإعلام الغربي الذي يبحث في مجتمعاتنا العربية عن صور النساء العربيات السلبيات أو المستضعفات ليروجها على أنها حالات سائدة ويحاول أن يتبنى الدفاع عنها؟؟
    الأجدر بإعلامنا أن يعمل على إظهار الوجه المشرف للمرأة العربية النموذج، وأن يجند أدواته لخدمة قضايا المرأة وأن يكشف حقيقة ما يقوم به الإعلام الغربي من محاولاته الرامية لتسييس قضية المرأة العربية .



    صورة المرأة في الأعمال الدرامية العربية


    وفي ندوة نظمها المركز المصري لحقوق المرأة بعنوان "صورة المرأة المصرية في دراما‏2010..‏ كثير من الاتجار قليل من الموضوعية‏"،أكدت المحامية المصرية "نهاد أبو القمصان"أن صورة النساء في دراما ومسلسلات رمضان الماضي‏ تحمل العديد من السلبيات و القليل من الايجابيات. و قالت إن السمة العامة للمرأة المصرية في دراما ‏2010‏ هي استخدامها كمادة لإثارة الغرائز والفتن،‏ ورأت أن الافتعال في رحلة البحث عن عريس في مسلسل ‏"أنا عايزة أتجوز‏"‏ قد حط من مكانة الدكتورة الصيدلانية المثقفة،‏ وطرح سؤالا مهما هو:"هل يقتصر دور الفتاة المصرية في الحياة علي الزواج والإنجاب أم أن مستقبلها في حياتها العملية صار في أعلى اهتماماتها؟"
    وتدور أحداث المسلسل عن فتاة على عتبة الثلاثين من عمرها، حاصلة على شهادة في الصيدلة وتنتمي لعائلة متوسطة وتبدو كدمية تحركها الضغوط الاجتماعية والأسرية بهدف اصطياد عريس، أما الأم فهي مستعدة لفعل أي شيء في سبيل تزويج ابنتها ودون شروط. هذا إضافة إلى زميلاتها اللائي يصورهن المسلسل كنساء غير واعيات رغم مستواهن العلمي، تأكلهن مشاعر الغيرة وكل همهن النميمة والتنافس من اجل الفوز بعريس.

    ورأت العديد من العازبات في المسلسل إساءة مباشرة لهن وتقليلا من شأنهن لأنه يكرس لنظرة المجتمع الدونية "للعانس"لأنها لم تتمكن من الزواج. هذا في الوقت الذي تنادي فيه عدة نساء بإلغاء لقب عانس من القاموس العربي لما يكرسه من نظرة ازدراء للمرأة الغير متزوجة.وقد قامت مجموعة من الفتيات بإنشاءحملة على "الفايسبوك" تندد بالمسلسل لأنه يسخر من الفتيات العازبات ويجعلهن مثارا للشفقة والرثاء ومادة للسخرية.





    نشرات الأخبار هي الأكثر إبرازا لقيمة المرأة



    وحسب ما جاء في دراسة مغربية تمت بالتعاون بين وزارة الإعلام المغربية وصندوق دعم المساواة بين الجنسين التابع لوكالة التنمية الكندية وشملت 1500 امرأة من فئات اجتماعية مختلفة فإن معظم السيدات يعتقدن أن وسائل الإعلام والأعمال الدرامية العربية تقدم صورا بعيدة عن واقع المرأة .
    وأوضحت هذه الدراسة أن نسبة 45% ممن شملتهن هذه الدراسة يعتقدن أن المسلسلات والأفلام تلصق بالنساء صفة "الانحلال الخلقي"، وقالت نسبة 37% من المستجوبات أنهن يعترضن على تقديم النساء كمضطهدات واشتكت نسبة 30% من تقديم النساء على أنهن "طائشات".
    وأجمعت غالبية المشاركات على أن وسائل الإعلام تحترم المساواة بين الجنسين على مستوى التمثيل العددي، إلا أن الإعلانات والدراما هي الأكثر بعدا عن واقع المرأة والأقل تقديرا لها، أما نشرات الأخبار فهي الأكثر إبرازا للوجه الحقيقي للمرأة واعترافا بقيمتها.


    و حسب رأي جل المستجوبات فإن التلفزيون المغربي لا يزال قاصرا عن أداء دوره كباعث علىالتغيير، كما أنه لا يبرزالتطورات المجتمعية المرتبطة بوضعية المرأة المغربية ولا يكشف المستوى الحقيقي الذي وصلت إليه.
    ونصت هذه الدراسة على مجموعة من التوصيات منها أن تغيير صورة المرآة إعلاميا يبدأ بتغيير صورة الرجل الذي لا ينبغي إظهاره على الدوامفي صورة الآمر الناهي، إضافة إلى ضرورة إعطاء المرأة وزنها داخل النسيج الأسري ونشر مفهوم العائلة النموذج التي يتقاسم فيها كل من الرجل والأبناء والأم مسؤولية أشغال البيت حتى لا تبقى صورة المرأة مرتبطة بالكنس والطبخ وغيره.
    وأكدت على ضرورة اعتماد نماذج متنوعة من النساء في الأعمال الدرامية المغربية من طالبات وعازبات ومتزوجات ورباتالبيوت وعاملات وغيره.



    جمعية مغربية وأفتخر :"سنقاضي كل منبر إعلامي يسئ للنساء المغربيات"


    و على إثر الدور الذي قامت به الممثلة المغربية "إيمان شاكر" في المسلسل المصري "العار"، و الذي استنكرته عددا من المنابر المغربية والضجة التي أثارها المسلسل الكرتوني الكويتي.

    كان من الطبيعي أن تثور النساء المغربيات في وجه أي عمل درامي يقلل من شأنهن، فالمرأة المغربية التي حققت العديد من الانجازات الثقافية والحضارية والسياسية ترفض أن يتم اختزال صورتها بهذه الطريقة المبتذلة والمزيفة والبعيدة عن الواقع.
    وكان هذا هو الدافع الأساس الذي جعل عدة ناشطات حقوقيات مغربيات يبادرن إلى تأسيس جمعية على موقع الفيسبوك عنوانها "مغربية وأفتخر"، وتضم الجمعية كفاءات نسوية مغربية وتركز على التعريف بالمغربياتالرائدات في عدد من بلدان الخليج والمشرق واللواتي حققن نجاحات في العديد منالمجالات وأصبحن يمثلن نموذجا مشرفا لكل النساء العربيات.

    وقالت عضو جمعية "مغربية وأفتخر"، وإحدى مؤسِساتها "حنان ولدا"أن الجمعية ستناضل منأجل إلغاء القوانين والمعاملات السيئة التي تعيق المسيرة المهنية للعديد منالمغربيات في البلدان العربية، كما ستقاضي مستقبلا كلمنبر إعلامي يسيء إلى النساء المغربيات و ستراقب عن طريق "مرصد قضائي" البرامج المسيئة للمرأة المغربية في الفضائيات العربية.
    وأبرز العديد من الكتاب والمدونين المغاربة في مقالاتهم عدة وجوه نسائية مغربية بارزة يجب أن يفتخر بها المغرب والعالم العربي على السواء.
    وفي هذا الصدد قال المخرج المغربي أنورالجندي في تصريحات ل" BBC"، " إن الشعوب المتحضرة تستخدم الفن لتعزيز التقارب بينهافيما الفن في الدول العربية يساهم في توسيع الهوة بين العرب والمسلمين."
    دائما في نفس السياقاعتبرت وزيرة الأسرة "نزهة الصقلي"في حديث هاتفي مع "العربية.نت" أن المغربيات يتوفرن على مؤهلات كثيرة تبوئهن مراكز مرموقة في العديد من الميادين داخل وخارج البلاد، وتجعل احترامهن وتقديرهن أمراً واقعاً.
    وأكدت أن المس بصورة المرأة المغربية هو في حد ذاته مس بصورة المرأة العربية بحكم الانتماء إلى وطن عربي واحد لذا فمن اللازم على جميع الجهات الثقافية والإعلامية في العالم العربي العمل على تحسين صورة المرأة.

    المرأة في" باب الحارة" ترضي غرور الرجال


    تابع العديد من المشاهدين في مختلف دول العالم العربي المسلسل السوري باب الحارة بأجزائه الخمسة الذي يؤرخ لنضال الشعب السوري ضد الاحتلال إبان حقبة زمنية محددة. إلا أن هذا المسلسل حسب العديد من النقاد يقدم نماذج للمرأة العربية تتميز بالسلبية والدونية في معظمها إذ لا حق لها في إبداء الرأي بالقبول أو الرفض حتى في قضاياها الأكثر مصيرية وهي دائما خاضعة مستسلمة كأنما خلقت فقط لإرضاء الرجل وخدمته وتلبية رغباته.
    المرأة في باب الحارة تقبل أن تكون زوجة ثانية، تتجرع على الدوام شتائم الرجل لها وتقليله من شأنها.
    يعرض هذا المسلسل صورة نمطية للمرأة تطابق الحلم بالأنثى الجارية القابع في أذهان الكثير من الرجال ممن يرفضون الاعتراف بتواجد المرأة الفعلي الثقافي والحضاري و ترضي غرور أولئك الذين يعيشون وبداخلهم عقدة سي السيد.
    ويرى أيضا بعض النقاد أن هذا العمل حجب كل النساء اللواتي كان لهن حضور سياسي وثقافي في الشارع السوري في هذه الفترة، ووثق التاريخ حركتهن.


    وعلى عكس ما يراه هؤلاء النقاد،تقف الفنانة جومانة مراد على الطرف النقيض لتعارض اتهام باب الحارة بظلم المرأة السورية، وترى انه لم يهدر كرامتها، وتسوق كدليل على ذلك مشاركتها في هذا المسلسل بدور شريفة ابنة أبو حاتم التي تقاوم الاحتلال الفرنسي بعد غياب زوجها أبي شهاب، وقالت أن باب الحارة رفع من شان المرأة الشامية حين أظهرها سيدة بيت تدافع عن الحارة في غياب الرجال، كما أشادت بإحياء هذا المسلسل للعادات والتقاليد القديمة وإبراز علاقات الجيران يبعضهم ، وتأكيده على أهمية بيت العائلة الذي يجمع أفراد الأسرة الكبيرة.

    نحلم بإعلام عربي قوي يساند المرأة قولا و فعلا

    ويستمر مسلسل الإساءة للعربيات عبر العديد من الإعلانات والفيديو كليبات التي تعرض المرأة كجسد راقص وظيفته الوحيدة هي إثارة الغرائز، إساءة تشارك فيها بعض النساء أيضا حين يتخذن من الجسد بطاقة هوية لهن.
    ولا يسعنا من منبر فرح إلا أن ننقل نداء المرأة العربية بكل شفافية والتي تطالب بضرورة خلق إعلام عربي قوي يعمل عبر قنواته المتعددة على تغيير العقلية الذكورية العربية و يساند المرأة العربية قولا وفعلا و يبرز ما تبذله النساء العربيات المثقفات والرائدات من مجهودات ضخمة في سبيل النهوض بمجتمعاتنا، ويدعمهن في نضالهن المتواصل من اجل تحقيق مستقبل أفضل لنا وللأجيال القادمة.

    نعيمة الزيداني


  • #2
    رد: المرأة بين مطرقة التقاليد وسندان الواقع ((وكيف صّورتها الدراما العربية ))

    موضوع اكثر من رائع مشكوورة
    بس بالنسبة لباب الحارة انا بقول انو اساسا بهداك الزمن هيك كان الوضع ولا اعتقد انو هاد الشي تشجيع لشباب اليوم ليقلدو باب الحارة لأنو لنكون صريحين ماعد في بنات متل بنات باب الحارة اساسا
    وكمان ماعد في كل هالرجولية بشباب اليوم ليأمر زوجته ويعاملها معاملة رجال باب الحارة

    تعليق


    • #3
      رد: المرأة بين مطرقة التقاليد وسندان الواقع ((وكيف صّورتها الدراما العربية ))

      اشكرك رحاب كثيرا فجميع مواضيعك مفيدة ومهمة واستفدت منها الكثير.
      اريد ان اعطي رايي في موضوع الاعلام فانا اتمنى لو يكون هناك رقابة تهتم بانصاف المراة وحذف الاعمال التي تحط من مكانتها او تقلل من قيمتها.

      تعليق

      يعمل...
      X