تويت
المهرجان المسرحي الثالث العــرض المسرحــي
( نيغاتيــف ) يحـاكـي أعمـاق الإنسان وتبدلاتهــا
رفيدة يونس أحمد - الوحدةضمن فعاليات مهرجان فرع نقابة الفنانين المسرحي الثالث باللاذقية قدم العرض المسرحي نيغاتيف وسط حشد كبير غصت به صالة دار الأسد للثقافة واللافت في الأمر أنه على الرغم من هذا
( نيغاتيــف ) يحـاكـي أعمـاق الإنسان وتبدلاتهــا
رفيدة يونس أحمد - الوحدة
الحضور الكثيف ساد المكان الهدوء التام من قبل المشاهدين المحلقين في فضاء العرض الرحب لتتواشج حكايات الممثلين مع أذهان ومشاعر المتلقين , ما يدل على نجاح أسرة العمل بعرضها وبأدائها . المسرحية تأليف واخراج الفنان نضال سيجري بطولة رغداء جديد - بسام جنيد - نجاة محمد- مصطفى جانودي- الحسن يوسف - هبة ديب- هاشم غزال اضاءة : عماد خدام - صوت قيس زريقة يقول الفنان نضال سيجري عن عرضه أحلى مافي الصورة أنها لاتكبر . كل الذين يقفون أمام الصورة يكبرون ويغادرون إلا انها تبقى على حالها في لحظة أخذ الصورة نبتسم لكن لانعرف لماذا ؟ ويقول : قمة العطاء هي ان تعمل شيئا مهما للآخرين فالإنسان بطبيعته نرجسي لكن عليه ان يكون مشاركاً الآخرين بكل ماتعني هذه الكلمة من معنى .نتعلم كيف نعطي . وهذا ما لم نتعلمه . يجب ان يكون هناك توازن في العلاقات الإنسانية علاقات قائمة على الروح وبدون استعراض . العطاء في الفن هو العطاء في الحياة .والمسرح موجود شئنا أم أبينا .والأشخاص هم الذين يجعلونه يتألق أو يخبو والعمل المسرحي عمل جماعي بامتياز .وهذه الجماعة كلما كانت منسجمة تقاطعت رغباتها وتقاربت . فالمسرح العربي موجود ,والجمهور يعي ذلك تماما . المسرح هو حالة اجتماعية وحاجة اجتماعية بالوقت نفسه .
الفنان هاشم غزال :
نيغاتيف نص مسرحي من تأليف الفنان المبدع نضال سيجري كتب لشباب اللاذقية ,لأشخاص محددين ضمن طريقة عمل الاستاذ نضال وخطته لدعم مسرح الهواة ولإيمانه المطللق بأن الممثل هو الجواد الرابح دائما . وان الممثل ليس في دمشق فقط وانما في المحافظات هناك ممثلون مهمون يحتاجون فقط لورشات تُفجر طاقاتهم وابداعاتهم وقد استطاع الفنان سيجري ان يفجر هذه الطاقات بعرض نيغاتيف على الأقل وفق وجهة نظره هو ويبقى الحكم الأساسي للجمهور .يتحدث العرض عن مجموعة من الشخصيات موجودة في مكان ماتعيش حياتها اليومية بآلامها ومتاعبها . العرض هو وجع هؤلاء الأشخاص بهواجسهم وذكرياتهم الأليمة . بالمطلق المسرحية هي ورشة عمل أقامها الفنان نضال سيجري لتقدم هذه الحالات وفق قالب فني , نترك من خلاله الهامش الأكبر للمشاهد ليتلقى مايشاء من الصورة الفنية التي جسدناها . المقولات التي يحملها العرض تصل الى كل متلقٍ وصيغة تفكيره بما رأى أما الديكور ومكملات العرض فهي رؤية فنية مكملة للرؤى الإخراجية التي قام بتجسيدها الاستاذ نضال فكان لابد من استغلال الكراسي بعدة اشكال لتؤدي بالنتيجة الى مشهدية بصرية تكون مقولات العرض الصغيرة وصولا الى المقولة الكبرى الرئيسة للعرض المسرحي . ومن خلال السينوغرافيا المبنية لهذا العرض سواء كانت هذه الكراسي أم الإكسسوارات الاخرى المستعملة في العرض . وبالنتيجة كل عرض مسرحي يحتاج الى مجموعة من العناصر الفنية لخلق حالة تكاد تكون أقرب الى تكامل العرض الفني . نتمنى ان نكون قد وفقنا في الوصول الى أقرب نقطة لهذا التكامل . بالنسبة لسؤالك عن كثافة الحضور للعروض المسرحية خلال فترة المهرجانات وضعف هذا الحضور خارج المهرجانات أقول : هذا الأمر ليس قاعدة مثلا عرض نيغاتيف سبق أن قدمناه على خشبة المسرح القومي منذ خمسة عشر يوما ولمدة خمسة أيام وقد اضطررنا حينها لتقديم عرضين في اليومين الأخيرين من العرض ليتسنى للجمهور حضوره . هذا يدل على ان جمهور المسرح هو متلقٍ جيد يستطيع ان يحكم على مايرى اضافة الى ذلك تحقيق سمعة جيدة لمهرجاننا يحقق جمهورا أوسع من خلال آلية اختيار العروض المشاركة ومدى تقبل الجمهور هذه العروض .
وجمهور اللاذقية جمهور كبير وعظيم وتقع على عاتقنا كممثلين ومخرجين مهمة كبيرة هي استقطاب هذا الجمهور والتعايش معه , واجتذابه يتطلب جهدا كبيرا وكلما كان جهد المخرج والممثلين كبيرا جاءت نتائج العمل مميزة أكثر . وبناء جمهور مسرحي متميز - يحتاج الى تكاتف الجهود لتقديم أعمال متميزة جادة هادفة سواء من ناحية الطرح أو النواحي الأخرى .
الناقد المسرحي - ياسر دريباتي
العرض الفني المسرحي نيغاتيف استفاد من خشبة المسرح ليبني سينوغرافيا جديدة وهذا يسجل لفريق ومخرج العرض اذ وظف الحفرة في خشبة المسرح وروافع وثقالات المسرح الموجودة لبناء جغرافية مسرحية جديدة لعرضه .. كما تميز العرض في نسخته الأخيرة في الاشتغال الجدي على الممثلين ودفعهم للبحث أكثر في شخوصهم .نيغاتيف تجربة فنية جديدة لمجموعة من الممثلين في معظمهم هواة وبإخراج ممثل ومخرج مسرحي كنضال سيجري تعطي فرصة مهمة للمشاركين في العرض لمعرفة تقنيات المسرح بداية مع ورشة اعداد الممثل التي أقيمت في جامعة تشرين مرورا بصناعة العرض من اكسسوارات وملابس وديكور وانتهاء بالعرض المقدم . هذه التجربة تؤكد حراك العمل المسرحي تجدده بتجدد أماكن العرض وبالتالي يعطي فرصة للممثلين كي يبتكروا شخصياتهم في كل عرض .