إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التراكم الرملـــــــي وأنماطه والكثبان الرملية وأشكالها

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التراكم الرملـــــــي وأنماطه والكثبان الرملية وأشكالها

    التراكم الرملـــــــي وأنماطه والكثبان الرملية وأشكالها

    أنماط التراكم الرملـــــــي

    النمط الأول :

    يحدث التراكم الرملي وتكوين الكثبان الرملية حينما تتسع مجالات هبوب التيارات الهوائية أو حينما تصطدم الرياح بعقبات في طريقها . في حين تخرج الرياح من مجال هبوب معين كما يحدث عندما تخرج من الأودية الجبلية إلى سهل فسيح فيتسع مجال هبوبها اتساعا كبيرا فتضعف بالتالي سرعتها وتلقي حمولتها في شكل غطاءات رملية فسيحة قد تكون مستوية أو مموجة بعض التموج وتعرف عادة بمسطحات الرمال الهوائية المستوية .

    النمط الثاني :
    أما النمط الثاني من أشكال التراكم الهوائي الرملي فيتمثل في الكثبان الرملية . وهى على أنواع بحسب نشأتها أو بنائها ، وبحسب شكلها . فمنها الكثبان التي يرتبط تكوينها بعقبة ظاهرة ، ويطلق عليها الألسنه الرملية و الربوات الرملية النباتية . والأولى عبارة عن تلال رملية هينة الانحدار تتراكم أمام العتبة أو خلفها ، أما الربوات الرملية فهي أكوام من الرمال تمكنت النباتات من النمو خلالها . وتبدأ الكثبان الحرة التي لا يرتبط تكوينها بعقبة ظاهرة بأشكال صغيرة تعرف بالتموجات الرملية ، وهى حافات صغيرة قليلة الارتفاع تفصلها عن بعضها خطوط غائرة قد تمتد متوازية ، أو قد تتوزع وتتشابك ويصبح المظهر المورفولوجى للمنطقة أشبه بورق شجر أو ريشة طير . وهى توجد أيضاً كحفريات فوق الصخور الرملية التابعة للزمنين الأول و الثاني . ومثل هذه التموجات الرملية أشكال عابرة ، إذ أنها تتحرك مع الرياح ، أو تغير موضعها بسرعة ، وقد تتلاشى نهائياً .

    وللكثبان الرملية الكبيرة الحجم ثلاثة أشكال رئيسية هي :
    1- الكثبان العرضية :
    وهى التي تمتد فى وضع متعامد مع اتجاه الرياح ، وينتشر وجودها فى حوض تاريم وفى صحراء التركستان وفى داخلية صحراء ثار بشمال غربي الهند . وينحدر الكثيب العرضي انحداراً هيناً فى جانبه المواجه الرياح بزاوية تتراوح بين 5 – 12 درجة مئوية . وتبدو اسافل المنحدر فى هذا الجانب مقعرة بعض الشيء ، أما الجانب المظاهر للرياح فإنه ينحدر فى البداية انحداراً شديدا ، ثم يتلو ذلك انحدار هين نوعاً بزاوية تتراوح بين 30، 33 درجة وتستمر الرياح فى حمل الرمال من الجانب المواجه لها و ارسابها فى الجانب المظاهر لها ما دام الكثيب فى دور التكوين ، وبذلك تتراكم رمال الكثيب فى شكل طبقات ، وحينما تكتسح الرياح قسمها من الكثيب الأصلي تبدو طبقات الرمال متقاطعة ، وتظهر هوامشها وقد غطتها طبقات رملية أحدث بزوايا مختلفة .
    2- الكثبان الهلالية :
    وتعرف باسم تركستاتي الأصل هو برخان Barchan ، وينتشر وجودها في صحاري أسيا وأفريقيا . وهي في أصلها كثبان عربية تلتوي أطرافها بفعل الرياح التي تهب في اتجاه واحد سائد ، فحبات الرمال التي تتحرك فوق جسم الكثيب العرضي ينبغي لها أن تقطع مسافة أطول حين تعبر أجزاءه الوسطى بعكس الحبيبات التي تتحرك عند طرفيه النحيفين فهي تعبر مسافة أقصر وتبعا لذلك يتحرك طرفا الكثيب بسرعة أكبر من سرعة تحرك أجزاءه الوسطى فيبدو الكثيب حينئذ في شكل قوس أو هلال يتجه جانبه المحدب إلى الجهة التي تأتي منها الرياح بينما يتجه طرفاه إلى الجهة التي تسير نحوها الرياح .
    ويكون جانب البرخان المواجه للرياح محدبا طويلا هين الانحدار (6- 17 درجة) وجانبه الأخر مقعرا قصيرا شديد الانحدار (بين 30 – 40 درجة) ويرجع ذلك إلى أن الرياح حينما تجتاز قمة الكثيب تصادف انخفاضا فجائيا في الجانب الأخر ، فتحدث لها حركة عكسية أشبه بالدوامة Eddy التي تعمل على رفع جزء من الرمال ، وفي نفس الوقت على تثبيت بعض حبات الرمال فوق قمة الكثيب ، فتحول دون هبوطها ، ولذلك يظهر هذا الجانب في شكل مقعر شديد الانحدار . ويبلغ ارتفاع الكثبان الهلالية في صحراء كراكوم 5 – 7 م ، ونادرا ما يصل إلى 12 م .

    وتوجد البرخانات عادة في مجموعات تحتل مساحة كبيرة من وجه الصحراء ، وهى تتحرك حركة بطيئة في اتجاه سير الرياح يبلغ مداها بين بضعة ديسيمترات وبضعة أمتار كل عام . وكثيرا ما ينقلب شكل البرخان ، وهى ظاهرة شائعة في صحراء كراكوم حينما يتغير اتجاه الرياح فيصبح في اتجاه مضاد لاتجاهها الأول إذ يستجيب لهذا الاتجاه الجديد كل أجزاء الكثيب الهلالي بما في ذلك جانبه المحدب الهين الانحدار وجانبه المقعر الشديد الانحدار .

    ويحدث التحول إلى البرخان المزدوج حينما يتجاوز كثيبان هلاليان فليتحم جانبهما ثم يتحدان وينموان في كثيب واحد ، أو حينما يتحرك أحدهما ويصعد فوق الأخر . وتلاحق البراخانات السريعة الحركة زميلاتها البطيئة ، وتختلط بها ، أو تلتحم معها مكونة لسلاسل من الكثبان الرملية تعرف أحيانا بصفوف الرمال .

    3- الكثبان الطولية أو السيوف أو الغرود :

    والنمط الثالث الرئيسي للكثبان الرملية وهو الكثيب الطولي Longitudinal Dune أو السيف أو الغرد ، وهذا النمط ما يزال يكتنف طريقة تكوينه شئ من الغموض ، ذلك أن وسيلة تشكيلة ليست بوضوح طريقة تشكيل الكثيب الهلالي أو البرخان . فهذه الكثبان تمتد موازية ، وليست مستعرضة لاتجاه الريح السائدة ، وغالبا ما تكشف عن تأثير رياح ثانوية بما يتصف به قطاعها من عدم انتظام ، فهو يتألف من منحدر هين سهل مماثل لمنحدر البرخان المواجه للرياح ، ومنحدر تهدل Slip face شديد الانحدار .

    شكل 11 الغرود (الكثبان الطولية) و البرخان (الكثبان الهلالية)



    شكل (11) الغرود (الكثبان الطولية)
    و البرخان (الكثبان الهلالية)
    وطبيعي أن يرشد هذا المظهر الباحث باجنولد (1941) إلى الوصول إلى استنتاج أن السيوف تتشكل في المناطق التي تسودها رياح تهب من اتجاه واحد ، لكن حيث تهب أيضا رياح قوية مستعرضة من اتجاه آخر بين الحين والحين . ولقد تمكن باجنولد من الاستدلال على أن بعض الكثبان الرملية الطولية تنشأ من تحوير شكل البرخانات .

    فعندما تتأثر البرخانات برياح مستعرضة ، يصبح طرفا (قرنا) Horn كل برخان ، وقد أصابتهما الاستطالة في اتجاه الرياح ، ويعاد توجيه منحدر التهدل Slip Face الذي كان يقع أصلا في وضع مستعرض مع مسلك الرياح الجديدة .

    وفي البقاع التي تكثر فيها الكثبان الرملية وتتعدد ، تؤدي هذه العملية إلى انتشار ظاهرة التحام واندماج البرخانات المنفردة ، ونشوء سلسلة متتابعة من الكثبان الطولية شبه المتوازية .

    وينتشر وجودها في صحراء غرب استراليا و صحراء ثار و الصحراء الكبرى الأفريقية ، وهي تعرف في صحراء مصر الغربية باسم الغرود . ويتألف كل غرد منها من سلسلة من التلال الرملية يبلغ طولها عشرات الكيلومترات ، وأشهرها غرد أبي المحاريق الذي يمتد مسافة يبلغ طولها نحو 350 كم إلى الجنوب من منخفض القطارة حتى مشارف الواحة الخارجة وقد اشتقت رماله من تكوينات المنخفض الذي حفرته الرياح الشمالية الغربية السائدة ، وفي صحراء العرق بليبيا تمتد السيوف الرملية من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي ، وهو اتجاه الرياح السائدة هناك .

    حركة الكثبان الرملية :

    تتحرك الكثبان الرملية فوق الأراضي المنبسطة حركة دائبة ، حينما ينعدم وجود عوامل تثنيها ، فالرياح الدائمة الهبوب تكتسح الرمال من الجانب المواجه لها من الكثيب ، وتلقي بها في الجانب المظاهر لها منه ، وبذلك يتحرك الكثيب حثيثا ، ولا تقف حركته إلا حين تعترضه الحشائش والنباتات وتنمو فيه بدرجة تكفي لإيقاف الرمال عن الحركة وتثبيتها وتتوقف سرعة حركة الكثيب على حجمه ، وحجم حبيبات الرمال المكونة له ، ثم على قوة الرياح ودوام هبوبها ، فالكثبان الرملية في السواحل الكورية تتحرك بمعدل 6م كل عام .

    وفي الصحراء الليبية تتحرك الكثبان بسرعة تتراوح بين 4 م – 20 م في السنة . ويؤثر التغير الفصلي لهبوب الرياح واتجاهها في تحركات الكثبان ، فيتوقف استمرار تحرك الرمال في اتجاه واحد . مثال ذلك ما يحدث في صحراء كراكوم ، إذ تهاجر الكثبان الرملية في اتجاه الجنوب بسرعة 18م في فصل الصيف ، وفي الشتاء تتحرك شمالا بسرعة تصل إلى 12م وطبيعي أن تتحرك الكثبان الصغيرة بسرعة أكبر من سرعة تحرك الكثبان الكبيرة .

    ويسبب تحرك الكثبان الرملية مشكلات خطيرة لسكان الواحات ، ومنها الواحات المصرية ، فهي تطغى على الطرق والأراضي الزراعية والقرى ، ولهذا تبذل الجهود لتثبيتها وإيقاف حركتها عن طريق زراعتها أو إنشاء مصدات رياح أمامها .

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ


يعمل...
X