نحمده
قصة/ فريد محمد معوض
قال أبوها لحظة ولادتها : - لدي محمود وهذه نحمده
وسجد شكراً لله وسأله أن يبارك محموداً ونحمده
وصلت نحمده إلى الحقل ، كان هواء العصر يصافح الوجوه وخضرة النخلة العالية تصافح وجه السماء الصافية ، وجدت أباها وأمها ومحموداً ، كانوا يسقون أرضهم الصغيرة، يتابعون الماء وهو يتدفق في قلب الخطوط ، كان محمود يبتسم وهو يشير لأبيه نحو أماكن لم تصلها المياه ، ، وشمس الأصيل ترقب من موضعها روعة المنظر ، وأتاهم صوت نحمده واضحاً وضوح السماء الصافية ، كانت نحمده تغني ، تقسم بحياة قلبها وأفراحه وهنائه في مسائه وصباحه ، أنه لا يوجد فرحان في الدنيا مثل الفرحان بنجاحه، ثم رفعت يدها عالياً ، حينئذ فقط وقف أبوها وأمها وتهلل وجههما فرحاً في حين تقافز محمود مسرعاً نحوها:
- نحمده نجحت .. نحمده نجحت
وردت نحمده :
- نعم يا محمود نجحت والحمد لله .. وهذه الشهادة .. لقد تسلمتها الآن .. العقبى لك.
نظر محمود في الشهادة وقال : - رائعة يا نحمده ومجموع رائع
جرت أمها ونسيت أن يديها مبتلتان بالماء والطين ، وعانقت نحمده وأسرع أبوها نحوها ، ربت على فستانها الأبيض فظهرت أصابعه الخمسة على ظهرها ، ضحك محمود وقال: - لقد امتلأ ظهرك بأصابعنا المبتلة
قالت نحمده :
- إنه طين أرضنا يا محمود .. ومنه تخرج الخضرة ويعم الخير أرضنا الطيبة .
كانت شمس الأصيل ترقب المشهد بإعجاب ، وطارت البقرة تعلن عن فرحتها :
- عا عا
وماءت العنزة مرددة : - ماء ماء
كأنها تذكرهم بضرورة العودة إلى العمل حيث أن هناك نباتا يتطلع إلى وصول الماء ..
ويواصل الجميع عمله في فرح كبير .
تمـــت