إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الإستقالة من الحَضْرة - شعر - للشاعر : عبد الكريم الناعم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الإستقالة من الحَضْرة - شعر - للشاعر : عبد الكريم الناعم

    الإستقالة من الحَضْرة

    الشاعر : عبد الكريم الناعم
    سوريا - حمص
    الإستقالة من الحَضْرة

    --" أينَ يامغضوبُ كنتْ؟!!
    كلّما الحَضْرةُ شَفَّتْ وصَعَدْنا
    سألَ النّافرُ في داليةِ اللحظةِ
    عن آخرِ يومٍ كنتَ فيهِ
    أيُّ حظٍٍّ
    حينّ غِبْتْ"؟!!


    --" سيّدي
    أُعْلِنُ أنّي الفاشلُ الأوّلُ
    في المِضمار والخاسرُ فيه
    ليسَ مثلي غيرُ مَنْ أَوْقَدَ ناراً
    ذاتَ بِرْدٍ واصطلاها
    فَغَفا
    في الحُلْمِ كانَ اللهَبُ الأخضَرُ
    عنوانَ تَشَظّيهِ
    فَلَمّا انْتَبَهَ ارْتاعَ من النّارِ التي
    غَلَّتْ إلى أبعدَ ممّا كانّ ، قَبْلاً،
    يَحْتويهِ


    ماالذي أَفْعلُهُ ياسيّدي
    يَشْهَدُ اللهُ بأنّي قد سعيْتْ

    كنتُ أَدْنو من جلالِ الحَضْرةِ
    الخضراء
    أنفاسي بِساطٌ،
    وعقيقُ الروحِ وَرْدٌ ،
    وابتهالاتي قناديلٌ ،
    ولكنّي فَشِلْتْ

    تلكمُ ( الفرعاء ) أَنَّى الْتفتَ القلبُ
    تكونُ امْرأَةً مِمّا أضاعَ النّهْيَ
    فيها (آدمُ) الأوّلُ،
    ( لاتَقْرَبْ )
    فلمّا اقْتَرَبتْ منهُ استفاقتْ في
    خلاياهُ بشاشاتٌ وأُنْسُ

    ذلك الإرثُ التّرابيُّ تفشَّى في
    أقانيم اشْتعالي،
    الْتَبَسَ الأمرُ على مُدْرِكِهِ،
    اكْتَظَّ، وغطّّى الواضحَ المقروءَ
    لَبْسُ

    مَنْ تُرى أَجْلَسَ تلكَ ( الدّالَ ) بين
    ( الحِسِّ ) و ( الحَدْسِ ) فهبَّتْ مِن قواريرِ
    البداءاتِ اشتياقاتٌ إلى فِطْرتها القصوى
    فَاَلْقى ( قمَرُ ) اللحظةِ في البُرْكة فيروزَ
    تَصَبّيهِ
    فَأَنّتْ في رحاب الرّوحِ (شمْسُ)؟!!


    ماالذي أَفْعلُهُ ؟!!
    لاتنتهي الدّهشةُ فيها،

    أَقْطِفُ الجوريّةَ السّكرى
    يمُدُّ العِطرُ كفّاً،
    لاأُداري طَفْرتي،
    والياسمينُ يستحي لمّا تجيءُ’
    والفَراشُ ينثُرُ الألوانَ،
    والأعشابُ لاتخافُ خَطْوَها،
    كأنَّ بينَها وبين عالمِ النّباتِ والعطورِ
    حُظْوَةً،
    وَثَمَّ بينَ كلِّ هَمْستينِ
    آنّ تَخْصُبُ الساعاتُ
    هَمْسُ


    ماالذي أفْعله ياسيدي؟!!

    أمسِ تَتَبَّعْتُ غناءَ العندليبِ،
    اللّحنُ لاأعرفُ كيف اشْتَبَكَتْ فيهِ
    ( المعاني ) ب ( المغاني )، قُْلتُ في حالة
    سُكْرٍ:
    / أَحَدٌ من ذلك العالم،
    أعني ماوراءَ الحسّ
    لم يَحفَلْ بِما بي

    رغمَ إيماني وما أَحْمِلُهُ من صَبْوَةٍ
    حرَى ومِن صِدقٍ، و.. تَدْري، .. منذُ أَنْ
    طالعَني النّوْءُ على جُرْفِ اكْتوائي
    عطشي بعضُ شرابي


    أَحَدٌ من ذلك العالم لم يَطْرقْ
    على الرّغبة
    بابي


    وحدَها سيّدةُ اللحظةِ ، مَن أَعشَقُ ،
    كانتْ تؤنسُ الوحشةَ ،
    أدنو
    أُوقِدُ البُرْهةَ
    أُصغي لِهسيسِ اللّفْتَةِ النّشوى
    فَيَخْضَرُّ اغْترابي

    أَدْخُلُ الماءَ لكي أعرفَ سرَّ الماءِ،
    هذا الماءُ قد أَدْرَكَهُ الشطُّ ،
    وَ لايعرِفُ غيرَ الجرَيانِ الحرِّ ،
    مَنْ يَقراُ لي مايَتْركُ النّهر
    على الضّفّةِ؟
    ماتُبتُ عن الماء،
    وكم من مرّةٍٍ
    فاجأَني النَهر فخلاّني
    -على اليقظة -
    مِن غير ثياب


    ماالذي أفعله ياسيدي؟
    الْرّحلةُ كادتْ تُطفيُْ الدّربَ
    وروحي جرسٌ يختلِسُ الْحَدْوَ
    ويُضنيهِ الهواءُ


    كلُّ ماأَعرفه أنّ التياعي وحنيني
    كانَ أصفى مِن دُعاء الرّوح تَندى
    كلّما شفَّ الدّعاءُ

    أنا لاأصلُحُ للحضرةِ مولايَ
    كأنَّ اللهَ آنَ ابْتَدَعَ الألوانَ
    أَلقى بِذْرَةَ الإقلاقِ في
    تُربة روحي لِيرى السّارونَ
    مايفعلُهُ الهجرُ
    فَلَوْني حُرْقةُ الفُرشاةِ في اللوحةِ،
    لاأَجزمُ أنَي مُبْعَدٌ ،
    إبنُ الرّجاءاتِ أنا،
    كلُّ اعْتمادي أنّ مَن ( سَيَّرَ )..
    ( يَسَّرْ )

    وأنا في رحلة التّضمين دفترْ


    وهْو لايُبْهِظُهُ أنْ يمسحَ الغبرةَ
    عن روحي،
    ولا يُنقِصُ شيئاً مِن عطاياه
    العطاءُ

    سيدي
    أنا لاأصلحُ للحضرةِ،
    عودي صندلٌ يَفْتَحُهُ الجمرُ
    لِتنداحَ من العطر غيومٌ من
    فغوماتٍ
    وأفراحي
    بكاءُ

    سيدي
    هذه الجَرَّةُ ليستْ من جرارِكْ

    ولقد جاهدْتُ كي يورقَ عودي
    في اخْضراركْ
    فَفَشِلتْ


    فَاَقِلْني

    حمص في 14-15/11/2008

  • #2
    رد: الإستقالة من الحَضْرة - شعر - للشاعر : عبد الكريم الناعم

    في قلبكَ سفرٌ من الصمت المليئ بالحكايا
    وفي قلبي ذاكرة ذلك العناق
    الأبدي الذي لا أنساه والذي يحملني إليكَ دوماً
    وقد حفر على مساحة صدرك
    أغانٍ من حبٍ وتعبٍ .. وياسمين

    كيف لا يكون كذلك بعد هذا الدهر
    من القبلاتِ المسروقةِ من جرح الزمن
    ومن جراحِ القدر ؟
    أيّ وردْ ؟
    أوردُ يديكَ أم وردُ صدركَ أم وردُ صوتكَ ؟
    أيُّ لغزٍ لطيفٍ في ذلك الحنين
    الذي أمتلأ بالورود ؟

    أضعف فأناديك ..
    فأزداد ضعفاً فأخفيك !!!

    تعليق

    يعمل...
    X