إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من أهم علماء أم الدنيا مصر ((مشرفه-حبيش-قناوي-موسي-بدير-المشد-المفتي-سعيد-القصاص))

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من أهم علماء أم الدنيا مصر ((مشرفه-حبيش-قناوي-موسي-بدير-المشد-المفتي-سعيد-القصاص))

    من أهم علماء أم الدنيا مصر

    ((مشرفه-حبيش-قناوي-موسي-بدير-المشد-المفتي-سعيد-القصاص))

    قطار الحياة العلمية من محطة إلى أخرى أكثر تقدما وازدهارا .. ومن قدر بعض العلماء أن يعيشوا فى دائرة الظل لا يعرفهم أحد ولا تكتب عنهم الصحافة، إلا فى حالة أن يحتفل بهم الاخرون أو عندما يرحلون عن العالم.
    وعبر المائة عام الأخيرة .. خرج من مصر علماء عباقرة أضاءوا بنظرياتهم ظلمات الدنيا، وصنعوا لأنفسهم ولوطنهم مساحة متميزة وسط العالم المتحضر .. بل أن بعضهم دفع حياته ثمنا لنظرياته العبقرية. ومن خلال السطور التالية سنقدم أبرز علماء مصر حتى يكونوا مصابيح تضئ أمام العقول التى مازالت تتفتح، والعقول الأخرى التى تستنكر دور مصر الريادى
    علي مصطفي مشرفه:

    كان أول استاذ عربي في كليات علوم الجامعات العربية، وأول عميد مصري لكيات العلوم، وأول من تكلم عن الجسيمات التي كشف عنها حديثا في علم الطبيعة، وأول عالم عربي دعته امريكا ليلقي محاضرات عن الذرة بجامعة برنستون، وأول من نبه لوجود عنصر اليورانيوم في مصر .. وقبل ذلك كان الأول في جميع مراحل تعليميه.
    إنه صاحب نظرية الكم .. الدكتور علي مصطفي مشرفة، العالم والموسيقي والشاعر والأديب .. ولد في 11 يوليو 1898 بدمياط في أسرة ثرية، لكن طفولته كانت قاسية حيث انتحر الأب بعدما أصيب بأزمة القطن وخسر كل ما يملك، وكان علي يستعد للحصول علي الإبتدائية عام 1909، وكانت الأم قد انفصلت عن الأب قبل انتحاره وتزوجت بآخر، وأصبح علي ربا للعائلة التي تتكون من اخوته: نفيسه وعطية وحسن ومصطفي .. وانتقل الصغار مع جدتهم للقاهرة، بينما أصر هو علي البقاء في دمياط حتي ينتهي من الإمتحان .. وكان ترتيبه الأول في القطر المصري رغم المرارة والألم اللذين عاشهما، وظل طوال طفولته ومراهقته لا يعرف اللعب أو المرح .. وكانت القراءة والعلم هما كل حياته. وقد قال لأخيه ذات مرة "ان النبوغ مأساة .. إنه ينتج عن شدة ألم ومعاناة".
    استطاع مشرفة أن يحصل علي المجانية في المدرسة السعيدية، وكان الأول في الكفاءة، ثم حصل علي البكالوريا ليلتحق بمدرسة المعلمين العليا، وتخرج فيها بتفوق، وسافر في بعثة إلي لندن، وعاش مع عائلة مثقفة استطاعت أن تجعله يهتم بالموسيقي لأول مرة، ولعب التنس، ولكن اهتمامه بالموسيقي وصل لمرحلة الدراسة، وأجاد العزف علي البيانو والكمان .. بينما لم يتوقف عن تحصيل العلوم حتي حصل علي بكالوريوس العلوم بدرجة الشرف، وتقدم لنيل الدكتوراه في الفلسفة، لكن مدير مكتب البعثات المصرية ـ وهو انجليزي الأصل ـ رفض طلب الدكتوراه وفصله، لكنه عاد للبعثة بمساعدة أحد أقاربه، حتي جاء عام 1923، وكان قد تقدم ببحثين ـ لا واحد ـ وحصل علي الدكتوراه، وعاد لمصر ليعمل مدرسا بمدرسة المعلمين، ولم يتجاوز الخامسة والعشرين من عمره، وفي صيف 1924 اخبر زملاءه أنه مسافر إلي لندن لنيل الدكتوراه في العلوم، وحقق ذلك في 3 شهور فقط وعندما انشئت الجامعة المصرية، تقدم للعمل بها، ورفضت الجامعة قبوله، لأن سنة كانت صغيرة، لكن كفاءته جعلتهم يقومون بتعيينه استاذا مساعدا وعمره 62 عاما.
    كان علي مشرفة يعمل طوال الوقت .. يقرأ ويؤلف ويشترك في الجمعيات العلمية ويساهم في مشروعات ضخمة، وصديقا لأعظم علماء العالم، فقد زاره أينشتين في مصر عام 1927، وكان من القلائل الذين ناقشوا اينشتين في نظرية "النسبية" كما كانت نظرية مشرفة مثار إعجاب كثير من العلماء، فقد توصل إلي أن المادة نوع من الإشعاع المتجمد، ولم تكن أجهزة تحطيم الذرة قد عرفت بعد، وقد خرج مشرفة إلي المجتمع بأبحاثه وآرائه عبر الصحافة والإذاعة، ونبه لوجود اليورانيوم في صحراء مصر الشرقية، ولم يتم التأكد من كلامه إلا بعد وفاته بـ 6 سنوات.
    علي علي حبيش :
    اختاره المركز الامريكي للسيرة الذاتية (abi) ضمن الخمسمائة قيادة المؤثرة في القرن العشرين،وقام بنشر سيرته الذاتية في موسوعة دولية تحمل نفس العنوان وفي القاموس الدولي للقيادات المتميزة .. وهو صاحب أهم المدارس النسيجية في مصر، والحاصل علي جائزة الدولة التقديرية ودرجة دكتوراه في العلوم التي لا يحصل عليها سوي القلة، ونقيب العلميين ورئيس أكاديمية البحث العلمي الأسبق.
    ود. حبيش من مواليد 21 ديسمبر 1936 بقرية شبرا بابل بالمحلة الكبري، وبعد حصوله علي بكالوريوس العلوم، عين باحثا بالمركز القومي للبحوث، وكانت بعثته للحصول علي الدكتوراه من الهند 1965 هي بداية طريقه العلمي المتميز حيث دأب علي العمل المتواصل من أجل إنجاز بحثي متميز، وكانت رسالته للحصول علي الدكتوراه في تطعيم الألياف القطنية بالألياف الصناعية كمركب نسيجي جديد، وليس خلطا كما يحدث الآن، ولهذا طلبت منه أكبر دار نشر عالمية تأليف أول كتاب علي المستوي الدولي عن كيمياء وتكنولوجيا الألياف السيليلوزية المطعمة، وعند عودته لمصر كلف بمهمة التخطيط العلمي والإشراف علي البحوث واعمال التطوير في مجال الكيمياء، وتكنولوجيا النسيج عام 1969، وأشرف علي الكثير من مشروعات التغلب علي مشاكل مصانع النسيج، ودراسات عن إدارة البحث والتطوير والتسويق والسياسات العلمية والتكنولوجية، وحصل علي 9 براءات اختراع في التحويرات الكيمائية للقطن وطرق صباغته وطباعته، فنشاطه البحثي ذو طابع تطبيقي في الصناعات النسيجية علي مستوي العالم (حوالي 388 بحثا) أسفر بعضها عن خبرة ابتكارية عالمية تتعلق بإنتاج مواد جديدة يمكن استرجاعها وإعادة استخدامها مما يعني عائدا اقتصاديا وبيئيا هاما. وخبرته الابتكارية هي التي تم اختيارها لتكون ضمن 45 خبرة ابتكارية يحويها كتاب صدر عام 1998 عن الخبرات الإبتكارية في دول افريقيا وآسيا وامريكا اللاتينية.
    إبراهيم زكي قناوي :
    عندما اشتدت الخلافات بين المهندسين المصريين والروس في بداية إنشاءات السد العالي، ارسله الرئيس جمال عبد الناصر لوضع حد للخلافات وكان اختياره لهذه المهمة في محله، فقد أحدث انقلابا في التصميم النهائي لمشروع السد العالي، حيث قرر استخدام الطفلة الاسوانية لمرونتها وقلة التسرب فيها واقتنع الروس بذلك فأقلعوا عن استخدام الخرسانة، فوفر بذلك ملايين الجنيهات لمصر، وحمي السد من تسرب المياه، ومن مشاكل لم يكن من الممكن تداركها بعد ذلك .. وقبل أن ينتهي العمل نهائيا بالسد العالي كان قد عين وزيرا للري عام 1968 وعمره 67 عاما.
    ولم يكن السد هو أول إنجازات المهندس إبراهيم قناوي، كما لم تكن الوزارة هي آخرها، فقد شارك في عمل أولي جسات خلف خزان أسوان، وشارك في بناء قناطر أدفينا، وفي بناء محطة كهرباء أسوان، وفي تنفيذ مصرف القليوبية الرئيسي، وفي تطويرات قناطر محمد علي، وفي تنفيذ أول مشروعات الصرف المغطي الذي طالما نادي به، هذا غير بناء وإعمار مدن القناة بعد انتهاء الحرب.
    كانت حياة المهندس إبراهيم زكي قناوي التي امتدت إلي حوالي 98 عاما، مليئة بالتحديات والصعاب التي علمته ـ كما كان يقول ـ الصبر والمثابرة. ولد في 28 فبراير 1901 في إحدي قري المنوفية، وما كاد يصل إلي المرحلة الثانوية حتي تنبأ له اساتذة الجبر والهندسة بمستقبل باهر، لأنه كان يحصل علي الدرجات النهائية في هاتين المادتين، والتحق بكلية الهندسة عام 1921 وتخرج فيها عام 1924، ورغم حبه الشديد للعمل في النيل والسدود، فقد كانت الوظيفة التي فرضت عليه هي العمل بهيئة السكك الحديدية، لكنه استطاع أن يكتسب من هذه الوظيفة خبرة كبيرة في مجال إنشاء الكباري، في الوقت الذي كان الفرنسيون فيه يحجبون كل خبرة عن المصريين، كانت اجازة الصيف التي يسافر فيها الفرنسيون هي فرصته للتعلم والمشاركة في العمل واكتساب الخبرة، ولأن المحسوبية حرمته من بعثة التدريب التي كان أحق بها، قرر السفر إلي امريكا علي حسابه الخاص، ليدرس بمعهد كمبريدج للهندسة، وتخصص في فرع الإنشاءات الكبري وتوليد الكهرباء من المياه، وكان المصري والعربي الوحيد هناك، واستطاع أن يحصل اثناء اجازات الصيف علي وظيفة هامة في إحدي الشركات من خلال تصميمه لنموذج هندسي، وانهالت عليه العروض من البرازيل والصين براتب 500 دولار اسبوعيا، ولكنه فضل العودة لمصر بعد 4 سنوات قضاها بامريكا حتي 1932، ليفاجأ بقرار منع التوظيف في السكة الحديد، فعمل بالقطاع الخاص بمرتب 50 جنيها شهريا، لكن عشقه الأول جعله يلتحق بمشروع خزان أسوان بأجر جنيه واحد يوميا، في عمليات تخريم السد القديم وربطه بالتعلية الجديدة، ولم تكن هناك أجهزة لقياس ميل الأخرام، فقام مع مهندس آخر بإختراع جهاز لقياسها، ثم اخترع جهاز آخر لتحديد اتجاه الميل، ومن يومها تم تعيينه بالحكومة، وعمل بمشروع قناطر محمد علي، وحصل فيه علي أول وسام في حياته، وهو وسام النيل، ثم مديرا لمشروع كهرباء خزان أسوان عام 1958 لنقل الكهرباء من الخزان إلي منطقة السد، ودرس مع زملائه المكان الذي سيقام عليه السد العالي، وفي عمليات الإشراف علي التنفيذ مع المهندسين الروس الذين كان يقنعهم دائما بعمله، وكان ذلك وهو في عامه الستين.
    كما قام بعمل المقايسة اللازمة لبناء قناة جونجلي بالسودان، وانتخب نائبا لرئيس الهيئة الدولية للري والصرف، ورئيسا للجنة الدولية للسدود والخزانات، وزار أكثر من 30 نهرا في العالم، وكان دائما يدافع عن السد العالي وفوائده وقوة احتماله للفيضان أمام كل من يحاول الإقلال من شأن هذا المشروع، واستمر يحذر من خطورة استهلاك مصر لإحتياطي المياه، وكان يقترح الكثير من الحلول لخفض هذا الإستهلاك.
    سميرة موسي :
    ولدت سميرة في 3 مارس 1917 بقرية سنو مركز زفتي، وعندما بلغت العاشرة، أوصي ناظر المدرسة والدها بأن يذهب بها للقاهرة لنبوغها، وفي السادسة عشرة ألفت كتابا في الجبر الحديث لزميلاتها طالبات السنة الأولي الثانوية، عندما لاحظت صعوبة الكتاب الذي يدرس بالمدرسة، وطبع لها والدها 300 نسخة من الكتب، وكانت الأسرة قد انتقلت للقاهرة في عام 1928، لتلحق سميرة بمدرسة بنات الأشراف لصاحبتها نبوية موسي، لكنها طلبت من والدها الإلتحاق بمدرسة أميرية، لأن بنات الأشراف ليس بها معمل، وهي تريد الالتحاق بالشعبة العلمية، وكان ترتيبها الأولي علي القطر في شهادة الثقافة عام 1935، لتلحق بكلية العلوم بعد إلحاح شديد علي والدها، وفي 1939 حصلت علي بكالوريوس الطبيعة بامتياز، والجامعة لم توافق علي تعيينها معيدة، لكنها لم تستسلم ووقف الدكتور مشرفة ـ عميد الكلية وقتها ـ بجانبها حتي وافقت الجامعة علي تعيينها.
    وفي عام 1942 حصلت علي الماجستير في التوصيل الحراري للغازات من لندن، وكان موضوع الرسالة لافتا للنظر، حيث أشارت إلي قدرة بعض الغازات علي إحداث تأثير حراري قاتل عند تكثيفها .. وربما كانت القنبلة التي أطلقت علي هيروشيما هي التطبيق العملي لما قالته سميرة. وبعد أن عادت للجامعة بالقاهرة، كان أول ما فعلته هو قضاء أوقات طويلة بالقصر العيني لقياس نسبة ما يعطي من الآشعة لعلاج المصابين بالسرطان، وفي عام 1945 أرسلت انجلترا منحة دراسية لسميرة للحصول علي الدكتوراه واشترطت أن يكون موضوعها في الإشعاع النووي، لكنها عادت وسحبت المنحة لأسباب غير معلومة لكن عادت سميرة إلي لندن للحصول علي الدكتوراه في خصائص امتصاص المواد لأشعة اكس عام 1974، وقبل أن تنتهي نصف مدة المنحة، كانت قد حصلت علي الدكتوراه لكنها فضلت البقاء حتي تنتهي المدة، لتطلع علي المعامل هناك.
    كانت سميرة موسي أول مصرية وعربية تحصل علي الدكتوراه في هذا النوع من الأبحاث، وتوصلت لمعادلة خطيرة تساعد في تفتيت ذرات المعادن الرخيصة، مما يعني إتاحة الفرصة للجميع لأمتلاك القنبلة الذرية، وهنا وجهت لها دعوة لزيارة بعض المعامل الأمريكية بعد أن ذاعت شهرتها، لكن أحد اساتذتها في لندن طلب منها أن ترجئ زيارتها لأمريكا لوقت لاحق، ولم يبد الأسباب، وطلب منها العودة لمصر، لكنها لبت الدعوة وزارت بعض المعامل، وقبل أن تتوجه لزيارة أحد معامل كاليفورنيا سقطت بها السيارة من منحني جبلي في 15/8/1952، ولم يعثر البوليس علي جثة السائق
    سعيد السيد بدير :
    ضحية اخري للذرة، وكانت ابحاثه مركزة حول الإتصالات بالأقمار الصناعية والمركبات الفضائية خارج الغلاف الجوي، وهو مجال عسكري يهم الدول الأعضاء في نادي الفضاء وهي 8 دول بينها إسرائيل التي أطلقت أول قمر تجريبي لأغراض الإستطلاع الإستراتيجي مع الإنذار المبكر في 19/9/1988، أي قبل أن يغتال سعيد بدير بـ 11 شهرا.
    عرضت جامعة ألمانيا علي د. بدير أن يعمل استاذا زائرا بها فوافق، لكن لاحظ عند وصوله أن هناك عيونا تراقبه، وجاءه إسرائيلي ليعرض عليه العمل لحساب إسرائيل، فرفض وعاد إلي مصر، وكتب ما حدث له في مذكرة للمسئولين، ولم تمض 6 شهور بعد عودته من ألمانيا حتي وجدوه جثة هامدة بعد سقوطه من شرفة منزله بالإسكندرية فى 13 ىيليو 1989، لكن القضية حفظت على انها انتحار
    يحيي المشد :
    هو ضحية أخري لرجال الموساد كما أكدت التقارير بفرنسا. ولد د. المشد بمدينة بنها عام 1932، وتخرج في علوم القاهرة عام 1955، ثم سافر إلي لندن لمواصلة دراسته، وبعد عودته للقاهرة أوفد في بعثة إلي موسكو ليتخصص في مجال الأبحاث الذرية، وفي أقل من عامين حصل علي الدكتوراه، وعاد ليعمل بمؤسسة الطاقة الذرية بإنشاص لـ 10 سنوات، ثم أستاذا بجامعة الإسكندرية.
    أعير د. المشد للعمل بجامعة التكنولوجيا ومؤسسة الطاقة الذرية العراقية، وكانت العراق وقتها ـ عام 1974 ـ تعمل علي بناء محطة للأبحاث الذرية بمساعدة فرنسا، حيث توفد فرنسا بموجب هذه الإتفاقية مفاعلا ذريا للعراق لإستخدامه في توليد الكهرباء، وتوريد ما يحتاجه المفاعل من اليورانيوم بوقود الكازليل الذي لا يصلح لإنتاج القنابل الذرية، وكلفت الحكومة العراقية د. يحيي المشد بفحص عينات اليورانيوم التي بعثتها فرنسا، فأكد أنه مغشوش، فكلفته بالسفر لباريس للتأكد من مطابقة كمية اليورانيوم للمواصفات قبل تصديرها للعراق، وعندما وصل إلي فندق ميرديان باريس، كان هناك من ينتظره ليساومه لتقديم معلومات عن المفاعل العراقي لكنه طردهم، وبعدها عادوا ليقتلوه .. وقد اعترف رئيس الموساد بأنه أمر رجاله بإغتيال المشد كما جاء ذلك في كتاب جوردن توماس >جواسيس جدعون< الذي صدرت له ترجمة باللغة العربية في القاهرة.
    عثمان حسن المفتي:
    ورغم كل تلك المحاولات لتصفية العلماء المصريين، فقد نجا الكثير، ومن أبرز هؤلاء د. عثمان حسن المفتي، الذي أوفد في الدفعة الأولي للدراسة بالمدرسة الدولية للعلوم والهندسة النووية بأمريكا عام 1956، فكان أول من تعرف من المصريين والعرب علي وسائل توليد الطاقة الذرية، وخاصة في المفاعلات الذرية، وأدرج اسمه في كتاب الشخصيات البارزة في الطاقة الذرية بأمريكا المنشور في 1957، واضطلع بمسألة اختيار موقع لأقسام الطاقة الذرية المصرية، وتم تحديد الموقع في أنشاص بناء علي ذلك في تقرير له مع زميل آخر، هو المرحوم كمال عفت رئيس هيئة الطاقة الذرية الأسبق، وتكونت علي يديه المدرسة الأولي لعلوم وهندسة المفاعلات الذرية بمصر، ورأس قسم المفاعلات بهيئة الطاقة الذرية من 1960ـ 1970، وتم إنشاء المفاعل العربي الأول برئاسته، وقام ببداية تشغيل المفاعل، وتحقيق أول تفاعل متسلسل بمصر والشرق الأوسط والعالم العربي وافريقيا عام 1962.
    رشدي سعيد:
    ولد في 12 مايو 1920، ويعتبر من أكبر الخبراء العالميين في الحفريات وخبير دولي لشركات البترول، فرصيده أكثر من 400 بحث علمي في مجال الكشف عن المعادن وجيولوجيا مصر، والتي تعد من أهم المراجع العلمية في هذا المجال، وله نظرية خاصة به عن نشأة الصحراء الافريقية من 1974. ولأنه من هواة دراسة المنطق وفلسفة العلوم، فله رؤية ثاقبة في استقراء التاريخ واستشراف المستقبل في قضايا التعليم والبيئة والحضارة والمجتمع والسياسة.
    لم ينقطع عطاء د. رشدي سعيد العلمي والسياسي والفكري فمنذ تخرجه في علوم القاهرة عام 1941، وحصوله علي الدكتوراه في الجيولوجيا من جامعة هارفارد الامريكية عام 1950، واستاذ للجيولوجيا بجامعة الإسكندرية، ثم جامعة عين شمس، ألف كتاب عن جيولوجيا مصر نشر بالإنجليزية والعربية، ثم قامت اكاديمية العلوم في الإتحاد السوفيتي بترجمته إلي الروسية، وهو يعتبر أهم مرجع في جيولوجية مصر، مما جعل أكبر جامعات الولايات المتحدة تمنحه الدكتوراه الفخرية عام 1965، وبعدها جامعات ألمانيا عام 1986، كما شغل منصب رئيس هيئة البحوث الجيولوجية عام 1977.
    الصحراء هي عشقه الأول حيث درس أكثر الصحاري المصرية، ووصل إلي نظريته عن أصل الصحراء الإفريقية التي أكد أنها لم تظهر إلا منذ مليوني عام، وأنها كانت قبل ذلك غابات ومراعي، ودرس تحرك الكثبان الرملية ووسائل تثبيتها حتي لا تضر الزراعات، وأكد أن أفضل أماكن الصحاري للتعمير هي تلك التي تقع علي امتداد ساحلي البحرين المتوسط والأحمر، حيث تحتوي علي مخازن كبيرة من الغاز الطبيعي كمصدر كاف للطاقة لأغراض التعمير، وأن من الضروري الحفاظ علي مساحات كبيرة محاذاة الشواطئ دون بناء.
    ولا يترك رشدي سعيد أية قضية علي المستوي المحلي أو العالمي، إلا ويبحث فيها، ويعبر عن رأيه مدعما بالحقائق والاستنتاجات .. فقد أوضح أن ما يثار عن ثقب الأوزون واخطاره، يثار لأسباب سياسية، وأن ما قال عن احتمالات غرق دلتا نهر النيل غير صحيح، لأن تكوينات دلتا النيل تختلف عن أية دلتا أخري، كما أعلن تخوفه من مشروع توشكي، وقلة المياه في السنوات القادمة، وألقي محاضرة هامة بمركز الحوار العربي بواشنطن عن استقرار أقباط مصر في القدس منذ القرن الأول الميلادي، وكانت مقالاته في فترة النكسة عن التحدي الحضاري الذي يجب أن تواجهه مصر لإستعادة أرضها، بمثابة ورقة عمل للخروج من الأزمة.
    عبد الفتاح القصاص :
    من مواليد برج البرلس بمحافظة كفر الشيخ عام 1921، وتلقي تعليمه الثانوي في الإسكندرية، والتحق بكلية العلوم بجامعة عين شمس، وحصل علي مرتبة الشرف الأولي عام 1944، وعند تقدمه للحصول علي الماجستير، كان يقوم بدراسته مع استاذه الدكتور احمد مجاهد بمنطقة السدود جنوب السودان في سفينة عن حياة النبات، وفي عام 1947 عاد للقاهرة ليستعد لبعثة الجامعة لبريطانيا، ليحصل علي الدكتوراه في البيئة النباتية، واختار لدراسته الحقلية منطقة بشرق إنجلترا خلال الفترة من 48 ـ 1950، وعاد للقاهرة للعمل بالتدريس كأستاذ للنبات بجامعة القاهرة، ثم أعير للتدريس بجامعة الخرطوم في الفترة من 53 ـ 1956، وفي الفترة من 64 ـ 1968، وهناك اتسعت آفاق خبرته بالصحاري والمناطق الجافة من خلال براري السودان الفسحية، واشترك في وضع أول خريطة دولية عن الزراعة في إفريقيا والشرق الأوسط عام 1963، يمكن من خلالها معرفة مدي صلاحية أية منطقة لزراعة أنواع النباتات والمراعي المختلفة، وعدد من الأبحاث عن البيئة النباتية للصحاري المصرية، أثبت فيها إمكانية إفادة النبات من بخار الماء كمورد للماء، وفي دراسته الأولي من نوعها عن توزيع الأملاح والجبس بمنطقة البحر الأحمر، وأثرها علي حياة النبات، وخلال الفترة من 72 ـ 1976، قام بعمل المدير المساعد لشئون العلوم للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، ووضع برنامجا تعاونيا لحماية بيئة البحر الأحمر وخليج عدن، وحسن إدارة موارده الطبيعية، وإنشاء حزام أخضر عبر شمال افريقيا يمر بالمغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر، والتخطيط لبرامج دولية، منها برنامج اليونسكو لدراسات المناطق الجافة وبرنامج الإنسان والمحيط الحيوي.
    وأثناء رئاسته للإتحاد الدولي للحفاظ علي الطبيعة والموارد الطبيعية وضعت الإستراتيجية العالمية للحفاظ علي البيئة، ومضي في تنفيذها، وكانت له جهوده في صدور قانون المحميات الطبيعية في مصر عام 1981، وقام بنشاط كبير في إنشاء أول محمية في مصر عند رأس محمد.
    واقترح د. القصاص إنشاء مشروع لبناء حواجز في مضيق جبل طارق وباب المندب، لحماية سواحل 30 دولة من خطر ارتفاع منسوب مياة البحر، وستكون تكاليفه أقل من بناء حوائط بحرية لصد الأمواج وحماية السواحل من النحر، وإنشاء سد آخر عند مدخل البحر الأحمر أو أهوسة قناة السويس لحماية 24 دولة، والتحكم في تدفق المياه. وفي تقرير له صدر عن مركز البيئة للدول العربية والأوروبية (سيداري) قدر الخسائر الناجمة عن زيادة التصحر في العالم بـ 3،42 بليون دولار، وتأتي قارة آسيا في مقدمة الخاسرين، وتليها افريقيا، ثم امريكا الشمالية، ثم أستراليا فأمريكا الجنوبية وأوروبا.
    هذه كانت نبذه بسيطه لا القاء الضوء علي بعض من علماء مصر ...
يعمل...
X