إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رواية السماء تعود الى أهلها فصل ابليس جزء 7 وفاء عبد الرزاق

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رواية السماء تعود الى أهلها فصل ابليس جزء 7 وفاء عبد الرزاق

    لم تجبه، بل تابعت مداعبتها لبوكيه الورد الجميل بأطراف أناملها، تشمه وتحتضنه. سحبت وردة بغصنها من البوكيه، وضمّتها الى صدرها كطفل يضبط مخاوفه، فالاحتضان احتواء مريح.
    الشقراء التي تعرف رومانسية صاحبتها قالت بلهجة خاصة :
    - أتحتضنين الوردة أم تحتضنك؟
    ـ كلانا يحتضن الآخر.
    قال صابر: يستطيع المرء أن يمتدح الحضن ويدينه في الوقت ذاته، حســب اللذة والانزعاج. بالفطرة نحب الأحضان ونحبّ تبعيتنا لها، ومن فرط الحب نتعلم الضعف، لذلك ننام مع الخدم ونضربهم كي لا يشهدوا ضعفنا.
    - والنفط.. بعد أن نمت معه البارحة، صفعته أم صفعك؟. أعتقد أنك صُفعت مراراً كي لا تشهد ضعفه واستسلامه لك، كم مرة جعلك النفط الشبق تقذف؟ هل قذفت نفطاً خاماً أم مكرراً؟
    ـ لشد ما تغوينني، أخافك وأخاف لسانك السليط يا شقراء. هيا، تهيئا لنقوم بنزهة جميلة. أريد أن أريكما معالم لندن، من أين ترغبان أن نبدأ؟.
    ـ لا علم لنا بالأمكنة، تركنا لك الخيار.
    ـ هيا إذاً.
    سار نحو الباب معهما، وقبل إغلاقه صاح على الخادمة :
    - تركت أجرتك على التسريحة في غرفة نومي، حين أحتاج اليك سأطلبك.
    رغبة بمعرفة التفاصيل وأسماء الشوارع والمحطات والحدائق، تركتا لصابر العنان يتنقل بهما من مكان لآخر، شارحاً كل شاردة وواردة، قد يفوّت بعض المعلومات التي يجهلها، لكنه كان مفيداً. وأخبــرهما بما يعرف حين تجوالهم في متحف الشمع، كما شرح في الطريق الى الكاتدرائية بعض الاحداث، وحين وصلوا ساعة (Big Ben) أخبرهما أنها من أشهر معالم لندن وتقع على نهر التايمز، كما ذكر لهما عند " جسر البرج "(BridgeTower) أنه أنشئ عام 1849 وهو من أرقى الجسور في العالم.
    تمشوا قليلاً، مسترجعين ما قام به صابر في متحف الشمع من تصرفات لطيفة، إذ عمد الى تقليد خنق الزعماء العرب وأخذ صور تذكارية قائلاً:
    - هنا في لندن يمكن خنق أي زعيم عربى، وسأريكما كيف يشتمونهم يوم الأحد في حديقة الهايد بارك.
    قضوا وقتاً ممتعاً، انتقلوا بعده الى لندن آي؛ وصعدوا في الدولاب الهوائي.
    ـ صابر أين نحن الآن؟
    ـ يا شقرائي نحن أمام قصر الملكة، قصر "باكنجهام". تصورا عظمة ملكة بريطانيا، هي رئيسة دول الكومنولث والقائد العام للقوات المسلحة، لكنها لا تصدر أمراً إلا بناء على مشورة الحكومة، تماماً مثل بلداننا العربية (بصيغة هازئة).
    هنا المسكن الرسمي للملكة تُفتح بوابة القصر في أوقات معينة، ويمكن للزائر رؤية المكاتب الرسمية الفخمة التي استقبلت عبر القرون المتنفذين والأثرياء. كما ترون تجمع السياح حول البوابة، انظرا.. ها هم يتوافدون منتظرين تبادل الحرس لأمكنتهم بالملابس الرسمية التقليدية، وهناك الحديقة الملكية.
    تذكرت السمراء سجن القلعة ومشاهد الرعب والألم والموت، حيث يجذب السياح من كل أنحاء العالم، أغمضت عينيها في محاولة طرد الصورة المرعبة. وبعد أن تركوا قصر الملكة، سألت صابراً:
    - أين نحن؟
    ـ في ساحة بيكاديللي، هنا مركز لندن. انظري كيف تنتشر محلات بيع الهدايا التذكارية وهنا دور الحفلات الموسيقية والعرض المسرحي والنوادي الليلية.
    قالت الشقراء: أنا جائعة يا صابر، ألا نتوقف قليلاً؟.
    ـ سنتناول غداءنا في مكــــــــان فخم، اصبري قليلاً. ها قد وصلنا (الطرف الأغر) هنا أيضاً تــوجد المسارح ودور العرض والنوادي الليلية والمطاعم. وأشار الى مبني المعرض الوطني قائلاً :
    سأرافقكما لـرؤية المعرض، إنه ضخم ، ويضم ّأكثر الرســـومات براعة في العالم. كما سنزور المتحف البريطاني، إنه أقدم وأعظــم المتاحف في العالم، يضــمّ تاريخاً عالمياً يمتدّ لأكثر من مليوني سنة، ويحتوي على أكثر من 49 صالة عرض.
    تخيلت السمراء صورتها ضمن صور المتحف، ووجهت سؤالها للشقراء؛ هل من الممكن أن نكون ضمن هذا الابداع ، ويشار لنا بالبنان ؟ .
    أجابتها الشقراء: من يدري.
    ردت عليها السمراء: مادام وليد يتحلـّى بالشرف والكرامة والكبرياء، إنسي.. إنسي.
    - ولمَ لا ( خطرت بباله بعض كلمات وأرد ان يفرد عضلاته امامها ليتقرب إليها )
    - ستكونين أجمل امرأة تزورها الوفود وتهز الرأس اعجابا فأنت ياصغيرتي نبع ، والفنان الذي لا يرسمك أبله .
    أطالوا البقاء في المتحف البريطاني، حيث الحضارات الشرقية والغربية.
    وقفت السمراء نصف ساعة أمام الآثار السومرية، بوابات وألواح ونسور مجنّحة: إنها آثار وليد، كأني أشمّ رائحتك يا وليد، كأني أقرأ كتابك بين هذه الرموز. كم أنت عظيم يا فنان سومر، أي كلية درّبتك وأي أساتذة علـّموك؟ أنت أستاذ نفسك.
    قال صابر مبتسماً:
    - هل تكلمين نفسك؟
    ـ معك حق، من يرى عظمة تاريخ وحضارة سومر لا بدّ له أن يهذي ويكلـّم نفسه.
    أضافت السمراء: الخلق والخلاق يحتاج لما هو أكبر منه، يحتاج الى المئات بل الألوف ممن يشبهونه ويشبهون أنفسهم ليخوضوا ساعة خلق واحدة.
    خرجوا.. قاد صابر السيارة مسرعاً:
    - أنا بدأت أشعر بالجوع، ما رأي الحلوتين لو تناولنا الغداء، فأمامنا متسع من الوقت لرؤية معالم لندن؟ سأختار مطعم بغداد، بعدها نأخذ قسطاً من النوم، فنحن مدعوون من قبل شخص مهم الليلة.


    ***











    http://samypress.blogspot.com
    http://samypress.yoo7.com
يعمل...
X