Announcement

Collapse
No announcement yet.

بالمخرج الأمريكي أورسون ويلز يحتفي مهرجان دمشق السينمائي الـ 18

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • بالمخرج الأمريكي أورسون ويلز يحتفي مهرجان دمشق السينمائي الـ 18

    أفلام أورسون ويلز حكايات أخلاقية عن الدمار الذاتي
    دمشق-سانا
    يحتفي مهرجان دمشق السينمائي الدولي بدورته الثامنة عشرة بالمخرج الأمريكي أورسون ويلز عبر تخصيص تظاهرة تحمل اسمه وتتضمن تسعة من إبداعاته هي المواطن كين- سيدة من شنغهاي- السيد أركادين- عطيل- القصة الخالدة- عائلة أمبرسون الرائعون- الغريب- المحاكمة- لمسة الشيطان .
    وأهم ما يجمع تلك الأفلام التي تعرض يوميا في صالة سينما سيتي أن ويلز استطاع أن يظهر من خلالها شخصياته المتعددة حيث يعتبر نفسه كإحدى شخصيات شكسبير التي تشبه كل الناس وفي كل الأزمان وهذا ما جعله يكون من نفسه أسطورة في الحياة انعكست على الشاشة الفضية .
    وينطلق ويلز في سرده لسيرته الشخصية من فيلم المواطن كين الذي غير مسيرة السينما ويعتبر إحدى سيره المبكرة التي روت سلفاً قصة حياة لم يكد يبدأ في عيشها وحتى بطله هاري لايم في الرجل الثالث كان صورة ذاتية عنه بمعنى أن معظم مضامين أفلامه ما هي إلا قصص رواها عن نفسه مستمدة من أعمال أدبية ابتداءً من فاوست إلى فولستاف إلى دون كيشوت التي حولها إلى تعليقات عن ويلز نفسه.
    وتمكن هذا المخرج الأمريكي من خلق عالم ساحر لشخصياته الأسطورية وتنقلاتهم بين عوالمهم المختلفة المنتمية إلى الواقع أو إلى الخيال والممتدة من الغرب إلى الشرق فمن سيرة كين إلى موت عائلة أمبرسون وارتحال أوهارا في سيدة من شنغهاي أنشأ ويلز سيرة أمريكا التي انطوت على سيرته الذاتية موازناً بين أساطير أوروبا الشمالية والجنوبية فضلاً عن إمكانيته العالية في رسم مناخات دقيقة للأحداث الدرامية لكل فيلم مستفيداً من رؤيته الخاصة لتقنيات تجسيد الحدث سينمائياً .
    وانشغل ويلز بالأفكار المحفزة للفعل والتي تظهر انعكاس معارفه المسرحية واكتشف في منتصف الثلاثينيات وأواخر الأربعينيات أن فكرة السلطة خادعة إذا تسلطت على عقول الناس واستطاعت توجيه أحلامهم ولاسيما أنه كان خطيباً سياسياً مرشحاً لمنصب واعترف في تلك الفترة أن في داخل كل واحد منا فاشيا وهذا ما جسده في فيلمه الغريب حيث يؤدي دور رجل نازي يعيش باسم مستعار ويبين كيفية انفلات العنف المسعور لدى المثقف كندلر.
    ويرى ويلز أن التصوير هو وسيلة الكتابة بالضوء ويصف نفسه بأنه رجل أفكار قبل أي شيء آخر وأكثر منه رجل فضائل وأخلاق ويتهم النقاد بأنهم ركزوا على جماليات الصورة في أفلامه متناسين ما لأفكار تلك الأفلام من أهمية خاصة ولا سيما مايتعلق منها بنقده لشكسبير ومارلو وسرفانتس ومارك توين وكافكا دينيس.
    وبقي هذا المخرج الأمريكي منشغلاً بأزمات عصره السياسية والفلسفية محولاً جميع القصص التي رواها إلى حكاية أخلاقية عن الدمار الذاتي حيث قال أثناء مناقشة فيلمه لمسة الشيطان أن الفيلم أظهر التفسخ المختمر للجنس البشري متسائلاً فيما إذا كان للإنسانية مستقبل في مجتمع تديره الآلات أو الرجال الآليون وفي فيلم المحاكمة عن رواية كافكا يظهر كيف انتقل الأفراد من أشخاص إلى ذوي هويات موحدة كإحدى إفرازات البيروقراطية المزمنة.
    وبشكل عام كان ويلز سينمائياً مشبعاً بالأدب والمسرح الشكسبيري والفن التشكيلي وفن التصوير الفوتوغرافي والتمثيل المسرحي وطموحه في أفلامه زاد كثيراً عن الطموح المعتاد للمخرج السينمائي فقد كان يسعى إلى العثور على معادل يجمع هذه الفنون جميعها في بوتقة واحدة يمزجها بالتجربة الشخصية للفنان ويصبغها بصبغته الشخصية دافعاً الحياة فيها والحركة إلى أقصاها.
Working...
X