إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الفنان جلال الرفاعي رسام الكاريكاتير الأردني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الفنان جلال الرفاعي رسام الكاريكاتير الأردني



    فنانون: جلال الرفاعي صاحب خصوصية
    في أعماله ومحترف في إنتاج كاريكاتير الحدث اليومي
    القلعة نيوز:
    غيّب الموت صباح أمس رسام الكاريكاتير المعروف الفنان جلال الرفاعي إثر أزمة قلبية مفاجئة عن عمر 66 عاما.
    والرفاعي الذي كان رئيسا لرابطة رسامي الكاريكاتير في الأردن، يعد أحد أبرز رواد فنّ الكاريكاتير في الصحافة الأردنية والعربية، ونال العديد من الجوائز في محافل عدة، من بينها جائزة هشام وعلي حافظ في العام 1996.
    وصدر للرفاعي ثمانية كتب كان آخرها كتاب عنوانه "مكانك سر"، وأثناء عمله في الزميلة "الدستور" رعى العديد من المواهب الشابة. وتزخر رسومات الرفاعي بالكثير من الرؤى والجماليات النضرة في تصوير الواقع وتفاصيله وشخصياته داخل توازن دقيق يجمع بين الخطوط والتشكيل الفني.
    اتسمت رسومات الراحل الذي تلقى تعليمه في بريطانيا بجاذبيتها الكلاسيكية في منهجية تقوم على اللونين الأسود والأبيض، رغم انحيازه إلى الألوان أحيانا، التي غالبا ما يترك تنوعها الفريد أحاسيس ومشاعر جياشة لدى المتلقي وعشاق فن الكاريكاتير.
    وشارك الرفاعي في العديد من المعارض التشكيلية داخل وخارج المملكة كان آخرها مشاركته ضمن فعاليات مهرجان تونس لفنون الكاريكاتير الذي نظمه المرصد التونسي لحرية الصحافة والنشر والإبداع بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)، وعرض فيه مجموعة من رسوماته في فن الكاريكاتير والتي اختزنها عبر تجربة كبيرة في الصحافة المحلية والعربية.
    الزميل الفنان عماد حجاج رأى في رحيل الفنان الرفاعي "خسارة كبيرة"، مبينا أنّه من أهمّ فناني الكاريكاتير، وأحد رواده في الأردن، مشيرا إلى علاقة الصادقة التي كانت تربطه بالفنان الراحل.
    وأضاف حجاج أن الرفاعي كان يعيش آخر أيامه في مرارة، حيث توفي وهو "عاطل عن العمل" رغم أنه كان في أوج عطائه، مشيرا إلى أنّ رحيله شكّل صدمة لأعضاء رابطة رسامي الكاريكاتير.
    كذلك اعتبر الفنان أمجد رسمي أنّ الرفاعي يعدّ أحد مؤسسي فنّ الكاريكاتير في الأردن، وأنّه من رواده على مستوى العالم العربي. وأضاف: "كان الراحل صاحب خصوصية في أعماله، ومحترفاً في إنتاج كاريكاتير الحدث اليومي"، مبينا أنه أصدر في أواخر عقد التسعينيات ملحقا لهواة الكاريكاتير، في محاولة منه لاكتشاف مواهب شابة. ولفت إلى أنّ العديد منهم الآن أصبحوا محترفين ورسامين معروفين على المستويين المحلي والعربي.
    ويقول رسمي في هذا الصدد: "كانت لي شخصيا بدايات عبر ذلك الملحق، وكان الراحل بمثابة الأستاذ الذي يعطي إرشاداته وتوجيهاته بدون تحفظ أو مجاملة". ولفت إلى دور الرفاعي في تأسيس رابطة رسامي الكاريكاتير، مشيرا إلى مساهماته الكبيرة في إقامة المعارض وطباعة كتب لرسامي الكاريكاتير من خلال نشاطات الرابطة.
    وأضاف أنّ الراحل لم يكن يرغب في التقاعد من العمل قبل عامين، لأنه كان قادرا على العطاء وتقديم تجربته في هذا الفن على أكمل وجه، مستدركاً أنّ "قانون التقاعد الإلزامي لم ينصفه كفنان، وأقصاه عن ساحة العمل الصحفي".
    وأنهى رسمي الحديث عن الرفاعي بقوله: "اقترب موعد نهاية فترته كرئيس لرابطة رسامي الكاريكاتير، لكنه هذه المرة تعجل التقاعد من كل شيء ورحل بشخصه. لكنه لم يرحل عنا كفنان له بصمته وأثره القوي".
    رئيس رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين الناقد والفنان غازي انعيم تحدث عن الرفاعي الصديق والمبدع وأخلاقه وثقافته، مؤكدا أن الراحل "مدرسة في الإبداع وفن الكاريكاتير، وفي الأخلاق"، ووصفه بأنه فنان صاحب ذوق رفيع وصديق.
    وأضاف انعيم "ربما مات جسد جلال، لكنّه حاضر بيننا من خلال إبداعاته، ما عاشه كفنان من حب إلى وطنه العربي وقضيته الوطنية، فهو عروبي وقومي وإنساني"، مؤكدا أنّ الفن عند الرفاعي لم يكن "مجرد حرفة يومية يقتات منها قوته اليومي بل كان أكبر من ذلك بكثير، فهو يعكس في رسوماته موقفه الأيديولوجي". وتابع انعيم "عزاؤنا في جلال يتمثل في ما شهدته العيون من لوحات ورسومات كاريكاتير عبر مسيرته الفنية، وسيبقى ما أنتجه من رسومات خالدة للأبد، وسيبقى اسم جلال اسما كبيرا في عالم فن الكاريكاتير في الأردن والوطن العربي، لأنه كان من الفنانين الذين فجروا أسئلة الفن الأولى، منطلقا من هوية اسمها الإنسان".
    بدوره اعتبر الفنان ناصر الجعفري أنّ الرفاعي "من أهم رواد فن الكاريكاتير في الأردن والوطن العربي"، رائيا أنّ رحيله "خسارة كبير فادحة". وتابع أنّ الرفاعي هو الرائد الأول في فن الكاريكاتير في الصحافة الأردنية منذ كان يخط بيده بالخط العربي الجميل "مانشيت الصفحة الأولى في جريدة الدستور".
    وذهب الجعفري إلى القول إن المفارقة كانت أن رئيس رابطة رسامي الكاريكاتير في الأردن لم يجد منذ أعوام مكانا ينشر فيه رسوماته أو مكانا يعمل فيه، رغم أنه كان في قمة عطائه.
    والمفارقة الأخرى، كما يذكرها الجعفري، تمثلت في مشاركته قبل أسبوعين بمعرض رسوماته في تونس، منهيا حياته كفنان محترف لفن الكاريكاتير، مخلصا للرسم حتى آخر رسوماته التي نعى فيه الفنانة وردة الجزائرية أول من أمس، وكتب فيها "كنا غنوة وانتهت، كنا صفحة وانطوت" بهذا النعي كان جلال ينعى نفسه، وفق الجعفري.
يعمل...
X