إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المجموعة القصصية للكاتبة فاتحة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المجموعة القصصية للكاتبة فاتحة

    السلام عليكم ورحمة الله


    مأساة



    رن جرس الهاتف:
    ألو مرحبا من معي
    أنا حياة
    حياة أهلا بك، طالت غيبتك صديقتي.
    حياة: أنت تعلمين ظروف العمل التي تأخذ الشخص حتى من نفسه
    عائشة: أعرف صديقتي، فأنا أيضا لم أعد أجد الوقت حتى لأبنائي، بصراحة تعبت من العمل وأحتاج فورا لأجازة.
    حياة: فكرة رائعة نأخذ الأجازة في وقت واحد لنسافر معا
    عائشة: حاضر فأنا أحتاجك صديقتي وأحتاج فعلا للحديث معك، خاصة وأنني هذه الأيام أشتغل على كتابة قصة
    حياة: وضحكة طويلة رنانة هل رجعت لجنونك القديم
    عائشة: نعم فقد اشتقت لكتابة القصص ... تشعرني بالارتياح وتجعل عقلي يشتغل فأنا طول النهار وحتى الليل غارقة في مشاكل المرضى ونفسياتهم المتعبة حتى أتعبوني أنا أيضا.
    حياة: أعانك الله أختي وما الموضوع الذي اخترت لروايتك الجديدة ( تضحك )
    عائشة: لاتبالغي ... ليست رواية بل مجرد قصة قصيرة أحاول تسليط الضوء عن مأساة سبق لي الاشتغال عليها
    حياة: طبعا فعالمنا مليء بالمآسي والمشاكل وخاصة مهنتنا هاته تحتاج لآلاف القصص ( تضحك) ربما ستصبحين قاصة كبيرة وتتركين هم هذه المهنة
    عائشة: لا يا صديقتي أنا أحب مهنتي وأحب أن أخفف على المرضى فلا ضير من وجود فلتات مني بين الفينة والأخرى (ضاحكة)
    حياة: على العموم سأعاود الاتصال بك في آخر الأسبوع لنشرب قهوة.
    عائشة: انتظري قليلا، ألا زلت تذكرين أماني
    حياة: من أماني فقد مرت علي أسماء كثيرة
    عائشة: أماني الحالة التي اشتغلنا عليها في بحث التخرج
    حياة: آه أماني ومن يستطيع أن ينساها، لقد كانت مادة دسمة
    عائشة: حرام عليك، لا تقولي عنها هذا لقد كانت المسكينة حالة إنسانية مؤلمة
    حياة: ياااه أما زلت تبكين عليها رغم كل هذه السنين وتذكرينها
    عائشة: وكيف أنساها لقد كانت أول تجربة لي مع العالم المظلم، عالم الأسى والألم
    حياة: على العموم لم تسألين عنها هل رأيتها؟
    عائشة: نعم رأيتها الأسبوع الماضي ذهبت لزيارتها ... وأنا أكتب عنها قصة
    حياة: (تضحك بسخرية) ألم أقل لك مادة دسمة
    عائشة: لا والله فأنا لا أقصد أن أجني من ورائها مالا وأنت تعرفين هذا، بل فقط قصتها مؤلمة وأود أن ....
    حياة: لا تغضبي حبيبتي فأنا من يعرفك أكثر من نفسك ... على العموم إذا احتجت للمساعدة فأنا رهن طوعك.. يالا تشاو
    عائشة: مع السلامة موعدنا في week end
    حياة: أوك حاضر

  • #2
    رد: المجموعة القصصية للكاتبة فاتحة


    السلام عليكم ورحمة الله


    انتهى كل شيء


    بعد تعب استمر سنين، تخرجت زينب من الكلية بامتياز، كانت ترفل في سعادة كبيرة وتنظر إلى الغد بعين ملؤها الطموح وقلب مشرق ونفس مقبلة على المستقبل بفرح عارم.
    بعد التخرج مباشرة، بدأت زينب رحلة أخرى أشد قساوة من رحلتها الدراسية ألا وهي رحلة البحث عن عمل، كانت تخرج من الساعات الأولى للصباح وتعود عند المغيب بقلب منكسر وإحساس بالفشل يطغى عليها ويشل تفكيرها، انطفأت تلك الشعلة المتقدة داخلها بنور الأمل الذي كان يغذي روحها .
    في أحد الأيام رن جرس الهاتف وإذا بصوت رقيق ناعم يحدثها ويطلب منها الحضور على وجه السرعة لأن مدير المؤسسة يريد أن يراها فربما تنفك العقدة.
    فرحت وتوترت، لبست ملابسها بسرعة وهي تجري كالمجنون وتكلم نفسها، تتمتم ببعض الجمل التي ستبدأ بها حديثها مع سعادة المدير.
    خرجت مسرعة عبرت الطريق غير منتبهة لسيارة قادمة في اتجاهها، وفي لحظة سمع صوت فرامل سيارة ثم اصطدام قوي مزلزل.

    وغرقت زينب في نهر من الدم وانتهى حلمها الوردي قبل أن يبتدئ.

    تعليق


    • #3
      رد: المجموعة القصصية للكاتبة فاتحة

      السلام عليكم ورحمة الله



      خيـــــــــــانة



      لم أعد أستطيع التحمل سأعترف.

      بهذه العبارة انفجرت راضية ذات الست والأربعين عاما، في وجه وكيل النيابة العامة بعد أن وجه لها تهمة الخيانة الزوجية، إثر شكاية من زوجها.
      بدأت القصة يوم أن تقدم أحمد لخطبة راضية، والتي كانت طبعا تحب شخصا آخر، ورغم أنها استعطفته وطلبت منه أن يتركها لأنها لا تحبه ولا تتمناه زوجها لها إلا أنه تشبث بها، كانت صغيرة وذات جمال أخاذ ورغم أنه كان يكبرها فقط ببضع سنين وكان لديه عملا مذرا للمال إلا أنها لم ترغب به لأن قلبها كان مشغولا بغيره.
      طلبت من أمها أن تتدخل لدى والدها ليعتقها من براثن زوج المستقبل الذي لا تحمل له إلا مشاعر الكره، فهو الذي يريد أن يحرمها من حبيبها الأبدي الذي ما أحبت سواه.
      تتذكر راضية وهي محاطة بأسئلة رئيس النيابة والتهم تلو التهم تتساقط عليها كالصواعق، أطلقت العنان لتفكيرها ويوم أن قام زوجها باغتصابها، فهي لم تطق أن تسلمه نفسها فاقتادها غصبا رغم توسلاتها له بأنه لا ترغب به، ولكنه جن جنونه عندما أخبرته أنها تحب شخصا آخر ولن تكون أبدا إلا له مهما حاول هو منعها.
      اعترفت لقاضي التحقيق أنها فعلا سلمت نفسها للشخص الذي أحبته منذ سنين، بل اعترفت تحت وابل الأسئلة الكثيرة التي أمطرها بها القاضي أن الأولاد ليسوا من صلب زوجها، بل هم جميعا أبناء حبيبها.
      أصيب الزوج بالصدمة، وتم تأجيل القضية إلى حين إجراء تحاليل الحمض النووي للتعرف على جينات الأطفال الأربعة التي أنجبتهم راضية كما تدعي من حبيبها. وفعلا أجريت التحاليل واكتشف الأمر فبعد 15 سنة من الزواج يكتشف السر أخيرا بأن الزوج المخدوع عقيم.
      اعترفت الزوجة أنها عرفت بالصدفة أن زوجها مصاب بالعقم بعد أن عمل تحاليل ، وهناك اعترف لها الطبيب بأن زوجها لن ينجب، فطلبت منه ألا يخبره مراعاة لشعوره ولأنها تحبه وتخاف عليه من الصدمة خاصة أنه تواق ليحمل طفلا بين يديه ، وهنا ابتدأت الخطة، وقررت أن تنتقم منه انتقاما بالغا، لأنه حرمها من أعز شخص لها في حياتها.
      اتصلت بحبيبها وطلبت منه أن يصبح عشيقا وفعلا هذا ما كان، واستمرت علاقتهما بل أنها استطاعت أن تعرفه على زوجها حتى أصبح صديق العائلة، كان زوجها يشتغل في مدينة أخرى بعيدة جدا عن العالم الحضري.
      كانت كلما عرف الناس بحكايتها تطلب من زوجها الرحيل عن تلك المدينة، بحجة أن بعض الرجال يتحرشون بها لأنها تعيش لوحدها، طلب منها مرارا أن ترحل للعيش معه لكنها كانت دائما تتذرع أنها ألفت عيش المدينة ولا تستطيع أن تكون معه في المكان الذي يشتغل فيه لأنه يفتقر لضروريات الحياة و دائما تقنعه بأن هذا من أجل مصلحة أبنائهما.
      كان يتركها بالأيام بل كثيرا ما كان يبتعد عنها شهر أو شهرين، بسبب ظروف عمله وهي غارقة في العسل مع حبيبها، وبدأ الأطفال يتوافدون، والزوج في فرحة عارمة لا توصف، كان يغدق عليها المال الوفير، ولا يحرمها من شيء، و لكي تتقن مسرحيتها وتثبت لنفسها أنها ممثلة بارعة، كانت دائما تتشاجر معه لأنه يتركها بالشهور ولا يأتي ليتفقد حالها وحال أولاده لتحسسه بأنه لا يعير الحياة الزوجية أي اهتمام، أما هو فكان يقدم لها الهدايا الباهظة الثمن كتكفير له عن ابتعاده عنها وعن فلذات كبده.
      استمرت علاقتها بعشيقها سنين، رغم الأقاويل ونظرات الاشمئزاز التي تتزايد في كل حي جديد سكنته ، بعد أن احتل حبيبها مكان زوج غافل عن بيته وعرضه وشرفه.
      لم يعد ساكنة الحي يطيقون السكوت، الكل يعرف الحكاية، ويحاولون الصمت، بدأوا يبتعدون عن جارهم حتى لا تفلت منهم يوما ما كلمة تكون قنبلة تفجر عائلة بأكملها، كان الجيران يخافون على أولاده من التشرد ومن الفضيحة، لكن طفح الكيل وأصبح ظهور الحقيقة لا بد منها.
      فقرروا أن يتصلوا يوما بجارهم أحمد حتى يرى بأم عينه خيانة زوجته، واتصلوا بعدها بالشرطة.
      بعد أن علم أحمد أنه كان يعيش وهما، فلا الزوجة زوجته ولا الأبناء أبناءه، لم يستطع المقاومة فأصيب بذبحة صدرية لم تمهله الحياة طويلا.
      اتهمت راضية بالخيانة الزوجية وعشيقها بتهمة الزنا وأودعا السجن بعد ثبوت جرمهما المشهود، أما الأطفال فقد اقتيدوا لدار الأيتام بعد أن فقدوا الأب الحقيقي والأم والأب بالتبني.
      هذه قصة متخيلة لكن ربما حدثت في مكان ما من العالم، لكن ما أقول هو أن لاشيء يصوغ الجريمة كيفما كانت ومهما كانت درجة قوتها.
      الشرع والقانون أعطى للمرأة حق القبول والرفض في الزواج، وأعطاها حق طلب الطلاق في حالة استحالة الحياة بينها وبين زوجها، لكن الخيانة الزوجية لا يقبلها الدين ولا العقل ولا التقاليد و لا الأعراف بل هي قمة الانحطاط الديني والروحي والأخلاقي.

      إذا أردنا أن نحلل هذه القصة سنجدها ابتدأت بجريمة عندما وافق الأب على تزويج ابنته رغما عنها لرجل لا تريده، واستمر ت فصول الجريمة عندما تشبث الزوج بفتاة لا تريده رغم اعترافها له بأنها تحب شخصا آخر، وزاد الجريمة اتساعا حينما ترك الزوج البيت وغاب،ووصلت قمة السوداوية عندما رمت الخيانة بزوجة في أحضان عشيق.
      وبين هذا وذاك، أطفال صغار عاشوا فصول المأساة التي دمرت حياتهم ورمت بهم للمجهول هذا الأخير الذي سينهشهم لا محالة وسيدفعهم لاقتراف أخطاء أخرى سواء بإرادتهم أو رغما عنهم. وربما سيحاولون الانتقام من أناس آخرين، فبعد أن كانوا ضحايا فربنا يوما ما سيجعلون كل الناس ضحايا لهم.

      تعليق


      • #4
        رد: المجموعة القصصية للكاتبة فاتحة

        السلام عليكم ورحمة الله



        ابني حبيبي




        حلمت بالأمومة دوما، لكنها تأخرت عن الإنجاب، طرقت جميع الأبواب في الداخل والخارج لتحضى بكلمة ماما.
        لم تصدق نفسها عندما اعلمها طبيبها المعالج أنها حامل وفي شهرها الثالث كاد يغمى عليها من الفرحة بعدالاستسلام، مرت الشهور كأنها حلم، وقفت بالساعات أمام المرآة تتأمل بطنها المنتفخ وتحلم باقتراب الموعد، حدثته كثيرا عن حياتها وطفولتها والأمل الذي زرعه من جديد في نفسها،وملئه للفراغ العاطفي الذي كانت تحس به دائما، عرفت أنه ذكر،واختارت له من الأسماء ما يليق بشخصية مرموقة في المجتمع، اختارت له الكلية التي سيدرس بها والتي تمكنه من ولوج قمة المناصب في الدولة. تمنت وحلمت أن يدرس القانون ليصبح وزيرا تفتخر به أمام رفيقاتها.
        جهزت له غرفته ووضعت له مكتبة كبيرة،أرادته أن يفتح عينيه على الكتب ويتعلق بها، وحلمت به وهي واقفة معه في حفل التخرج.
        سهرت الليالي وهي تحكي له القصص وتتحدث معه وتغني له وتضع يدها على بطنها بحنان لافت وكأنها تلمس جسمه الصغير.
        في يوم شعرت بانقباض شديد تلاه ألم بالغ، لم يحن الوقت بعد، لم تكمل شهرها السابع، لا يمكن أن تلد الآن... أخذها زوجها على عجل للطبيب، فطمأنها بأنها حتى ولو أنجبت الآن فلا خوف على الجنين، فسوف يعيش.
        كانت تصرخ وتتألم وتبكي بخوف على وليدها، وتتمنى أن تسمع صرخاته، لا تريده أن يصبح وزيرا،لا تريده أن يتخرج من الكلية، تريد فقط أن تراه وتحمله بحب بين ذراعيها، تشم رائحته الطيبة، تقبله، تسعد به،وتقول بصوت مسموع هذا ابني قطعة من نفسي. تذرعت إلى الله أن ينقذ ابنها، وفي لحظة فقدت الوعي ولم تعد تدري ما يحدث.
        عند استفاقتها، سألت عن ابنها، فجاءها الجواب صادما:



        "آسف لقد ولد ميتا"



        "مات الأمل انطفأ النور دفن الحلم للأبد"

        تعليق


        • #5
          رد: المجموعة القصصية للكاتبة فاتحة

          السلام عليكم ورحمة الله


          يا مالكا قلبي



          كنا رفيقين منذ الصغر، عشقنا بعضنا قبل أن نعرف الحب، نخرج من المدرسة سويا ويدينا الصغيرتين تعانق بعضها في حنو وحب كبير لعبنا معا وتراشقنا بالمياه وضحكنا من القلب ضحكات بريئة صافية كنا نبتعد عن بعضنا والدموع تذرف من كلينا، فننام على مضض وننتظر الغد لنلتقي وننطلق من جديد.
          ومرت السنين وكبرنا وكبر حبنا معنا، ازددنا تعلقا وشغفا كلانا بالآخر، من فرط حبنا لبعضنا دخلنا نفس الكلية، وجلسنا على نفس الكرسي، عيناك قالت لي الكثير وقلبي باح لك بالكثير، أتذكر يوم تخرجنا عندما أهديتك قلبا من ذهب، ينفتح نصفين وأهديتني مثله، فوضعت صورتي في جانبه الأيسر وصورتك في الطرف المقابل، واغلقته، وأنا فعلت نفس الشيء مرت الآن سنين منذ أن فرقتنا الدنيا، بعد أن رحلت عني وتركت لي رسالة في ذاك المكان الذي شهد انصهار حبنا واشتعاله ، لن انس كلماتها التي ذبحتني من الوريد وتركتني مضرجة في دماء القهر والحزن والبكاء منك وعليك، تركت رسالتك ورحلت، دون اعتبار لما كان بيننا، دون شرح أو اعتذار، بحثت عنك سنين وانتظرتك سنين، وبعدها استسلمت ، خارت قواي ووجدت نفسي في حضن زوجي، حاضرة الجسد غائبة الروح والقلب، فقلبي أهديته لك ذات مساء، أخذته معك، وتركتني بلا إحساس ولا مشاعر، نار تأكلني وعشق مازال جاثما على روحي، وخجل من زوج لا ذنب له إلا أنه جاء في الوقت الخطأ واختار المرأة الخطأ ولمس الجسد الخطأ، جسد بارد لا حياة فيه، فقد أخذت دفئه معك.
          كم أتمنى لقاءك، اراك فقط، أنا الآن أم لأحلى طفل اخترت له من الأسماء اسمك، لتبقى ذكراك ماثلة أمامي ومعي دائما، كم أحببت اسمك، كم أحببت مناداتك به بدلع العشاق، وكم سمعت همسات قلبك تناديني وتنطق باسمي عندما تحتضنني بحنو بالغ وبرقة المحبين.
          اشتقت إليك يا رفيق الصغر، يا حبيب صباي والكبر، فكم أحب أن أراك بعد طول غياب لأسألك
          " عن قلبي وصورتي"
          أم أن هناك أخرى شغلت واحتلت مكاني فيه؟

          تعليق

          يعمل...
          X