إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كفى تضليلا.. المفاوضات بدأت

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كفى تضليلا.. المفاوضات بدأت

    كفى تضليلا.. المفاوضات بدأت

    عبد الباري عطوان




    حرص الرئيس الفلسطيني محمود عباس على التأكيد في جميع لقاءاته الصحافية بأنه لن يذهب الى المفاوضات المباشرة مع الاسرائيليين الا في حال حدوث تقدم في المفاوضات غير المباشرة التي ترعاها الولايات المتحدة عبر السناتور جورج ميتشل مبعوثها للسلام في المنطقة.
    الدكتور صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين قال اكثر من مرة ان المفاوضات غير المباشرة لم تحقق اي تقدم حتى الآن، وان الاسرائيليين رفضوا الرد على مقترحات قدمتها السلطة عبر الوسيط الامريكي تتعلق بالقبول بتفاهمات جرى التوصل اليها في عهد حكومة اولمرت تتعلق بحدود الدولة الفلسطينية المستقلة.
    هذا كلام جميل، ولكن كيف يفسر الرئيس عباس وكبير مفاوضيه وكل أركان سلطته اللقاء الذي تم بالأمس بين الدكتور سلام فياض رئيس الوزراء الفلسطيني وايهود باراك وزير الدفاع الاسرائيلي في القدس المحتلة، أليس هذا اللقاء هو إحدى حلقات المفاوضات المباشرة التي يرفضها الجانبان علنا، ويقرانها سراً؟
    عندما كشفت المصادر الاسرائيلية أنباء هذا اللقاء تلكأت السلطة في رام الله في تأكيده، ولكنها عادت واعترفت به، وبررته بأنه ليست له أي علاقة بالمفاوضات، وسينحصر في مناقشة الأمور الحياتية اليومية للفلسطينيين في الضفة الغربية، وشددت على ان الدكتور فياض ممنوع من الحديث في الشؤون السياسية، لأنها من اختصاص حركة 'فتح'.
    الدكتور فياض 'كذّب' السلطة وتبريراتها هذه بشكل واضح، و'دون لف أو دوران'، عندما كشف في مؤتمر صحافي عقده بعد اللقاء مباشرة في مكتبه برام الله، انه بحث مع باراك عدة ملفات من بينها التنسيق الأمني، وضرورة وقف الاستيطان، وايقاف عمليات الإبعاد، والإفراج عن الأسرى، ورفع الحصار الاسرائيلي عن قطاع غزة، وأكد في الوقت نفسه انه بحث جميع هذه القضايا والملفات بشكل 'معمق'.
    خطورة هذا اللقاء ومعانيه لا تنحصر فقط في خرق اتفاق عربي بعدم الانتقال الى المفاوضات المباشرة دون احراز تقدم ملموس، وانما في توقيته، اي قبل يوم واحد من اللقاء المنتظر في البيت الابيض بين الرئيس الامريكي باراك اوباما وضيفه الاسرائيلي بنيامين نتنياهو.
    ' ' '
    رئيس الوزراء الاسرائيلي سيحاجج مضيفه الامريكي بانه لا داعي لممارسة أي ضغوط عليه لتجميد الاستيطان لاستئناف العملية السلمية، فليس لديه اي مشكلة مع الطرف الفلسطيني، والمفاوضات مستمرة على اكمل وجه، فبالأمس فقط التقى وزير الدفاع باراك برئيس الوزراء الفلسطيني وجهاً لوجه، وبحثا جميع القضايا بجدية بما في ذلك مسألتا الاستيطان وحصار قطاع غزة.
    هذا التراجع المهين وقصير النظر من قبل السلطة عن مواقفها ليس جديداً ولا مفاجئاً، فقد تعودنا عليه، وبتنا لا نثق بأي مواقف للرئيس عباس ومساعديه، لاننا نعرف انها ستنهار مقابل أي ضغط أمريكي أو تحايل اسرائيلي.
    السلطة ورئيسها، ورئيس وزرائها، يلقون دائماً بطوق النجاة للاسرائيليين في كل مرة يواجهون فيها عزلة دولية، فعلوها أيام مؤتمر انابوليس عندما ذهبوا دون تجميد للاستيطان، وكرروها بعد عدوان غزة عندما قبــــلوا بالمفاوضات غير المباشرة، وها هم يرتكبون الإثم نفسه بالتــــفاوض مباشرة مع الاسرائيليين في وقت ما زالت دماء شهداء سفينة اسطول الحرية لم تجف، وتهــــدد تركيا بقطع العلاقات مع اسرائيل اذا لم تعــــتذر لها رسمــــياً عن هذه المــــجزرة، وتلبي جميع شروطها الأخرى وابرزها لجنة التحقيق الدولية ورفع الحصار عن قطاع غزة.
    أحد المسؤولين في السلطة قال لي في اتصال هاتفي مفاجئ اننا لا نعرف حجم معاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال، وعلينا ان نفهم انها سلطة مقيدة باحتلال، وان اللقاء بين باراك وفياض هو للتخفيف عن الناس، وتسهيل حياتهم، والمضي قدماً في تطوير الاقتصاد واكمال البنى التحتية للدولة، وباراك هو المسؤول عن جميع هذه القضايا.
    نقول لهذا المسؤول باننا نفهم ذلك كله، ونؤيد التخفيف من معاناة الناس، ولكن اليس من الحصافة ان يتأجل هذا اللقاء بضعة أيام ريثما يعود نتنياهو من زيارته لامريكا؟ ثم الا يستطيع اهل الضفة الصبر ثلاثة أيام فقط على معاناتهم وهم الذين صبروا عقوداً تحت الاحتلال؟
    المسألة ليست تخفيف الضغوط المعيشية عن أهل الارض المحتلة، وانما تخفيف الضغوط السياسية عن نتنياهو، واخراجه من عزلته الدولية الحالية، وليس هناك أفضل من السلطة ورجالها في رام الله للقيام بهذه المهمة على أكمل وجه.
    نتنياهو قد يتعهد لاوباما باطلاق سراح بعض الاسرى الفلسطينيين شبه المنتهية فترة محكوميتهم، وسيزيل بعض الحواجز في الضفة، وسينقل بعض المناطق المحتلة من المنطقة 'ب' إلى المنطقة 'أ' التابعة للسلطة، وبعد ذلك سيطلب مفاوضات مباشرة ويطلق العنان للاستيطان مجدداً.
    ' ' '
    اسرائيل تعيش أفضل أيامها في الضفة الغربية، تبني المستوطنات، وتهود المقدسات، وتفرغ القدس المحتلة من سكانها العرب، وتتمتع بالتنسيق الأمني الذي وفر لها الهدوء والاستقرار والأمن طبعاً، فلماذا تقدم تنازلات للفلسطينيين أو تعطيهم دولة أو أي نوع من أنواع السيادة؟
    نشعر بالمرارة والألم ونحن نرى الحركة الوطنية الفلسطينية تنتقل من هدف المقاومة والتحرير إلى هدف دفع الرواتب وتأمين الاحتياجات المعيشية لأهل الضفة الغربية، تماماً مثل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا).
    وربما لا نبالغ اذا قلنا ان المسؤولين في وكالة الغوث، خصوصا العاملين منهم في قطاع غزة، أكثر تعاطفاً ووطنية تجاه المأساة الفلسطينية وحصار الشعب الفلسطيني من نسبة كبيرة من نظرائهم في السلطة الفلسطينية في رام الله. ويمكن العودة إلى مواقف السيدة كارين أبو زيد، ومدير الوكالة في القطاع جون جينغ الايرلندي الشريف والمقارنة بين مواقفه المعارضة بشراسة للحصار وممارسات اسرائيل الدموية أثناء العدوان على غزة ومواقف بعض مسؤولي السلطة في رام الله لفهم ما نقصد في هذا الصدد.
    نخشى ان تكون السلطة في رام الله 'مغرمة' بالنموذج المصري الحالي في الحكم، فكل الدلائل تشير الى انها تتحول الى سلطة يتعمق فيها التحالف بين مسؤوليها وطبقة رجال الأعمال، لأن كل هم هذه السلطة الراهن هو الاقتصاد، وقطاع الاعمال، وتسهيل حركة رأس المال، وجذب الاستثمارات لزيادة ثراء هؤلاء. أما قضية اللاجئين المعدمين او الفقراء المحرومين فليس لهم الا الفتات في أفضل الأحوال.
    السيد زكريا الزبيدي أحد المناضلين الشرفاء الذي عاش خلف القضبان أكثر مما عاش في جنين، لخص الوضع المأساوي الحالي في الضفة بقوله في مقابلة مع صحيفة 'هآرتس' الاسرائيلية 'نعم.. هناك مستشفيات.. وتلاميذ أكثر في المدارس.. وسيارات دفع رباعي للمسؤولين في السلطة، وراتب آخر الشهر، ولكن الشعب الفلسطيني لم يقدم آلاف الشهداء وعشرات الآلاف من الجرحى والأسرى، ولم يقم بثورته من اجل هذه الأشياء'.
    نأمل أن يقرأ كلماته هذه المسؤولون في السلطة في رام الله.

    إذا الشعب يوما أراد الحياة
    فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
    و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
    و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

  • #2
    رد: كفى تضليلا.. المفاوضات بدأت

    الرئيس عباس في مأزق جديد

    رأي القدس





    انتهى اللقاء المنتظر بين الرئيس الامريكي باراك اوباما ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بدعوة الطرفين الى ضرورة استئناف المفاوضات المباشرة للتوصل الى السلام، قبل انتهاء فترة تجميد الاستيطان في اواخر ايلول (سبتمبر) المقبل. الأمر الذي يعني ان نتنياهو نجح في اقناع الرئيس الامريكي بتبني مطالبه التي تمسك بها دائماً بضرورة الجلوس مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس وجهاً لوجه، لتدشين العودة الى المفاوضات المباشرة بالصورة التي كانت عليها قبل تجميدها بسبب الاستيطان.
    فاللافت ان الرئيس اوباما لم يضع أي شروط على ضيفه الاسرائيلي مقابل تأييده للمفاوضات المباشرة، مثل تمديد فترة تجميد الاستيطان أو تحديد سقف زمني للمفاوضات، أو القبول بحل الدولتين وحدود الدولة الفلسطينية المستقبلية، وتحديد مرجعية واضحة ومحددة للتسوية.
    نتنياهو كان يردد دائماً ان المفاوضات المباشرة، حيث يطرح كل جانب وجهة نظره، هي الطريق الأنسب للوصول الى اتفاقات للسلام، والبدء 'من اسفل الى اعلى'، ولكنه في الوقت نفسه رفض الرد على مقترحات بعثت بها السلطة ورئيسها اليه من خلال مبعوث السلام الامريكي جورج ميتشل، تطالبه بضرورة القبول بالتفاهمات التي جرى التوصل اليها مع حكومة 'كاديما'، وأبرزها مسألة حدود الدولة الفلسطينية كشرط للعودة الى المفاوضات المباشرة.
    لا نعرف كيف سيرد الرئيس محمود عباس على هذا التبني الامريكي الواضح لوجهة نظر نتنياهو، وما اذا كان سيلبي نداء الرئيس الامريكي بالعودة الى مائدة المفاوضات المباشرة، وفق شروط الأخير أي نتنياهو، خاصة انه لم يتم تحقيق أي تقدم في المفاوضات غير المباشرة.
    تجاربنا السابقة مع الرئيس عباس تؤكد انه يتراجع دائماً عن مواقفه أو شروطه في نهاية المطاف، ويقبل دون تردد بالاملاءات الامريكية، لانه يعلم جيداً ان رفض هذه الاملاءات يعني وقف المساعدات المالية، وعدم القدرة على دفع رواتب لاكثر من مئة الف موظف على قوائم السلطة.
    ربما يلتزم الرئيس عباس الصمت لبضعة أيام، ويطلق العنان لبعض مساعديه لمعارضة العودة الى المفاوضات المباشرة، لامتصاص بعض ردود الفعل الشعبية، ولكنه سيذهب الى جامعة الدول العربية في نهاية المطاف، ويطلب من وزراء خارجية دول الاعتدال العربي، اصدار 'فتوى' سياسية توفر له الغطاء الذي يريده للتفاوض مباشرة مع نتنياهو وحكومته.
    السيد عمرو موسى امين عام الجامعة العربية مشهود له بالبراعة في صياغة مثل هذه الفتاوى، فقد فعلها في أكثر من مرة في السابق، وليس هناك ما يمنع ايجاد بعض الاسباب والمبررات لتكرار الأمر مرة أخرى.
    الرئيس عباس بدأ التمهيد لخطوته المقبلة باعطاء الضوء الأخضر للدكتور سلام فياض رئيس وزرائه للقاء ايهود باراك وزير الدفاع الاسرائيلي، قبل يوم واحد من لقاء نتنياهو مع الرئيس الامريكي، وبرر موافقته على هذا اللقاء بالقول ان محادثاته ستتركز على الأمور الحياتية لأبناء الضفة الغربية، لان باراك هو الحاكم الفعلي للمناطق المحتلة الواقعة في نطاق اختصاصه كوزير دفاع، لنكتشف ان اللقاء تناول جميع القضايا السياسية، بما في ذلك قضايا الحل الدائم، مثل المستوطنات والحصار على قطاع غزة وقضايا أمنية أخرى عديدة.
    الدكتور صائب عريقات كبير المفاوضين وأحد أبرز المقربين للرئيس عباس، اقسم بأغلظ الايمان، بان السلطة لن تذهب إلى المفاوضات المباشرة، اذا لم يتم تحقيق تقدم في المفاوضات غير المباشرة، وهدد باللجوء إلى خيارات أخرى اذا فشلت المفاوضات الأخيرة من بينها حل السلطة.
    السؤال المطروح على الرئيس عباس ومساعديه عما اذا كانوا على استعداد لاتخاذ موقف جدي، والالتزام بتعهداتهم بحل السلطة؟ الاجابة: 'لا' كبيرة جداً، فهناك مثل شعبي يقول 'من يريد ان يضرب لا يكبّر عصاه'.
    الأرجح ان الملف الفلسطيني تراجع إلى مراتب متدنية على سلم اهتمامات الادارة الأمريكية، مقابل تقدم الملف النووي الايراني، وهذا ما يفسر استسلام اوباما لشروط نتنياهو كاملة، والاشادة بخطواته 'الايجابية' تجاه تخفيف الحصار على قطاع غزة، وتأكيد التزام الولايات المتحدة بأمن اسرائيل.

    إذا الشعب يوما أراد الحياة
    فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
    و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
    و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

    تعليق

    يعمل...
    X