إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الرائد ( فائق حسن 1914 - 1992 ) الفنان العراقي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الرائد ( فائق حسن 1914 - 1992 ) الفنان العراقي

    الفنان العراقي فائق حسن


    مالذي نجنيه من العودة الى فائق حسن ؟
    سؤال لانريد تجاهله مازلنا بصدد مراجعة لحظات الكشف الذي استخلص هذا الريادي الكبير ليصبح فيما بعد، احد مصادر التنوير في الثقافة العراقية والفنية منها بوجه الخصوص . لقد راق لدارسي فنه النظر لانجازاته من زاوية المهاراتية الفائقة التي عرف بها حتى اتخذوا منها معياراً للحكم على نتاجات جيله وماتلاه.
    نظرة كهذه بقدر ما تنطوي على اعتراف باهلية الدور الذي اطلع به فائق حسن في كيفية اصول الرسم الحديث في وقت بدت فيه مساراته يومذاك طامحة في البحث عن ملاذاته تامينا لصراع الاساليب والوان التعبير بالطريقة التي تطال دوامة التيه جراء التعامل مع منجزات الحداثة وتسير بالفن العراقي نحو المنابع بما يسمح لمشروع النهضة المضي قدما نحو الهوية الحضارية التي وجدت تبجيلاً غير مسبوقا مع هذا الجيل وكان فائق حسن احد دعائم هذا المشروع ، ان هذه النظرة تربك الاخر في تلقي خطابه بوصفه نوعا من الارتداد على اهداف الحداثة التي مضت سريعا في تدمير كل ما يعرقل موج الجدل ، وهو يضرب نظم الفكر والثقافة والفن .
    كان فائق حسن يعي جيدا ما مطلوب منه وهو يفتح افقا بعد اخر دون ان يروق له تصفية الحساب مع موروثاته جريا وراء رغبة الحداثة في جعل الهدم مشروعا للبناء ، وبدا اكثر صلابة في تقديم الموروث على انه ستار صلب لصد هجمات الحداثة فكأن وعيه بالتراث العراقي ومنه البيئة الشعبية والصحراوية وما ينطوي على جماليات فريدة رفعه للسير باتجاه معاكس لينشئ لنا حداثة مفارقة وهو ما ينبغي النظر اليه باحترام ، صحيح ان فائقاً كان به حاجة لتهذيب مهاراته وجعلها تنتظم في نسق ابداعي حيث يلعب الشكل دورا في مجاراة الخطاب الحداثي ، ومن جانبه تكفل برعاية موضوعات محط اعتزاز المجتمع العراقي ، وكان الواقع البيئي ميداناً للإفكاك منه بعد ان تيقن انه يوفر له دعما وحماية لاسلوبية لاتجد نفسها الا في رحاب الحياة الشعبية .وقد اتقن المهمة ليحتكر بعدئذ الذائقة لعقود خلت ولا زالت.
    كان الصدق ورقة الرهان التي قادته للحفاظ على هوية تشرف على زمن متصل ملئ بالكنوز متشوقاً لاظهارها بالقوة والعنفوان الذي تستحقه ، واسترجاع مهابة ضائعة بفعل انكسارات التاريخ للفن العراقي بعد ان اصبح مع رسوم فائق حسن له طعم ورائحة لجمال كانت مراحل الانحطاط سحقه الى الابد لولا قلة من التنويرين الذين اضاءوا الماضي وجعلوا من الفن هاجساً اجتماعياَ وضرورة ترفع من شأن الذائقة التي سقطت طويلا في دهاليز القطيعة والقنوط ، لهذا بدت الحاجة ملحة لجذب وتكييف الاساليب الحداثية لصالح خطاب اقرب الى شخصية اعرابي يهيم بالجنوب والصحاري وكنوزها المخبأة التي لم تفارقه حتى في اشد رسومه نزوعاً نحو اقاصي التجريد .
    كان فائق حسن فضاء واسع لحراك اسلوبي مثل نظيره في وقت انهمك الذين من جيله لترصين اساليبهم بدوائر لاتسمح بالانفلات خارج مدياتها ، صحيح ان فائقاً لم يوزع قواه الابداعية بشكل متكافئ بين التماثلية والتجريد . ذلك ان رسومه الشخوصية جذبت له كماً اعجابياً ساحقاً ، في حين ظلت تجاربه الابداعية في التجريد تدعم الحراك وسط بيئة الفن العراقي وفي المستويين مضت رسومه بعيداً في احكام قبضته على المشهد التشكيلي العراقي .
    كان مما يهم فائق حسن تخليص الرسم العراقي من هشاشة الانطباع وسطحتيه الذي اعتدنا عليها في بحر الاربعينيات من القرن المنصرم من رسوم بدت كما لو انها ذات نسق سياحي اكثر لذلك بدت رسومه اكثر مضاءاً في بث مفاتنها من وحي لاتحنمل ان ترى نفسها ضلاً للاخر رغم جوهر الرفاهة الخاصة التي تخطت بعيداً سذاجة الانطباع ، فاحتكاك فائق بالمهاجرين البولنديين باعقاب الحرب العالمية الثانية نقاداً وعازفين ورسامين ومالى الى ذلك ، تم دراسته للفن التشكيلي في باريس عام (1935) واعجابه بمدرستها الشهيرة ورسوم (بونار) وقبله رسوم (ديلاكروا) ثم (كويا) واضرابهما قد الهبت فيه الحماس لمشروعه الذي بدأه بالتراكيب اللونية والانشاء والارتقاء بالخطاب ووظائفه عن سجال اسلوبي بارع لا يدفعه في النهاية لخيانة من نوع ما لهويته الوطنية .
    ولد فائق حسن في بغداد عام 1914 وتخرج من البوزار عام 1938 ، اسس فرع الرسم في معهد الفنون الجميلة عام (1939-1940) كما اسس جماعة الرواد عام 1950 وشارك في معارضها حتى عام 1967 وايضا ساهم في تاسيس (جماعة الزاوية )وشارك في معرضها الاول .اقام معارض شخصية في بغداد عام 1962 و1967 و1971 كما شارك في جميع المعارض الوطنية خارج العراق .كان عضواً في جمعية الفنانين العراقيين وحاز على الجائزة الذهبية المخصصة من قبل ( مؤسسة كولبنكيان) لاحسن فنان عراقي .
    اتسمت اعماله بقدرة عالية في رسم الخيول وتوير البئة اضافة الى معالجته للموضوعات الاجتماعية والسياسية .
    توفي في باريس عام 1992 .

يعمل...
X