إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المختار سعد الدين بقدونس آخر عمالقة المسرح السوري الحر - مظهر الحكيم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المختار سعد الدين بقدونس آخر عمالقة المسرح السوري الحر - مظهر الحكيم

    أوراق الذاكرة والوجدان - سعد الدين بقدونس «المختار»
    مظهر الحكيم
    هو فعلاً كان مختار الفن. بعد رحيل محمد علي عبده. وعبد اللطيف فتحي. ونزار فؤاد. والكثيرين من مخاتير الفن.. بقي وحده بعمره وشيبته ووقاره. وهدوئه.
    بقي علامة خاصة تقول ها أنا سعد الدين بقدونس... كانت رحلة.. رحلة طويلة. بدأت من مسرح الحر... وجالت في كل المحافظات. كان مدرسة خاصة. أخذ الكثير ممن قدموا الكوميديا المصرية.. وأخذ من علي الكسار. ونجيب الريحاني وكانت له مدرسته الخاصة. وهذه المدرسة واهتمامه بها واندماجه بها... أثرت فنياً كثيراً وخاصة على عبد اللطيف فتحي. سأحكيها بعد قليل. سعد الدين رافقته في أكثر جولاته. وكانت أهم مراحل هذه الجولات. المسرح العسكري.. الذي قربنا من بعض أكثر.. وأخرج سعد وألّف. ومثّل.. وترك بصمته الخاصة واعتنى كثيراً بكلير سعد زوجه. وأهتم كثيراً بفريال كريم أخت زوجه.. وبعدها فتح باب الفن لابنته ليلى بقدونس.. أكثر فترة تم التعاون بها هي رحلتنا إلى الكويت. ومن ثم إلى الخليج وصورنا في عجمان خمس مسرحيات.. وكانت رحلة جميلة. متعبة. مرهقة ولكنها ناجحة.. ورحب بنا أمير عجمان وأكرم الجميع وخاصةً الأستاذ سعد.. ولكن هناك ذكريات لا يمكن إلا أن تذكر عن كرم سعد وأخلاقه وطيبته ودماثة أخلاقه واستقباله لكل فنان ترك دمشق في مرحلة التقشف والاضطرابات الداخلية ورحل إلى لبنان.. وكنت واحداً منهم. وقبلي عدنان بركات.. وكان سعد الدين نجماً متألقاً في بيروت. مسرح التحرير في البرج. وبرنامج بيروت في الليل مع حسن المليجي. الذي كانت له جماهيرية كبيرة.. واستقبلني سعد في فرقته في المسرح.. وأديت معه الكثير من الأدوار وخاصة الأدوار الشعبية ابن البلد. بعد سفر عدنان إلى بغداد... وفي «بيروت في الليل» كنت أقدم الفواصل الجميلة معه... إلى أن انتقلنا إلى مسرح «الأمير» الذي قدمنا أولى المسرحيات الطويلة تأليف لابيش. وإخراج باسم نصر ونخبة من نجوم لبنان وسورية: ميشال تابت، جمال سركيس، فريال كريم، وكلير سعد، ومحسوبكم مظهر الحكيم وعدد كبير من النجوم.
    والحادثة الطريفة.. سعد اختلف مع حسن المليجي، وتوقف عن تقديم لوحاته في برنامجه، ما زعزع البرنامج واحتار حسن. الجمهور يطالبني به ما العمل وسعد عنيد، إذن البديل عبد اللطيف فتحي، وعبد اللطيف كوميديان سوري شهير أكثر من سعد. وحضر إلى لبنان مع فرقته وقدم لوحاته، والمضحك المبكي. الجمهور لم يتقبل عبد اللطيف واعتبروه مقلداً لسعد الدين، واحتار حسن ما اضطره إلى مصالحة سعد الدين والرضوخ إلى طلباته، وإعادته إلى البرنامج. مما جعل من عودته نجاحاً أكبر وحب الجمهور له أكبر، هذه حادثة من الأحداث الطريفة.. والأطرف. عندما بدأت الإنتاج التلفزيوني كانت لسعد مكانة خاصة في أكثر إنتاجاتي.. حفاظاً لموقفه الطيب مني ورداً معنوياً لهذا الأب. وتعاونا في أكثر إنتاجاتي.. إلى أن طلبته يوماً لمسلسل بدوي.. وصرخ. «لأ يا مظهر لأ. كل شي إلا البدوي.. لا أستطيع أن أقول كلمة بدوية واحدة.» يا سعد يا حبيبي. مثله مثل أي لكنة.. ورفض وأصررت، وجاء يوم التصوير.. ورغم عدم إجادته اللهجة البدوية كان مفاجأة للجميع.. أحبوه لحضوره وشخصيته التي قدمها.. وحتى عندما بث العمل كانت له نكهة خاصة عند الجمهور.. والرحلة استمرت مع سعد وكان هناك مشروع بيني وبينه ولكنه للأسف لم ينفذ ولم يظهر إلى النور وهو «مسرح أيام زمان» والنية كانت تقديم جميع العروض التي قدمناها في لبنان والأردن والمحافظات وبغداد وكل البلدان التي زرناها، بقالبها القديم وكما كانت تقدم رغم أن التلفزيون قدم بعض اللوحات مع عبد اللطيف فتحي.. وللأسف لو تم هذا المشروع، لتركنا أثراً كبيراً لهذا الفنان الذي رحل وتركنا وترك فراغاً في الكوميديا الشعبية المحبوبة والقريبة من القلب كما كان سعد قريباً من الجميع. في المسرح والتلفزيون وحتى الإذاعة وخاصةً في السينما، رحم اللـه سعد وأسكنه جناته، وأطال عمر من بقي معنا يتابع المشوار.
يعمل...
X