إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قصيدة (( مهرجان الأبواب )) للشاعر :عبد الكريم الناعم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قصيدة (( مهرجان الأبواب )) للشاعر :عبد الكريم الناعم

    قصيدة (( مهرجان الأبواب )) للشاعر :عبد الكريم الناعم

    مهرجان الأبواب

    على الأبواب أَوْرَقَتِ الخـطى ونَذرْتُ
    للأقمار أَوْرِدَتي
    إذا ما وَفَّقَ الّرحمنْ


    بباب ( الحِبرِ ) أَشْرَعْتُ القصائدَ والرموزَ
    الزُّرْقَ ، والرؤيا ، وأَسئلتي
    وكانَ الجمْرُ مَرْكبتي
    إلى الأكوانْ


    بباب ( الصّبْرِ ) كنتُ صليبَ عمْرٍ
    أَنّتِ الأخشابُ في إنشاده البشريِّ :
    " ايلي كيفَ تشْبِقٌني " ؟


    بباب ( الشعر ) علّقْتُ المواجع َ ليلةَ
    الإسراءِ من ( هَزَجِ ) الوضوحِ الى ( الطويل )
    من العذاب الفذِّ
    فاشْتعلتْ قناديلُ القناطرِ
    خلْتُ أنّ الله قد ألقى بشاشتَه على المُدُنِ


    بباب ( الجمْرِ ) لم أَجِدِ السّراجَ كما قرأتُ
    فقلتُ ها..قلبي
    ولمّا انفَضَّ سمّارُ المواجدِ قمتُ مشتعلاً ،
    وأصحابُ العطايا ليس في قاموسهم ندمٌ
    على بذلٍ ،
    وغادرتُ البلاطَ ورحتُ في الحانات أسألُ
    عن زجاج شعَّ في مصباح آنيتي
    وكانَ سناهُ يتبعني


    بباب ( النّثر ) أَوْقَفْتُ الغمامَ
    وَأوَّلَ الأزهارِ
    والحَجَرَ الحنونَ
    وذكرياتِ الماء من
    أولى الضّفافِ
    وباقةً ممّا تَضَوّعَ في
    مساءات الطّفولة من حكايا
    الريف
    يومَ الريفُ كان الرّيفَ ،
    فأْتَلََقَتْ على الأغصان أثمارُ

    وَمَدّتْ ظِلَّها البَدْئيَّ أشعارُ


    بباب ( القهرِ ) أَوْقَََفَني جنودُ السيّدِ ( الوالي )
    وَأََطْرَقَتِ الليالي
    حين مدَّ القيدُ فكّيْهِ


    نظرتُ الى التي كانت ترُشُّ بشاشةَ العشرين ،
    شُرْفتُها نأتْ ،
    والصبحُ لَمَّ ثيابَه البيضاءَ
    وازدحمتْ دروبُ الشّوْكِ
    داميَةً بنعْليْه


    بباب ( القََطْرِ ) كنتُ ندىً
    وغيماً مُثْقَلاً بالطَلِّ
    نهراً بين فاصِلتينِ
    تنتظرانِ شاراتِ العبور ِ
    رذاذَ دالية ٍ ،
    وَأَحْرَجَ أوّلَ العتَباتِ ،
    فاجأَني
    بأني لم أكن بَلَدا!!


    بباب ( الزَّهْرِ ) كان العطرُ قافيتي
    وكنتُ اناءَهُ الرمزا


    فكَكْتُ ازارَهُ ليلا لأُطْلِقَهُ
    كما وَضَحِ النجومِ العالياتِ
    وَآنَ خُيِّلَ لي بأني قد جَلَوْتُ غموضَهُ السرّيَّ
    مُفْتَتِحاً
    وَجَدْتُ بانني مذ أشرقتْ في
    الروح بهجتُهُ
    على الافصاحِ...
    أني زِدْتُهُ ... لُغزا


    بباب ( العشق ) كنتُ الجمعَ .. منفردا


    اذا ابتسمت ( عنودُ) لهمس بارقةٍ
    أكونُ هَزارَها الغرِدا


    بباب ( الحقّ ) كنتُ الطّائرَ الجاني ،
    المشاكسَ ، صاحبَ الشّغبِ


    وليس لأنني أُُعطيتُ مالم يُعْطََ ( درويشٌ )
    وليسَ لأنني فوتحتُ ذاتَ غَرارةٍ ،
    كلاّ،
    لقد كانت دوالي الروحِ تَفْجَؤني
    بما في السُّكْر من عِنَبِ


    بباب ( الشوق ) آنَ الليلُ أبقى نجمةً زهراءَ
    تَشهدُ كلَّ صبحٍ أين يمضي الليلُ
    كنتُ أقودُ حاشيتي
    حروفي
    أوّلَ الأقواسِ حانيَةً على لينِ
    القناطرِ وهْيَ تَمْتَدُّ


    فتعبُرُ رِحْلَةُ الأجراسِ حدّاً ماله حَدُّ

    فَأَ تْركُ آخرَ الخُطُواتِ مُثْقَلَةً
    بما في الدّرب من سُكٍَْر وحاناتٍ
    وَاَدْخُلُ لحظةَ السّفَرِ الوَدودِ وراءَ نجمٍ
    في ( المغارةِ ) خبَّأَ السرَّ الجليلَ
    فغارَ
    كان الصبحُ مُْنْكَشِفاً
    وكنتُ الدّارةَ المُلْقاةَ في أَبَدٍ
    من الأشواقِ
    تفتَحُ لي القصائدُ بَوْحَها المُلْكيَّ
    حانيةً على الأشواك مُزْهرَةً
    فَتَنْأى
    -آنَ يقتربُ الشّذى -
    (نَجْدُ)


    بباب ( الخَلْقِ )كان السّوقُ مزدَحِماً
    وقفْتُ أُراقِبُ الأصدافَ والقَسَماتِ مُشْبَعَةً
    بروح التّجْرِ
    والأموالَ تَخْرُجُ من عيون القومِ
    داخلَةً خزائنَ ينعمُ الشيطانُ في
    أرجائها الكبرى
    كأنَّ قِيامةً صغرى
    تُؤلّفُها الدراهمُ ،
    أيها ( الذهبُ ) الذي ابليسُ أشْهَرَهُ
    لِيَدْخُلَ في السرائرِ بينَ مايُرجى
    وما يُقْضى
    وآنَ تزاحَمَ الفُرَقاءُ صيّرَ ذاتَه ذهبا ،
    هو ( الذهب ) الذي يبغونَ
    إبليسُ الأبالسةِ اسْتفاقَ على افتتاح رنينِه
    في القاع ... واختَتَما


    تزاحمت الحشودُ على فُتات رغابها
    (قابيلُ) يدمغُ باسمه التيجان والبعْرانَ والغَنَما

    هي الأبواب كالأسماء ، والأفكارِ ، والأشياء .. لاتَنْفَدْ
    ولم توصَدْ

    وكنتُ اذا دخلْتُ أقولُ آنَ اللونُ يدخلُ في
    فضاءِ اللوحةِ المسحورْ:

    "بعيداً مايزالُ البابُ ،
    انَّ (البابَ ) أن تعلو بشمعت(هِ)
    وإنْ كان المدى الدّيْجورْ "


    وَكمْ أَمَّلْتُ أن أَََصِِلا
    وَأَنْ أَرْقى الى مينائه السُّبُلا


    وأَنْسَتْني المنى الخضراءُ ، فائرةً ،
    بأنّ الحقلَ مُحْتَشِداًً بأنواع الورود
    إذا تخلّى النّحلُ عنه
    يخسرُ العسَلا


    وذاتَ لَََجاجَةٍ كُبرى
    وكم راجعتُ أسئلةَ المراحلِ يائساً
    وَجِلا


    وَقَفْتُ وقد تَأَلَّقَ في قَرارِ الروح
    تاجُ البُرْهةِ العليا
    وَآبَ على صهيل جواده المكسورِ
    خيّالُ


    وقَفْتُ بباب مَنْ إعراضُهُ ، ب(الحقِّ ) اقبالُ

    أَلوذُ به :
    " إلهي لاتدَعْ روحي لهذا القيظِ ،
    لاميناءَ في سَفَري سوى الصحراء لاهبَةً
    وأَعْلى مائيَ الآلُ


    لقد سَئِمَتْ رمالُ البيدِ من خطْوي
    وملَّ السّيْرَ رحّالُ


    فأوْصِلْني الى باب ( الرضى ) الكلّيِّ
    كي أقوى على حَمْلِ الجراحِ المُثْقَلاتِ
    بباهظِ الأنواءِ
    إنّ بشاشةَ الأنواءِ أََغْلالُ "


    خَتَمْتُ دعائيَ المكسورَ قوساً
    ضارعاً و..يَدا


    تَكَسَّرَت الخُطى ،
    والروحُ أَشْرِعَةٌ مُمَزَّقَةٌ و... أحوالُ

    وكدْتُ أُغادرُ البلدا

    قُبَيْلَ ( السّورِ )
    كانَ ( الشيخُ )
    يَدْخُلُ في عَباءته كما قمرٍ
    فَأوْمَأَ ،
    خَفَّ بي شَغَفٌ
    لعلَّ البارقَ العُلْوِيَّ ينفُثُ لحنَه الغَرِدا


    أتيتُ اليه
    قالَ " اتْبَعْنيَ " ،
    الْخُطُواتُ أسئلةٌ ،
    بساتينُ الكلامِ الصّمتُ ،
    أَهْلُ السّوقِ مُسْتَلَبونَ بالبيع الوفيرِ
    وبالمُناداة الصّليلِِ ،
    وبالحناجرِ ، والخناجر ، وهْوَ يخطو
    يُبْعِدُ الّلَغَطََ الثّقيلَ ،
    خُطاهُ من حَبَقٍ ،
    وكنتُ أراه يوغِلُ في الفراداتِ الرّحيبةِ ،
    والفراداتُ : التّفاصيلُ ، المظاهرُ ،
    كلُّ خَطْوٍ عنده أُفْقٌ جديدٌ ، عالََمٌ ،
    يرنو فتزدحمُ التّراتيلُ


    يؤانسُ خَطْوَهُ بالخَطْوِ ، بالطّرُقاتِ تَبْزُغُ
    في زواياها القناديلُ

    فَتَحْمِلُها المواويلُ

    وَأََجْري خَلْفَ خُطْوَتِهِ ،
    هنا حرفٌ
    هناك إشارةٌ
    وهناك داليةٌ
    هنالك سَرْحَةٌ.... ،
    آنَ اقْتَرَبْنا
    كان ينقُلُ رِجْلََهُ فَيقومُ خلفَ خُطاه
    قنديلٌ يُطالِعُ ضوءَه
    وَيَهِلُّ في الآفاق ( قُرْآنٌ )
    تِلاوَةُ سِحْرِهِ في الليل ( إنجيلُ )


    وَآنَ دنى من ( الدّكان ) قالَ : " انْظُرْ " ،
    وكانَ الصّائغُ الفنّانُ مُنْهَمِكاً ،
    دقائقُهُ سَبيكتُهُ
    يُنَقّيها بِلَفْحِ النارِ
    يُخْرِجُها وقد ذابتْ
    ويُدْخِلُها القوالبَ مرّةً أُخرى
    ويَمْنَحُها من التّزيينِ مايُعلي بَراعتَهُ
    وما يُغني قِراءتَهُ ،

    تَنَهَّدَ مُتْرَعاً بالحَمْدِ والنُّعمى
    أشارَ الى السّبيكةِ ،
    قالَ : " لاشكوى ، ولا أَنٌّ ، ولا ضَجَرُ

    عَرَفْتَ الآنَ مامَعْنى الرّضى " ؟

    لَمْلَمْتُ أسْئلتي
    حقائبَ رَغْبَتي
    وَرَجعتُ
    يُؤْنِسُ دربيَ السّفَرُ


    أَدٌقُّ البابَ
    أبوابَ القناطرِ والكناياتِ ،
    الرّجاءُ المُرُّ مِنْ عَسَلٍ ،
    وحوْلي يَرقُصُ ( الغَجَرُ ).



    حمص 20006
    َ


  • #2
    رد: قصيدة (( مهرجان الأبواب )) للشاعر :عبد الكريم الناعم

    ما أكثرها الذكريات
    منها مايفرح ومنها مايقتل
    وشكرا لله الذي اوجد لنا نعمة النسيان
    أحساس يداعب الفجر والضياء
    ويزيد الازهار عطرا
    خاطرة ترسم طريقاً مختلفاً

    دمت يا راقي على هذا الاختيار


    أضعف فأناديك ..
    فأزداد ضعفاً فأخفيك !!!

    تعليق


    • #3
      رد: قصيدة (( مهرجان الأبواب )) للشاعر :عبد الكريم الناعم

      تسلم الأيادي يا المفتاح ..
      اختيارات مميزة.

      تعليق

      يعمل...
      X