إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التشكيلي النرويجي غولفاغ لوحاته تفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التشكيلي النرويجي غولفاغ لوحاته تفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي

    التشكيلي النرويجي غولفاغ
    لوحاته تفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي
    دمشق - سانا
    قدم الفنان النرويجي هاكون غولفاغ في معرضه الأرض المقدسة لذي افتتح أمس الأول في الثقافي الفرنسي شهادته الفنية والإنسانية حول ما يعانيه الشعب الفلسطيني ولاسيما أطفال غزة المحاصرة جراء الممارسات اللاإنسانية التي ترتكبها إسرائيل بحقهم.
    ووجهت لوحات غولفاغ الخمس والعشرون رسالة ضمير حي للعالم أجمع حول ما حدث في فلسطين منذ أكثر من ستين عاماً من الاحتلال وما يمارسه حالياً فيها من ارتكابات لاأخلاقية عبر أعمال اعتمدت أسلوباً سريالياً خاصاً تحاكي التوجهات الفنية الحديثة في أوروبا وبألوان أظهرت التشويه المتعمد لجسد وبراءة الطفولة مع خلفيات قاتمة توحي بمرارة ما يعانيه الشعب المظلوم في فلسطين وبأحجام كبيرة عبرت عن ضخامة المعاناة راصداً لحظات دموية عايشها الفلسطينيون العزل أثناء هجمات العدوان الإسرائيلي عليهم بشتى أنواع الأسلحة عام 2008 .

    واعتمد الفنان في طرحه البصري لموضوع المعاناة الفلسطينية أفكاراً مختزلة بتقنية راصدة للقطات أشبه ما تكون بالكاميرا مع رمزيات مكثفة خدمت هدف اللوحات بوضع المتلقي في عمق الألم الفلسطيني فمرة رسم سفينة نوح وهي عائمة في بحر من الدماء ولم تحمل سوى بيت واحد وبعض الحيوانات إلى جانب عدد من الناس في رغبة منه بوجود ولو بارقة أمل لإنقاذ هذا الشعب المظلوم وفي غيرها قدم سلسلة من اللوحات التي ترمز لقداس جنائزي يصور الموت المتربص بالطفولة مشبها الضحية بالحمل الجريح النازف من الدمار.
    رائحة الموت كانت تفوح من أعمال الفنان وآثار المعتدين بدت واضحة ومركزة ولا لبس فيها وما تركته هذه اللوحات في نفوس الحضور كان له من القوة والتأثير كما لو أنهم في قلب الحدث مما يحسب لموهبة الفنان القادرة على نقل الواقع بطريقة فنية تحاكي الإنسان أينما كان فهو من ثقافة غربية واستطاع أن يحدث ضجة كبيرة في بلده عندما قدم المعرض في أوسلو كما أثار إعجاب مشاهدي لوحاته في بيروت قبل عدة شهور واليوم في دمشق.
    وفي تصريح للصحفيين قال رولف ويلي هانسن السفير النرويجي في دمشق: إن الفنان هاكون غولفاغ تأثر بالغ التأثر بمشاهد العنف والجرائم التي كانت تتعرض لها غزة عام 2008 وخاصة الصور التي وصلته من خلال الإعلام عن معاناة أطفال غزة فاشتغل على معرضه متأثراً بهذا الحدث لمدة أشهر حتى أنجزه.
    وأضاف: إن المعرض هو تحية مرفوعة إلى أطفال الشعب الفلسطيني في غزة الذين يعانون أشد المعاناة مبيناً أن هذا المعرض كان حدثاً ثقافياً بالغ الشأن في أوسلو واعتبر من المعارض الفنية السياسية الأهم في السنوات العشر الأخيرة في النرويج.
    بدوره قال الفنان غولفاغ لوكالة سانا: إن معرفتي بمعاناة الشعب الفلسطيني بدأت عندما كنت مقيماً في لندن واطلعت على تفاصيل مجزرة صبرا وشاتيلا عن طريق إحدى الصديقات التي كانت موجودة في شاتيلا عندها وعايشت الألم الفلسطيني في تلك الأحداث.

    وأشار الفنان إلى أنه عندما كان طفلاً ويافعاً في المدرسة اطلع على ما يسمى تاريخ إسرائيل لكنه عندما تعرف على معاناة الشعب الفلسطيني شعر بأن هناك شيئاً ناقصاً وبأن الحقيقة غائبة عن الشعب النرويجي والعالم حول حجم المعاناة التي يكابدها الفلسطينيون ما أشعره بأن خيانة وغشاً يرتكبان حول هذه القضية فاندفع نحو الاستفسار أكثر لمعرفة الحقيقة.
    تعرف الفنان غولفاغ على الفنان الفلسطيني سليمان منصور من الضفة الغربية عام 2008 وأقاما معرضاً مشتركاً في رام الله في العام نفسه قدما فيه فظائع العدوان الإسرائيلي على غزة وبعدها انتقل المعرض إلى مدينة تروندهايم النرويجية التي ينحدر منها الفنان.
    وقال الفنان النرويجي عن معرضه وزيارته تلك لفلسطين: إن هذه التجربة كانت عميقة جداً بالنسبة لي وشكلت نقطة تحول في حياتي لأني كنت على تماس مباشر مع معاناة الشعب الفلسطيني المظلوم ولم أكن أعتقد بوجود مأساة كهذه في هذا العصر لكوني أعيش في أوروبا التي تنعم بالأمان والازدهار الاقتصادي والاستقرار وخاصة أنني لمست اعتزاز الإنسان الفلسطيني بوجوده وأرضه ونضاله من أجل الحرية والحياة ما انعكس على توجهي الفني والتزامي تجاه هذه القضية الإنسانية في المستقبل.
    وأوضح الفنان غولفاغ أن لوحاته عندما عرضت في أوسلو لاقت رداً عنيفاً من قبل اللوبي الصهيوني في النرويج ولكنه لقي دعماً كبيراً من قبل زملائه الفنانين النرويجيين إلى جانب مجلس بلدية تروندهايم مبيناً أنه كان راغباً بنقل معرضه إلى خارج بلده ليشاهده الناس في العالم فقدمه في قصر اليونيسكو ببيروت واليوم في دمشق وسيعرضه في بداية العام القادم في عمان.
    وأكد الفنان النرويجي أن للفن دوراً أساسياً في التعبير عن مآسي الشعوب وإظهار الحقائق الغائبة عن الكثير من شعوب العالم. وقال غولفاغ إن رسالة أعمالي هي التذكير بالواقع وهي شهادة للتاريخ فعندما كنت في رام الله رسمت جدارية كبيرة جداً على جدار الفصل لتكون رسالة تذكر دائماً بما يحدث هناك من سلب للحياة والحرية.
    وعن اللون الأزرق الذي كان حاضراً بقوة في لوحاته أوضح الفنان النرويجي أن رمزيته تختلف من لوحة لأخرى ففي بعضها يكون مصوراً للآنية في رصد اللحظة وفي غيرها يرمز للموت والقتل.
    وللفنان هاكون غولفاغ أعمال مقتناة في مجموعة الغاليري الوطنية في النرويج منذ معرضه الأول عام 1983 وغالباً ما يضمن أعماله عناصر مرجعية قوية لفنانين أوروبيين كبار مثل فرانشيسكو غويا أو دييغو فيلاسكيز وينتقل بين رموز دقيقة وأشكال شبحية في لوحاته التي تمثل سيرته الذاتية واستعادة فكاهية للملكية الأوروبية في القرون السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر.
    محمد سمير طحان
يعمل...
X