أوراق الذاكرة والوجدان - سعد الدين بقدونس «المختار»
مظهر الحكيم هو فعلاً كان مختار الفن. بعد رحيل محمد علي عبده. وعبد اللطيف فتحي. ونزار فؤاد. والكثيرين من مخاتير الفن.. بقي وحده بعمره وشيبته ووقاره. وهدوئه.
والحادثة الطريفة.. سعد اختلف مع حسن المليجي، وتوقف عن تقديم لوحاته في برنامجه، ما زعزع البرنامج واحتار حسن. الجمهور يطالبني به ما العمل وسعد عنيد، إذن البديل عبد اللطيف فتحي، وعبد اللطيف كوميديان سوري شهير أكثر من سعد. وحضر إلى لبنان مع فرقته وقدم لوحاته، والمضحك المبكي. الجمهور لم يتقبل عبد اللطيف واعتبروه مقلداً لسعد الدين، واحتار حسن ما اضطره إلى مصالحة سعد الدين والرضوخ إلى طلباته، وإعادته إلى البرنامج. مما جعل من عودته نجاحاً أكبر وحب الجمهور له أكبر، هذه حادثة من الأحداث الطريفة.. والأطرف. عندما بدأت الإنتاج التلفزيوني كانت لسعد مكانة خاصة في أكثر إنتاجاتي.. حفاظاً لموقفه الطيب مني ورداً معنوياً لهذا الأب. وتعاونا في أكثر إنتاجاتي.. إلى أن طلبته يوماً لمسلسل بدوي.. وصرخ. «لأ يا مظهر لأ. كل شي إلا البدوي.. لا أستطيع أن أقول كلمة بدوية واحدة.» يا سعد يا حبيبي. مثله مثل أي لكنة.. ورفض وأصررت، وجاء يوم التصوير.. ورغم عدم إجادته اللهجة البدوية كان مفاجأة للجميع.. أحبوه لحضوره وشخصيته التي قدمها.. وحتى عندما بث العمل كانت له نكهة خاصة عند الجمهور.. والرحلة استمرت مع سعد وكان هناك مشروع بيني وبينه ولكنه للأسف لم ينفذ ولم يظهر إلى النور وهو «مسرح أيام زمان» والنية كانت تقديم جميع العروض التي قدمناها في لبنان والأردن والمحافظات وبغداد وكل البلدان التي زرناها، بقالبها القديم وكما كانت تقدم رغم أن التلفزيون قدم بعض اللوحات مع عبد اللطيف فتحي.. وللأسف لو تم هذا المشروع، لتركنا أثراً كبيراً لهذا الفنان الذي رحل وتركنا وترك فراغاً في الكوميديا الشعبية المحبوبة والقريبة من القلب كما كان سعد قريباً من الجميع. في المسرح والتلفزيون وحتى الإذاعة وخاصةً في السينما، رحم اللـه سعد وأسكنه جناته، وأطال عمر من بقي معنا يتابع المشوار.