السؤال الطائر
قصة للأطفال بقلم : صبري ح . الطويل
اقترب القبطان من مقدمة سفينته الحربية .. تفاءل بالخير عندما رأى السماءصافية والبحر هادئًا. فاجأه قرص الشمس صاعدًا في الأفق من جهة الشرق.. وكأنه يخرجمن وسط المياه. قال في نفسه بشىء من الحزن : "يومٌ آخر بعيدًا عن اليابسةوالأحباب"..
كان القبطان (خالد) في العِقد الرابع من عمرهِ .. يعشق الريفالمصري في ثوبه الأخضر ونخيله الشامخ عِشقه للحياة .. يُحبُ الطبيعة الساحرةالخلابة .. ومن كثرة حُبهُ لعمله كقائد في سلاح البحرية .. فقد أطلق اسم " بحر " على ابنه الأكبر.. واسم "سما" على ابنته الصغرى التي لم تتجاوز السادسة من عمرهابعد ..
عندما كان يغلبه الحنين إلى أسرته الصغيرة أثناء تواجده في عرض البحر .. قائدًا لإحدى القطع الحربية الكبيرة .. كان يصعد إلى سطح السفينة وبالتحديد يقفعند مقدمتها .. يُحدِّق في الأفق .. يتأمل قرص الشمس وانعكاس أشعته على صفحة المياه ..
في ذلك اليوم .. لمح (خالد) بطرف عينه مجموعة من الطيور المهاجرة عبر البحرالأبيض المتوسط .. تلاعب جسمًا كرويًا .. أزرق اللون .. يتدحرج في الهواء .. وكلمابدأ ذلك الشىء يهبط كلما دفعته أجنحة الطيور ومناقيرها إلى أعلى..
رفع (خالد) منظاره .. ضحك كطفلٍ صغيرٍ بصوتٍ مرتفع عندما اكتشف أن الطيور تتصارع مع بالونةزرقاء .. منتفخة بالهواء..
اندفعت البالونة نحو السفينة .. ساقها الهواء بعيدًاعن مناقير الطيور .. اصطدمت بفوهة أحد المدافع ثم سقطت بالقرب منه..
انتشرتالطيور حول السفينة .. اندفع البعض منها بجنونٍ نحو البالونة .. بدأوا يصيحونويصدرون أصواتًا عالية وكأنهم يبكون لعبتهم..
انحنى القبطان (خالد) وأمسكبالبالونة .. همَّ بإلقائها إليهم .. لمست أصابعة قصاصة ورق صغيرة ربطت بعناية فيعُنق البالونة .. وبحذرٍ شديد فك رباطها .. ظهرت على وجهه علامات الحزن .. نضحالعرق من جبينه بغزارة .. بكى .. انهمرت الدموع من عينيه بكثرة حتى بللت أحرفالرسالة .. راح يقرأها بصوتٍ متهدج : [ إلى متى أيها السلام أسمع عنك ولا أعرفك؟ .. إلى متى سأحيا بين الأنقاض وأرضي محتلة؟.. لقد فقدتُ أبي وأمي وأخي الأكبر ولكننيما زلتُ أنتظر قدومك إذا كنتَ حيَّاً ..]..
إزداد هياج الطيور .. وبِلا وعي .. رفع (خالد) يده بالبالونة عاليًا .. هجم طائر كبيرًا عليها .. فأصاب يده وانفجرتالبالونة .. فهربت الطيور مذعورة .. نظر إلى جرحِهِ البسيط .. رفع عينيه نحو السماء .. طبع قبلة على سطور الرسالة .. تراءى له وجه الطفل على سطح القصاصة .. نظر إلىعينيه الدامعتين.. قال بصوتٍ قوي لفه الأمل .. " ما دُمتَ أنت موجودًا .. حتمًاسيأتيك السلام"..
وفي أثناء انصرافه من مقدمة السفينة.. لمح سحابة بيضاء منخفضةتتجه نحو اليابسة .. قال بصوتٍ منخفضٍ .. " أحملي تحياتي وأشواقي لأبنائي (بحر) و (سما) وأخبريهما أننى هُنا من أجل حمايتهما والدفاع عن أرض الوطن".
***
قصة للأطفال بقلم : صبري ح . الطويل
اقترب القبطان من مقدمة سفينته الحربية .. تفاءل بالخير عندما رأى السماءصافية والبحر هادئًا. فاجأه قرص الشمس صاعدًا في الأفق من جهة الشرق.. وكأنه يخرجمن وسط المياه. قال في نفسه بشىء من الحزن : "يومٌ آخر بعيدًا عن اليابسةوالأحباب"..
كان القبطان (خالد) في العِقد الرابع من عمرهِ .. يعشق الريفالمصري في ثوبه الأخضر ونخيله الشامخ عِشقه للحياة .. يُحبُ الطبيعة الساحرةالخلابة .. ومن كثرة حُبهُ لعمله كقائد في سلاح البحرية .. فقد أطلق اسم " بحر " على ابنه الأكبر.. واسم "سما" على ابنته الصغرى التي لم تتجاوز السادسة من عمرهابعد ..
عندما كان يغلبه الحنين إلى أسرته الصغيرة أثناء تواجده في عرض البحر .. قائدًا لإحدى القطع الحربية الكبيرة .. كان يصعد إلى سطح السفينة وبالتحديد يقفعند مقدمتها .. يُحدِّق في الأفق .. يتأمل قرص الشمس وانعكاس أشعته على صفحة المياه ..
في ذلك اليوم .. لمح (خالد) بطرف عينه مجموعة من الطيور المهاجرة عبر البحرالأبيض المتوسط .. تلاعب جسمًا كرويًا .. أزرق اللون .. يتدحرج في الهواء .. وكلمابدأ ذلك الشىء يهبط كلما دفعته أجنحة الطيور ومناقيرها إلى أعلى..
رفع (خالد) منظاره .. ضحك كطفلٍ صغيرٍ بصوتٍ مرتفع عندما اكتشف أن الطيور تتصارع مع بالونةزرقاء .. منتفخة بالهواء..
اندفعت البالونة نحو السفينة .. ساقها الهواء بعيدًاعن مناقير الطيور .. اصطدمت بفوهة أحد المدافع ثم سقطت بالقرب منه..
انتشرتالطيور حول السفينة .. اندفع البعض منها بجنونٍ نحو البالونة .. بدأوا يصيحونويصدرون أصواتًا عالية وكأنهم يبكون لعبتهم..
انحنى القبطان (خالد) وأمسكبالبالونة .. همَّ بإلقائها إليهم .. لمست أصابعة قصاصة ورق صغيرة ربطت بعناية فيعُنق البالونة .. وبحذرٍ شديد فك رباطها .. ظهرت على وجهه علامات الحزن .. نضحالعرق من جبينه بغزارة .. بكى .. انهمرت الدموع من عينيه بكثرة حتى بللت أحرفالرسالة .. راح يقرأها بصوتٍ متهدج : [ إلى متى أيها السلام أسمع عنك ولا أعرفك؟ .. إلى متى سأحيا بين الأنقاض وأرضي محتلة؟.. لقد فقدتُ أبي وأمي وأخي الأكبر ولكننيما زلتُ أنتظر قدومك إذا كنتَ حيَّاً ..]..
إزداد هياج الطيور .. وبِلا وعي .. رفع (خالد) يده بالبالونة عاليًا .. هجم طائر كبيرًا عليها .. فأصاب يده وانفجرتالبالونة .. فهربت الطيور مذعورة .. نظر إلى جرحِهِ البسيط .. رفع عينيه نحو السماء .. طبع قبلة على سطور الرسالة .. تراءى له وجه الطفل على سطح القصاصة .. نظر إلىعينيه الدامعتين.. قال بصوتٍ قوي لفه الأمل .. " ما دُمتَ أنت موجودًا .. حتمًاسيأتيك السلام"..
وفي أثناء انصرافه من مقدمة السفينة.. لمح سحابة بيضاء منخفضةتتجه نحو اليابسة .. قال بصوتٍ منخفضٍ .. " أحملي تحياتي وأشواقي لأبنائي (بحر) و (سما) وأخبريهما أننى هُنا من أجل حمايتهما والدفاع عن أرض الوطن".
***
تعليق