إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الفنان ((مصطفى علي)) نحات عالمي وسوري ولاذقاني (( ولد ليكون نحاتاً))

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الفنان ((مصطفى علي)) نحات عالمي وسوري ولاذقاني (( ولد ليكون نحاتاً))

    الفنان ((مصطفى علي))
    نحات عالمي وسوري ولاذقاني
    (( ولد ليكون نحاتاً))
    بمناسبة معرضه بمدينة حمص
    بصالة النهر الخالد
    نقدم بعضاً مما كتب عنه

    النحّات السوري مصطفى علي / رجلُ الزوايا
    النحات السوري العالمي مصطفى علي
    منقول -(( منتديات الغرضة -عودة / ليا ـــــ آرام كروب))
    كان آخر لقاء لنا في دمشق منذ أكثر من 25 عاماً ..
    لقاء مفعم بالأحلام الجميلة
    والمشاريع الفنية الهادفة والملتزمة ...
    صديقي الفنّان التشكيلي/النحّات السوري مصطفى علي ..
    التقيته مؤخراً هنا في باريس .. في أحد معارضه العالمية
    والتي تعكس بكل معنى الكلمة
    تاريخ فنّان لم يتخلـّى لحظة واحدة عن أحلامه
    محققاً معها إنجازات و أعمال تدعو للفخر بموهبته و وسع أفقه.
    من خلال ماكتبوا عنه و عن أعماله ..
    سيكون لنا وقفة فنية/إنسانية مع "رجل الزاوايا " ..
    هكذا يصفه بعض الفنانين الذين يعرفونه منذ بداياته الملحوظة ومسيرته الطويلة.

    نبذة عن الفنّان :
    * مواليد مدينة اللاذقية في سورية 1956
    * خريج مركز الفنون التشكيلية 1974، والفنون التطبيقية 1977
    * خريج كلية الفنون الجميلة دمشق سوريا 1979
    * خريج أكاديمية الفنون الجميلة كرارا إيطاليا 1996 حيث عمل مع البروفسور جيورجيو بالوكي.
    * عضو نقابة الفنون الجميلة وعضو اتحاد التشكيليين العرب
    * شارك في معارض الدولة الداخلية والخارجية منذ عام 1979
    * شارك في عدة معارض فردية وجماعية منها بيينال الشارقة عام 1992 وعام 1995 حيث حصل على الميدالية البرونزية ..
    و بيينال الاسكندرية عام 1994 و بيينال القاهرة عام 1996 .
    كذلك شارك في عدة ملتقيات للنحت
    منها ملتقى برلين في 1987
    ولبنان (1994) وسورية (1997، 1998، 2002).
    عرض مصطفى علي منحوتاته أيضاً في معرض أوروب آرت في جينيف (2002)،
    وفي معرض آر سود في مدينة باريس (2002)
    * صمّم و نفذ بوابة سورية للألعاب الأولمبية في البحر المتوسط في مدينة باري في إيطاليا.
    أعماله موجودة في كثير من المقتنيات الخاصة في مختلف أنحاء العالم.
    مصطفى علي .. فنان يحاول أن يستكشف كل إمكانيات فن النحت على المرمر و البرونز و السيراميك والخشب..
    أعماله الآولى تشي بتأثير الفنان العالمي الإيطالي جياكوميتي..
    لكن ذلك لم يكن سوى مصدر إلهام بين مصادر أخرى في مسار فني أوصل الفنان لأن يجد لنفسه أسلوباً و رؤية تشكيلية خاصة به.
    " تبدو تماثيله و كأنها تنتمي إلى عصر بائد .. و كأنها اكتُشفت بعد أن تآكلت بفعل الزمن و الليل – اللذان أثّرا عليها بذكاء - فاكتسبت ذلك الطابع العذب و القاسي في آن معاً .. لأبدية تعبر و تروح".
    هذا ما قاله عنه "جان جينيه" أحد محترفي أسلوب "ألبيرتو جياكوميتي".
    يتميز الفنان مصطفى علي بالمنحوتة البرونزية الصغيرة والكبيرة الحجم .. و التي يتناول فيها موضوع العلاقات الإنسانية المختلفة
    و عناصر متنوعة من كائنات الطبيعة .. وذلك باختزال شديد و برؤية خاصة لرشاقة الشكل بتأثيرات لونية جمالية جذابة .. بحيث تضفي على المادة عمراً زمنياً غائراًً في القدم بإسلوبية خاصة تميز بها في الوسط الفني السوري .. مما أعطته شهرة واسعة على المستوى المحلي و العالمي.

    بعض أعماله النحتية :


    وُلدتُ لأكون نحاتاً
    عندما نرى الوجه الضاحك لمصطفى علي، وبنطاله القصير وقبعته البحرية، يتهيأ لنا أنه طفل يتسلى. لكننا عندما نتأمل أعماله المكدسة في محترفه الضيق، ندرك فعل الزمن الذي جعل تجربة الفنان تنضج وتعطي لأسلوبه متانة أكبر ودقة.
    لم يتوقف مصطفى علي عن التطور، أو عن التنويع في الأدوات والمواد: فمن المنحوتات البرونزية صغيرة الحجم إلى الصروح العملاقة التي ترتفع في فضاء المدينة، مروراً بالطين المعجون والخشب المنحوت والحديد المصنّع الذي يتحول بين يديه إلى مناضد وكراسي تقع في منتصف الطريق بين الوظيفيّ والجماليّ.
    المرحلة الجياكوميتية من عمل مصطفى هامة لأنه يجرب فيها كل إمكانيات فن المعدن: صنع القوالب وتشكيلها وصب المعدن وطرقه، والعمل بالملقط والسكين والقصبة. كما أنه يحاول أن يستكشف كل الإمكانيات الكامنة في النحت الذي يصور أشكالاً بشرية: كائنات متوحدة تمشي إلى حيث لا ندري، أزواج متعانقين، رؤوس بدون أجساد وأجساد بدون رؤوس، أشكال بدائية وكائنات محنطة، وضعيات جامدة وبشر في منتصف الحركة مثل هذه المواجهة بين رجل وكلب أو تلك الكائنات الطائرة التي تتحدى قوانين التوازن والجاذبية.



    هذا التناغم بين توازن كتلة البرونز الثقيلة وبين الخفة الراقصة للشكل الذي يصور الحركة يسحر المتفرج، تماماً كما تجذبه تلك الخطوط الدقيقة والخيوط التي يسمح المعدن اللدن بتشكيلها، والتي تميز الاشجار الصغيرة التي اشتهر بها مصطفى علي.
    يقول : "يمكن لأشكالي أن تطير في الهواء دون أن تفقد بفعل ذلك علاقتها بالأرض. صحيح أن البرونز كمادة شديدة الصلابة وكثيفة ومتجانسة يسمح لي بأن ألعب بنقاط الارتكاز، لكنني أحب أيضاً أن أؤكد ضمن الاشكال التي أخلقها على التوازن، حتى ولو كان هشاً، وذلك من خلال التعامل مع العلاقة بين الأجسام والفراغ الذي يحيط بها".
    هناك إمكانية أخرى للبرونز يستثمرها مصطفى علي هي التعتيق PATINE، ذلك اللون المخضّر الذي يكتسبه سطح المعدن مع مرور الزمن والتعرض للهواء. لكن النحات هنا لا ينتظر مرور الزمن لكي يتوصل إلى تأثير التعتيق، وإنما يسرّع تشكله من خلال الأكسدة ووسائل أخرى مصطنعة، وبهذا يبدو لنا وكأنه يريد أن يوضّع أعماله ضمن بعد الزمن وإعطائها صفة الديمومة.

    منذ فترة، تحول مصطفى علي إلى النحت في الخشب. والخشب مادة أكثر ريفية من البرونز والرخام. فوزنه الخفيف والألياف التي فيه يغريان، كما أن تنوع أشكال العروق التي تتخلله يسمح بتجارب جريئة يستثمرها النحات بشكل رائع. فهو لا ينحت أشكاله داخل كتلة صماء وحيدة يحاول أن يعطيها شكلاً مختلفاً كما يفعل النحاتون عادة، وإنما يستخدم ألواحاً وشرائح من أصول وألوان مختلفة يقصّها ويجمّعها ويدخلها داخل كتلة يختارها لشكلها وحجمها. وإن كان في بعض الأحيان يطلي الخشب بالورنيش ليعطيه لوناً أسمر، و في مرات أخرى يشمّعه ويلوّنه، فإن الخشب الذي يفضله مصطفى علي هو غالباً خشب فج وخشن خضع لتأثير التآكل؛ خشب يحمل مؤثرات الزمن وعمل الطبيعة؛ وهو يحترم شكله المشوّه ويستثمره عندما يتناسب هذا التشويه مع موضوعاته. وهكذا فإن العمل الذي يسمى غوطة (بإسم البساتين التي تحيط بمدينة دمشق) له شكل امرأة شجرة يساهم الخشب كمادة أولية في إبراز طابعها القدسي ككائن حي.
    في كثير من الأحيان تُستثمر التداعيات الأولى للخشب الذي يأخذ شكل علب مستطيلة عمودية تعيد إلى صورة التابوت، خاصة وأن النحات يحشر فيها سلسلة من الوجوه التي تتراكب عمودياً، والتي تبدو بملامحها التي تخلو من التعبير وكأنها تتطلع إلى الأبدية. هنا يظهر تأثير تدمر ومدافنها، ويؤكد النحّات ذلك عندما يشرح تلك الأعمال: "لقد سحرتني المدافن التدمرية بأبراجها العمودية التي تبدو وكأنها معبر يصل ما بين الأرض والسماء، وهي بالنسبة لي صورة الذاكرة".


    عندما تكون هناك موضوعة تلحّ على النحات، نراها تعود في أعمال عدة. لكنه يعالجها في كل مرة بشكل مختلف وحسب الفكرة المطلوبة أو مصدر الإلهام الذي يرتبط في كثير من الأحيان بالحضارات القديمة التي توالت على المنطقة. وهذا هو بالذات ما يراه المتفرج في تلك المنحوتة التي تصور جسدين ميتين محشورين في بوابات مغلقة يحميها كلب الأنيبوس الفرعوني المتوثب ليقود الأرواح نحو الحساب.



    في منحوتة أخرى من الخشب نرى وجه رجل ينظر عبر فتحة ممزقة ضمن كتلة خشب ملون تولّد لدى المتفرج صورة القيامة، على الرغم من صمتها السكوني.
    وجوه... رؤوس بدون جسد، وملامح بلا تعبير تطل من الكتلة الضخمة، وتبدو استعارة عن الأفكار التي تبقى في حين تتفتت الأجساد وتختفي. والمسلة المدافنية المصنوعة من الحديد والتي يبلغ ارتفاعها 12 متراً صممها النحات لترتفع في وسط معرض دمشق الدولي، وهي من أهم الأعمال الصروحية التي ترسم في فضاء المدينة صورة عن الأبدية وعن البقاء.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ


    النحات السوري العالمي مصطفى علي:

    • البيت الشامي يشعرني بأني حصلت على قطعة من الأرض... وفوقها قطعة من السماء
    • عندما بدأنا كحركة تشكيلية في الفن السوري كنا نعلم صعوبة أن تدخل أعمالنا النحتية إلى بيوت الناس.

    ((الرغبة في الصعود والترفع والطيران... الطموح والجنوح للانعتاق والتخلص من كل ما يشدك للأسفل، هي القيم التي أردت الترميز لها وتجسيدها في بداية حياتي...)).
    بهذه الكلمات علّق النحات السوري مصطفى علي، حين استفسرنا عن منحوتاته الكثيرة التي تجنح للأعلى وتتوق إلى السماء، سواء منحوتات الأجساد البشرية أو المجسمات والكتل الفنية التي تشبه الأبراج... لكن منحوتاته أيضاً ورغم توقها للانطلاق، كلها متجذرة بالأرض ويستحيل انفكاكها...
    ((لدي المنحيين في أعمالي، إما الصعود والتحليق أو الجمود والثبات والرسوخ بالأرض... لدي هذين النقيضين الذين يمكن أن أسميهما الحركة والثبات)).

    ولكن ماذا عن كل تلك الوجوه التي تنظر إليها من خلف النوافذ، هل هي سجينة؟
    الوجوه التي من خلف النوافذ أو الموجودة في صناديق وكتل خشبية، أيضاً يمكن النظر لها من جهتين إما هي محصورة أو هي تحمي نفسها وفي حالة دفاع وهنا أيضاً يجتمع النقيضين فالأشخاص الذين ينظرون لنا من كوة يحركون فينا الإحساس بأن الإنسان في أزمة ومعرض لأزمة، فإما هو محاصر أو هو وضع نفسه في حالة حصار لكي يحمي نفسه من كل التأثيرات التي تؤذيه فإذا هي تحمل جانبين.

    تنتمي أعداد كبيرة من أعمالك إلى التاريخ السوري القديم، وربما المغرق في القد، وتغيب عنها تأثيرات التاريخ القريب... هل ترى التاريخ القديم أكثر غنى من التاريخ الحديث؟
    هذا الإلهام يعود لانتمائك الروحي إلى مرحلة تاريخية ما ولعلاقتك بها وهو ما يفسر طريقة تفكيرك وفلسفتك... وبالتالي ما ينعكس على أعمالك أو إنتاجك الفني. لكن أريد القول أنه لا يوجد انقطاع عن مرحلة بعينها إنما طرز الفن تختلف على هوى المعطى الحضاري والفلسفة التي تقف وراء هذا المعطى، وعملياً لا يوجد حضارة بلا فن والإنسان لا يمكن أن يعيش بلا فن. قد يكون المعطى الفني هابطا أو صاعدا، راقياً أو شعبياً، لكن يبقى انعكاساً للحياة والمجتمع فدائما يوجد منتج فني هو مرآة الشعوب ومرآة الناس مع اختلاف الذائقة الفنية.

    وإلى أي مرحلة تاريخية ينتمي مصطفى علي روحياً وفلسفياً؟
    أنا أشعر أني امتداد لتاريخ قديم جداً وأشعر أني أستند إلى جذور عميقة مستمدة إما مما تركه أجدادنا وإما من الثقافة النظرية التي تنتقل عبر الميثيولوجيا والسير الشعبية وحكايا الناس. لكن بنفس الوقت بعد هذا الارتكاز لدي معطياتي التي أعيشها كإنسان أحيا في هذا الزمن، ومعطياتي النابعة من البيئة ومن مجتمعي ومن مما يحدث حولي في هذا العالم ومما يؤثر عليّ الآن وهنا... تدخل كل التأثيرات لمشاعر الإنسان ودماغه وتجبل مع ثقافته ومفهومه ورؤيته وتظهر بالأشكال الفنية التي ينتجها.

    هل القيم الجمالية أم الثقافية هي التي جذبتك إلى تلك المرحلة التاريخية؟
    هي القيم الجمالية بالطبع لأن القيم الثقافية تتغير من زمن لآخر فالقيم الثقافية في هذا الزمن لم تكن موجودة منذ ألفي سنة أو يزيد، إنما أنت تأخذ الإلهام من المفهوم الروحي، ومن جوهر الشيء فأنت تنتمي إلى هذا المكان وهذا المكان يؤثر عليه الكثير من الأشياء غير الثقافة والبعد الحضاري، هناك الطقس والشمس والهواء والبيئة والمناخ الكامل كله خيط يربط هذه الأشياء حتى يظهر المنتج الفني.

    تنوعت المواد التي يعمل بها وينحتها مصطفى علي، من الخشب إلى البرونز إلى السيراميك... عن ماذا تبحث؟
    تتنوع المواد لتخدم الأفكار، فالفنان يستخدم المواد لتخدم أفكاره والعمل الفني الذي يحتاج للخشب مختلف عن العمل الذي يحتاج البرونز ومختلف أيضاً عن العمل الذي يحتاج الحجر أو الرخام... فإن أي فكرة لتتحول لعمل فني تحتاج لمادتها المناسبة وبالنسبة لي تنوعت المواد التي استخدمها في أعمالي والتي أستطيع أن أسيطر عليها لتخدم الفكرة المناسبة لموضوع العمل. وأحيانا أمزج بينهم لإغناء الفكرة أو لإعطائها أكبر قدر من التعبير.

    هل انتقلت من مادة لأخرى بعدما استنفذت الأولى؟ أي هل لكل من هذه المواد مرحلة خاصة بها في رحلتك الفنية؟
    لكي تتعامل مع مادة ما يجب أن تفهمها ولكي تفهمها عليك أن تتحاور معها وبالتالي لم أتعرف على كل المواد دفعة واحدة هذا شيء مؤكد لكن في البداية أنا تعلمت أن أنحت واصنع شكل في فراغ وأعبر عن هذا الشكل وأعطيه القوة التعبيرية التي يحتاج، ومن ثم بحثت عن المواد التي تناسب هذه الأفكار والأعمال الفنية. والبحث عن المواد يتطلب أن تحاور المادة وتتعرف عليها وعلى مواصفاتها وما هي الفكرة التي تناسبها وكلما تعرف الفنان على مواد جديدة كلما فتحت أمامه آفاق للإبداع أكثر.

    هل لديك خصوصية لمادة أكثر من غيرها؟
    لا لا ، لكن من الأشياء التي أحبها كثيراً هو الخشب والبروز وأحب الأشياء الهشة التي ليس لها قيمة مادية لكن فيها العنصر التعبيري قوي جدا ويخدم أفكاري... لكن في العموم أعتبر أي مادة بالنسبة مباحة لأتعامل معها وأصيغها وأوظفها بعملي الفني.

    لم تكتف بالأعمال الفنية التي تركن في زوايا البيوت أو في صالات العرض، بل تجاوزت ذلك في منتوجك الفني لما يمكن أن يستخدم كأثاث... هل كان هذا مبرمجاً لتدخل أعمالك بيوت الناس بطريقة أو بأخرى؟
    لم يكن هدفي الدخول لبيوت الناس، لكن كان هدفي أولا أن أنتج قطعة فنية، طبعاً أكون سعيدا جداً عندما تدخل لبيوت الناس. لكن عندما بدأنا كشباب وحتى كحركة تشكيلية في الفن السوري والنحت خاصة كنا نعرف أنه من الصعب أن تدخل أعمالنا النحتية إلى بيوت الناس لأنه لم يكن هناك تقاليد لاقتناء الأعمال الفنية وهذا كله حدث من 30 عام أو 40 عام وكنا عندما نعمل كنا نعمل لأنفسنا...
    بالنسبة لنا كان شي مفاجئ عندما دخلت هذه الأعمال لبيوت الناس، ربما الجيل الذي أتى فيما بعد يراها غير مفاجئة وربما سهلة لأنه لم يكن يشعر بالفرق...
    كنا ننجز أعمالاً فنية ونحملها معنا من مكان لآخر ونجول بها، كانت من مواد هشة خفيفة ثم تحولت شخصياً لمواد قاسية مثل البرونز فأول معرض برونز أقمته في عام 88 في سوريا وهو معرض البرونز الأول في سوريا، وكانت النتائج مفاجئة وجزء من الأعمال ذهب للخارج، صحيح أنه لم يكن هناك ما يشجع لكن كانت بداية جيدة فبعض الناس بدأت تهتم لاقتناء الأعمال الفنية لوحات أو منحوتات، طبعاً اللوحة دخلت إلى المنازل قبل المنحوتة.

    سافرت ودرست في الخارج وحصلت على تعليم عالي وشهادات عليا في النحت... هل للدراسة في الخارج ذلك الأثر الكبير على منتج الفنان محلياً؟
    الدراسة في الخارج تغني الفنان، تغنيه ثقافياً وتغنيه فنياً لأن الإنسان الذي يأخذ رياح جديدة وهواء جديدا و ترى عيونه عالما آخر يساعده ذلك على إغناء تجربته ويعطيه بعدا ونقلة جديدة، ودائماً الاطلاع يساعد على تجديد العملية الإبداعية، وأنا مع السفر والدراسات والطويلة القصيرة ومع التجوال لأنه يساعد على اغتناء التجربة.

    هل يمكن أن ننظر من ذات الزاوية إلى مبادرتك بإقامة ملتقى النحت العالمي في سوريا؟
    هذا الموضوع ذو بعد مختلف قليلاً فعندما نجلب النحاتين العالميين إلى هنا نسعد في خلق المجال للنحاتين الشباب والفنانين المحليين للاحتكاك والاطلاع والاتصال المباشر والحوار مع هؤلاء العالميين وهذا يعطي نوعاً من كسب الخبرة والاحتكاك الثقافي وشحذ النفس والتكنيك الجديد الذي يمكن أن يتعلمه من الاحتكاك... هذا كله عنصر إيجابي إضافة إلى أنك تساعد على خلق متحف سيبقى للتاريخ والزمن في سوريا عدا عن المساعدة على خلق فرص عمل... وبنفس الوقت تبرز جانبك الحضاري من خلال رسالة تنقلها إلى هؤلاء النحاتين الذين يأتون من كل أنحاء العالم.

    المكان كان مختار بعناية...!
    المكان مختار بحد ذاته لأنه مكان جميل والطبيعة رائعة وخلابة وتحتوي كتلا صخرية جميلة جداً وغابات ولا أجمل، لذلك كان الهدف أن نعرف الناس على تلك المنطقة ونبني متحفا في الهواء الطلق ليصبح مزارا فنكون بذلك حققنا أهدافا كثيرة حتى على الجانب الفني والثقافي والسياحي.

    هل ستكرر التجربة؟
    نحن على أمل أن نكرر التجربة في الصيف القادم لأننا نعمل على أن تكون دورية كل سنتين فهي مرهقة جداً ومكلفة وتحتاج إلى عمل وتحضير...

    إذا تحدثنا عن المتحف الخاص بك والذي اخترته في حارة من حارات دمشق القديمة... لماذا هذا المكان وما هي الخصوصية التي يمكن أن يضفيها هكذا مكان على عملك الإبداعي والفني عموماً؟
    الخصوصية للبيت العربي تتركز في القيم الجمالية التي يحويها إذ يوجد فيه نوع من التكامل والاكتمال بحيث تشعر أنك تأخذ قطعة من الأرض وفوقها قطعة من السماء وتشعر أنها لك، طبعاً لا يوجد شيء لك في الآخر، لكن هذا المكان المحاط بالشوارع وبالجدران والذي تدخله من شوارع متواضعة فتجد الليوان والفسحة والقاعات والأشجار فتشعر نفسك وكأنك تحيا في الجنة، وهذا بحد ذاته عمل فني تعيش فيه. طبعاً هذا غير القيمة التاريخية للبيت وغير العنصر الثقافي الذي تحيا فيه إذ تشعر أنك تحيا في تاريخك وثقافتك الممتدة لمئات وآلاف السنين. كان خياري هذا البيت لأني أحب دمشق وأحب التاريخ. وفي هذا البيت توجد كل المواصفات التي تساعد على عملية الإبداع وتساعد الزائر على الاستمتاع والراحة.

    هذا البيت الذي تسميه جنتك المصغرة يستفيد منه العديد من الفنانين الشبان ليقيموا معارضهم لديك، أي أنك لم تحتكر هذا البيت؟
    إن إحدى أهداف مؤسستنا المتواضعة هي مساعدة جيل الشباب من الفنانين وإعطاؤهم فرص من خلال ورشات العمل التي يعملون بها ومن خلال احتكاكهم بالفنانين العالميين. كل هذا يعطي فرصاً للشباب ويشجعهم على أن يستمروا ويتطوروا.
    دائماً لديك جديد على صعيد مؤسستك الثقافية،إلى أين ستصل بمجال المؤسسة الثقافية؟ وإلى أين سيأخذك طموحك بها؟
    هذا كله نشاط فردي كما قلت، طبعاً هو نشاط فردي يعتمد على دعم المؤسسات الخاصة ومؤسسات الدولة وهذا المجهود والنشاط لا يمكن أن يغتني وأن يستمر إلا بالدعم ومع ذلك فأنا دائماً متفائل ومتأمل أن يكون هناك دعم دائم. لكن أقول دائماً الإنسان يعمل أقصى ما يمكن ليحقق أفضل ما يستطيع ورغم أن تجربتنا صغيرة ولا يزيد عمرها عن السنتين إلا أننا حققنا أشياء كثيرة تضاهي وتتجاوز الزمن الذي استغرقته.

يعمل...
X