إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أيها المثقف .. أيها الغريب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أيها المثقف .. أيها الغريب

    [justify]أعتبرُ كل من يبدع الفكرة المعقولة ، أو ينبض قلمه أو إحساسه بالفن الراقي والنبيل ويسعى إلى نقل ذلك عبر المحمولات المختلفة إلى الناس ، مثقفا ً، سواء كان كاتبا أو موسيقيا أو مسرحيا أو مفكرا ..ذلك أن المثقف هو من يكتمل لديه الوعي بواقعه عن طريق المعرفة العلمية ..و يكتظ لديه الإحساس بضرورة المشاركة في صياغة محيطه الاجتماعي ثقافيا وأخلاقيا وسياسيا …المثقف إذن وعي اجتماعي ودور اجتماعي …غير أن الذي يتناقض مع هذا الوضع هو ..ما يسمى بالإدارات الثقافية التي تشرف على حظوظ الثقافة والنشاط الثقافي في البلاد العربية خاصة ..أي أولئك الذين يوكل لهم أمر تحديد مفهوم الثقافة والمثقفين والنشاط الثقافي{عمليا} …والبرامج الثقافية واستراتيجيات العمل الثقافي ومنهجه ….وهم في الأغلب الأعم غير موهوبين ولا معنيين بالإبداع بجميع مجالاته … وإنما هم إداريون تحكمهم شروط بيروقراطية عديدة ، وتحدد السياسة أو المزاج أو الميل تصوراتهم وحركتهم ولذلك يشقى المثقف الذي لا يدخل تحت أجنحتهم البيروقراطية ولا يتملقهم أو يتملق مستعمليهم ، يشقى …لأنه سوف يقوم بدور يخرج عن كرامة المبدع وشرف الكلمة وخُلق الكاتب أو الفنان … يشقى لأنه سوف ينافق ويصانع ويتملق … من أجل حضور مشهد أو ديكور ثقافي يغلب عليه الابتذال والتسخيف لما فيه من إهمال لدور المثقف واستهتار بقيمة الكلمة … فيصبح المسؤول الإداري أو غيره هو المثقف ويصيرالمبدع مجرد ماسح لهذره وملمع لصورته … في احتفالية تضحك على الذقون وتشحن الغوغاء للهتاف باسم الموهوب سيد المثقفين وولي نعمتهم وواهب الحياة للكلمات والأشياء
    هذه حال الثقافة في العالم العربي في الأغلب الأعم … ولذلك يظل الكثير مما يبدو من أسماء مغشوشا ليس لأنه مثقف تابع أو متملق ، ولكن لأنه يقتل الحاجة إلى التغيير ويعمّي على الأصوات الحقيقية والمواهب الصادقة ويكرس منطق الصمت ليصيب المجتمع عموما بالركود والرداءة … ويظل المبدع الحقيقي خارج دوائر الضوء … مغضوبا عليه مشارا إليه بإصبع الاتهام .. أو بالمعارضة أو … المناوءة .. وتُطلقُ نحوه أيدي المعربدين عديمي الحس الأخلاقي والفني والذوقي بالتشويه والتشكيك والإرباك .. ويستغل أشباه المثقفين و”المبدعين” ذلك الفراغ الثقافي ليخوضوا فيه أبطالا ويغنموا ما تغدقه عليهم الإدارة الثقافية وغيرها .. من مال وترويج وتبشير إعلامي .. فتوصي وزارة الثقافة بطبع كتبهم على ” نفقتها ” ويُغطون واجهة الإعلام الرسمي بما يتقنون من فنون التزييف والتمييع والإلهاء والمديح… والخواء ..
    وفي ظل ذلك تبقى الثقافة … رقصا وتهريجا وطبلا ومزمارا… ويبقى الوطن بذلك بعيدا عن الناس وعن همومهم ومشاغلهم … ويظل المثقف الحقيقي غريبا مهربا لكلماته ونشيده … وبعيدا أيضا عن وطنه ـ رغم إقامته فيه ـ … والجميع ينتظر مزاريب القدر الرحيم ليقضي الله أمرا كان مفعولا … وتظل سلطة الكلمة / الأمانة أقوى إلى ما شاء الله ..[/justify]
    لستُ أدري ...
    ما سيأتي بعد هذا الغيم ...
    صبح أم مساء ..؟
    ما يهدّ النفس فعلا
    غربة المعنى ..
    وفوضى الانتماء

  • #2
    رد: أيها المثقف .. أيها الغريب

    الأخ العزيز سالم المساهلي

    لقد تحولت الثقافة بمؤسساتها و بالمشرفين و القائمين

    عليها و المسيرين لؤسساتها إلى وسيلة دعاية للأنظمة

    الحاكمة و وقع إبعاد كل الشرفاء و النزهاء و الوطنيين

    و المثقفين الحقيقيين الذين يتميزون بوعيهم و يرون الثقافة

    مرآة عاكسة لمدى تطور المجتمع و رقيه .

    لقد أبعد المثقفون عن مسرح الثقافة و احتلت هذا المسرح

    الفقاقيع التي لا تحسن غير الهتاف و التنويه بإنجازات

    الأنظمة العميلة بل إن دور الثقافة و الشباب أصبحت شبه

    خالية لا يرتادها المثقفون لأنهم يشعرون بالغربة و ببعدها

    عن الثقافة الحقيقية .

    المسألة أيضا تتجاوز الثقافة التي نجد أنها لا تلقى عناية

    و اهتماما من الأنظمة العربية الحاكمة و دليل ذلك ما

    تخصصه هذه الأنظمة لوزارات الثقافة من إعتمادات بل إن

    المسألة شملت كل القطاعات فرجل السياسة و المهتم بشؤون

    وطن و بالشأن العربي يعيش الغربة و صاحب المال

    و الأعمال إذا كان خارج دائرة الحكم و الأحزاب الحاكمة

    يعيش الغربة و حتى الرياضي و العالم إذا كان معارضا

    للحكم يعيش الغربة و الإقصاء و هو ما يؤكد أن المجتمع

    العربي يعيش حالة من الشلل بسبب الحصار المفروض

    عليه . و الغريب في الأمر أنك عندما تستمع إلى أخبار

    بلدك بل أخبار مدينتك عن طريق وسائل الإعلام الرسمية

    تخال نفسك في مدينة أخرى و في بلد آخر . فالخطاب

    بعيد جدا و متناقض مع الواقع و مع الممارسة اليومية .

    شكرا جزيلا على هذا الموضوع

    تحياتي و ودّي
    إذا الشعب يوما أراد الحياة
    فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
    و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
    و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

    تعليق


    • #3
      رد: أيها المثقف .. أيها الغريب

      شكرا أخي الكريم الهادي وأسعد حضورك ...
      الوجع مشترك حقيقة ...
      وأزعم أن ألمنا علامة حياة ..
      وأمل في المستقبل ...
      الحالة تكاد تستعصي .. والرداءة الجاثمة على الصدور توشك أن تخنق الأنفاس ..
      ولكننا نؤمن ... بالممكن ..
      أشكر عمق اهتمامك ومقاربتك الرصينة ...
      لستُ أدري ...
      ما سيأتي بعد هذا الغيم ...
      صبح أم مساء ..؟
      ما يهدّ النفس فعلا
      غربة المعنى ..
      وفوضى الانتماء

      تعليق


      • #4
        رد: أيها المثقف .. أيها الغريب

        وفي ظل ذلك تبقى الثقافة … رقصا وتهريجا وطبلا ومزمارا… ويبقى الوطن بذلك بعيدا عن الناس وعن همومهم ومشاغلهم … ويظل المثقف الحقيقي غريبا مهربا لكلماته ونشيده … وبعيدا أيضا عن وطنه ـ رغم إقامته فيه ـ … والجميع ينتظر مزاريب القدر الرحيم ليقضي الله أمرا كان مفعولا … وتظل سلطة الكلمة / الأمانة أقوى إلى ما شاء الله ..


        أخي سالم المساهلي


        بداية نعتذر منك لو حذفت بعض الردود من مشاركتك السابقة نتيجة إصلاحات تمت على السيرفر والتي تسببت ببعض الحذف لبعض المشاركات في حينها .

        أعتقد وإنّي مؤيد تماماً لك بأن الثقافة اليوم اصبحت مهرجاناً للسخرية في كلّ أقطارنا وأصبحت مرهونة وأسيرة تحاكي أصحاب النفوذ والأموال والجاه والسلطان ... الثقافة العربية اليوم في دوامة وأتون الفلك المادي والسلطوي وأصحاب الأقلام والثقافة وجدوا انفسهم والمنصب والمردود المادي الأقوم والأسلم لذواتهم ومصالحهم ...


        وأن الثقافة العربية اليوم في إجازة مرضية وغيبوبة شبه تامة ولا منعش لها إلا في حالة واحدة عندما تتجرد الأمة ومسئوليها ويضعون الثقافة بموضعها الصحيح وهو خلق الإنسان وجعله يتمثل بثقفافات توضح ماهيته ولونه وشخصه وحتى ميلوله السلوكي القويم .

        الثقافة اليوم تبحر في ظلمات التغريب والحداثة العمياء والتسيس وإخضاعها لعوامل خارجة عن الفكر السلوكي الثقافي الذي يحدد للأمة إطارها ضمن منطوميتها الخاصة والعالمية التي يجب أن تكون ... اليوم مثقفي الأمة إلا من رحم ربي منهم جعلوا ثقافاتهم ضمن بوتقة المصلحة وبالتالي ضاعوا وضاعت الثقافة وهوت الأمة في حضيض التخلف والخنوع والإذلال .. !!



        حقيقة أشكرك على هذا الطرح
        ولك مني الود وكامل الإحترام

        تعليق


        • #5
          رد: أيها المثقف .. أيها الغريب

          لا تثريب عليك أخي المعتز بالله ... أقدر أدبك عاليا .. وأشد على اجتهادك ومثابرتك مع الإخوة المشرفين في هذه الخيمة الفسيحة والواحة البديعة ...التي يشرفني الانتماء إلى صدق حرفها ووضوح رؤيتها ونبل قصدها ... وأشكرك على حسن تجاوبك وتواصلك الحميم ... أرجو لكم التوفيق الدائم ..وكل حين وأنتم بعفة وعافية
          لستُ أدري ...
          ما سيأتي بعد هذا الغيم ...
          صبح أم مساء ..؟
          ما يهدّ النفس فعلا
          غربة المعنى ..
          وفوضى الانتماء

          تعليق


          • #6
            رد: أيها المثقف .. أيها الغريب

            سلمت سالم اذ سلّمت واطللت
            كعهدي بك منهمّ حدّ الوجع بالحالة الثقافية الراهنة في تونس وفي غيرها من هذا الوطن الكبير
            كعهدي بك تغرد خارج سربك ..وحدك تدافع عن جدار ليس لك ...لا بل هو لك ..هو لنا عصانا التي نتوكأ عليها
            لا تخف لست وحدك هذه ليست واحة الانظمة والحكومات الموبوءة ...هذه واحة لابداعك لا احد يجرؤ على لجم صوتك ...غرّد كما يحلو لك وامض وليخسأ الخاسؤون
            انتظرت تدخلاتك طويلا وقد تأخرت...تأخرت كثيرا ايها المسافر في وجعنا
            صراحة انتظرت ان تكون انت قيما على الواحة وانت المهووس بالابداع والثقافة ولكن...............
            وطني علمني ان حروف التاريخ مزورة حين تكون بدون دماء
            وطني علمني ان التاريخ البشري بدون حب عويل ونكاح في الصحراءhttp://www.wahitalibdaa.com/image.ph...ine=1272034613

            تعليق


            • #7
              رد: أيها المثقف .. أيها الغريب



              الأخ سالم المساهلي

              شكراَ لك ولدماثة اخلاقك زلذوقك الرفيع

              لكم ارى فيك من خلال مااقرأ لك قلماً مميزاً حراً يجود ويصول فيما تعانيه الأمة العربية من ضياع الذات .

              دام قلمك الباحث عن الحقيقة الباعث على النهضة .

              شكراً لك أستاذي الفاضل .

              تعليق

              يعمل...
              X