إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عبدالمجيد عبدالحميد - الاستشراق بدراسة في أثر حضارة الشرق على أعمال الرسامين المستشرقين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عبدالمجيد عبدالحميد - الاستشراق بدراسة في أثر حضارة الشرق على أعمال الرسامين المستشرقين



    دراسة في أثر حضارة الشرق على أعمال الرسامين المستشرقين
    ألوان السحر

    عبدالمجيد عبدالحميد
    الاستشراق أحد التيارات الأكثر حضوراً إبّان القرن التاسع عشر. فقد نالت الدول الإسلامية الحظوة لدى الفنانين ذوي الأنساق والأساليب الفنية المختلفة، الذين أنتجوا في موضوع واحد انحصر في كلّ ما يمت للشرق، لأنّ الشرق عند الغربيين ـ المُستشرقين ـ مثّل لديهم أرض الحرية والغموض والعاطفة ومسرحاً مفتوحاً لكلّ المشاعر الفياضة، حيث العنف والقسوة يتماهيان مع الألوان والروائح والأضواء المُبهرة.
    وعن سحر حضارة الشرق للمستشرقين، عقدت الدكتورة إيناس حسني مؤلفة كتاب “الاستشراق وسحر حضارة الشرق”، الصادر عن كتاب مجلة دبي الثقافية، العدد 62 لشهر مايو الماضي، بصفحاته 330 من القطع الخاص، والمزدان بعشرات اللوحات للمستشرقين الذين جاءوا إلى حضارة الشرق، ورسموا الجوانب الحياتية والاقتصادية والحضارية لمدنه المختلفة، عقدت كتابها الكبير للحديث عن مفهوم الاستشراق، وأبرز تياراته الفنية، وأشهر أعلامه الذين جابوا الشرق، وسجلوا بريشتهم ما شاهدوه من مظاهر لجوانب الحياة العامة في تلك البلدان التي عاشوا فيها، وأنتجوا هذا الكم من اللوحات التي كانت سحر الشرق بالنسبة إليهم.
    مفهوم
    اشتمل الكتاب على تمهيد مقدمة، وثلاثة أبواب توزع من خلالهما فصول عدة. جاء الباب الأول متضمناً فصلين. الأول: مفهوم الاستشراق ودوافعه وأثره على فنّ التصوير الأوروبي، تناولت فيه حسني، أولاً لأربعة مفاهيم: المفهوم اللغوي، الجغرافي، الفلسفي، والفني. فيما عرضت في ثانياً: لأهمية فنّ تصوير المستشرقين، عرضت فيه: لأهمية تصوير المستشرقين في القرن التاسع عشر، ومظاهر الاهتمام العالمي بفنون الاستشراق، ثم علاقة دوافع الاستشراق بالاستشراق الفني، من خلال أربعة دوافع تتمثل في: الدافع الديني، الاستعماري، العلمي، والتجاري.
    أما الفصل الثاني من الباب الأول فهو: المؤثرات الشرقية المُبكِّرة في التصوير الأوروبي، جاء فيه تمهيد للمؤلفة، بعدها قدمت لأربعة محاور هي: أولاً: العوامل المُؤثرّة في الاستشراق الفني المُبكِّر، من خلال: الحضارة العربية في حوض البحر المتوسط، والحروب الصليبية، وحركة الرحلات والبعثات بين الشرق والغرب. وثانياً: المؤثرات الفنية الشرقية في الفنّ المسيحي البيزنطي، وثالثاً: دور الحضارة الإسلامية في الفنّ الأوروبي، ورابعاً: ملامح المؤثرات الإسلامية في التصوير الأوروبي.
    أثر
    تناولت إيناس حسني في الباب الثاني عبر فصلين بكتابها، الفصل الأول: أثر البيئة العربية على أعمال المصورين المستشرقين، من خلال المصور جان ليون جيروم: الشرق في حياة فنان، زيارته إلى الشرق، مكانته الفنية وإنتاجه الاستشراقي، اتجاهات الرؤية الفنية عند جيروم، تحليل فنيّ لبعض أعمال المصور الاستشراقية. ثم تناولت إبداع المصور جون فريدريك لويس، عرضت لزيارته إلى الشرق، وأوضحت اتجاهات الرؤية الفنية عند الفنان، وتحليل لأعماله.
    وذكرت عن المفهوم اللغوي والاصطلاحي للاستشراق وفي اللغات الأجنبية، ولآراء معاصرة في مفهوم الاستشراق، وعن معنى الاغتراب والتغريب في الفن والاستعراب. في حين أشارت إلى المفهوم الجغرافي قائلة: تعددت الآراء للكثير من الباحثين حول تحديد المفهوم الجغرافي للاستشراق، والذي على أساسه يمكن تقييم ذلك النشاط بظروف الزمان والمكان المُحيطين به. ونظراً للتغيير الجغرافي المستمر للمنطقة في حدودها، وكذلك لامتداد رحلة الاستشراق لفترة زمنية طويلة، ظهر كثير من المصطلحات حول هذا المفهوم.
    وحول “أهمية فنّ تصوير المستشرقين” تناولت حسني في هذا الباب ماهية الاستشراق، وأهمية تصوير المستشرقين في القرن التاسع عشر، وأوضحت مظاهر الاهتمام العالمي بفنون الاستشراق، حيث توقفت عند أعمال المصورين المستشرقين، والفنون الشرقية. كما عرّجت على بيان علاقة دوافع الاستشراق بالاستشراق الفنيّ من خلال دوافع عدة هي: الدينية، الاستعمارية، العلمية، والتجارية.
    بينما جاء الفصل الثاني: أثر العمارة القديمة والإسلامية في أعمال المصورين المستشرقين، للمصور دافيد بروتس، تحدثت نبذة عنه، وزيارته إلى مصر، وأهمية إنتاجه، والقيم الجمالية في أعماله، وتحليل بعض أعماله الفنية،. ثم قدمت للفنان باسكال كوست، أشارت ألى نبذة عن حياته الفنية في مصر، وبيان أهمية أعماله، والقيم الجمالية والصياغة عنده.
    ديلاكروا
    اختتمت إيناس حسني كتابها بالباب الثالث: الشرق وديلاكروا وفنانو الطليعة، الذي تضمن ثلاثة فصول، الأول: ديلاكروا والقرن التاسع عشر، وفيه الحديث عن: حياة أوجين ديلاكروا، وتناقضات القرن والتناقض في حياته، ومرحلة النضج. في حين تناول الفصل الثاني: ديلاكروا وشمال أفريقيا، والثالث: ديلاكروا والتأثيريون، حللت فيه بعض أعمال الفنان، وأوجين ديلاكروا من خلال يومياته.
    وقد أشارت مؤلفة الكتاب في الفصل الأول من هذا الباب إلى أنّ القرن التاسع عشر قد عرف سبعة أنظمة سياسية، وعلى المستوى الاجتماعي ثلاث طبقات اجتماعية متميزة، وعلى المستوى الفني عرف ثلاثة تيارات فنية وأدبية. كما لازم هذه الأحداث السياسية العديد من الاكتشافات العلمية متلاحقة الإيقاع، وكانت حياة “ديلاكروا” التي امتدت نحو ثلثي هذا القرن تقريباً إحدى المرايا شديدة السطوع التي تعكس كلّ تناقضات هذا العصر، وتبرز تأثره بكلّ أحداث وتقلبات عصره، ثم تناولت حياة هذا الفنان، وتناقضات القرن والتناقض في حياته، وبيان مرحلة نضجه الفني، والشرق وديلاكروا.
    وأفردت الفصل الثاني للحديث عن “ديلاكروا وشمال أفريقيا”، وزيارته إلى كل من الجزائر والمغرب التي تعدّ من أشهر الأحداث الفنية في تاريخ فنّ القرن التاسع عشر.. بينما تحدثت المؤلفة في الفصل الثالث عن “ديلاكروا والتأثيريون”، حيث كان بطل التأثيريين في بلورة الماضي وإشراقة المستقبل، فقد كان هدفه تحرير التصوير من القيود الاجتماعية والسياسية التي تكبله بها الدولة أو المذاهب الأكاديمية، وقد تمكن بفضل الهزّة الضوئية التي اعترت أعماقه من الوصول إلى رؤية أكثر حيوية، فكان سبّاقاً في أسلوبه كما في رؤيته إذ فتحَ الطريق على مصراعيه أمام التأثيريين.
    كما خصصت مساحة من كتابها عقب الفصل الثالث لتحليل بعض أعمال ديلاكروا لعدد من لوحاته الفنية وهي: دانتي وفرجيل في الجحيم 1822م، مذبحة شيو 1824م، معركة ميسولونجي 1826م، موت سردنابال 1827م، الحرية تقود الشعب 1830م، نساء من الجزائر 1834م، مصرع كليوباترا “كليوباترا والفلاح” 1838م، ويتيمة في المقابر 1840م.
    ثم كتبت عن أوجين ديلاكروا من خلال يومياته: باريس المدينة المبوءة اليوميات: وثيقة تاريخية وأدبية فريدة، الخط واللون: روح وجسد لكيان واحد، جرد شامل لأعمال ديلاكروا، ثم أخيراً خاتمة الكتاب.
يعمل...
X