Announcement

Collapse
No announcement yet.

قلعة المينقة

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • قلعة المينقة

    تعتبر قلعة المينقة من أهم وأقدم القلاع الأثرية على الساحل السوري وغنية بمعالمها الأثرية التي تشمل كافة السويات في المنطقة فقد حظيت باهتمام المديرية العامة للآثار والمتاحف التي باشرت فيها أعمال الترميم منذ عام 2005 وحتى تاريخه حيث ظهرت معالم أثرية. الوحدة التقت الباحث المهندس ابراهيم يونس خيربك مدير آثار ومتاحف جبله الذي بدوره سلط الضوء

    على أهمية قلعة المينقة وأبرز الأعمال الأثرية التي ظهرت بالموسم الحالي الموقع الجغرافي والإستراتيجي للقلعة : تبعد قلعة المينقة إلى الجنوب الشرقي من مدينة جبلة حوالي 35 كم على طريق وادي القلع وترتفع عن سطح البحر 630 م وتشغل مساحة 10 دونم وتحتل موقعاً هاماً على الجبال الساحلية شمال وادي مجرى نهر الحسين ( نهر كان يجري قديماً بتلك المنطقة ولم يعد منه اليوم سوى سيول شتوية ) وهذا الوادي معروف حالياً بوادي القلع ويشكل هذا الوادي الحد الطبيعي بين محافظتي اللاذقية و طرطوس وتجاور القلعة قرية القلع ( نسبة للوادي المعروف بقلاعه ) وقرية المشتية. وهذه المنطقة غنية بالمواقع الأثرية التي تعود إلى فترات تاريخية مختلفة ويعود ذلك إلى غنى هذه المنطقة بالمياه وتربتها الزراعية الخصبة الصالحة لزراعة الدخان والزيتون وأنواع مختلفة من الزراعات منذ القدم. لمحة تاريخية : عرفت قلعة المينقة لدى المؤرخين كإحدى قلاع الدولة الإسلامية المنتشرة في منطقة جبال الساحل السوري، والتي كانت تسمى ( جبال البهرة ) بعد أن تمكنت الدولة الإسلامية من الاستيلاء على هذه المنطقة الحافلة بالقلاع والحصون البيزنطية. وقد ورد ذكر قلعة المينقة في كتاب الرحالة ابن بطوطة المسمى ( تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار ) بأنها حصن، عندما زار المنطقة وقال: فمررت بحصن المينقة، وقد ضبط اسمه بفتح الميم وتسكين الياء وفتح النون والقاف. كما ورد ذ كرها عند القاقشندي في كتابه ( صبح الأعشى ) بأن قلعة المنيقة إحدى نيابات قلاع الدولة الإسلامية، كما يذكرها وليم الصوري المؤرخ الصليبي باسم المينقة، بأنها إحدى قلاع الدعوة الإسماعيلية المنتشرة في جبال البهرة. نلاحظ أن اسم القلعة ( الحصن ) قد ورد عند ابن بطوطة ووليم الصوري باسم المينقة خلافاً للقاقشندي الذي ورد عنده باسم المنيقة. القلعة في الفترة الزنكية : لم يستطع نور الدين الزنكي من السيطرة على قلعة المينقة، لكنه سيطر على قلعة شيزر سنة 564 هـ وذلك بسبب فقدانها الميزات والخصائص التي تتمتع بها قلاع جبال البهرة من تحصن ومناعة طبيعيين. وقد زحف نور الدين الزنكي نحو تخوم بلاد البهرة أكثر من مرة بين 523- 564 هـ دون أن ينال منها ولكنه أشعر أهالي المنطقة بخطر هجوم مفاجئ. القلعة في الفترة الأيوبية : بقيت قلعة المينقة بيد حاكمها في هذه الفترة، بسبب هدنة الصلح التي عقدت مع صلاح الدين الأيوبي وبتوسط شهاب الدين الحارمي أمير حماه خال صلاح الدين الأيوبي، وذلك بعد أن عزم صلاح الدين الثأر من حاكم قلعة المينقة لمحاولة اغتياله واتفقا على شروط تنص على عدم الاعتداء والتعاون ضد الفرنجة. لكن قبول حاكمها الصلح مع صلاح الدين وفر له السلاح والعتاد لحماية حدوده وعاش مع صلاح الدين كصديق. القلعة في الفترة المملوكية : في بداية هذه الفترة أخذ حاكم قلعة المينقة يشعر بالضعف بعد التخريب والصراع الداخلي مثل قلاع الجوار، ثم عرض الحاكم صداقته على السلطان الظاهر بيبرس، فأحسن وقبل صداقته وترك له حصنه وأعفاه من الضرائب. وفي عهد السلطان المنصور قلاوون كانت قلعة المينقة خاضعة لشروط الهدنة التي عقدت بين المنصور قلاوون وبين الإستبارية وإمارة طرابلس في محرم سنة 680 هـ إبريل 1281 م، وقد تقررت الهدنة مع متملك طرابلس بيمند لمدة عشر سنوات ، تبدأ من 27 ربيع الأول 680 الموافق 5/7/1592 القلعة في الفترة العثمانية : كانت القلعة في بداية الفترة العثمانية في صراع مع العثمانيين، إذ كان الولاة يأخذوها مراراً وكان حكامها يستردونها. وفي عهد السلطان عبد المجيد استتب الأمن والنظام ومنذ ذلك التاريخ هجرت المينقة. القلعة في الفترة الفرنسية : استمر هجر قلعة المينقة في بداية الاحتلال الفرنسي لمنطقة الساحل السوري عام 1337هـ - 1918 م، أصبحت قلعة المينقة في هذه الفترة معقل للثوار الذين يقومون بالغارات على قوات الاحتلال الفرنسي إلى أن تم تحرير البلاد سنة 1946 م . وبعد ذلك طوى عليها عالم النسيان إلى أن شرعت المديرية العامة للآثار والمتاحف سنة 2000 م الاهتمام بها من أجل تسجيلها كإحدى المواقع الأثرية في سوريا ثم تم الترميم فيها لأول مرة عام 2005 وبشكل سنوي بعد ذلك مع إجراء التنقيبات التي كشفت بعض أسوارها وأبراجها وبعض الأقبية الموجودة بداخلها بالإضافة لكشف البوابة الرئيسية لها. الوصـف العـام : تشغل القلعة مساحة (8650) متراً مربعاً ويبلغ مجموع طول أسوارها (520 ) متراً طولياً. بنيت القلعة على هضبة صخرية تحيط بها ثلاث أودية (جنوب شرق غرب)مؤمنة حماية طبيعية لها من هذه الجهات الثلاث، ومن الجهة الشمالية والشمالية الشرقية تتصل هذه الهضبة الصخرية بالجبال المحيطة بامتداد طبوغرافي طبيعي تم فصله من قبل بناة القلعة بحفر خندق بطول (50) م وعرض حوالي ( 10 ) م وعمق حوالي ( 10 ) م وسطياً. ويلاحظ في الجهة الشرقية بأن بنائي القلعة قد عمدوا إلى تقوية هذه الثغرة الطبيعية ببناء سور مدعم بالأبراج يشكل واجهة عظيمة تظهر القوة والمنعة، وأعطي هذا السور جميع المقومات الكافية لصموده في وجه أي خطر محتمل. بقيت المينقة ولزمن طويل إحدى القلاع التابعة للدولة الإسلامية، فدافعوا عنها رغم تعدد الطامعين بها مرة بالقوة، ومرة بالحنكة والسياسة



    قيمة المرء ما يحسنه
Working...
X