وطن النخيل
قصة / فريد محمد معوض
حينما أوشك على عبور الجسر ، صار قريبا من الشاطيء وصار بوسعه أن يرى سيقان النخل الكثيرة المبعثرة ، جاءته فكرة .. أن يعد النخل الذي استهدفه العدو ، قال بشكل عفوي :
- نخلة مكسورة .. اثنتان .. ثلاث .. أربع نخلات مكسورة
كان كلما ارتفع العدد ارتفعت دقات قلبه ، وامتلأ صدره بالحزن .. راح نخل كثير.. آه يا وطن النخيل .
ارتكن على سور الجسر قليلا ، واعتصره الحزن ، جاءته فكرة العد من جديد، ولكن بطريقة مختلفة حينها تهلل وجهه ورفع رأسه وقال :
- نخلة سليمة .. اثنتان .. ثلاث نخلات سليمات .. أربع .. خمس نخلات
واكتسى وجهه بنضارة الخضرة ، وارتفعت رأسه بشموخ النخلة ، وواصل :
- واحد وتسعون .. اثنتان وتسعون .. ثلاثة وتسعون
وتقافز عاليا فوق الجسر يردد :
- نخل كثير .. لم ينته النخل بعد .. لدينا الكثير والكثير
وامتلأ زهوا وإصرارا وواصل عبور الجسر .
تمت
تعليق