تويت
"معن كوكاش" شاعر من مبدعي العصر
هو شاعر غائب عن ساحة البوح الأدبي كما با قي الشعراء... يصر على وحدانيته في ملكوت إبداعه الخاص... يكتب ويوظف مفرداته بأحلى الجمل والصيغ، التي تدخل قلب القارئ وتنعش ذاكرته بفحوى المعنى والعمق التعبيري الذي تنطوي عليه...
إنه الشاعر "معن كوكاش" المولود في "دمشق" عام 1968، يعمل موظفاً وصاحب مكتبة "كمي" في مدينة "جرمانا ـ دمشق"، وهو صاحب ديوانين مميزين، زودهما بأجمل صياغاته وقراءاته للواقع، ولبعض مجريات الأمور... ولكنه حتى الآن يتداور فكرة طباعتهما للقراء....
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
○○ هل لك أن تحلل حالة انولاد المفردة؟
○ القصيدة جملة إحاسيس ومشاعر مرهفة وعميقة، تنتاب الشاعر تبعاً لحالة ما يعيشها أو موقف ما شكل لديه ردة فعل... فتتحرك تلك الجملة الشعورية بداخله، لترفده بعد تأججها إلى التحرر، أي أن يترجمها الشاعر عبر مفرداته إلى قصيدة تحقق غايته وأبعاد رؤيته وتفاعلاته مع ذلك الموقف أو تلك الحالة... إذاً تأجج تلك الجملة الشعورية في ذات الشاعر الرافد إلى توالد المفردة.
(كل إنسان لديه هذه الجملة من الأحاسيس والمشاعر، وقد تكون نفسها ولكن لا يستطيع صياغتها بشكل شاعري، إذاً موضوع كتابة القصيدة يعنى به الشعراء فقط).
○○ كيف تنظر إلى مسؤولية الكلمة وعمقها التعبيري في النص الشعري أو القصيدة؟
○ هنالك شعراء يوظفون الكلمة لإيصال شيء معين إلى القارئ، وهناك شعراء يحكمهم الإحساس والشعور بالحالة أو الموقف فيكون القلم طوع هذا الإحساس وتكون المفردة تعبيراً عنه، وفي حال كان النص الشعري للنشر فمطلوب عندها من الشاعر مراعاة القارئ واحترام ذائقته..
○○ يبدو أنك تكتب فقط ضمن سياق الشعر التفعيلي؟
○ كتبت الشعر الموزون، ولكن أرغب دائماً بكتابة الشعر التفعيلي، ليس ذلك بإرادة مني بل في حالة من اللاشعور تصاغ معي العبارات...
○○ كيف تقرأ الحالة الوجدانية للشاعر وكيفية ترجمتها لتكون قصيدة شعر؟
○ الشاعر يجب أن يكون صادقاً مع نفسه ومع أحاسيسه ومشاعره، ومن ثم صادقاً مع القارئ. ذلك يولد صدق العاطفة وفورة الحالة الوجدانية التي لا عناء في ترجمتها لتكون قصيدة شعر، وإنما المسألة فقط تكمن في مقدرة الشخص على توظيف مفرداته حتى يصوغ مقام قصيدته.
○○ ماذا عن قصائدك التي اخترتها لموقع المفتاح؟
○ قصيدتي الأولى تتحدث عن (يوم المرأة العالمي) هذا اليوم الذي أراه (مكرمة السيد للعبيد)، بهذا اليوم وحتى في كل اليوم لا يمكننا أن نفي المرأة حقها، ولا حتى المرأة نفسها تفي حقها.
قصيدتي الثانية (عبر التاريخ) تحدثت فيها عن (واقع الأمة العربية) هذه الأمة التي لا زالت محاوراً وأحزاب... تتصارع على الكرسي منذ زمن جدنا الجاهل. أما قصيدتي الثالثة (يوم ولد الربيع) فهي حالة حب أصف فيها توأمي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
)إلى المرأة في يومها(
إليك
يا من أستمد جذوري منها
يا من رافقتها . . و أحببتها
وركعت تحت نعلها
وقتلتها
وقتلت نفسي بعدها
إلى التي . . قبل الولادة وأدتها
بيدي حفرت لحدي و لحدها
إليك وردة بيضاء
هي السلام بيننا
إلى المرأة في عيدها
وهل تتذكر هي . . عيدها
يمر كسحابة
تعجز حتى أن تطرح ظلها
خجولة يائسة من حملها
فقاعة في جوفها
لا ماء فيها
ولا وقود ينفجر
جعلوا لها يوما للعيد
مكرمة السيد للعبيد
لكنه بذرة . . .!!
ستنبت يوما و تكبر
وتشمخ فوقنا و تعلو
جذورها فينا
جذعها متكأ . .
والأوراق تحمينا
أثمارها حب يغذينا
بذرة تنبت فينا
وتكبر فينا
سنحيا لها وتحيينا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(عبر التاريخ)
أبكيك حبيبتي و أنتحب
جسدك العاري مغتصب
ألاف السهام تنسكب
مسمومة . . مجنونة
على أجزائك تنهمر
أبكيك يا حبي
فلم يبق سواه أن أفعل
مآقيكِ جفت . .
وعيناكِ لم تعد تبصر
منخاركِ الأيمن مزكوم
والأيسر لم يكن يعلم
خدك هذا ملطوم
و نظيره من اللطم يخجل
أبكيكِ . . فكيف لا أفعل ...؟
أتابعُ سيري إلى أسفل
نهدكِ الأيمن غاضب
قبلتُ دونه الأيسر
جئتُ له بالخمر
فوجدته ثمل يسكر
أتابعُ سيري إلى أسفل
عورتكِ ملئ بالخصوم
ضعفاء فيها ينتصبون
ذباب . . وفي القذارة يغرقون
جبناء . . بعورتكِ يحتمون
لو تعلمي . . ماذا فعلوا ويفعلون
* * *
باعوكِ أجزاءً وبنوا الحصون
ترفع لهم أمجاداً فوق السجون
سدوا الأفواه . . وأعموا العيون
أزكموا الأنوف وأسدلوا الجفون
صنعوا السهام بقوالب الجنون
سمموا الرؤوس عبر السنون
من زمن الجد الجاهل . .
حتى يومنا الملعون
لا زالوا في هذا الجسد يعبثون
جسدك سيدتي مسلوب
جسدكِ مغتصبٌ . . غاب عنه الفتون
أبكيهِ في الحزن و المجون
أبكيهِ وأنا ثملٌ . .
وأشربُ خمرةَ السجون
أبكيهِ . . فكيف لا أفعل
وأتابعُ سيري إلى أسفل
* * *
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(يوم ولد الربيع)
في ذاك اليوم . . ولد فيلسوف
ولد عالم و ولد فنان
وولد قائد و سفاح . . و أديب
وفي ذاك اليوم كسفت الشمس
ويوم آخر شهد الخسوف
أيام دونها التاريخ
سطرها في القواميس
منارة لعبور الزمن
ويوم ميلادك سيدتي
ليس في التاريخ
وليس في الكتب والقواميس
يوم عجز التاريخ عن تدوينه
وعجزت القواميس عن تفسيره
معجزة فوق المعجزات
في هذا اليوم
ولد الربيع
ولد القمر بدراً
ولدت الريح نسيماً
والأشجار خاشعةً
ولدت الأرض من جديد
وولد الكون من جديد
يوم ميلادك سيدتي
نزل الرب عن عرشه
فسلطانه دون سلطانك
وعطفه دون عطفك
وحبه دون حبك
يوم ميلادك
ولد الحب
ولد الدفء
ولدت أنا من جديد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تعليق