إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الأسس المعتمدة في التطبيق (( الفكر لغة - العقيدة - العدل لغة - الحق لغة )) - دراسة (( حسن عباس ))

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الأسس المعتمدة في التطبيق (( الفكر لغة - العقيدة - العدل لغة - الحق لغة )) - دراسة (( حسن عباس ))

    الأسس المعتمدة في التطبيق
    (( الفكر لغة - العقيدة - العدل لغة - الحق لغة ))
    - دراسة (( حسن عباس ))
    -الفكر لغة:
    هو إعمال العقل في المعلوم للوصول إلى معرفة المجهول.
    من أسرتها: فكّر في الأمر (أعمل العقل فيه ورتب بعض مايعلم ليصل به إلى مجهول). أفكر في الأمر (فكّر فيه) افتكر الأمر (خطر بباله). الفكرة (الصورة الذهنية لأمر ما).
    من مقاطعها: فك- من فكّ الشيء (فصل أجزاءه) وفكّ العقدة (حلّها). فر- من فرّ الأمر وعنه (بحثه ليكشفه). فرّ الدابة (كشف عن أسنانها لينظر ما سِنُّها). كر- من كرّ الليل والنهار (عادا مرة بعد أخرى).
    وهكذا فالمقطع الجذر هو (فك) لمضاهاة ما يقوم به الذهن من تجزئة المشكلة موضع النظر إلى عناصرها الأولية، مادية كانت أم ذهنية، و(الراء) الملحقة به للدلالة على التحرك والتكرار والترجيع في الذهن أثناء التفكير. أما المقطع الثانوي فهو (كر) للترجيع والتكرار، و(الفاء) الملحقة به للتوسع والانفتاح في الذهن وللقارئ. إذا رغب أن يعتبر المقطع الثانوي (فر) للبحث والاختبار والانفتاح و(الكاف) الملحقة به (لاحتكاك الذهن بما لديه من معطيات).
    في حروفها :الفاء (للشق والفصل والانفراج والانفتاح)، مما يضاهي تجزئة موضع التأمل إلى عناصره الأولية، والكاف (للاحتكاك) مما يضاهي إعمال العقل في المطابقة بين المعطيات المعلومة وبين المجاهيل المطلوب معرفتها، كما في الفكر الهندسي والرياضي أو الفلسفي والراء (للتكرار والترجيع)-بما يضاهي إمعان النظر وتقليب الأمر على مختلف وجوهه.
    -العقيدة هي:
    الحكم الذي لا يقبل الشك فيه لدى معتقده وفي الدين هو: ما يُقصد به الاعتقاد دون العمل، كعقيدة وجود الله وبعثه الرسل.
    من أسرتها: عقد الزهر (تضامت أجزاؤه فصار ثمرا) عقد الحبل ونحوه (جعل فيه عقدة). عقد قلبه على الشيء (لزمه)، أعتقد الشيء (صلب واشتد). (العِقد (قلادة من خرز ونحوه تُحيط بالعنق).
    والعقيدة بحسب أسرتها، هي ما انعقدت النفس عليه من معنى معين، فتتكون به تكويناً جديداً على مثال ما ينعقد الزهر في الثمر.
    من مقاطعها: عق- من عقّت انثى الحيوان (حملت). عد- من أعدّ الشيء (هيأه وجهزّه). قد- من القدّ (المقدار، والقامة والقوام). والمقطع الجذر هو (عق) لحمل الأنثى، مما يضاهي لقاح النفس بمعتقد معين. والدال (للشدّة).
    في حروفها: العين (للسمو والعيانية والوضوح والفعالية والعقد والربط). لتجمع العين بذلك كامل المضمون الروحي للعقيدة الإنسانية النبيلة. والقاف (للقوة والمقاومة) مما يضاهي قوة التمسك بالعقيدة والياء في الوسط (لاستقرار المعنى في الصميم. والدال (للشدة المادية)، مما يضاهي واقع شدة التمسك بالعقيدة بكل ما لدى صاحبها من قوى.
    وهكذا قد جمعت (لفظة) العقيدة إلى نفسها أقوى ما في أصوات الحروف من موحيات القوى الروحية والمادية، وذلك على مثال ما جمع (مفهوم العقيدة إلى ذاته أقوى ما في أغوار النفس من أسباب التفتح والنماء جيلاً بعد جيل، وعقيدة بعد عقيدة، وألف مأساة وكارثة بعد ألف، منذ فجر الحضارة الإنسانية إلى نهاية الحياة، إن كان للحياة نهاية.
    -العدل لغة:
    هو الإنصاف، وهو إعطاء المرء ماله وأخذ ما عليه.
    من أسرتها: عدل عدلاً وعدولاً (مال، وإليه رجع، وفي أمره استقام). اعتدل (توسط بين حالين من كم وكيف). العِدل (المثيل والنظير ونصف الحمل يكون على أحد جنبي البعير).
    وهكذا فالمعنى المحسوس لمفهوم العَدل هو نصف الحمل وزناً لا نوعاً.
    من مقاطعها: عل- من علّ (شرب ثانية، ومرض). عد- من عدّ الدراهم (حسبها وأحصاها)- العديد (النِّدّ والقرن والنظير). دل -من دلّه عليه (أرشده وهداه).
    وهكذا، فالمقطع الجذر لهذه اللفظة هو (عد) للقرن والند والنظير، أما المقطع الثانوي فهو (دل) للهداية والرشاد.
    في حروفها: العين (للعيانية والوضوح والسمو). الدال (للشدة). اللام (للتعلق والالتصاق). والعدل بحسب هذه المعاني يتصف بالعيانية والظهور والوضوح (للعين). وبالشدّة (للدال)، وبالالتزام- (للام).
    وهكذا يتلخص مفهوم العدل في الموازنة العلنية بين الحقوق، والموازنة هي أحد عناصر الجمال. على أن ظاهرة العطاء في العدل هي الأصل كما في قوله تعالى: (فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع، فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة). (سورة/ النساء- 3)- فعندما يقضي العدل أن يأخذ من أحد شيئاً فذلك ليعطيه إلى صاحب حق آخر فيأخذه بالحق. وفي ذلك قوله تعالى:
    (وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون) سورة (الأعراف /159).
    - الحق لغة:
    هو ضد الباطل، والأمر المقضي، والعدل، والمال، والملك، والوجود الثابت، والصدق والحزم، والواجب، وما أكثر الخلط في هذا التعريف. وهو من الأسماء الحسنى.
    من أسرتها: حق الأمر (أوجبه) استحق الشيء (استوجبه واستأهله) الحُق (النقّرة في رأس الكتف، أو رأس الورك الذي فيه عظم الفخذ). حُقّ الطيب (وعاؤه).
    والمعنى الحسي الأصل لهذه اللفظة هو الحُق (للنقرة في رأس الكتف أو رأس الورك) وهذه النقرة هي الحيّز الطبيعي اللازم والكافي للنتوء في عظم العضد أو عظم الفخذ، كيما يقوم بوظائفه الطبيعية فلا تضيّق في النقرة يحول دون تحرك النتوء، ولا توسع فيها يؤدي به إلى الانخلاع من مقره. وهذا ما يتوافق مع مفهوم الحّق الطبيعي للإنسان.
    في حروفها: الحاء (للعاطفة والحرارة والإحاطة) والقاف المشددة (للمزيد من القوة والمقاومة) وهذان الحرفان اللذان يجمعان بين العاطفة والقوة دونما فاصل بينهما يحكيان قصة الحق عبر التاريخ فحقُّ التملك، وهو أصل الحقوق جميعاً، يبدأ برغبة ما (للحاء)، فتعمل القوة فوراً على تحقيقها (للقاف المشددة). وذلك (سوقاً للحروف على سمت المعنى المقصود والغرض المراد).
    على أن مفهوم الحق بحسب أسرة هذه اللفظة وحرفيها هو أن يأخذ الإنسان الحيز اللازم والكافي لممارسة وظائفه الطبيعية دون زيادة أو نقصان في مختلف مجالات الحياة الأسروية والدينية والسياسية وما إليها. وإذن فإن ظاهرة الأخذ في مفهوم الحق هي الأصل على النقيض من مفهوم العدالة وإن كان كل منهما يكمل الآخر ويتممه.
    وهكذا يُضفي حرف الحاء على مفهوم الحق حرارة التعلق العاطفي بمواضيعه والإحاطة بها. أما حرف القاف، فيكشف عمّا يقتضي الإنسان من قوة للحصول على حقوقه بمواجهة ما يلقاه في سبيل ذلك من مقاومة جميع الكائنات وقوانين الطبيعة والأنظمة الاجتماعية على حد سواء.
    ومفهوم الحق بحسب اللغة العربية يختلف عن مفهوم العدالة في أمور كثيرة، منها:
    العدالة موضوعية عيانية، والحق ذاتي صميمي.
    العدالة ظاهرة اجتماعية والحق ظاهرة أصالة حياتية.
    العدالة توازن، والحق تكامل.
    العدالة عطاء، والحق أخذ.

يعمل...
X