إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أجواء تراثية وشعبية بالأيام الثقافية القطرية بمهرجان تدمر للثقافة والفنون

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أجواء تراثية وشعبية بالأيام الثقافية القطرية بمهرجان تدمر للثقافة والفنون

    الأيام الثقافية القطرية ضمن مهرجان تدمر للثقافة والفنون
    أجواء تراثية وشعبية واقبال جماهيري واسع


    حمص - سانا

    تقرير:تمام الحسن - عدنان الخطيب

    تشهد مدينة تدمر خلال السنوات الماضية حركة نشطة في مجال المهرجانات والفعاليات الثقافية التي تهتم بالتراث والفنون الشعبية وتلقى اقبالا جماهيريا واسعا وفي هذا السياق تحتضن عروس البادية السورية مهرجان تدمر للثقافة والفنون في دورته الرابعة الذي تقيمه محافظة حمص بالتعاون مع دولة قطر الشقيقة التي تشارك بالمهرجان من خلال إقامة أيام قطرية للفنون والتراث.
    وتضمنت فعاليات الأيام القطرية التي أقيمت بين الخامس والسابع من الشهر الجاري عروضا للمهن والحرف التراثية القطرية من نتاجات الآباء والأجداد في دولة قطر وأقيمت أجنحة متعددة لإبراز قيمة هذه الصناعات وجمالياتها ومدى تمسك الأبناء بها.
    وحرص الوفد القطري على إبراز الجانب التراثي من خلال عرض الحرف والمهن اليدوية بمشاركة عدد كبير من النساء في الحرف التقليدية وتحضير الأكلات الشعبية وتقديم فقرات فنية وتراثية إلى جانب عرض التراث البحري وعلاقة القطريين بالبحر من خلال مهنة الطواش الذي يقوم بصناعة اللؤلؤ والقلاف الذي يقوم بصناعة المراكب الخشبية والمروب الذي يصنع شباك الصيد وصانع الصناديق المبيتة المطعمة بالذهب والفضة.
    وأشار جمعة المهندي نائب رئيس الوفد الثقافي القطري في تصريح لوكالة سانا الى ما شهده المهرجان من تطورات على صعيد التنظيم والعروض وذلك بالتنسيق مع الجهات المسؤولة عن المهرجان وخاصة فيما يتعلق بتجهيز الأدوات الخاصة بالفعاليات والموقع الذي أقيمت فيه العروض سواء داخل المسرح التدمري الأثري أو خارجه لافتا إلى الإقبال الكبير على المهرجان من قبل الجمهور السوري والسياح الأجانب.
    بدوره رأى الشيخ فيصل بن جاسم بن فيصل آل ثاني رئيس رابطة رجال الأعمال القطريين وصاحب متحف الشيخ فيصل التراثي في الدوحة إن مهرجان تدمر بدأ يستقطب الكثير من السياح العرب وخاصة الخليجيين إلى جانب السياح الأجانب ويشكل فرصة للتعرف على التراث السوري والقطري ودورهما الثقافي داعيا إلى اغتنام الفرصة للاستثمار في مدينة تدمر عاصمة الملكة العربية زنوبيا وفي سورية بشكل عام لما تمتاز به من مقومات سياحية وثقافية واقتصادية كبيرة.
    من جانبه لفت المخرج القطري علي الكبيسي إلى البرنامج المتميز للمهرجان وطرق تقديم العروض وإخراجها من خلال تخصيص شاشة كبيرة في فندق الديديمان لعرض عدد من الافلام القطرية التي تحكي الماضي والتاريخ القطري الاصيل عبر افلام الجساسية والطير وأبناء الصقور مشيرا الى ان فيلم الجساسية يجسد حياة منطقة الجساسية الاثرية شمال قطر وارتباط أحد الفنانين التشكيليين بها عبر اعمال فنية رائعة اما فيلم الطير التسجيلي وأبناء الصقور فيجسدان علاقة القطريين بالطيور وتربيتها وأنواعها المختلفة وتوارثهم لهذه الهواية الجميلة والمثيرة.
    وشهد المسرح الأثري ليلة للعرس القطري الشعبي التي جسدت رؤية تاريخية لمراحل تطوره والمحافظة عليه من قبل الأجيال الجديدة بمشاركة عدد من الفنانين القطريين الذين قدموا اغنيات قطرية شعبية ترافقت مع زفة العروس.
    ويشير خميس عبد الله الكبيسي مسؤول فنون العرضة القطرية في المهرجان إلى ان فن العرضة قديم وعريق ويعود تاريخه إلى زمن الحروب فكانت عروض الشيلات الحربية تعتمد على القاء القصائد الحماسية التي تثير النخوة في صفوف المحاربين موضحا ان العرضة القطرية تقدم اليوم في الافراح والمناسبات كنوع من المحافظة على التراث الشعبي لافتا الى التشابه الكبير بين مختلف الدول العربية.
    بدوره بين عبد السلام العروق المشرف على الخيمة الثقافية السورية القطرية ان الخيمة تضم عددا من المنتجات والصناعات والمهن اليدوية السورية من الموازييك والنحاس والمجوهرات التقليدية والفضية مع الاحجار الطبيعية وصناعة البسط والسجاد على النول القديم وكيفية تحضير القهوة المرة العربية إلى جانب عرض بعض لوحات الفن التشكيلي للفنان محمد خليف من أبناء تدمر التي تجسد الحضارة التدمرية السورية اضافة الى صناعة الخزف والفخار والحفر على الخشب والطباعة الغرافيك وعرض مجسم يمثل طريق الحرير حيث كانت تدمر فيه محطة هامة لتبادل المنتجات والتزود بمياه الشرب وتناول الطعام.
    ويبين العروق ان الهدف من اقامة الخيمة التي ستكون تقليدا سنويا في المهرجانات القادمة تعريف الزوار والسياح على الحضارة السورية في تدمر وابراز بعض الأعمال اليدوية التراثية لافتا إلى أن مقتنيات ومعروضات هذه الخيمة التي تقام لأول مرة تمت بمبادرة مجموعة من الشباب في تدمر من هواة جمع التراث الحفاظ عليه.
    وشهدت فعاليات المهرجان حضورا ومشاركة مميزة للنساء القطريات والحرف التقليدية الشعبية ففي خيمة العطورات تحدثت السيدة عبلة العامري عن مزايا العطور القطرية التي تستخدمها النساء على ن طاق واسع منذ القديم وحتى يومنا لاتمام زينتهن كعطر مريم وعطرنورا حيث تقمن بتحضيرها عن طريق مزج العنبر والمسك ودهن العود وعطورات اخرى من البيئة القطرية وغالبا ما يتم استعمالها في المناسبات والاعياد والأعراس .
    وتضيف العامري ان للبيوت عطورها الموءلفة من البخور والعود المعطر منه الناعم والخشن وعود الصندل الذي ينشر روائح في أرجاء البيت عن طريق تبخيرها لافتة الى ان العطور القطرية تتميز بأنها اكثر طبيعية وتحتفظ طويلا بأريجها حيث تحفظ في أوان نحاسية وزجاجية تعطيها رونقا وجمالا اكثر بهاء وجاذبية.
    من جهتها تحدثت ام علي من خيمة الحناء عن طرق استخدام الحناء لتزيين النساء بها منذ زمن بعيد مبينة أنه غالبا ما يتم استيرادها في قطر من اليمن والهند وايران والسودان وتستخدم في الأعراس من قبل العروس والمحتفلين بها من الفتيات.
    وفي خيمة الاكلات الشعبية القطرية لفتت ام احمد إلى ان العديد من ربات البيوت في قطر يحتفظن بطريقة تحضير الكثير من الاكلات الشعبية ومنها الخنفروش اللقيمات والخبيص والساقو وتتكون في معظمها من السكر والسميد والزعفران وماء الورد ومطحون الأرز مشيرة إلى انه غالبا ما يتم اعدادها في المناسبات والأعياد في البيوت وفي بعض المطاعم الشعبية.
    من جانبه عرض احمد جاسم الصايغ في خيمة القلاف لصناعة القوارب والسفن التي تعود لآلاف السنين ويستخدم في صناعتها خشب التيك وهو من أجود وأغلى أنواع الأخشاب الخاصة بصناعة القوارب والسفن لافتا الى اشكال السفن العديدة ومسميات بعضها منها البدن والبغلة والبقارة والبيتل والبانوش والسمبوك الشوكي والجلبوت.
    وعبر عدد من السياح الذين حضروا سباقات الهجن ضمن فعاليات المهرجان عن سعادتهم بما شاهدوه من فعاليات ونشاطات وسط الحضور الكثيف موضحين أن سورية بلد الكنوز الأثرية والتراث الأصيل.
    وقالت سائحة إيطالية إنها نعمت بدفء التعامل مع الشعب السوري وانها لم تشعر بالطمأنينة في أي بلد زارته كما شعرت في سورية. كما أشار عدد من السياح اليابانيين إلى أن المهرجان أضاف إلى زيارتهم إلى تدمر شيئا لم يشاهدوه من قبل وخاصة ذلك التراث المشترك الذي تناغم مع حكاية الأوابد التاريخية الشاهقة في ليل صحراوي ساحر.
    وتوجت الاحتفالية القطرية بليلة فنية قطرية من خلال حفل فني ساهر أحيته مجموعة من الفنانين القطريين على المسرح التدمري حضره إلى جانب المهندس محمد اياد غزال محافظ حمص الشيخ جوعان بن حمد بن خليفة آل ثاني نجل سمو أمير دولة قطر وسط حشد جماهيري كثيف ومتنوع ملأ مدرجات المسرح.
    يشار إلى أن مهرجان تدمر للثقافة والفنون الرابع سيتابع فعالياته خلال ايام 11 و 12 و 13 الشهر الحالي من خلال اقامة الأيام السورية عبر فعاليات فنية وثقافية ورحلات سياحية متنوعة بمشاركة نجوم الدراما السورية.

يعمل...
X