إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ابني حبيبي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ابني حبيبي

    السلام عليكم ورحمة الله


    ابني حبيبي



    حلمت بالأمومة دوما، لكنها تأخرت عن الإنجاب، طرقت جميع الأبواب في الداخل والخارج لتحضى بكلمة ماما.
    لم تصدق نفسها عندما اعلمها طبيبها المعالج أنها حامل وفي شهرها الثالث كاد يغمى عليها من الفرحة بعدالاستسلام، مرت الشهور كأنها حلم، وقفت بالساعات أمام المرآة تتأمل بطنها المنتفخ وتحلم باقتراب الموعد، حدثته كثيرا عن حياتها وطفولتها والأمل الذي زرعه من جديد في نفسها،وملئه للفراغ العاطفي الذي كانت تحس به دائما، عرفت أنه ذكر،واختارت له من الأسماء ما يليق بشخصية مرموقة في المجتمع، اختارت له الكلية التي سيدرس بها والتي تمكنه من ولوج قمة المناصب في الدولة. تمنت وحلمت أن يدرس القانون ليصبح وزيرا تفتخر به أمام رفيقاتها.
    جهزت له غرفته ووضعت له مكتبة كبيرة،أرادته أن يفتح عينيه على الكتب ويتعلق بها، وحلمت به وهي واقفة معه في حفل التخرج.
    سهرت الليالي وهي تحكي له القصص وتتحدث معه وتغني له وتضع يدها على بطنها بحنان لافت وكأنها تلمس جسمه الصغير.
    في يوم شعرت بانقباض شديد تلاه ألم بالغ، لم يحن الوقت بعد، لم تكمل شهرها السابع، لا يمكن أن تلد الآن... أخذها زوجها على عجل للطبيب، فطمأنها بأنها حتى ولو أنجبت الآن فلا خوف على الجنين، فسوف يعيش.
    كانت تصرخ وتتألم وتبكي بخوف على وليدها، وتتمنى أن تسمع صرخاته، لا تريده أن يصبح وزيرا،لا تريده أن يتخرج من الكلية، تريد فقط أن تراه وتحمله بحب بين ذراعيها، تشم رائحته الطيبة، تقبله، تسعد به،وتقول بصوت مسموع هذا ابني قطعة من نفسي. تذرعت إلى الله أن ينقذ ابنها، وفي لحظة فقدت الوعي ولم تعد تدري ما يحدث.
    عند استفاقتها، سألت عن ابنها، فجاءها الجواب صادما:


    "آسف لقد ولد ميتا"


    "مات الأمل انطفأ النور دفن الحلم للأبد"

  • #2
    رد: ابني حبيبي

    عائشة تمسك بقلمها فترسم صور وتلخص مشاعر , عشت مع الأم فى انتظار مولودها ورسمت الاحلام معها
    رأيته رجلا يحن عليها في شيخوختها , سمعتها وهى تنهره فى مراهقته ليكف عن اللعب وينتبه لدروسه
    شاهدته وهو شاب يهرول عليها ليحكى لها عن اول قصة حب عاشها , لكنك يا اختى العزيزة سامحك الله هدمت
    كل تصوراتى فى آخر القصة بموت الطفل الذى لم تسمع منه امه اغلى كلمة اليها , بناء محكم وتصوير معبر
    ونهاية شديدة السواد , لكن لا استطيع إلا ان اشكر موهبتك وخط قلمك الذى نقلنا الى عالم رسمتيه انت بجدارة .
    اه يا دهر هات ما شئت و انظر عزمات الرجال كيف تكون
    ما تعسفت فى بلاءك الا هان بالصبر منه ما لا يهون






    sigpic

    تعليق


    • #3
      رد: ابني حبيبي

      الأخت العزيزة عائشة

      الحياة و الموت صنوان لا يفترقان أبدا . و بالرغم من قصر الحياة إلا أنها جميلة

      و رائعة و تجعل الإنسان يتمسك بها و هو يعرف أن نهايته فيها ستكون الموت لا

      محالة . و شعور الأم بالأمومة لا يضاهيه شعور آخر فهو الحب الخالص و النقي

      و الظاهر لذلك فإن الجنّة تحت أقدام الأمهات ، و حلم الأم بالأمومة رائع لأنه

      يعطيها دفعا و حافزا للحياة و هدفا تعيش من أجله . و لكن قد نقبل الحياة بعد

      الولادة بيوم أو سنة أما الموت قبل الولادة فمدمّر و مؤلم يجعل من الحياة كلها

      مواتا لا حركة فيها و يجعل الحلم موؤودا لا يرى النور .

      لقد كانت نظرتك للحياة في هذه الأقصوصة تشاؤمية و مأساوية بل إنها نظرة

      فجائعية تجعل كل من يقرأ هذه الأسطر القليلة يشعر بالألم و الحزن لأنك استطعت

      بأسلوبك الأدبي الرائع و بما اعتمدته من أساليب الوصف من نقل مشاعر المرأة

      و جعلت كل القراء يتعاطفون معها و يشاركونها حلما .

      و بالرغم من الموت فإن الحياة تنبثق منه دون شك و بما أن المرأة قد حملت طفلا

      فيمكنها أن تحلم بحمل آخر و طفل آخر و يبقى رغم الأسى الأمل موجودا و الحياة

      تستمر .

      دمت مبدعة
      إذا الشعب يوما أراد الحياة
      فلا بدّ أن يستجيب القــــدر
      و لا بــــدّ لليــل أن ينجلــي
      و لا بـــدّ للقيــد أن ينكسـر

      تعليق

      يعمل...
      X