إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الإرساب ((ضعف نقل قدرة الرياح )) وتكوين اللوس - وتراكم الرمال والكثبان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الإرساب ((ضعف نقل قدرة الرياح )) وتكوين اللوس - وتراكم الرمال والكثبان

    الإرساب ((أي مكان تضعف فيه مقدرة الرياح على النقل ))
    وتكوين اللوس - وتراكم الرمال والكثبان
    الرياح كعامل إرساب
    يحدث الإرساب الهوائي في أي مكان تضعف فيه مقدرة الرياح على النقل ، وتستطيع الرياح كما رأينا أن تحمل ذرات الغبار عبر مسافات كبيرة وتلقيها في بقاع بعيدة غريبة عن موطنها الأصلي ، أما الرمال فلا تقوى على حملها إلا الرياح القوية وهى لا تستطيع رفعها كثيرا عن سطح الأرض ثم تعيد إرسابها بعد مسافة قصيرة وتتمثل مظاهر الإرساب الهوائي في تراكم الغبار ، وتكوين اللوس ، ثم في تراكم الرمال وتكوين الكثبان الرملية .
    1- تراكم الغبار وتكوين اللوس Loess :
    يعتبر سفر الغبار وتراكمه و تساقطه من العوامل الأساسية للحياة اليومية في كل أنواع المناخ ، على الأقل في فترات الجفاف . والغبار الذي نعنيه لا ينشأ بالضرورة عن التعرية الهوائية فحسب ، فهناك (الغبار الكوني) الذي ينشأ عن احتراق الشهب والنيازك وتساقط موادها على الأرض ، وهناك (الغبار البركاني) الذي ينشأ عن ثوران البراكين ، وهناك (الغبار الناشئ عن عمليات التعرية الأخرى) ثم (الغبار العضوي) و (الغبار الصناعي) .
    هذا الغبار تدريه الرياح ثم يتساقط على الأرض من الجو ببطء شديد حين تضعف الرياح . ولكنه يتعرض للحمل الهوائي مرة أخرى ما لم تسكن الريح تماما ، وهو يسرع في تساقطه حين تسقط الأمطار ويبقى ثابتا على الأرض حين يحميه غطاء نباتي من إعادة سفيه بواسطة الرياح .
    وتعتبر رواسب السيلت والطين والطفل و المارل والملح والجبس والجير هي المصادر الأساسية لتكوين الغبار من الوجهة البتروجرافيه والمعدنية ، وهذه الرواسب هي صحراوية أو نهرية أو بحيريه أو رواسب الركامات الجليدية وأهم مظاهر تراكم الغبار هي لا شك تكوينات اللوس .
    ويتركب اللوس من الوجهة البتروجرافيه من تكوينات دقيقة الحبيبات بنية اللون فاتحة أو مصفرة ، وأحيانا رمادية ومن السهل تفتيتها وسحقها بين الأصابع ، وملمسها ناعم ، كما أنها تحتوي على نسبة من كربونات الكالسيوم والرواسب غير طباقية في الغالب ، وتكتنفها وتختلط بها الكثير من الأنابيب أو الشعيرات الكلسية الدقيقة في وضع رأسي ، وتميل إلى تكوين حوائط رأسية ، وتبقى في ذلك الوضع فترة طويلة دون أن تنهار (شكل 9) .
    شكل 9 (بيئة اللوس في شمال سويسرا)

    شكل (9) (بيئة اللوس في شمال سويسرا)
    وفي معظم تكوينات اللوس يسود توزيع معين للحبيبات المكونة له ، ويتضح منه أن الحبيبات التي يتراوح قطرها بين 0.05 – 0.01 ملم هي السائدة ، كما أن نسبة المسام في التكوينات عالية .
    ويتألف اللوس معدنيا من الكوارتز (نسبة 60% - 70%) ، ومن كربونات الكالسيوم (10% - 30%) ومن الفلسبار بأنواعه (10 – 20%) و الميكا ومن معادن ثقيلة كالجرانات Granat و ابيدوت Epidot و هورنبلند .
    فمعدن الكوارتز إذن هو المعدن الغالب في تكوينه . وتوجد كربونات الكالسيوم في اللوس عادة على هيئة غلاف رقيق يحيط بحبيبات الكوارتز وغيرها من المعادن المكونة له ، ونسبة الكربونات ترتبط ارتباطا وثيقا بالمصدر الذي اشتق منه اللوس فكلما كان المصدر غنيا بالجير زادت نسبة الجير في الرواسب . وكربونات الكالسيوم التي توجد عادة موزعة توزيعا منتظما في اللوس كثيرا ما تتغير بمرور الزمن ، وبتأثير ظروف معينه ، فهي قد تتحول إلى أشكال متحجرة تعرف بأطفال اللوس في تكوينات أوربا ، وأحيانا تترسب في صحائف أفقية تعرف باسم توسكا Tosca في لوس البامباس Pampas في أمريكا الجنوبية ، أو قد تؤثر فيها عوامل التحلل الكيميائي فتذيبها المياه وتسلبها من التكوينات ، وحينئذ يتحول اللوس المثالي إلى طفل (لوم) الذي يتميز بلونه الداكن وحبيباته الأدق .
    وتنتشر تكوينات اللوس انتشارا كبيرا في أنحاء اليابس . وتقع أكبر مناطق توزيعه في وسط أسيا ، حيث يبلغ سمكه هناك أكثر من 500 متر ، وهو سمك ليس له نظير في مناطق توزيعه الأخرى ، وهناك ما يزال تراكم اللوس مستمرا (شكل 10) . شكل10 (توزيع اللوس في شمال الصين)
    شكل (10) (توزيع اللوس في شمال الصين) أما في مناطق توزيعه الأخرى بأمريكا الجنوبية وأمريكا الشمالية وأوربا ، فإن إرسابه ارتبط بالفترات الجليدية إبان عصر البلاستوسين . فتكوينات اللوس في تلك المناطق ظاهرة وتختص بها الأراضي التي كانت تتاخم الجليد ، والتي تأثرت بوجوده تأثيرا غير مباشر .
    ولهذا من الممكن أن نميز نمطين من اللوس :- أحدهما قاري والآخر جليدي (بالمعنى المناخي) . وفي غرب ووسط أوربا يمتد شريط من تكوينات اللوس من ساحل بريتاني عبر حوض باريس وجنوب بلجيكا ورومانيا إلى جنوب روسيا ، ويبلغ سمك اللوس أقصاه في وادي الراين حيث يصل إلى 30م . وفي أمريكا الشمالية تبلغ تكوينات اللوس أقصى سمكها في ولايات النيوي و أيوا ونبراسكا و كانساس و ميسوري .
    وحينما ننظر إلى اللوس كظاهرة عالمية ، سنجد أنه فى معظمه عبارة عن نتائج تأثير التعرية وتذريه الرياح فى الصحارى ، سواء كانت حارة أو باردة ، صلصالية أو رملية ، صغيرة المساحة أو كبيرتها ، سواء كانت قاحلة من النبات ، أو كانت تحوى نباتات فقيرة لا تستطيع حماية الأرض من تأثير الرياح .
    ويتم ارساب نتائج التعرية من المواد الدقيقة خارج منطقة المنشأة ، ولهذا تجد اللوس يتكون من مواد غريبة بعيدة الموطن ، تراكمت بفعل الرياح السائدة فى منطقة توافرت فيها ظروف تساعد على ارسابه ، تتلخص فى مناخ رطب ووجود حشائش تلتقط ذراته وتحميها من إعادة التذرية . ويعتبر تراكم اللوس في الأراضي المحيطة بالجليد أثناء عصر البلايوستوسين ظاهرة استثنائية في تكوينه .
    فقد كانت هناك مساحات واسعة خالية من النبات تمكنت الرياح من تذرية موادها الدقيقة ثم ارسبتها حيث توافر غطاء نباتي حشائشي عمل على حمايتها من إعادة سفى الرياح .
    ورواسب اللوس عظيمة الخصوبة . فالزراعة قائمة في منطقة اللوس بشمال الصين منذ 4000 سنة وتجود زراعة القمح في سهول أوكرانيا بروسيا وفي سهول البراري بأمريكا الشمالية و البمباس بأمريكا الجنوبية ، وكلها تتركب أساسا من تكوينات اللوس .
    وتستخدم الرواسب في أعمال البناء ، ويحفر الصينيون مساكنهم في تكوينات اللوس التي يبلغ سمكها هناك بين 100 – 500 م . ومن مزايا هذه المساكن أنها سهلة البناء ، وهي دفيئة في الشتاء وباردة نسبيا في الصيف ، فهي مكيفة الهواء بالطبيعة ، ولكنها سهلة الانهيار حين يصيب المنطقة زلزال حتى ولو كان ضعيفا .
    2- تراكم الرمال وتكوين الكثبان الرملية :
    تعتبر تراكمات الرمال الهائلة أهم ظواهر الارساب بواسطة الرياح . ولقد تنتشر الرمال فوق مساحة تقدر بآلاف الكيلومترات المربعة ، وبسمك كبير يحجب رؤية الأساس الصخري تماما . وتتباين أشكال سطح بحار الرمال هذه تباينا عظيما وغالبا ما يكون نمط الكثبان المنفردة معقدا غاية التعقيد . وفي أجزاء من صحراء استراليا تشكل خطوط الكثبان الرملية نمطا متلاحما متشابكا غريبا ، يشبه في بعض سماته نهرا مضفرا عظيما ، لكن غالبا ما نشاهد حافات رملية طولية كثيرة العدد ، يتراوح ارتفاعها بين 100 – 200 م ، أو قد تكون تلك الكثبان الطولية أقل ارتفاعا وأكثر اتساعا ، فتبدو حينئذ بمظهر يشبه ظهور الحيتان Whale backs لذلك يطلق على أمثالها "كثبان ظهور الحيتان" ، وفي كثير من بحار الرمل في الصحراء الكبرى الأفريقية ، وفي صحراء شبه جزيرة العرب ، تمتد هذه الكثبان الطولية في خطوط رئيسية تأخذ اتجاها عاما من الشمال الشرقي نحو الجنوب الغربي ، أو من الشمال إلى الجنوب .
    وهذا يدل على سيطرة الرياح التجارية الشمالية و الشمالية الشرقية الشائعة الهبوب في تلك الجهات ، وتحكمها في توجيه الكثبان الطولية التي تعرف باسم السيوف أو الغرود في صحراء مصر الغربية .
    وإن كثرة وجود المساحات الرملية الشاسعة يمثل حالة واضحة لإمكانية اعتبار الرياح قوة تعرية رئيسية (اكتساح وبري Deflation and Abrasion) في الصحاري ، رغم ما ذكرناه عن أثرها المحدود في هاتين الوجهتين ، والبرهان واضح :- وهو أن ما ترسبه الرياح في مكان ما لابد وأنها قد التقطته وحملته من مكان آخر .
    حقيقة إن بعض عروق الصحراء الليبية يقع في ظهير منخفضات ضخمة يبدو أنها ازدادت عمقا بطريق اكتساح الرياح Deflation .
    وهنا ينبغي لنا أن نذكر أن العروق الضخمة في الصحراء الكبرى الأفريقية تشغل أحواضا منخفضة ، وتحيط بها أصقاع الرق و الحمادة ، ومنها تم نقل وإزالة الرمال التي كانت تغطيها بواسطة عامل معلوم وتبعا لذلك يبدو أن تراكم الرمال وتجميعها قد نشأ من عملية يمكن أن تعمل مركزيا ، وتتأثر في ذات الوقت بانحدار سطح الأرض ، وهذه لا يمكن أن تكون سوى عملية النقل بواسطة الماء ، التي تتضمن هنا فيضانات الأودية والفيضانات الغطائية ، في ظلال ظروف مناخية جافة أو مجاري مائية فصلية أو شبه دائمة ، كانت تجرى تحت تأثير مناخ أكثر رطوبة ومطرا من مناخ الحاضر .
    إن بعض الحالات تشير إلى أن تراكم الرمال قد حدث حتى قبل حلول الزمن الرابع فلقد ذكر ثورن بوري W.Dthornbury على سبيل المثال أن إقليم التلال الرملية في ولاية نبراسكا الذي يغطي مساحة تبلغ نحو 62.000 كيلو متر مربع قد نشأ أصلا من تجوية الصخور الرملية الهشة المحلية التابعة للزمن الثالث ويبدو لهذا وغيره أن كثيرا من مساحات الرمال العظمية في الصحاري تتألف من مواد فيضية ترسبت بواسطة فعل المياه الجارية في أحواض منخفضة المنسوب ربما كانت تشغلها آنذاك بحيرات البلايا أو حتى امتدادات بحيرة سالفة وكان دور الرياح مجرد معالجة تلك المواد المترسبة محليا وهي في مكانها وتشكيلها في هيئة كثبان رملية نشاهدها في وقتنا الحاضر .
يعمل...
X