Announcement

Collapse
No announcement yet.

قلعة صافيتا

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • قلعة صافيتا

    قلعة صافيتا ومحيطها
    إن القصد من هذه الدراسة هو التعريف بـ " قلعة صافيتا " ومحيطها الأثري . وتشمل المباني الأثرية التالية:
    _ بناء البرج الكبير .
    _ الأسوار .
    وهي مبدئياً سوران: سور داخلي يحيط بالبرج , وقد زالت معالمه بشكل شبه تام .
    وسور خارجي كان بشكل بيضاوي , وطوله الإجمالي يتجاوز الكيلومتر , وبقي منه إلى اليوم أجزاء متقطعة يبلغ إجمالي طولها حوالي 250 متراً , وأطول جزء منها ذلك الذي يقع خلف مبنى البريد .
    _ محرز القلعة: ويقصد به داخل القلعة , وهي المنطقة الواقعة ما بين السور الداخلي والسور الخارجي .
    _ المنشآت خارج السور الخارجي مباشرةً: وسنتوسع بالحديث عنها في سياق البحث .
    _ منشآت خارج البلدة القديمة: ولكنها مرتبطة تاريخياً وجغرافياً بالقلعة .
    أولاً ـ التسمية:
    إن تسمية مدينة صافيتا هي تسمية مركبة بمعنى أنها مؤلفة من طبقات متتالية تتسلسل على شاكلة طبقات التل الأثري المتوالية وتتغير [ تغيراً قليلاً ] شكلياً مع توالي وتراكم المراحل التاريخية التي مرت على هذا الموقع الأثري التاريخي الموغل في القدم:
    1 ـ الفترة "الفينيقية" [ 1000 ق.م ـ 67 ق.م ] : الأسم " صارفتا " / إله الظباء , وهو الإله " تيشوب " الذي كان يعبده الحوريون جيران الفينيقيين كإله للخصب.
    من المواقع الأثرية التي تعود لتلك الحقبة خارج البلدة القديمة:
    بئر ـ قبو تحت أرضي منحوت في الصخر وتشكل "زردة البئر" جزء من أرضية معبد منحوت في الصخر يعود لتلك الحقبة في موقع "نبع الغمقة" شمال البلدة .
    2 ـ الفترة الرومانية ـ البيزنطية [ 67 ق.م ـ 640 م ] : الأسم " أرجيرو كاستروند " , وهو يعني " القلعة الفضية " حيث أقام الرومان ومن بعدهم البيزنطيون ( وهم الرومان الذين تنصروا وصاروا مسيحيين ـ بعد عام 330 م ) في هذا الموقع الجبلي الحصين والإستراتيجي قلعة كبيرة .
    من المواقع الأثرية التي تعود لتلك الحقبة مباشرة خارج السور الخارجي:
    بقايا جدار والذي هو جدار مبنى ضخم كان يمتد من أمام وخارج بوابة القلعة الشرقية الرئيسية الباقية ويصل في إمتداده الى أرضية مقام الشيخ محمد صافيتا المجاور ( طول هذا الجدار حوالي خمسون متراً وإرتفاعه من مدماكين إلى ثلاثة من الحجر التلعاوي الأبيض وأحجاره كبيرة تتجاوز المتر في طولها ويصل بعضها الى مترين (.
    وفي نفس الفترة , صار سكان البلدة وجوارها يستخدمون اسم صافيتا للدلالة على بلدتهم .
    3 ـ الفترة العربية ـ الإسلامية [ 640 م ـ 1110 م ] : ـ الأسم " صافيتا " وهو تحوير للاسم الفينيقي "صارفتا" وهو يعني في الكنعانية = البلدة المحصنة .
    وأما في اللغة العربية الجنوبية فيعني = "بلدة حجر الصفي" أو بلدة الصخر , وهذا تصحيف وترجمة للتسمية البيزنطية " أرجيرو كاستروند " = القلعة الفضية , حيث أن لون حجر الصفي المذكور هو ابيض أو فضي واللونان واحد تقريباً .
    تفيدنا الوثائق التاريخية أن قلعة صافيتا كانت خلال الفترة العربية الإسلامية بيد العائلات العربية الجبلية وعلى رأس هؤلاء" حامد بن علي بن حامد " وولداه "علي وأحمد" وهذه العائلة لا نعرف عنها ـ بشكل موثق ـ غير أنها عائلة حاكمة أزدهرت قبل فترة الإحتلال الصليبي أي في النصف الأول من القرن الحادي عشرالميلادي حيث حكمت ثلاث قلاع: هي قلاع , صافيتا , والأكمة [ كيمة أوبين ] , والخوابي .
    4 ـ الفترة الصليبية [ 1110 م ـ 1271 م ] : التسمية " Qastlum Alpum " باللغة اللاتينية وهي تعني في اللغة العربية " القلعة البيضاء " وبهذه التسمية عدنا أيضاً الى ترجمة شبه حرفية للتسمية البيزنطية " أرجيرو كاستروند" أو القلعة الفضية ، حيث يمكننا إستبدال اللون الفضي باللون الأبيض الشديد القرب منه .



    وقد صارت هذه التسمية اللاتينية في الإنجليزية Castle Planch وبالاسبانيةPlancha Chastella .



    5 ـ الفترتان المملوكية والعثمانية [ 1271 م ـ 1516 م ] : وفيها رجعت التسمية العربية للقلعة , أي " قلعة صافيتا ، أو برج صافيتا " وهي التسمية التي ثبتت مع الزمن , ومازالت مستعملة إلى يومنا هذا .
    ثانياً ـ تاريخ القلعة :
    1 ـ الفترة ما قبل بناء القلعة الصليبية:
    يشير بعض الرحالة الأجانب لاسيما خلال القرن التاسع عشر , في تقاريرهم الأثرية , إلى أن قلعة صافيتا الحالية مبنية فوق الكهوف المنحوتة والأقبية التي تعود الى الفترة الكنعانية _ الفينيقية: [ 1000 ق. م ـ 67 ق.م ] .
    كما يؤكد المؤرخ الكبير الدكتور كمال الصليبي في مقابلة له مع مجلة بوهيميا الثقافية , أن صافيتا كانت في الفترة الهلنستية 330 ق.م ـ 67 ق.م وهي فترة خلفاء الأسكندر المقدوني في سورية , تابعة للمنطقة الإدارية " فينيقيا الثانية " .
    باستثناء ذلك , وباستثناء الاسم " صارفتا " , لا يوجد أية أدلة أخرى حول صافيتا خلال الفترة الفينيقية , وربما أظهرت التنقيبات الأثرية في المستقبل شيئاً ما عن تلك الحقبة .
    ـ خلال الفترة الرومانية ـ البيزنطية : إستمرت صافيتا تابعة الى المقاطعة الرومانية (فينيقيا الثانية( والتي كانت تشمل أجزاءاً من الساحل السوري ـ اللبناني الحالي .
    وعلى مايبدو لعبت قلعة صافيتا دوراً جغرافياً هاماً في الفترة المعروفة بالفترة البيزنطية المتأخرة [ 875 م ـ 975 م ] حيث كانت تشكل ثغراً من خمسة ثغور أساسية على الحدود بين إمبراطورية البيزنطيين في الشمال والخلافة الفاطمية في الجنوب , كانت الثغور ممتدة من "قلعة يحمور" في ساحل صافيتا الى "قلعة القليعة" في جرد الدريكيش .
    ـ في الفترة العربية _ الإسلامية : أُتبِعت صافيتا بعد الفتح الأسلامي 637 م إلى جند حمص , ويبدو أن جبال المنطقة العالية قد شكلت في هذه الفترة أرض رباط لبعض المسلمين الأوائل الذين تحصنوا فيها وقرب السواحل لمواجهة البيزنطيين .
    ولا نعلم تحديداً أسماء أي من هؤلاء المرابطين في صافيتا ولكننا نعلم أن كلاً من الصحابيين أبو ذر الغفاري وأبي الدردراء الأنصاري قد رابطا في منطقة جبل الحلو الواقعة إلى أقصى الشرق من منطقة صافيتا .
    ـ الفترة الفاطمية : كنا قد ذكرنا العائلة التي حكمت القلاع الثلاثة ـ صافيتا والأكمه " كيمة أوبين " والخوابي ـ وهؤلاء الحكام هم ـ حامد بن علي بن حامد وولداه علي وأحمد ـ وقد حكموا المنطقة مابين [ 1125 م _1140 م ] ولا نعلم شيئاً آخر عن هذه العائلة الهامة سوى ما أخبرنا به كتاب ( تاريخ حلب للعظيمي ( والذي يعتبر من أهم مصادر تلك الفترة.
    2 ـ تاريخ القلعة في الفترة الصليبية [ 1100 م ـ 1271 م ] :


    مع قيام الحروب الصليبية فعلياً عام 1100 م , ابتدأ فصل شديد الأهمية من فصول الصراع الكبير ما بين الشرق والغرب.


    لم يتمكن الصليبيون من إحتلال المناطق الطرفية من الساحل السوري والتي أتبعوها الى ما أسموه " كونتية طرابلس الصليبية " حتى العام 1110 م :
    ومن ضمنها فقد وقعت صافيتا بيدهم حيث يرد أول ذكر لها في الفترة الصليبية في عام 1112 م بعد هلاك برتراند ابن سانت جيل حاكم كونتية طرابلس الصليبي وتسليم إبنه بونز بن برتراند الحكم مكانه إضافة إلى الإقطاعيات , أنطرطوس وصافيتا ومرقية وحصن الأكراد (قلعة الحصن) . وبذلك بلغت كونتية طرابلس في عهده أقصى اتساع لها.
    والأرجح أن الصليبيين باشروا في عهد بونز [1112 م ـ1137 م] بناء البرج الكبير في صافيتا وذلك بشكل متزامن مع بنائهم لكاتدرائية السيدة المشهورة في طرطوس , وهي اليوم مبنى المتحف الوطني .
    في العام 1151 م : هناك ذكر لبعض البيوت في ربض (جوار ومحيط) القلعة البيضاء , (محيط بلدة صافيتا) والتي كانت ملكيتها تعود إلى " هيرمانسانديز دو كاسترونوفو " وهي سيدة إقطاعية من الصليبيين أوصت بممتلكاتها إلى فرسان الأسبتارية .
    ـ نتيجة ضعف العائلات الإقطاعية الصليبية وعلى رأسها أسرة سانت جيل وعدم قدرة تلك العائلات على القيام بمتطلبات ومصاريف ترميم القلاع والأبراج في المشرق وخصوصاً القلاع المتوسطة الحجم منها والكبيرة فقد إضطر هؤلاء الى بيعها إلى تنظيمات الفرسان التي رافقت الصليبيين في المشرق وعلى رأس المستفيدين الذين آلت اليهم ملكيات القلاع كان ( فرسان المشفى " الأسبتارية " و فرسان المعبد " الداوية " ) .
    ولذلك فقد بيعت قلعة صافيتا حوالي العام 1166 م إلى فرسان الداوية والذين قاموا مباشرة بتحصين القلعة والبرج والأسوار وقاعة الفرسان شرقي البرج .
    لم يلبث فرسان الداوية في صافيتا أن تعرضوا لهجومات متكررة من السلطان نور الدين زنكي ولاسيما هجومه في عام 1167 م حيث تمكن من احتلال قلعة صافيتا إلا أن فرسان الداوية مالبثوا أن استردوها منه .
    ـ وفي العام 1170 م ضرب زلزال عنيف المنطقة وهدم جزئيا , قلاع بعرين , وصافيتا , والعريمة , وعرقة . ليعود بعده فرسان الداوية إلى ترميم قلعة صافيتا وتحصينها .
    ـ في العام 1188 م وخلال حملته الشمالية الناجحة لم يتمكن السلطان صلاح الدين الأيوبي من احتلال قلعة صافيتا , فتركها إلى طرطوس التي إحتل جزءاً منها ثم غادرها نحو الشمال.
    ـ في العام 1200 م ضرب زلزال عنيف المنطقة , وانخسفت نتيجةً له قلاع عرقة وصافيتا , وتهدمت هونين وتبنين وقلعة بعلبك ...." .
    ـ أما الزلزال الأعظم فقد حصل في العام 1202 م وبنتيجته تهدمت قلعة صافيتا " إلى الأرض .. " أي تهدمت بشكل شبه كامل ، ثم عاد فرسان الداوية إلى بنائها من جديد بعد ذلك الزلزال الكبير .
    ـ في نيسان 1218 م توجه الملك الآشرف الآيوبي (ملك حمص) وهو واحد من أهم خلفاء السلطان صلاح الدين وأبن أخيه , "ودخل أراضي الفرنجة وهاجم صافيتا وخرب ربضها ونهب رستاقها ، وهدم ماحولها من الحصون , وواصل تقدمه بعد ذلك نحو حصن الأكراد .... وحاصر ذلك الحصن حتى أشرف على أخذه ..." .
    كانت حملة الملك الأشرف هذه هي بهدف تخفيف ضغط الصليبيين المهاجمين لأبيه الملك العادل في ثغر دمياط بمصر .
    ـ في الفترة بين عامي 1251 م و 1253 م , كان ملك فرنسا لويس التاسع يعيش بين الصليبيين في بلاد المشرق وقد عمل خلال إقامته على ترميم وإعادة بناء العديد من القلاع والحصون التي تحصن فيها الصليبيين ومن جملتها قلعة صافيتا , والتي يخبرنا المؤرخون العرب أنه زاد فيها زيادة كبيرة من جهة الجنوب ( الأرجح أن الأسوار الجنوبية العالية لقلعة صافيتا التي ماتزال قائمة الى اليوم وراء مبنى البريد هي من بناء الملك المذكور ).
    ـ خلال شهر رمضان من عام 1266 م هاجم الأمير قلاوون " السلطان فيما بعد" وكان مايزال قائدا في جيش السلطان بيبرس , قلاع فرسان الداوية في حلبا وعرقا والقليعات ونجح في الإيقاع بالكثير من الفرسان الذين قدموا إلى سهل عكار من قلعة صافيتا لمساعدة زملائهم في القلاع المذكورة .
    ـ وفي أيار عام 1268 م الحملة الأولى للسلطان الظاهر بيبرس على أراضي كونتية طرابلس حيث هاجم مدينة طرابلس نفسها وأحتل معظم الأراضي حولها ولكنه لم يستطع دخولها , وقبل أن يغادر محيط طرابلس إستقبل في معسكره مقدم فرسان الداوية وصاحب قلعة صافيتا " ماهي صافاج " عند العرب , أو "فرير سوفاج" باللاتينية , وهو الذي جاء بهدايا إلى السلطان لكي يهادنه , كما أحضر معه نحو ثلاثمائة أسير من المسلمين الذين كانوا عنده وسلمهم الى بيبرس الذي أطلق سراحهم .
    ـ في شباط من عام 1271م كانت الهدنة بين السلطان بيبرس والصليبيين قد إنقضت , فقام السلطان بيبرس بشن هجومه الكبير على قلاع الصليبيين في منطقة فتحة حمص وسهل عكار , وكان هدف السلطان الرئيسي هو التحصين الصليبي الضخم والمرعب العائد إلى فرسان المشفى (الأسبتارية) في حصن الأكراد ، إلا أن إحتلال حصن الأكراد لم يكن بالأمر السهل على السلطان بيبرس وخصوصا أن قلعة صافيتا القريبة من حصن الأكراد وذات الأهمية الإستراتيجية الكبرى (كقلعة مركزية للانذار المبكر وتبادل الإشارات الحربية) كانت ماتزال بين أيدي فرسان الداوية من الصليبيين وخارجة عن سيطرة السلطان .
    ولذلك وحوالي منتصف شهر شباط حاصرت جيوش السلطان بيبرس قلعة صافيتا من جميع الجهات وكانت حامية فرسان الداوية فيها تريد مقاومة جيش السلطان إلا أن مقدم الداوية الأعلى في طرطوس توماس بيرار تفاوض مع بيبرس على توقيع إتفاقية أخلى بموجبها فرسان الداوية العشرين ومعهم مساعدوهم والجنود وإجمالي عددهم حوالي 700 جندي قلعة صافيتا الى طرطوس مصطحبين معهم ما خف حمله وغلا ثمنه من ثروة فرسان الداوية الكبيرة , بينما بقي السكان المحليون (وعددهم أيضاً حوالي السبعمائة) يعيشون داخل أسوار القلعة الطويلة لم يمسهم أحد بسوء , وكذلك أيضاً مباني القلعة بما فيها البرج والكنيسة ضمنه والتي لم تمس بسوء من قبل السلطان أو جيشه , وهكذا بقي السكان في داخل القلعة آمنين يعيشون في حماية السلطان .
    ويقول أحد كبار المؤرخين الأمريكيين عن تلك الأحداث مايلي : ( .. وفي هذه المرة حافظ السلطان بيبرس على كلمته , يقصد على الاتفاقية بينه وبين فرسان الداوية بدخول القلعة سلماً ...) .
    وإن قبر الشيخ محمد صافيتا ومقامه , يعودان إلى تلك الفترة , حيث يرجح أن الشيخ محمد كان واحداً من أهم مشايخ الصوفية الذين كانوا يرافقون السلطان بيبرس , وقريباً منه , وقد دفن في صافيتا بجوار السور الخارجي ومن ثم أقيمت له القبة الموجودة حتى اليوم وذلك على يد الشيخ خليل النميلي الذي زار صافيتا خصيصاً بغرض بنائها عام الف وثمانمائة وأربعة عشر ميلادية .
    3 ـ قلعة صافيتا [ 1271 م ـ 1918 م ] :
    بعد نهاية الحروب الصليبية تحولت القلعة ضمن الأسوار الى قرية كبيرة "قصبة" عرفت لدى السكان العرب المحليين بـ " صافيتا البرج " , وكانت مركزاً إدارياً للمنطقة الواسعة المحيطة بها والتي تمتد من نهر الكبير الجنوبي إلى نهر الخوابي شمالا .


    وقد أستمر الأمر على هذا النحو طيلة العهدين المملوكي [1271م ـ 1516م] والعثماني [ 1516 م ـ 1918 م ] .


    عند دخول العثمانيين الى سورية 1516 م , كانت قلعة صافيتا بيد أسرة حاكمة محلية عريقة تدعى (بيت المليح) وقد استمر هؤلاء في حكم مقاطعة صافيتا ككل في ظل العثمانيين حتى العام 1655 م .
    وفي ظل حكم بيت المليح ازدهرت بلدة صافيتا ضمن أسوار القلعة إزدهاراً كبيراً حتى فاق عدد سكانها الألفي نسمة وقد خرَج من صافيتا خلال هذه الفترة ثلاثة من البطاركة الأرثوذكس الذين تولوا رئاسة كنيسة إنطاكيا ككل وهم السادة البطاركة :
    يواكيم الرابع ابن جمعة [ 1520 م ـ 1576 م ٍ] ،
    يواكيم الخامس ابن ضو [ 1581 م ـ 1593 م ] ،
    يواكيم السادس ابن زيادة [ 1593 م ـ 1611 م ] .
    كما زار البطريرك مكاريوس الثالث برج صافيتا خلال صوم الفصح عام 1649 م وقدّس في البرج في كنيسة مار ميخائيل ، وبعد عودته من زيارة روسية القيصرية تبرع لكنيسة مار ميخائيل بأيقونتين للقديسين (ميخائيل ويوحنا) مازالتا إلى اليوم فيها ومن أثمن مقتنياتها الكنسية .
    ـ فترة [ 1700 م ـ 1850 م ] : كانت مقاطعة صافيتا خلالها بإستلام حكامها من الملتزمين المحليين من ( بيت شمسين ( والذين كان مركزهم بداية في قصبة برج صافيتا وحتى العام 1850 م , ومن ثم صارت الدريكيش مركزاً لهم وعاصمةً لقضاء صافيتا وذلك حتى خروج العثمانيين من سورية عام 1918 م .
    وقد إشتهر هؤلاء الحكام بعدلهم وتسامحهم مع كافة أطياف السكان المحليين في القضاء خلال عهدهم الذي إستمر حتى العام 1850م .
    وازدهرت في ذلك الزمن تجارة الحرير وزراعة التوت المرتبطة به إزدهاراً كبيراً وصارت صافيتا تصدر الحرير إلى مدينة طرابلس ومنه إلى ليون في فرنسا ، كذلك كانت المنطقة تنتج أيضاً وتصدر القمح والذرة والشعير والقصب , وجوز العفص " القليح" المستخدم في صناعة الحبر الطبيعي .
    وما بناء عشرات الفيللات الفخمة ـ بمقاييس تلك الأيام ـ وكذلك بيوتات ودور القرميد الكبيرة , إلا من نتائج الإزدهار الاقتصادي الكبير في تلك الفترة .
    ـ في العام 1854م قام الزعيم إسماعيل خير بك بانتفاضة على العثمانين , والتي استمرت لمدة أربع سنوات , وكان خلالها يسيطر على أقضية صافيتا ومصياف وحصن الأكراد والشعرا أي " تلكلخ " ، وكان مركزه في قلعة صافيتا , ولقبه هو مشير الجبل , وقد تمكن من مقارعة العثمانيين حتى العام 1858 م , حيث تمكن الوالي العثماني طاهر باشا من اغتياله هو وأخوه في قرية عين الكروم القريبة من قلعة أبي قبيس , وبذلك انتهت تلك الإنتفاضة المحلية الكبيرة .
    ـ في العام 1898 م توفي المتصوف الخوري إبراهيم الشهير , وهو كاهن رعية مار ميخائيل في برج صافيتا .
    وقد صلي عليه في كنيسة برج صافيتا ووارى جثمانه الثرى في المكان الذي توجد فيه قبته اليوم ضمن مقبرة التلة, وكان خلال حياته الطويلة موضع إجماع واحترام بل وتقديس من كافة الأطياف الوطنية المتآخية في صافيتا ومحيطها , وهذه المنطقة لا تزال تشكل حتى اليوم , منطقة نموذجية رفيعة على مستوى القطر العربي السوري , في التسامح والمحبة والوحدة الوطنية , وهي الخصائص التي طالما تميزت بها بلادنا العريقة في التاريخ والحضارة والإنسانية .
    من الجدير ذكره حول مبنى البرج ما يلي :
    أولا , إن برج صافيتا يعتبر أضخم مبنى برج يعود إلى الحقبة الصليبية على مستوى العالم .
    ثانيا , إن الدور الحربي الرئيسي لبرج صافيتا هو دوره كبرج مركزي رئيسي على مستوى الساحل السوري ككل في تبادل الإشارات النارية ليلا والدخانية نهارا , وهو بهذا الدور يفوق بأهميته حتى قلعة الأكراد , لإستراتيجية موقعه المشرف على كل ما حوله من قلاع وأبراج حربية , بينما قلعة الأكراد لا تحقق ذلك .
    ثالثا , في زمن الانتداب الفرنسي حوالي العام 1927م , قام علماء آثار ومعماريين فرنسيين بمشروع كبير لترميم قلعة الأكراد وقد شمل المشروع ترميمات جزئية في برج صافيتا , وتحديدا الواجهة الغربية الزاوية الشمالية منها , والتي تضررت من جراء زلازل سابقة , يمكن مشاهدتها في الصور الملحقة بكتاب ولاية بيروت _ الجزء الشمالي للرحالتين العثمانيين رفيق بك وبهجت بك .
    رابعا , يمكننا الاستناد إلى أرشفة الدكتورين يوسف قزما خوري وكمال الصليبي , لتاريخ الإرسالية الأمريكية في الفترة العثمانية بعنوان : تقارير من سوريا العثمانية , المجلد الخامس , وفيه تظهر على غلافه صورة قلعة صافيتا وبلدتها كما رسمها الدكتور جورج بوست احد رؤساء الإرسالية .
    وهي تعتبر أقدم رسم لصافيتا بين يدينا لتاريخه حيث تعود إلى العام 1867م .



    قيمة المرء ما يحسنه

  • #2
    رد: قلعة صافيتا

    رائعة هذه المعلومات يا أبو الزين..
    أنا أعشق مدينة صافيتا و قلعتها الرائعة الجمال..
    صحيح ما بروح كتير لهنيك بس شو بدنا الدم بحن!!!

    Comment

    Working...
    X