Tweet
يقع قصر الحير الغربي على بعد 80 كم إلى الجنوب الغربي من تدمر في بادية الشام ، أقيم في واحة خصبة ترتوي من وادٍ يغذيها في موسم الأمطار. يمتاز هذا الموضع بأنه يقع عند التقاء طريقين هامتين في البادية هما: طريق دمشق - القريتين - تدمر، وطريق حمص - الجوف. وكلاهما طريقان قديمتان تصلان بين جناحي الهلال الخصيب.
قصر الحير الغربي واحد من القصور العامرة، التي بناها الخلفاء والأمراء الأمويون في بادية الشام والأردن، نعدد منها على سبيل المثال: قصر الحير الشرقي (على بعد 100كم شرقي تدمر)، قصور الرصافة التي بنيت خارج مدينة الرصافة القديمة (من العهد البيزنطي)، قصر أواسط الرقة (على الضفة الغربية للفرات مقابل الرقة)، قصر جبل أسيس (في الحرة البركانية الواقعة إلى شمالي صفا جبل الدروز، وشرقي دمشق على بعد 100كم بخط مستقيم)، قصر هشام (خربة المفجر قرب أريحا الأردنية)، قصر المشتى، قصير عمرة، قصر خزانة ... (وهذه القصور الأخيرة تقع في شرقي الأردن).
كان الخلفاء يبنون هذه القصور في أماكن حساسة من البادية، تكون لهم منازل في أسفارهم، يجدون فيها برد الراحة، وميدان الرياضة، ومسارح الصيد والقنص، يبتعدون فيها عن ضوضاء المدينة وهموم الحياة. وتكون هذه القصور منتجعاً للقبائل وزعمائها، يلتقون فيها بالخلفاء والأمراء الأمويين الذين كثيراً ما كانوا يحتكون بأمراء القبائل، فيحلون مشاكلهم، ويختلطون بهم ويتزوجون منهم ليكسبوا قوة في البادية تؤازرهم وتحميهم. إذاً كانت هذه القصور تلعب أدواراً عديدة: عمران البادية، الإشراف على النظام والأمن، تسهيل السفر بإيجاد محطات ومنازل فيها، الاحتكاك بالقبائل البدوية، الاستراحة ....
كان يوجد في موضع قصر الحير الغربي قبل الإسلام آثار من العهد الروماني وآثار من العهد البيزنطي، حتى أن العرب تركوا برجاً هاماً من العهد البيزنطي لا يزال ماثلاً في الزاوية الشمالية الغربية من القصر. ويوجد في بناء القصر أجزاء من العهد السابق، منها بوابة القصر الحجرية التي سنصفها بعد قليل، وبعض تيجان أعمدة نحتت حسب الأسلوب الدوري، استعملت كقواعد لأعمدة الرواق.
تستمد هذه الواحة ماءها من سد يبعد حوالي سبعة عشر كيلو متراً إلى الجنوب من القصر، كان أقيم قبل الإسلام، وأصلح عند بناء القصر، وهو سد خربقة. كان هذا السد يحجز وراءه الماء في بركة طولها 1550م، وعرضها 800م، وللسد فتحات ثلاث: اثنتان منها مبنيتان، والثالثة تتصل بقناة من الفخار المتين. يجري الماء في قنوات منتظمة، وتتفرع إلى القصر والحمام والبستان والقصير (الذي أطلق عليه اسم خان الملح)، وهو يبعد عن قصر الحير الغربي عشرة كيلو مترات.
يقدر طول البستان بـ 1050م، وعرضه 442م، وكان له سور من اللبن (الطوب) يرتكز على قاعدة حجرية، تسنده دعائم نصف أسطوانية موزعه على طول السور بانتظام، تكون تارة من الخارج وتارة أخرى من الداخل. للبستان مدخلان ودار للقائم على أمره. ولقد ظهر أثناء التنقيب موزعات مياه الري من الحجر، كانت تنظم جريان الماء في قنوات محفورة في الأرض.
يوجد خارج القصر، حمام ملتصق الركن الجنوبي الغربي، ربما بني في العهد الأموي قبل إنشاء القصر وظل عامراً بعد إنشائه القصر وظل عامراً بعد إنشائه، يتألف الحمام من قسم بارد فيه أربع غرف، وقسم مدفأ فيه ثلاث حجرات: الأولى ذات مصطبة عريضة، وفي الثانية بركتان، وفي الثالثة مصطبة وبركة. يتبع ذلك أمكنة أجهزة التسخين. ومن الجدير بالذكر أن طريقة التسخين لا تختلف عن الطريقة التي ظلت متبعة حتى اليوم.
يوجد على بعد 10كم من القصر، وبالقرب من بركة اصطناعية، تصب فيها إحدى القنوات الآتية من السد، بناء ربما كان قصيراً أو كان منزلاً يأوي إليه التجار (خان)، لم يبقَ منه إلا بوابته الحجرية الضخمة، التي نقلت إلى متحف دمشق، وأعيد بناؤها إلى جانب واجهة قصر الحير الغربي، في الحديقة، نقش على ساكفها كتابة بالخط الكوفي، استدللنا منها على قصر الحير الغربي واسم بانيه وهي:
"بسم الله الرحمن الرحيم لا إله إلا الله وحده لاشريك له أمر بصنعة هذا العمل عبد الله هشام أمير المؤمنين أوجب الله أجره عمل على يدي ثابت بن أبي ثابت في رجب سنة تسع ومائة".
قصر الحير الغربي واحد من القصور العامرة، التي بناها الخلفاء والأمراء الأمويون في بادية الشام والأردن، نعدد منها على سبيل المثال: قصر الحير الشرقي (على بعد 100كم شرقي تدمر)، قصور الرصافة التي بنيت خارج مدينة الرصافة القديمة (من العهد البيزنطي)، قصر أواسط الرقة (على الضفة الغربية للفرات مقابل الرقة)، قصر جبل أسيس (في الحرة البركانية الواقعة إلى شمالي صفا جبل الدروز، وشرقي دمشق على بعد 100كم بخط مستقيم)، قصر هشام (خربة المفجر قرب أريحا الأردنية)، قصر المشتى، قصير عمرة، قصر خزانة ... (وهذه القصور الأخيرة تقع في شرقي الأردن).
كان الخلفاء يبنون هذه القصور في أماكن حساسة من البادية، تكون لهم منازل في أسفارهم، يجدون فيها برد الراحة، وميدان الرياضة، ومسارح الصيد والقنص، يبتعدون فيها عن ضوضاء المدينة وهموم الحياة. وتكون هذه القصور منتجعاً للقبائل وزعمائها، يلتقون فيها بالخلفاء والأمراء الأمويين الذين كثيراً ما كانوا يحتكون بأمراء القبائل، فيحلون مشاكلهم، ويختلطون بهم ويتزوجون منهم ليكسبوا قوة في البادية تؤازرهم وتحميهم. إذاً كانت هذه القصور تلعب أدواراً عديدة: عمران البادية، الإشراف على النظام والأمن، تسهيل السفر بإيجاد محطات ومنازل فيها، الاحتكاك بالقبائل البدوية، الاستراحة ....
كان يوجد في موضع قصر الحير الغربي قبل الإسلام آثار من العهد الروماني وآثار من العهد البيزنطي، حتى أن العرب تركوا برجاً هاماً من العهد البيزنطي لا يزال ماثلاً في الزاوية الشمالية الغربية من القصر. ويوجد في بناء القصر أجزاء من العهد السابق، منها بوابة القصر الحجرية التي سنصفها بعد قليل، وبعض تيجان أعمدة نحتت حسب الأسلوب الدوري، استعملت كقواعد لأعمدة الرواق.
تستمد هذه الواحة ماءها من سد يبعد حوالي سبعة عشر كيلو متراً إلى الجنوب من القصر، كان أقيم قبل الإسلام، وأصلح عند بناء القصر، وهو سد خربقة. كان هذا السد يحجز وراءه الماء في بركة طولها 1550م، وعرضها 800م، وللسد فتحات ثلاث: اثنتان منها مبنيتان، والثالثة تتصل بقناة من الفخار المتين. يجري الماء في قنوات منتظمة، وتتفرع إلى القصر والحمام والبستان والقصير (الذي أطلق عليه اسم خان الملح)، وهو يبعد عن قصر الحير الغربي عشرة كيلو مترات.
يقدر طول البستان بـ 1050م، وعرضه 442م، وكان له سور من اللبن (الطوب) يرتكز على قاعدة حجرية، تسنده دعائم نصف أسطوانية موزعه على طول السور بانتظام، تكون تارة من الخارج وتارة أخرى من الداخل. للبستان مدخلان ودار للقائم على أمره. ولقد ظهر أثناء التنقيب موزعات مياه الري من الحجر، كانت تنظم جريان الماء في قنوات محفورة في الأرض.
يوجد خارج القصر، حمام ملتصق الركن الجنوبي الغربي، ربما بني في العهد الأموي قبل إنشاء القصر وظل عامراً بعد إنشائه القصر وظل عامراً بعد إنشائه، يتألف الحمام من قسم بارد فيه أربع غرف، وقسم مدفأ فيه ثلاث حجرات: الأولى ذات مصطبة عريضة، وفي الثانية بركتان، وفي الثالثة مصطبة وبركة. يتبع ذلك أمكنة أجهزة التسخين. ومن الجدير بالذكر أن طريقة التسخين لا تختلف عن الطريقة التي ظلت متبعة حتى اليوم.
يوجد على بعد 10كم من القصر، وبالقرب من بركة اصطناعية، تصب فيها إحدى القنوات الآتية من السد، بناء ربما كان قصيراً أو كان منزلاً يأوي إليه التجار (خان)، لم يبقَ منه إلا بوابته الحجرية الضخمة، التي نقلت إلى متحف دمشق، وأعيد بناؤها إلى جانب واجهة قصر الحير الغربي، في الحديقة، نقش على ساكفها كتابة بالخط الكوفي، استدللنا منها على قصر الحير الغربي واسم بانيه وهي:
"بسم الله الرحمن الرحيم لا إله إلا الله وحده لاشريك له أمر بصنعة هذا العمل عبد الله هشام أمير المؤمنين أوجب الله أجره عمل على يدي ثابت بن أبي ثابت في رجب سنة تسع ومائة".
Comment