تويت
لقاء ..كتبت الشاعرة المغربية : فاطمة امزيل
بقلم : فاطمة امزيل
آتية إليك أحمل قلبي
أتسلل بين المآقي
وفوق تهافت اللحظات
أسأل عنك خيط شعاع
عن وجهك الأسمر
عن حرف اسمك المبعثر
عن وحي همسك الملون
عن نبوءة العشاق
في مساحات القبيلة
عن قلبي الذي لا يصلي
في غير محرابك
عن سواكٍ في فمي
يُخفي معالِم الرجاء
يُغيِّر لهجة الكلمات
عن نقش حِنَّاء على يدي
يُعطِّر مَلْمَس الأشياء
فينبثق الموج الأخضر من حيرتي
حين تخترق ضجيج صدرك
الأسماء
حين يُحيلني نِثارا على الطريق
يُنبتُني زهرا أبيض
ووردا أحمر
وحُلما أصفر
وكوْمة رماد
أسألُ
عن مولدي في فتيلة قنديل
عن لهفتي إليك
عن لهفة النار للفتيل
عن لهفة الظلمة لنور القمر
أسأل المستحيل .. وأمشي
دون أن أسرُج نعلي .. أمشي
دون أن أُلجمَ شوقي .. أمشي
دون أن أبحث عن مُختصر المسافات .. أمشي
في امتداد الطريق .. أمشي
دون أن ينتفض جسمي
من بقايا أحمال السنين
أو تُبدِّل الشيبَ صِبْغة الحب
أو لون الحنين
دون أن أروي عطشي
أو ألتقط أنفاسي
أو أرطِّب باسمك شفاهي
أمشي ..
خلفي جيوش المعنى
وأمامي مملكة الدفء
وزفرة الوجْد
على كف الغُربة وظهر العَناء
وأُفُقٌ يُغيرُ كُنْهَ الأشياء
على رُكاب الهوى أسير
أتجاهل في الخطى رنين كل أسير
أفتح الصفحة الأخيرة
من كتاب الكون .. وأسير
تنبت في أثر الثلج
عيون النرجس
وشقائقٌ كنحر الوبيل
كل الحروف تتعرَّى
تلتفُّ بالصمت وحشرجة المساء
تُجهض المراحل في كبرياء
ليختبئ الفجر
تحت أنقاض اللحظات الأخيرة
أسأل
إن كان حُبُّك يستحقُّ كل هذا العَناء
إن كان وصْلَة من تراتيل الأنبياء
أم شرارة لهب
بها قلبي يحترق
أم نشوة
تنبثق من شفة الأرض
تنبث في صحرائي
أشجار الشجن
ليتني السيل يغمر الزمان والمكان
فتطفو على ردائك زينة النساء
وشهوة تتلصص في أوراق الليل
وشمس الرياء
ينبض في معصمي
قطار البخار
وتتلاشى الصفوف كالعمر الهزيل
أسير في موكب الريح
أسير إليك
يولد في الأفق حلمي البديل
أراك قريبا
أقرب إليّ من نبض الوريد
والطريق إليك متشعب طويل
معبد بالبسمات
مصدع بعزف العويل
فاطمة امزيل