إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

في حمص المهرجان الثقافي الموسيقي و17 سنة من التألق

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • في حمص المهرجان الثقافي الموسيقي و17 سنة من التألق

    في حمص المهرجان الثقافي الموسيقي و17 سنة من التألق

    مهرجان الثقافة الموسيقية في حمص 17 سنة تألق
    متابعة وحوار: نضال بشارة - شرفات

    يلاحظ المتابع لفعاليات مهرجان الثقافة الموسيقية في حمص عدم اقتصارها على نوع محدد من الموسيقا، بل تنوعت بين غنائية وآلية، معاصرة وتراثية، عربية وعالمية كلاسيكية، ومنها ما هو جديد بالمطلق سواء كان آلياً أو غنائياً، وهي بذلك تناسب شرائح عمرية متعددة كالشرائح العمرية التي قدّمتها. كما يلاحظ المتابع الحضور الكثيف للعنصر النسائي، لاسيما في فرق كلية التربية الموسيقية، فتمظهرت مشاركاتها في العزف على آلات موسيقية مختلفة، وفي القيادة، في حين كانت مشاركاتها تقتصر على الغناء. ويذكر أنها المرة الثانية التي يُشرك فيها المكتب الفرعي لنقابة الفنانين بحمص الجهة المنظمة للمهرجان، كلية التربية الموسيقية في جامعة البعث، في تنظيم مهرجانها الثقافي هذا الذي انتهت مؤخراً فعاليات دورته 17، والتي أقيمت على مسرح الشهيد «عبد الحميد الزهراوي»، واستمرت تسعة أيام، وجاءت مشاركتها بثلاث فرق من طلابها وأساتذتها، وهذا يعني أن النقابة التي يرأسها الفنان «أمين رومية» تدرك أهمية العلم في مجال الموسيقا عزفاً وغناءً، ولذلك لم تكتف بخطوة إفساح المجال أمام الكلية بمشاركتها كبقية فرق المدينة، بل أفسحت لها المجال من السنة الماضية لتكون شريكاً حقيقياًً.
    روافد موسيقية
    وحول أهمية هذا التشارك (الدوافع والأهداف) سألت « شرفات» الفنان «رومية»، فأجاب: «إنَّ الواقع الذي نعيشه اليوم بحاجة إلى نهضة حقيقية تشارك فيها جميع المؤسسات المعنية بالشأن الثقافي في حمص وفي القطر، وليس بمقدور فرع نقابة الفنانين بمفرده تحمّل عبء هذه النهضة، فكانت مبادرة فرع النقابة باتجاه كلية التربية الموسيقية لكونها تشكل رافداً مهماً للحركة الفنية والثقافية في القطر بتخريجها أجيالاً من الفنانين الذين يختزنون علماً نظرياً وثقافة موسيقية، بالإضافة إلى قدرات عزفية متفاوتة تصل لدى بعضهم إلى حدِّ الإبداع». وعن أسباب غياب بعض الفرق الموسيقية المحلية التي اعتدنا على مشاركاتها وتقييمه لمشاركة الفرق الجديدة، يقول «رومية»: «لقد اعتذرت بعض الفرق عن المشاركة لأسباب خاصة بها، فالبعض لديه مشاريع عمل تتزامن مع إقامة المهرجان، والبعض الآخر لم يتمكَّن من إنجاز برنامجه الفني بسبب غياب بعض الكوادر الأساسية في تلك الفرق. أما عن مشاركة فرق جديدة في المهرجان، فهو أمر نراه ضرورياً بقصد خلق حالة من التواصل وتبادل الخبرات والاطِّلاع على تجارب الآخرين، والاستفادة منها وهذا أحد أهم مسوِّغات إقامة المهرجان وتقديم الجديد والمتنوِّع المتقن. فضلاً عن أنه من أولوياتنا». أمّا إعطاء الموسيقا الآلية حيِّزاً أوسع في المهرجان، فهو توجّه يقول عنه، «رومية»: «إن إفراد مساحة أوسع للموسيقا الصرفة خلال المهرجان هو من ضمن توجُّهاتنا، وقد عملنا عليه منذ عدة سنوات، وفي هذا المهرجان تمَّ التأكيد على هذا الجانب، فموسيقانا في معظمها غنائية، ونحن نرى بأنه يجب ألا تكون الأغنية هي الشكل الأوحد في الموسيقا العربية، بل لابد من أن تكون الموسيقا هي المعادل الموضوعي للغناء كي تساهم إلى جانب الكلمة في حمل عبء التعبير الفني، فالموسيقا الصرفة تحمل معانٍ ودلالات واسعة لكونها غير مؤطَّرة بكلمات ذات معنى محدود، وفي هذا المهرجان نؤكِّد على دور الآلات العربية وأهميتها من خلال استضافة عازفين متميزين على تلك الآلات لتثبيت فكرة أهمية الموسيقا الآلية».
    تكريم مرشد عنيني
    وضمن تقاليد المهرجان تكريم فنان موسيقي، تجربتِه تؤهله لمثل هذا التكريم، ففي ليلة الافتتاح تمَّ تكريم الفنان الموسيقي «مرشد عنيني» مؤسس ورئيس فرقتيّ الإنشاد الغسَّانية والعربية. وتعتبر فرقة الإنشاد الغسانية من فرق الغناء الجماعي الجيدة التي تمتاز بها حمص، وهي لم تقف عند حدود التراث العربي في سورية، بل قدمت منتخبات من التراث العربي عامة. تأسست هذه الفرقة العام 1984 على يد المُكرّم «عنيني»، وتألفت عند تأسيسها من خمسة عازفين واثنتي عشرة، منشدة وخمسة منشدين، وبدأ جمهور حمص يتعرَّف عليها العام 1985. وعن هذه الفرقة، قال الأديب «محمد بري العواني» في كلمة التكريم: « لم تكن حمص قد شهدت قبل ذلك تجمُّعاً إبداعياً كهذا، وإن كنا قد شهدنا تجمعاتٍ لأصوات كثيرة. ولكن ما يميز ما قام به «مرشد عنيني» هو أنه وظّف أصوات النساء والرجال بما يخدم موسيقاه وغناءه العربيين من جهة، وبما يجعل هذه الأصوات مختلفة عما هو سائد في الواقع الراهن، فكان أن قدّم لنا طبقات صوتية متنوعة أناقةً وجمالاً، وقادرة على مواكبة أهم ما تنجزه فرق أخرى في القاهرة وبيروت، من دون أن تنحرف هذه الأصوات نحو تغريب الغناء العربي كما يحدث الآن. تبدو الميزة الباهرة لـ«مرشد عنيني» أنه عمل على الموسيقا العربية بكل أشكالها المعقّدة والمركبة مع صبايا وشبان في ربيع العمر، فعشقوا ما عملوه وأنجزوه، وتباهينا نحن بما سمعنا ورأينا».
    أمّا الهدف الذي سعى إليه الفنان «عنيني» في تأسيسه الفرقة، كما يقول: «تقديم التراث بشكل علمي وبتقنية متطورة يتوافق مع انتمائي وحبي لفن الغناء العربي الأصيل، وتستطيع الأجيال الشابة التواصل مع هذا التراث وعشقه، وبهذا نكون قد أعطينا الموسيقا مكانتها في ارتقاء المشاعر وأسقطنا عنها ترفيهية مزعومة لدى البعض».
    ولقد سعى الفنان «عنيني» مع فرقة الإنشاد خلال مسيرتها الفنية إلى تجسيد الأهداف التي انطلقت منها، فقدَّم خلال حفلاتها مجموعة من الأعمال الغنائية ضمن قوالب الغناء العربي، زداد عدد الموشحات التي غنَّتها الفرقة على سبعين موشحاً لعدد من كبار الموسيقيين العرب مثل: «سيد درويش والأخوين الرحباني وعمر البطش وأبي خليل القباني»، ومن مقامات ونغمات متنوعة، وساهمت بإحياء عدد من الموشحات التي كانت شبه ضائعة لـ«أبي خليل القباني وعمر البطش»، وفي قالب الدور قدَّمت عدداً منها، دور ( القلب مال للجمال) تلحين الفنان السوري «بكري الكردي»، ودوران للملحن المصري «داوود حسني» هما (الصباح لاح نور) و(إن عاش فؤادك). ولـ«سيد درويش» دور (أنا هويت وانتهيت) ولـ«محمد عبد الوهاب» دور (لو كان فؤادك). ولم تغفل الفرقة الجانب الوطني، فقدَّمت عدداً من الأناشيد القديمة والحديثة.
    مشاركات متنوعة وغنية
    شارك في المهرجان الفرق الآتية: كانت ليلة الافتتاح وليلة الاختتام لفرقتي نقابة الفنانين، الأولى قدمت بقيادة الفنان «مروان غريبة» أعمالاً تراثية، والثانية قدمت بقيادة الفنان «شعلان الحموي» أعمالاً جديدة لحَّنها الفنان «هشام الصوفي» لأشعار المتصوفة ونصوص دينية، وقام بالتوزيع الأوركسترالي لها الفنان «رامي درويش». فرقة «وجوه» (من دمشق)، وفرقة نادي دوحة الميماس، وسداسي حمص الوتري، وفرق كلية التربية الموسيقية ( الطالبات، الرباعي الوتري، الموسيقا العربية)، إضافة لمشاركة الفرق، شارك بعض العازفين في يوم خُصِّص للآلات العربية (عود، قانون، ناي، بزق)، شارك في فعاليات هذا اليوم العازف الغجري على آلة البزق «أحمد الحسن» بمعزوفات لبعض الأغاني وبعض الارتجالات.
    ونشير إلى تكريس المهرجان مهمة التعريف ببرامج الفرق في الدليل، فيتعرّف جمهوره إلى كاتب كلمات الأغنية وملحنها، وأسماء المقامات للقوالب الآلية التي قدمتها الفرق. وكان من اللافت قيام فرقة «سداسي حمص الوتري» التي قدَّمت مقطوعات كلاسيكية من أعمال (موتسارت، برامز، بياتسولا، شتراوس، بورسيل، جوزف كوزما، راخمانيوف، فيتور مونتي، ماسينيه) بالتعريف بكل قطعة بما يسمح للمتلقي معرفة ما الذي يسمعه هل، هو أغنية أم رقصة، أم فاصل موسيقي يُؤدّى في عمل أوبرالي.
يعمل...
X