إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

دجاجة مخدوعة قصة / عبد الجواد الحمزاوى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • دجاجة مخدوعة قصة / عبد الجواد الحمزاوى

    دجاجة مخدوعة
    قصة / عبد الجواد الحمزاوي
    كَانَ الْقَمَرُ بدراً يُنِيرُ السَّطحَ ويُبدِّدُ الظُّلْمَةَ .. وَكَانَتْ كُلَّ الدَّجَاجَاتُ فِي حَظَائِرهَا .. مُلْتَصِقَةً بِبَعْضِهَا كَمَا اعْتَادَتْ لِتَنَامَ ، مَا عَدَا الدَّجَاجةَ الْحَمْرَاءَ الكَبِيرةَ .. كَانَتْ فِي وَسَطِ السَّطْحِ خَارجَ الحظائرِ .. تَنْظرُ للقَمَرِ وتتنهدُ بشدَّةٍ ، ثُمَّ تُعاودُ التَّجوالَ في المَكانِ .. قَالَ الديكُ الكبيرُ وَهُوَ في دَاخِلِ حَظِيرتِهِ :
    كُوكُو كُوكُو .. لماذا لا تَأتينَ أيَّتُها الدجاجةُ لتَنَامي مَعَنَا ؟
    لمْ تردُّ الدَّجاجةُ الحمراءُ الكبيرةُ عَلَى نِدَاِء الدِّيكِ .. بَعْدَ قَليلٍ قَوْقَأَتْ وَقَالت بصَوتٍ مسموعٍ : اتْرُكْنِي أَيُّها الديكُ في حَالِي ؛ أُقَاسِي آَلامِي وَعَذَابِي .. ثُمَّ بَكَتْ ..
    كَانَتْ هَذِه الكَلِماتُ ومَا تَبِعهَا مِنْ صَيْحَاِت البُكَاءِ كَافِيةً لأَنْ تَجْعَلَ كُلَّ الدَّجَاجَاتِ الكَبِيْرةِ ،وكُلَّ الدِّيَكَةِ القَويِّةِ ، تُبَادِرُ بِسُرْعَةٍ خَارِجَةً مِنْ حَظَائِرَها ، لِتَرى ما الَّذِي دَعَا الدَّجَاجَة الحَمْراءَ الكَبِيْرَةَ لِتَقُولَ هَذَا الكَلامَ ، وَلِتتصرَّفَ هَذَا التَّصَرُّفَ .
    قَالَ الدِّيكُ الأكْبَرُ : لَمْ نَكُنْ نَظُنُّ أَنَّ في الأَمْرِ شَيْئاً يُؤْلِمُكِ ويُؤرِّقُكِ عِنْدَمَا خَرَجَتِ مِن الحظيرةِ إلى السَّطْحِ .. ظَنَنَّاكِ عَطْشَى ذاهبةً لِتشرَبِي ثمَّ تَعُودِين .. مَعذرةً ، وَأَخْبرينَا الآَنَ مَا يُؤْرِقُكِ ، ومَا الذِّي جَعَلَكِ تَبْكِيْن ؟..
    سَكَتَت الدَّجاجةُ الحمراءُ الكبيرةُ .. أَطرقتْ بِرَأسِهَا للأرضِ وَقَالَتَ :هَل تَعلمونَ جميعاً أنَّني لستُ مريضةً ؟!!
    ضحكتْ الدجاجاتُ كُلَّها ، ثُمَّ قَالتْ الدَّجاجةُ الصَّفراءُ الكبيرةُ : أَنْتِ مريضةٌ ، وَعِظامُكِ ضعيفةٌ ، وَرِيشُكِ يَنْقَصِفُ ، وَقَدْ حَمَلَتْكِ صَاحِبَتُنَا الطَّيبةُ اليومَ إلى الطبيبِ ؛ الذي وصفَ لكِ دواءً وغذاءً مليئاً بالعناصرِ الغذائيةٍ المركزةِ .. وسوفَ تَعُودينَ – إنْ شاءَ اللهُ – كما كُنْتِ خَيْرُ دجاجةٍ في هذَا السطحِ كلِّهِ ، والأسطحِ المجاورةِ ..
    وقالتْ الدجاجةُ السوداءُ : وسنأكلُ معكِ من هذا الغذاءِ ونشربُ الماء الذي تَضَعُ لكِ صاحبتُنا فيهِ الدَّواءَ ، وقايةً لَنَا منَ الأمراضِ .
    وقالَ الديكُ الكبيرُ : مَا هِيَ إلَّا أَيَّامٌ ثمَّ تعودينَ يا دجاجاتَنَا تملئينَ هذَا السطحَ كُلَّهُ حركةً ونشاطاً وبيضاً وَ كتاكيتاً صغيرةً .. " ثمَّ ضحك ..
    عَلَى عكسِ المُتوقعِ ؛ استشاطتْ الدجاجةُ الحمراءُ الكبيرةُ غضباً وقالتْ : قلتُ لَكُمْ:أَنَا لَسْتُ مَرِيْضَةً .. مَا حَدَثَ لِي هُوَ بسببِ كثرةٍ البيضِ .. هكَذَا سمعتُ الطبيبَ يقولُ لِصاحبتِنَا !! البيضُ الكثيرُ هُوَ الذِي أَوصلنِي لِهذِه الحالةِ التِي تحدثتُ عنْهَا الدجاجةُ الصفراءُ الكبيرةُ حالاً .. واليومَ قَرَّرْتُ أَلاَّ أَعُودَ لِلبيضِ أبداً ..
    مضَى وقتٌ غيرُ قصيرٍ والدجاجاتُ تَتَحَاوَرُ مَعَ الدَّجاجةَ الحمراءِ الكبيرةِ .. في النهايةِ ، صاحَ الديكُ الأكبرُ آمراً كُلَّ الدجاجاتِ بالرُّجُوعِ إلى الحظائرِ .. لَمْ تَكُنْ الدجاجةُ الحمراءُ الكبيرةُ تستطيعُ عصيانَ أَمْرِ القائدِ .. ذهبتْ متباطئةً معَ الجميعِ إلى أماكنِ نومِهَا .. عندَ بابِ الحظيرةِ توقَّفَتْ ثُمَّ قالتْ بِضَرَاعَةٍ : دَعْنِي أيُّهَا الدِّيكُ قَلِيلاً عَلَى السَّطْحِ حَتَّى تَهْدأَ أعصَابِي ثمَّ أدْخلُ .. لمْ يكنْ الديكُ راغباً في ذلكِ أوَّلَ الأَمْرِ ؛ لكنَّه مَعَ إلحَاحِ الدَّجَاجاتِ والدُّيوكِ الأُخَر وَافَقَ ..
    في السَّطحِ كانَت الدجاجَةُ الحمراءُ الكبيرةُ وَحْدَهَا .. وَكَانَ هُنَاكَ فَأْرٌ مَكَّارٌ يَخْتَبِئُ بينَ بعضِ الأشياءِ الملقاةِ علَى السطحِ .. تبسَّمَ الفأرُ وقالَ لنفسِهِ : "هذِه فُرصتُكَ يا أَبَا الأدراصِ لتَنْتَقِمَ مِنَ الحاجَّة رتيبةَ التِي لا تُحِبَّكَ ، وَلا تُحِبَّ إخوانَكَ مِن الفئرانِ .. لِماذا تنظِّفُ بيتَهَا ولا تجعلُ لَنَا مخابِئَ وأحجاراً فِيْهِ ؟.. لماذَا تَبْذُلُ كُلَّ عنايتهَا لِطيورِهَا وحيواناتِهَا فقطْ ، وتَنْصُبُ لَنَا المصَائِد لِتَصِيْدَنَا ؟ لَقَدْ سَمِعْتُ كُلَّ شَيْءٍ ، وسَأَجْعَلُ هَذِهِ الدجاجةَ تَمْتَنِعُ عنْ البيضِ تَمامَاً ؛ لِتغتاظَ الحاجَّةُ رتيبةُ .. هَا .. هَا .. هَا .. "
    بِحذرٍ كان الفأر يتقدم من الدجاجة الحمراء .. ضحك لها وقال : لو كان ذلك الديك الكبير هو الذي يتعب في البيض ، وبسبب البيض ؛ ما باص بيضة واحدة !!.
    فرحة الدجاجة الحمراء الكبيرة بهذه الكلمات .. اخذت تتحدث مع الفأر وتضحك .. بعد قليل استأذنت وذهبت لتنام ..
    كل يوم كانت الدجاجة تقابل الفأر خارج الحظيرة .. كان يحدثها عن دجاجات مثلها ؛ امتنعت عن البيض فصارت بجعات رائعات ؛ تطيور وتدور حول الدنيا ؛ تستمع بالحرية وبجمال العالم الأخاذ .. وكانت الدجاجة الحمراء الكبيرة تصدقه !!
    رجعتا الصحة سريعا ، ولكنها لم ترجع للبيضة .. عبثا كانت محاولات الدجاجات الأخريات في حملها على أن تبيض .. وفي يوم نزل علىالحاجة رتيبة ضيف عزيز من المدينة .. أخذت الحاجة رتيبة تفكر ماذا تفعل لتكرم هذا الضيف وفي النهاية قالت لنفسها : الطبيب البيطري أخبرني آخر مرة أن الدجاجة الحمراء صارت الآن سليمة تماما ، وأنه لم يعد هناك ما يمعنها عن البيض ، وأن عدم بيضها يرجع لرغبتها هي في عدم البيض ؛ فالأفضل أن أذبحها هي لهذا الضيف ؛ فهي الآن كبيرة وسمينة وبدون فائدة .
    http://samypress.blogspot.com
    http://samypress.yoo7.com

  • #2
    رد: دجاجة مخدوعة قصة / عبد الجواد الحمزاوى

    هذا ما يجري على من يتخلـّى عن واجباته الطبيعية ويخرج على القوانين متنكـّراً ومستنكراً ما خـُلق لأجله


    تعليق


    • #3
      رد: دجاجة مخدوعة قصة / عبد الجواد الحمزاوى

      رائعة جدا هذه القصة يا أستاذ
      كذبت الكذبة و صدقتها هذه الدجاجة
      و من ثم لعب تيس بعقل جدي؟؟؟

      تعليق

      يعمل...
      X