تويت
الوقت يمر
و يوما ما ..بينما كان القمر يقف وسط السماء ، وجد نافذة آية مفتوحة فدخل من النافذة لكي يوقظها ، فرش أشعته الفضية علي وجهها وعلي سريرها الصغير.. وماهي إلا لحظات حتى استيقظت آية وفتحت عينيها وضحكت ونظرت إلي مركبها الصغير الذي علي المنضدة ، وقالت للقمر : عدة أيام وتبقي مثل مركبي الصغير هذا ، ساعتها يمكنني أن اصعد علي شعاعك الفضي حتى اركب فوقك . لأنك ستبدو ساعتها مثل أرجوحة جميلة ، فازداد غضب القمر وصاح : أنا ..أنا تركبين فوقي ! هذا لايمكن أن يحدث أبدا! وفكر ..وفكر وقال لنفسه : لابد أن اختفي قبل أن تصعد تلك البنت إلي وتجعلني أرجوحة فأكون أضحوكة .
ومر يوم ووراءه يوم .. ونظرت آية إلي السماء ولم تجد القمر ، وأصبحت السماء مظلمة تماما! وتضايقت آية كيف سيمشي الناس في الطرقات ؟ وكيف سيعرفون طريقهم ؟ وكان لدي آية عقد جميل أحضره أبوها من أحد أسفاره ، حباته مثل حبات من الألماس كانت تحب اللعب به دائما في الليل ، تخبئه بين أصابعها فيخرج من الحبات شعاع جميل.
وجاءت لها فكرة فأمسكت العقد في يدها وقالت له :
ارشد الحيران في هذا الليل النعسان ورددت ذلك عدة مرات ثم قذفت بعقدها إلي أعلي فاندفعت حبات عقدها الألماس لكن قبل أن تصل إلي السماء ، انفرطت الحبات ، وعلي الرغم من ذلك تكونت في أشكال جميلة.
ومنذ تلك الليلة ،والناس تعرف طريقها من حبات الألماس تلك والتي أطلق الناس عليها فيما بعد النجوم ، ومن ساعتها والناس لا يعرفون طريقهم ألا من خلالها ، فالذين يسافرون عن طريق البحر يهتدون بها ، والذين يمشون في الصحراء يسترشدون بها ، أما القمر فاضطر بعد فترة غيابه أن يعود، فلما اكتشف وجود تلك النجوم ثار وهدد آية وقال : لو لم ترحل تلك النجوم بسرعة سأذهب ولن أعود، وضحكت آية حثي ظهرت أسنانها الجميلة فكانت تعرف أنه لو ذهب سيعود بعد عدة أيام فهو يرحل دائما في آخر كل شهر ويعود مع مطلع كل شهر .. وعرفت آبه أنه إذا مر اثنا عشر شهرا تكون سنوات عمرها ازدادت عاما . ويمر عام وراءه وأية لا تعرف لم كلما رأت القمر كانت الابتسامة تقفز إلي وجهها ؟
تعليق