إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

القدس فى قلبى قصة / عبد الرحمن بكر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • القدس فى قلبى قصة / عبد الرحمن بكر

    القدس في قلبي
    تأليف: عبد الرحمن بكر
    مشى مازن حائراً.. فكلمات الشيخ الجليل مازالت تطن في أذنه.. هل للشهادة هذا القدر..؟ ما أروع كلمات الشيخ، كان يزرع في قلبه حب الشهادة والفداء، وفى قلوب كل من حضروا الجنازة، لأول مرة يحسد صديقه فادى، يحسده على ما ناله من خير وما له عند ربه.
    الشهداء هم خلاصة البشر.. هم الصفوة المنتقاة.. اختيار الخالق من بين ملايين الناس.. هم الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه فصدقهم الله.
    هم التقاء القول بالفعل والأيمان بالعمل.. هم أمل هذه الأمة.. هم.. هم ..
    توقف مازن لكن كلمات الشيخ لم تتوقف عن الاسترسال في عقله وقلبه، وصورة فادى لم تبارح خياله .. فهو لم يتركه إلا منذ ساعات فقط..!!
    كان فادى أضعفهم، وأرقهم.. بل كان البعض منهم يسخرون منه ويقولون أنه هيكل عظمى يمشي على الأرض.. ويتمادون في وصف قصره وضعفه.. بل إن مازن نفسه لطالما دافع عنه وأبعد عنه الكثير من الأذى.
    لكن فادى رغم كل هذا كان أشدهم تصميماً وعزماً وإيماناً وحباً.. نعم كان يحب كل شيء حوله، يحب أرضه ومدرسته وأصحابه.. يحب مصحفه وصلاته..
    لا يتحدث سوى عن الأقصى وعن من أسروه وحاصروه ومن دافعوا عنه وحرروه.
    فقد كان الأقصى يسكن في قلبه.
    جلس مازن على إحدى الصخور في الطريق ومد يده على الأرض يعبث بالحجارة المتناثرة في كل مكان .. وعقله مازال شارداً يتذكر ويتذكر.
    فادى كان صاحبه ورفيقه الذي لا يفارقه أبداً، عاش معه طفولته.. ضعفه وخوفه، فمن أين أتته كل هذه القوة والعزيمة، ومتى.؟
    كيف يمكن للإنسان أن يصل إلى هذا القدر من التضحية والفداء.. أن يمشي ساعة متواصلة وحول جسده الضعيف شريط ناسف وبيده أداة التفجير ولا يتردد لحظة، ولا يتراجع ثانية.. كم كنت قوياً يا فادى.. كم كنت قوى.
    انحدرت الدموع على وجنتي مازن.
    وهنا عادت كلمات الشيخ تأخذ طريقها في عقله من جديد.. يا أبناء الأرض التي ضحى من أجلها فادى.. انظروا هنا تحول فادى إلى لغم قاتل انفجر فيهم .. حصدهم حصداً وانتصر الإيمان على جنود الجور والبهتان.. بالدمع نهنيك ولا نرثيك يا فادى.
    انحدرت دمعة من عيني مازن فقد تذكر كلمات فادى الأخيرة له لم يكن يعلم أنها كلمات وداع بل لم يلق لها بالاً ساعتها، إلا أنه فهمها وأدركها الآن وهاهي تتردد في عقله وقلبه بدون توقف حين قال له:
    هل تعلم من أين يستمد الضعيف قوته.. من إيمانه يا مازن.. لا يوجد إنسان بغير عزيمة.. لا يوجد إنسان بغير ضعف وخوف.. ولكن عليه أن يقهر ضعفه وخوفه ويدرب عزيمته، ويدرب حبه أيضاً.. ويعرف لمن ومتى وكيف يضحى..
    توقف مازن عن التفكير وجفف دمعه.. فقد لاحت له من بعيد دورية إسرائيلية تقترب.
    ومد يده على الأرض بلا تردد وحمل حجراً وهو يقول:
    قريباً نلتقي يا فادى قريباً نلتقي يا صديقي.. فقد علمتني وقد أن الأوان أن أدرب عزيمتي وأن أعرف لمن ومتى وكيف أضحى.. فأنا مثلك يا صاحبي .. القدس في قلبي
    http://samypress.blogspot.com
    http://samypress.yoo7.com
يعمل...
X