الخـوف
قصة / سامى النجار
ترك نفسه وحيدا بعد رحيل زوجته وأولاده ، خلت الشقة من قاطنيها لم يعد فيها غيره ، يمر مرار الكرام على الغرف ، يتوقف قليلا أمام غرفة المكتب مترددا في أن يدخلها ، يتراجع ثم يتقدم إلى الأمام يحاول فتح الباب ، يدخل متجها إلى المكتبة يبحث عن أحد الكتب ، يمسك الكتاب بحذر، وكأنه خائف من شئى ما. لأنه بطبعه جبان، كم مرة فكر أن يتخلص منه ، فكرة راودته أكثر من مرة 0
هذا الثعبان اللعين أنه يخترق سكون الليل، أصبح حمله ثقيلا يسمع صوتا يتراجع يقفذ بالكتاب إلى الأمام ، يهرول مسرعا إلى باب الغرفة ، يحاول أن يفتحه لم يعد فيها غيره .
صوت الثعبان اللعين يرتفع ، يعلن عن وجوده بإصرار ، ينظر إلى المكتبة صورة أحد الأدباء تخرج من الكتاب ، لماذا لا تكون شجاعا ؟ يتقهقر يتكوم أمام باب الغرفة ، يتساءل أين هو ؟ لعله اختبأ أو يكون قد خرج من النافذة . طنينه ما زال بأذنى ، ما زال مجهولا لديه مصدره ، ظهر أراه ، أنه معلق فوق الأرفف الخوف مازال يطارده ، رائحته تفوح المكان بأكمله ، صعد على الورقة يستعرض عضلاته ، وكأنه بطل كمال أجسام ، صراع نفسي يدوربداخله ، أقتله أم لا ؟
أقتله ؟ لا لن أقتله إزداد السكون عاد إلى ركن الغرفة مرة أخرى، يلمحه واقف على إحدى الكتب ، يغطى الكتاب كاملا ما عدا جزءا من صورة لامرأة غانية على غلاف الكتاب ، ينظر إليه وكأن هناك ثأر بينهما ، يخرج له لسانه لن أقتلك يفتح النافذة ، يصنع أشكالا مثلثيه ، يتأهب يقف على مؤخرته ، يزداد الصمت .ما زال طنينه بأذني ، صورة المرأة الغانية في مخيلته ، يتكور يهرب مفزوعا يتشبث بأحد الأركان المرأة الغانية تناديه تدعوه للفراش ، يقترب منها ، تتخلص من ملابسها شم رائحتها ، مازال يقترب منها ، يتراجع في اللحظة الأخيرة ، يعتذر تنظر إليه في سخرية ، يتغير لون وجهها محمر، وكأنه قطعة من جهنم ، عاد الصراع من جديد بينهم ، ومازال الثعبان متأهب ، ومازال الطنين يعلو . يعلو
Comment