إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حكايات الجد مشعل قصة / محمود عبد الله محمد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حكايات الجد مشعل قصة / محمود عبد الله محمد



    حكايات

    الجد مشعل

    رواية للطفل
    8 : 16
    تأليف محمود عبد الله محمد
    الفائزة بجائزة السيدة / سوزان مبارك
    عام 2001 / 2003

    14 قصة تدور كلها في قرية مصرية ، وتدل بوضوح على أن المؤلف لديه خبرة عميقة وحب قوى لقريته المصرية.
    كل قصة تدور حول لقطة ذكية موحية ، يلتقطها المؤلف من أحداث القرية اليومية ، لكنها تلقي ضوءاً كاشفاً على أسرار الناس والحياة في القرى المصرية .
    تنتقل القصص من كُتاب القرية ، إلى بئر الساقية ، إلى حلاق القرية ، إلى الأطفال الذين يسيرون المسافات الطويلة للوصول إلى مدارسهم ، إلى الوباء الذي يفتك بالفلاحين ، إلى زيارة الأميرة التي كانت تملك "أرض القرية وما حولها" ، إلى انعكاس قضية الأسلحة الفاسدة سنة 1948 على أهل القرية وحياتهم ، إلى أول جهاز راديو يدخل القرية ، وصولاً إلى فصول محو الأمية.
    إنه عالم القرية الغنى المتنوع الخصب ، الذي لا يكاد يعرف عنه ابن المدينة شيئاً كثيراً .
    مع لغة سليمة ، وقدرة متميزة على السرد والحكي .
    أ. يعقوب الشاروني.
    1
    ذات يوم جلس الأولاد والبنات إلى جوار الجد "شمس النهار " عفواً الجد "مشعل"كما يحلو له أن تـناديه الناس دائماً .. وطلبوا منه .. أن يحكي لهم عن قريتـنا.. عن سامول محبوبته وعن نفسه .. عن بئر الِشباح .. وعن فضيلة والأرض .. وعن غبريال وحزو ويوسف الأعرج .. وعن مديحة وكيف تعلمت .. وعن سلطان والسيد حسب النبي .. وعن شهداء سامول والأميرة نعمت الله كمال الدين.
    فقال الجد : موافق. ولكن بشرط .. سأحكي لكم كل يوم حكاية واحدة فقط.
    ثم راح الجد يحكي الحكايات من أولها .. وكانت أولها ….

    حكاية
    الشهادة الحق
    كان ذلك عام 1912 .. وقتها كان الذين يُجيدون القراءة والكتابة لا يتعدون أصابع اليد الواحدة .. كما كان جميع آل القرية باستثناء القليل منهم .. يعملون في "وسية" الأميرة الصغيرة "نعمت الله كمال الدين" لكن أبي رحمه الله .. أصر على أنني اذهب إلى كُتاب "الشيخ رمضان" كي احفظ القرآن الكريم .. فذهبت مع الأولاد .. وحفظت من القرآن نصفه تقريباً .
    وذات خميس .. إذ أن الشيخ رمضان كان يتركنا كل خميس .. ويذهب ليرتل القرآن بالمنازل .. ولا يعود إلينا إلا بعد ساعة أو ساعتين .. فيّسمع منا ما حفظناه وجودناه من القرآن الكريم طوال غيابه .. لكننا كنا لا نحفظ ولا نجود .. بل كنا ننتظر يوم الخميس على أحر من الجمر لنلعب ونمرح .. عد الولد "سمير" .. فهو الوحيد الذي كان يحفظ ويجود بصوته الرائع .. كم نصحنا وكم تمنى لو نجلس معه ونتسابق في حفظ وتجويد القرآن الكريم .. بعض مرات كنا نطيعه .. لكنه كان دائماً يتفوق علينا .. لم يستطع أحد منا أن يباريه مرة واحدة .
    في هذا الخميس بالذات قال لي : لا تذهب إلى اللعب اليوم .. وتعالى معي نرتل القرآن الكريم ونحفظ منه ما نستطيع .. فوافقته على الفور .. وما إن عرف سالم بذلك .. حتى جاءني وقال لي : لا يا شمس النهار .. كله إلا هذا اليوم بالذات .. هل نسيت ؟ أنت حارسنا اليوم .. ستقف أمام الكُتاب وترقب الطريق من بعيد .. حتى لا يعود سيدنا فجأة .. فيرانا ونحن نلعب ونلهو .. تعالى وقم بدورك هذا الخميس .. وفي الخميس القادم افعل ما تشاء .
    الكل يهاب "سالم" ولا أحد يستطيع أن يعصي له أمراً .. عدا سمير .. فأخذت مصحفي وجلست أمام الشارع .. لأقوم بدور الحارس فاستطلع قدوم سيدنا عندما يأتي .. فأخبرهم .. ويعودون إلى أماكنهم ويرتلون القرآن ترتيلاً .. ولكن سميراً لم يتركني .. جاء وجلس إلى جواري والأولاد من حولنا يلعبون .. ثم رحنا نرتل القرآن الكريم بصوت عذب تارة ونسّمع ما حفظناه تارة أخرى .. وسالم يحذرني بين الحين والحين .. ولا أعبأ به .. ورحت أتبارى مع سمير في حفظ القرآن الكريم وتلاوته .. قضينا وقتاً ممتعاً مع كتاب الله .. ومازال الأولاد من حولنا يضحكون ويمرحون .. فمر الوقت سريعاً .. ولم اشعر أو يشعر أحد غيري إلا وسيدنا واقف بيننا ويصيح فينا غاضباً .. فهرولنا جميعاً إلى داخل الكُتاب .. ثم جلس على مقعده وطلب العصا من سمير .. فسمير معروف لدى سيدنا بأنه لا يلعب في وقت العلم والجد .. ولا يثير شغباً مثلنا .. فجرى سمير ليحضر العصا .. بينما كان سالم ينظر نحوي وهو غاضب ويهمس لي : أرأيت جزاء انشغالك عن حراستنا ؟ لا تعتقد انك ستفلت من عقاب سيدنا .. أنا سأبلغه بأنك كنت تشاركنا اللعب .
    وأخذ الشيخ العصا من سمير ولوح بها في الهواء متوعداً وهو يقول :
    - ها .. كونوا شجعاناً .. من كان يلعب يخرج بنفسه مع سالم إلى جوار السبورة .
    وحاول سالم أن يدافع عن نفسه بالباطل .. فقاطعه الشيخ رمضان قائلاً :
    - صه يا سالم .. لا أحد هنا يحرضهم على اللعب غيرك .
    فخرج الجميع عدا سمير وأنا .. ولكن سالماً لم يتركني في حالي .. ابلغ سيدنا بأنني كنت معهم .. ارتعد جسدي بشدة .. أول مرة أخاف سيدنا بهذا الشكل ... وأول مرة أشعر بالألم قبل أن تصيبني عصاه .. لكن سميراً صديقي قام على الفور وتقدم إلى سيدنا وأخبره بأنني لم ألعب .. بل كنت معه احفظ وأجود القرآن الكريم .. فسأل سيدنا الأولاد .. نظر سالم إليهم بعينين تنبئا عن غضبه .. فخاف الأولاد منه .. وزاد الخوف في صدري .. فقال الأولاد:
    - نعم يا سيدنا .. شمس النهار كان يلعب معنا منذ الصباح .
    فجعلوا سيدنا في حيرة .. الكل يؤكد له أنني كنت العب .. وسمير ينفي ..هم أغلبية .. لكن سميراً لا يكذب .. فكر سيدنا قليلاً وقال : الفيصل عندي سيكون كتاب الله .. تعال يا شمس النهار واسمعني ما حفظته اليوم .
    ويا لسعادتي بهذه الشهادة .. جاء الفرج .. إنها ستكون خير شهادة .. وعلى الفور رحت اُسّمع عليه ما حفظته .. وكانت الابتسامة تعلو وجه صديقي سمير .. بل وجه الشيخ رمضان أيضاً .. لكنه كان كلما نظر إلى سالم والأولاد .. كانت علامات الغضب ترتسم على وجهه .. ومن يومها حرصت على ألا العب في وقت الجد .. ولا أخشى أحداً ما دمت على حق .. وما دمت امتلك البرهان .
    @@@
    http://samypress.blogspot.com
    http://samypress.yoo7.com

  • #2
    رد: حكايات الجد مشعل قصة / محمود عبد الله محمد

    الاسم / محمود عبد الله محمد حسن
    الشهرة / محمود عبد الله محمد
    كاتب مسرحي . كاتب أدب الطفل . سيناريست
    عضو اتحاد كتاب مصر
    http://samypress.blogspot.com
    http://samypress.yoo7.com

    تعليق


    • #3
      رد: حكايات الجد مشعل قصة / محمود عبد الله محمد

      الصديق النبيل سامي ... دائماً تأتينا كما النعاس تدغدغ الجفون وتضعنا حيارى سكارى على قارعة درب الأدب والمبدعين وفي كل صباح نغسل عينينا بقصة كما وجهنا ... ولكن لعطاءاتك الفنية سحر وعطر ينتشر شذاه الفواح في أرجاء المفتاح معلناً نشيد وتراتيل العشق لدولة الثقافة وجنودها المعطائين بلا حدود ... فبساطة وعفوية السرد الجميل عند مبدعنا القاص محمود عبد الله محمد حسن كانت تحمل براءة ونضارة الريف الصادق الذي كانت شهادة الحق بحق خير منجي من الكذب ... أشكر تألقكما وحضوركما بواحة المفتاح الأدبية ...

      تعليق

      يعمل...
      X